تعلمي فن إدارة المنزل (1من3)
إدارة الغذاء
سلمى ابو حسين
الحاجات الإنسانية كثيرة ومتعددة وتتخذ شكلا مستمرا ومنتظما . وموارد الأسرة تسعى لسد الحاجات واستخدام أسس الإدارة لتـــحقيق ذلك بأقل قدر من الموارد وبأعلى كفاءة ممكنة .
وتتجسم هذه الحاجات في الغذاء والمسكن والتعليم والعلاج والمواصلات والترفيه والادخار ... وغيرها من البنود التــي تختلف باختلاف مستوى المعيشة والخصائص الثقافية للمجتمع ، وإدارة هذه البنود بحكمة يساعد على حسن استغلال موارد الأسرة وتحقيق أهدافهــــــا بصورة جيدة وسهلة.
· إدارة الغذاء:
الهدف من إدارة الغذاء هو توفير الغذاء لأفراد الأسرة بما يتفق مع احتياجاتهم الجسمية والعقلية والاجتماعية والعاطفية على أن يكون الإنفـــــاق منــاسبـــــاً لإمكانيات الأسرة ومواردها؛ للوصول إلى حياة صحية وغذائية سليمة.
تحتاج الأسرة للموارد بأنواعها المختلفة في إدارة الغذاء ، كالمعارف والمعلومات التي تتعلق بالقيمة الغذائية للأغذيـة ، وأسعارها ، وكيفية إعدادها بأساليب تساعد على حفظ قيمتها الغذائية وتقديمهــــا والاستفادة من أنواعها المختلفة ، وطرق تغذية الفئات الخاصة بالأسرة كالحامل والمرضع . والمسن والمريض ، بالإضافة إلى معلومات عن الحالة العامــــة للأســـــــــوا ق ، وتسهيلات الشراء ، كما تعد القدرات والمهارات والطاقات البشرية موارد هامة وضرورية لتحويل الأغذية من صورتها الخام إلى وجبات وأطعمة مقبولة .
أما الموارد المادية فأهمها الدخل الذي يحدد أنوع الأغذية التي تستطيع الأسـرة اختيارها وشرائها ، كذلك الوقت المتاح لدى ربة الأسرة ومن يعاونها يحددان لدرجة كبيرة طبيعة الوجبات التي تقدم للأسرة ، وعلى ذلك فأن أسلوب إدارة الغذاء يختلف من أسرة لأخرى نظراً لاختلاف المـــوارد .
· أخطاء في إدارة الغذاء :
كثيرا ما تقع ربة البيت أو المسؤول عن إدارة الغذاء بالمنزل في عدة أخطاء منها ما يلي :
· الاعتماد على مصادر غير موثوق فيها للحصول على معلومات عن التغذية والطهي والتخزين ، وتشير الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من الأمهات في الولايات المتحدة الأمريكية يلجأن إلى العلاقات الشخصية بأمهاتهن أو أقاربهن للحصول على معلومات عن التغذيــــة وإعــداد الوجبات ،
كما أن هناك نسبة كبيــــرة ما زالــت تعتمد على هذه المصادر في مجتمعنا العربي ؛ ففي جمهورية مصر العربية بلغت هذه النسبة 14% من ربات الأسر الحضرية ، و75% في الأسر الريفية ، و 88% في الأسر البدوية. أما في المملكة العربية السعودية فتشير الأرقام إلى أن أكثر من ثلث (2’36%) ربات البيوت يعتمدن على الأم والجدة والجيران كمصدر للمعلومات الغذائية .
· انخفاض الوعي الغذائي بين معظم الأسر فقد كشفت الأبحاث أن الوعي الغذائي جيد لدى 56% من ربات الأســـــر الحضريــــــة ، ومتوسط لدى 35% منهن. مما حقق تغذية كلية جيدة لإفراد الأسرة الحضرية ، أما بالنسبة للأسر الريفية والبدوية فلم يتحقق المستوى الجيد لإدارة الغذاء وبالتالي كانت الحالة التغذوية السائدة بين تلك الأسر متوسطة أو ضعيفة.
· اتباع الطرق العشوائية عند اختيار وتصميم الوجبات .
