خصومة

مؤمنة الصالح




يمرُّ العــــــام لا يـــأتي لقــلبي
بريد الشــوق مـــن دار الحـــبيبِ
ولا يأتي لعنـــواني رســــــولٌ
ولا خــــيل تخـــب عـــلى دروبي
يمرُّ العـــام والمـــنفى أســــير
لدى الترحال في غــيب النصــيب
يمرُّ العـــام ليتـــكِ تســـتريني
فترتاح العواصفُ مـــــن هــبوبي
وتختصر المســافاتُ ارتحالي
لميـــــناء تشــــمّـــــَر َ للركــــوب
يَمرُّ العـــام خـــلتكَ قـد توافي
لتسألَني عن الشــــوق العجـــيب
فيقتحمُ اغـــترابَكَ سـوءُ ظني
وتعـــترفُ النقـــائصُ بالعــــيوبِ
رأيت القـــلبَ يستفـــتيك يوماً
فقلتَ : الشكُّّ يعصـف بالقــــلوب
وقدمـــتَ اعـــتذاركَ لاشتياقي
وخلَّفــــتَ المواجـــــع للغريــــب
يَمرُّ العـــام لم يخـــبرْك جـــارٌ
بأنـي زرت بيـــتك مـــن قـــريب
وزينـــتُ النوافـــذ باشــتياقي
وأخبرتُ المشارقَ عــن غروبي
أتيتُ إليـــك تحملني الهـــدايا
وتسترضــــيك ســاعاتُ الغروب
يَمرُّ العام ما استغربتَ بُعــدي
ولم تضجـر مـــن العيش الرتيب
ولم تحــــــزم حقائبَكَ الثكـالى
لتبدأ رحــــلة نحــــو الجــــنوب
حسبتك لن تعيش بغير ليــلى
تقاســـمكَ احتـــمالكَ للكــــروب
وتجعلك الأمير لكـل أمـــــــــر
وتجعلك المظـفرَ في الحــــروب
تـكــــابر إذ تـــردد : لا أبالي
فمثلك لا يطيـق نوى الحــــبيب
ومثلك لا يعيش بغير حـــرب
ولا يخــــتار أزمنة الهــــــروب
يناطح صخرة الأشواق قيساً
ولا يعــنو لأدويـــة الطـــــــبيب