فلتخفق قلوبنا بالحب!!

هيا الرشيد

تسللوا إلى بيوتنا على حين غرة، ونثروا أفكارهم الغريبة، وجملوها بشتى الوسائل، ونسجوا من خلالها قصص الحب والغرام من خلال التلفاز، وأطلوا علينا بكثير من المجلات الهابطة، وأشرطة الأغاني تكمل العقد الحزين، ولا ننسى الروايات والقصص القصيرة، فجلها يتحدث عن الحب، تلك العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة، صوروها بشكل جذاب، وتجاوزوا من خلالها كل حاجز للمروءة والأدب، ملؤوا قلوب الفتيات بأحاسيس دافئة، وداعبوا أجفانهن بأحلام وردية . نحن هنا لا نقول للفتاة : لا للحب، بل نقول : فلتخفق قلوبنا جميعاً بالحب ولكن ..
الحب ليس حب المسلسلات والأفلام ولا الروايات التي لا تمثل واقع المجتمع المسلم أبداً . ماذا نقول عن حب نما وترعرع بين فتاة وشاب بعيداً عن ولي أمرها ؟! ونحن على ثقة بأن كل ما يتم من نظر بالعين أو سماع بالأذن إنما هو محرم شرعاً . الفتاة المسلمة المحافظة لن ترنو نفسها الأبية بطبيعة الحال نحو علاقة مع ذئب بشري لتحقيق مآرب خبيثة ، وبالتالي تحقق لأعداء الأمة ما هدفوا له من إفساد الفتيات المسلمات . .
الفتاة المسلمة تنظر إلى الحب - هذه العلاقة السامية - بعين مسلمة تبعدها عن الفكر الدخيل الذي شوه هذه العلاقة وابتعد بها عن الإطار الديني الذي يضمن للإنسان السلوك السليم . فالحب علاقة سامية يشعر بها الجميع كباراً وصغاراً، ذكوراً وإناثاً، ولكن لمن نوجه هذه العاطفة الجميلة ؟ وكيف نعبر عنها بعيداً عن دعاة الضلال، ووسائلهم المشبوهة؟؟
الحب في مجتمعنا المسلم يكون على مراحل ووفق خطوات تتمثل في حياة كل فتاة مسلمة : فالحب أولاً يكون لله سبحانه وتعالى، الذي أنعم علينا بالكثير من النعم التي لا تعد ولا تحصى ، ويكون ذلك بالتقرب للمولى عز وجل بكافة أنواع الطاعات، والبعد أيضاً عن المعاصي والمنكرات .
ويرتبط بحب الله عز وجل حب الرسـول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي يستحق أن يكون أحب البشر إلى قلب أي مسلم ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار )
وبعدها تأتي السلسلة حسب تسطير القلب لها، فهنا حب الوالدين، والأخوة والأخوات، والصديقات ، وبعدها يكتمل العقد السامي عند الفتاة المسلمة لمن يطرق الباب، ويطلبها من وليها الشرعي على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .
أما الحب الذي يصورونه بين المرأة والرجل وفق أهوائهم إنما هو وسيلة للإيقاع بالفتاة المسلمة الشريفة العفيفة في بحر متلاطم من العلاقات العابرة التي تدمر أكثر مما تعمر في حياتها، ولن تجد الفتاة أجمل من علاقة حب تتمتع بها في النور، أمام مرأى ومسمع من والديها، ومحارمها، مع رجل كفء، يحتوي مشاعرها، وأحاسيسها، في إطار علاقة شرعية تسعد بها في بيت الزوجية .