استعداد المسلمة لاستقبال رمضان



تهاني الشروني



إن لله أيامًا تتجلى فيها النفحات والهبات والعطاءات وهذه الكلمات حول أفضل الشهور وأعظم الأيام وخير الليالي.. حول شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان.

ونحن على وشك أن يظلنا هذا الشهر الكريم شهر المنح والبركات شهر محفوف بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، وللمؤمنين مع هذا الشهر أحوال ووقفات فقد استشعروا من قبل فرحة قدومه وتنفسوا نسائم رحماته وعايشوا مباهج استقباله.

وها هو ولله الحمد تلوح مقدماته والقلوب تشتاق إليه وتتزين لاستقباله واللهفة تجوب الألسنة والدعاء يملأ الآفاق: "اللهم بلغنا رمضان".

وجدير بنا أن توجه تلك الكلمات إلى المرأة المسلمة راعية بيتها التي بيديها تقدم الخير لأسرتها، إلى الأم الحانية على أولادها المربية لأجيال وقادة أمتها، إلى الزوجة المحبة لزوجها المحافظة على بيتها ترعاه وتدفئه بحبها وتصونه بحنانها، قال تعالى:{ فالصالحات قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ} النساء -34.

إلى الأخت والابنة والأم والزوجة التي امتلأت قلوبهن بالحب لكل أفراد الأسرة لنا إليك نصائح هامة وأنت على وشك استقبال موسم التجارة مع الله وإنها بالفعل تجارة رائجة رابحة:

1- لا تجعلي شيئًا يمنعك من الربح فإن السوق معقودة والثمن في يدك، ونبيك صلى الله عليه وسلم أرشدك لهذه الفرصة من غياب الهوى وحضور الهدى وتصفيد الشياطين وإقبال الملائكة ومضاعفة الحسنات وإجابة الدعوات وكثرة العتقاء من النار وغنيمة ليلة القدر وغير ذلك من الخيرات.

2- اعلمي بارك الله فيك أن من ينتظر حبيبًا ويشتاق إليه عليه الاستعداد له فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعد لاستقبال رمضان من أول شعبان، فإن من منهجنا الإسلامي أن نسبق الفروض بالسنن، فالصيام في شعبان "صيام السُنة" قبل رمضان "صيام الفرض"، فاحرصي على الإكثار من الصيام في شعبان وعليكِ أن توصي أهل بيتك بالصيام.

3- عليكِ أيضا أن تزيدي من النهل من القرآن في شعبان، ولتحرصي على كثرة الاستماع للتلاوة، بل عليكِ أن تجعليه يملأ أركان البيت وأن يستمع إليه الجميع وينصت فقد اقترب شهر القرآن.

4- احرصي على تجهيز بعض الكتيبات الإسلامية الصغيرة التي تعين على علو الهمة لتكون في متناول أفراد الأسرة.

5- احرصي على إظهار تغيير في البيت بمناسبة قدوم رمضان خاصة في الأسبوع الأخير من شعبان بتغيير نظام أثاث المنزل ونظافته وتعليق بعض الزينات الجميلة والبالونات المبهجة وتزيين حجرات الأطفال خاصة.. فالنفوس تمل ويبهجها وينشطها التغيير، فيرتبط هذا الابتهاج في قلوب الأطفال بالشهر الكريم.

6- أعدي مكانًا في بيتك ولو صغير لصلاتك وعباداتك ليعينك على الاعتكاف والخلوة لبعض الوقت في رمضان.

7-عليكِ بصلة الأرحام والاهتمام بزيارة الأهل خاصة أهل الزوج وودهم والبر بهم بشكل مادي، ولو بهدية بسيطة فالوقت في رمضان قد لا يساعد على كثرة التزاور فغالبا ما تكون على حساب العبادة المرجوة المقصودة في هذا الشهر العظيم.

8- احرصي على تجهيز الاحتياجات التموينية وأدواتك المنزلية حتى تتجنبي الذهاب إلى الأسواق في رمضان، وإياك والإسراف وإضاعة المال فيما لا يعود بالفائدة، وليكن همك وتفكيرك في الإكثار من الصدقات في هذا الشهر ولو بالقليل فهو شهر العطاء والرحمة بالفقراء.

9- احرصي على تعليم أبنائك كيف يكون التشمير للعمل والعبادة في هذا الشهر، ويساعد في ذلك أن تسردي لهم بعض اللمحات من سيرة النبي صلى الله عليه وأصحابه، وكيف كان جدهم وجهادهم وكيف كانت غزواتهم، فرمضان لم يمنعهم من أصعب الأعمال وأشقها، بل كان عونًا إيمانيًا لهم.

10- استعدي لمواجهة المتربصين بسرقة وقتك ووقت الأسرة والحريصين على إحباط الأعمال وخسران الخيرات، فهم يجهزون لذلك بتحضير المسلسلات وحشد التفاهات فأفيقي لهم واعملي على تنحيتهم من حياتك وصوني قلبك وقلب أسرتك وأعمالك وأعمال أبنائك وليكن شعارك:"اللهم بلغنا رمضان وسلمنا له واستلمه منا يا رب العالمين".