· تخطيط الوجبات في اللحظة الأخيرة وعادة ما ينتج عن هذا التخطيط عـــدم استيفائها الاحتياجات الغذائية المطلوبة للأسرة وغالبا ما تكون الوجبة مرتفعـــة التكاليف حيث تستخدم أغذية سهلة أو سريعة الإعداد (أغذية محفوظة أو نصف مجهزة) أو أغذية عالية الجودة (مثل قطع اللحوم الممتاز مرتفعة السعر ) أوقد تعتمد على المتوفر من الأغذية بالمنزل.
· عدم متابعة أسعار السلع الغذائية من خلال وسائل الإعلام المختلفة فمتابعة الأسعار تســاعد على إنجاز هذه العملية في أقل وقت ممكن.
· الشراء بدون إعداد قائمة بالمشتروات وبالتالي عدم تحديد البدائل التي يمكن شرائها عندما لا تتوافر السلع الأساسية المراد شرائها .
· الاهتمام بقراءة البطاقة الإرشادية من أجل معرفة تاريخ الصلاحية وبلد الصنع فقط وليس من أجل معرفة المكونات والقيمة الغذائية ومدى إضافة مواد ملونة وحافظة قد تكون ضارة بالصحة وغيرها من المعلومات التـي يجب استيعابها قبل الشراء .
· انخفاض المقارنة بين أسعار العبوات المختلفة من الأغذية التي من نفس النوع ومقارنة تكاليف الوحدة من كل بديل .
· الاعتماد على المشروبات الغازية بالرغم من انخفاض قيمتها الغذائية وارتفاع أسعارها مقارنة بالعصائر المجهزة بالمنزل علاوة على احتوائها على بعض المواد الضارة التي قد تسبب كثيرا من الأمراض الخطيرة .
· سوء تقدير كمية الأغذية التي تحتاجها الأسرة مما يؤدي إلى شراء كميات كبيرة من الأغذية - أكثر من اللازم - يتم تخزين جزء منها والتخلص من الجزء الآخر وخاصة إذا كان سريع الفساد. ومع سوء ظروف التخزين تفقد جزءا من القيمة الغذائية وقد تتلف المادة الغذائية المخزنة مما يؤدي إلى زيادة الإنفاق الغذائي وضياع جزء من دخل الأسرة.
· الإسراف في موارد الأسرة المستخدمة في إدارة الغذاء وخاصة في مرحلة الإعداد والطهي ففي إحدى الدراسات احتل إعــــداد الطعــــام وطهيه المرتبة الأولى من حيث استنفاذ الوقت ، والمرتبة الثالثة مـــــن حيث الجهد .
من ناحية أخرى فإن سوء ترتيب مراكز العمل في المطبخ أو صغر مساحته أكثر من اللازم وعدم مناسبته لعدد الأفراد المحتمل تواجدهم في لحظـــــة الإعداد والطهي وعدم توافر الأدوات والأجهزة اللازمة لإتمـــــام عمليـــات الإعداد والطهي تؤدي إلى الإسراف في استخدام الموارد الأسرية. ولا شك أن إتباع الأسلوب الإداري السليم عند إعداد الوجبات يؤدي إلى تقليل الوقت والجهد المستــــغرق في هذه العملية.
· ارتفاع نسبة الفاقد خلال مراحل الإعداد والطهي والتناول والحفظ والتخزين سواء كانت نتيجة الفقد في القيمة الغذائية أو فقد النوعية وهناك العديد من نتائج البحوث التي تدل على ذلك .
· قلة الاستفادة من بواقي الأطعمة بعمل أصناف جديدة وشهية ، وقد تبين أن70,8%من الأسر الحضرية والريفية يتبقى لديهن أطعمة من الوجبات ، لكن قليلا من تلك الأسر يتناول هذه الأطعمة مرة أخرى بعد حفظها ، ومنهم من يضع هذه البواقي للطيور خاصة في الأسر الريفية.
· انخفاض الصناعات المنزلية الغذائية ، فالأسرة أصبحت تعتمد على السوق الخارجي للحصول على ما تحتاجه برغم أن التصنيع الغذائي المنزلي يوفر للأسرة مبالغ باهظة تنفقها في شراء السلع الجاهزة من الأسواق مع التأكد من سلامة المنتجات الغذائية صحيا وتجنب الغش وإضافة الكثير من المواد الملونة والحافظة الموجودة بها .
· الإنفاق على الغذاء بدون تخطيط مسبق حيث وجد أن 70%،96%،99%من الأسر الحضرية والريفية والبدوية تنفق على الغذاء بدون تخطيط مسبق.