تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: لتعارفوا ..

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,454

    افتراضي لتعارفوا ..

    لتعارفوا ..



    لماذا يُكتب الأدب؟



    لماذا يجتهد المبدع في نحت الكلمات وتصوير المعاني وانتقاء المجاز وبلورة الحروف؛ لتعبِّر عن رؤاه، فينقلها للقراء ويشركهم في تجربته الإنسانية وزخم مشاعره وأفكاره، أو يتواصل معهم حول مفهوم أو قيمة، أو يصف أحوالهم بلسان مبين؟
    ثمَّ لماذا يتم توظيف اللغة والأدب في التواصل؟
    ولماذا لا يكتفي المبدع بعمله ثمَّ يبقيه في غياهب الأدراج؟ لماذا ينشره على الناس؟ ويتحمَّل النقد والنقض؟.
    ببساطة: لأنَّ الإنسان خُلق مفطوراً على التعارف، والتواصل، ومدّ الجسور مع الآخرين عبر الحرف والإشارة والحركة والإيماءة والنظرة، وبهذا التواصل يكون إنساناً. وليس هدف التواصل الإنساني محض التعايش المشترك، أو تحقيق الحاجيات والضروريات، بل "الاستئناس" بالغير، والتبادل للفكر والمشاعر والهموم، والاشتراك في العمران والعمارة للكون، والإنصات لإجابات الآخرين عن أسئلة الوجود والعدم، والحياة والموت، والحق والحقيقة، والعدل والحرية، والألوهية والعبودية. وفوق هذا تدبُّر الوحي عبر الحرف وفهمه عبر اللغة، وعبر السير والنظر (النظر في النفس والأنفس والآفاق).
    والعقل في توظيفه للغة مطالب بالأدب، فاللغة ليست أداة اتصال فحسب، بل تواصل له وظائف اجتماعية، إنسانية وإصلاحية، والتواصل يفرض قطع مسافة خارج الذات وخروج عن شروطها إلى فهم ومفاوضة حول شروط الآخرين، والاجتماع الإنساني مبنيٌ على نجاح هذا التفاوض اللفظي أو الضمني، الذي بدونه لا تكون جماعة ولا أمَّة، وفشله ينذر بتهدد هذا الاجتماع عند سقوط اللغة وتشظي المعاني، فيسود كلام "الطرشان"، أو الصمت، وتتنافر الفهوم والمقاصد، وتفشل اللغة كأداة للاتصال، ناهيك بالتواصل، فيكون اللجوء للقوة: تسلطاً أو اضطراراً.
    واللغة من نعم الله على العباد، فهو سبحانه الذي علَّم آدم الأسماء كلها. وعلماء الألسنيات واللغة يتحدَّثون عن فطرة لغوية تجمع البشر وإن اختلف اللسان، يرونها دليل الأصل البشري الواحد، ونراها نحن من أدلة الوحدانية والربوبية.
    ولماذا خلق الله الخلق، ومن بعد ذلك علَّمهم الأسماء وأوكل إليهم أمانة الأفعال؟
    ليتعارفوا!!
    خلق الجنّ والإنس للعبادة، ثمَّ فصَّل للناس مدلول عبادتهم هم، فخاطب الناس بقوله عز وجل :{إنَّا خلقناكم من ذكر وأُنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا}، فجعل مقصد الخلق على اختلافهم هو التعارف والائتلاف، أو التدافع حال التنازع والخلاف، تعارف الذكر والأنثى ولايةً أو قربى أو قوامة، وتعارف المؤمنين مع النَّاس شهادة وقسطاً، وتعارف الشعوب والقبائل تواصياً بالحقِّ والصبر.
    والتعارف وسيلته اللغة، وللغة فنون وآداب، وللأدب طرائق ومجالات، وللكلمة ميزان، وللحرف أسرار.
    لماذا يُكتب الأدب؟
    تعارفاً.. وعبادة!
    منقول


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2

    افتراضي رد: لتعارفوا ..

    كلنا اصبحنا علماء وادباء نتفنن في كتابة المعاني كيفما نشاء
    مهتم ب
    برمجة التطبيقات، تصميم المواقع، استضافة المواقع، التسويق الرقمي، المتاجر الالكترونية.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •