لا تقيمي تصرفات الآخرين بمنظور شخصي







إذا كنتي تعانين طوال الوقت من الخوف المستمر من أن يعاملك الآخرون بشكل مهين؟ وإذا كنتي تشعرين في أغلب الأوقات أن من يتعامل معك يحاول أن يناور من أجل خداعك والنيل من حقوقك والاستخفاف بشخصيتك وكيانك ودورك؟ فلابد أن تقفي مع نفسك وقفة جادة لأنك في هذه الحالة تكونين على خطر كبير فأنت تأخذين كل الأمور على محمل شخصي وهذا يؤدي إلى معاناتك بشكل مستمر في كل العلاقات.

من أجل أن تكوني في المستقبل شخصية أكثر مرونة ومن أجل أن تتمتعي بمزيد من صفة حسن الظن بالآخرين وحتى يرتاح بالك من الهاجس المستمر بأن كل نظرة توجه إليك أو نقد لشخصك تسمعينه يثير شكوكك واستياءك ويستفز أعصابك، يمكنك الاستفادة من مجموعة التوصيات التالية.

أولاً قليل من الشك والتردد لا يضر، إذا كنتي إنسانة معتادة على حمل كل الانتقادات التي توجه لك على محمل شخصي وتعتقدين أن الجميع يريدون الحط من شخصيتك فلا مفر من أن تقرري بينك وبين نفسك أن تتبني قليلاً من الشك في تفسير كلمات وتصرفات الآخرين، هذا يجب أن يكون قرارًا إستراتيجيًا تعتمدين عليه في كل التعاملات، وذلك بأن تقومي بوضع افتراضات عديدة داخل نفسك لكي تفسري ما يقال لك أو ما يحدث حولك بمنظور واسع يتجاوز شخصك ويرتبط بمتغيرات واعتبارات كثيرة، فمن يتحدث معك بنوع من الغضب على سبيل المثال ربما يكون مدفوعًا في ذلك بالعديد من الضغوط الخارجية في عمله أو داخل أسرته وليس السبب بالضرورة أنه يريد التهجم على شخصك، وكذلك بتطبيق هذا الشك يمكنك أن تكوني أكثر سيطرة على عواطفك وأكثر تحكمًا في تفسيراتك التي تفرض نفسها عليك بحكم الاعتياد.

ثانيًا أعيدي توجيه تركيز واهتمامك، عندما تستمعين إلى حديث ما أو تفاجئين بتصرف معين وتجدي أنك تريدين أن تتوقفي عن أخذ رد فعل على محمل شخصي فلابد من أن تجدي لقلبك ووجدانك مجالاً آخر سريعًا لأنك لو فقدتي البوصلة لهذا الاتجاه الآخر الأوسع ستجدين أنك ورغمًا عنك تجترين المشاعر السلبية ثم تضخمينها.

في كثير من الأحيان قد تجدين أن من وجّه إليك حديثًا أثار حفيظتك هو في واقع الحال شخص يعاني من العدوانية وأنه لا يفعل ذلك معك أنت وحدك وإنما هذا هو سلوكه مع الكثيرين، وإدراكك لهذه الحقيقة سيجعلك ترين مدى روعة ألا تأخذي كل شيء على محمل شخصي.


حاولي أن تستمري على هذا النسق بأن تقومي بتحليل دوافع ودواعي تصرفات وكلمات الآخرين بحيث تكتشفين أن ما يصدر عنهم ليس مرتبطًا بشخصك أنت بالضرورة وهذا سيجعل شخصيتك تخرج من نطاق التمحور حول الذات.

ثالثًا ذكري نفسك بأنك لست طوال الوقت في موضع اختبار وأنك لست دائمًا تحتاجين إلى موافقة أحد على ما تقولين وما تفعلين، فقد يكون سبب شخصنتك للأمور والتصرفات هو أنك تشعرين طوال الوقت بأن حكم الآخرين عليك هو أهم شيء وبالتالي فأنت تفترضين الرفض والنقد مسبقًا مما يجعلك تتبنين تفسيرات غير واقعية لما يصدر عن هؤلاء الآخرين، وبناء على ذلك فلابد أن تثقي أنه لو بدا على أحد ما استياء ما أو رفضًا أو تململاً فليس ثمة ما يربط هذا بالضرورة بشيء خطأ وقعتي أنت فيه أو هفوة أقدمتي عليها بل ابحثي عن تفسيرات أخرى لسلوك الآخرين وحديثهم.

رابعًا لا تتركي نفسك لنفسك كثيرًا، وذلك بأن تبادري بالتعبير عما تشعرين به مهما كانت غرابته فلو شعرتي أن أحدًا ما يتعمد التصيد لك فواجهيه واسأليه عن السر في هذا السلوك من ناحيته وقد تكتشفين أنك كنتي تبالغين كثيرًا وربما تختلقين أمورًا لا تمت للواقع بصلة.

خامسًا فليتساوى عندك المدح والذم بشكل واقعي، ألم يحن الوقت لكي تري بعينيك أن مدح الآخرين وذمهم يجب ألا يكون المعيار الوحيد في حكمك على نفسك؟ الحقيقة أنك يجب أن تكوني صاحبة التقدير الوحيد لمواقفك وتصرفاتك على الأقل لفترة من الوقت حتى تتخلصي من مشكلة شخصنة ردود أفعال الآخرين تجاهك.
منقول