رفض الآخرين.. هل تتركيه ينال من سعادتك؟






الرفض.. كل شكل من أشكال الرفض، سواء كان في المجال العاطفي أو العائلي أو مجال العمل أو مجال الصداقة كل ما يمكن أن تتعرضين فيه للرفض يؤدي إلى إصابتك بالحزن والألم بلا شك، لأنه من طبيعة الإنسان ألا يتحمل رفض الآخرين له أو لعمله أو لكلامه ومواقفه، ورغم ذلك فإنه من الضروري جدًا ألا تدعي هذا الرفض يسلب منك السعادة والاستقرار النفسي.
إن المعاناة التي تحدث عندما تتعرضين للرفض يكون سببها الأساسي هو الشعور بالخسارة والفقدان وضياع ما كنتي تحتاجين إليه بشدة، ولكن من الضروري أن يكون لديك استعداد مسبق للتعاطي مع احتمال التعرض لهذا الرفض وإدراك أن الرفض في حد ذاته لا يجب أن يشكل أزمة بل يكون مقدمة لدراسة الكيفية التي يمكنك من خلالها التعامل مع حقيقة فقدان ما تحبين أو تريدين.
أولاً: صارحي نفسك بأن الجميع معرضون للرفض.
قولي لنفسك دائمًا أن كل إنسان في الحياة معرض للرفض من قبل الآخرين في مواقف عديدة وظروف مختلفة، وهذا معناه أنك لست الإنسانة الوحيدة التي يمكن أن تواجه هذه الحالة، وطبيعي أنك لم تكوني تتمنين أن تتعرضي للرفض لكن طالما أنه من الوارد أن يحدث أحيانًا فجهزي نفسك مسبقًا لتقبله والتعامل معه بدون ان تسمحي لهذاالرفض بأن يشعرك بالنقص والدونية.
ثانيًا: اسمحي لنفسك بالشعور بالصدمة لكن تحت السيطرة.
ليس من المنطقي ألا يجعلك الرفض تشعرين بدرجة من الصدمة والإحباط والحزن مبدئيًا، ولذلك اتركي لنفسك هامشًا من الحرية في الإحساس بالحزن والصدمة لكن بشرط أن يكون ذلك تحت سيطرة من عقلك لأن هذه السيطر هي التي ستعمل في وقت محدد على إنهاء هذه المشاعر ووقفها فورًا لتبدأي في البحث عن ردود الفعل الصحيحة وتتبني الاستجابات المناسبة للتعاطي مع الرفض الذي تعرضتي له، ولا تتخوفي من أن تذكرك للرفض سيظل دائمًا ينغص عليك أية حالة سعيدة تكونين فيها، وكرري على نفسك عبارة أن المهم هو التعلم من التجربة والاستفادة منها وعدم الإفراط في التوقعات مستقبلاً.
ثالثًا: افهمي أن مشاعر الحزن المستمرة هي خداع للنفس.
إذا تعرضتي للرفض من قبل إنسان ما في حياتك فإن الحزن الذي قد يلازمك بسبب هذا الرفض مبني على فكرة ليست حقيقية وهي أنك لاتستطيعين أن تجدي السعادة أو الاستمرارية والنجاح بدون هذا الشخص وتأثيره، ولذلك فإن أقوى سبب يساعدك على تجاوز مشاعر الرفض وتداعياتها هو أن تؤكدي لنفسك زيف الحقائق التي ربما تكون استقرت في وجدانك لفترات طويلة وتقوم على أساس أن شخصًا ما هو مصدر السعادة الوحيدة لقلبك.
رابعًا: المتع مؤقتة والآلام مؤقتة.
تأكدي أن المتع مؤقتة فهي تأتي وتذهب في هذه الحياة ولا يمكن لإنسان أن يظل محتفظًا بمتعة معينة طوال الوقت، ولذلك فمن الحماقة أن تربطي سعادتك بمتعة معينة في يد آخرين ، ولكن سعادتك يجب أن تكون داخلية ذاتية نابعة من كيانك أنت ووجدانك أنت، وهذا وحده كفيل بأن يجعل كل رفض تتعرضين له في حياتك بعيدًا كل البعد عن النيل من مستوى سعادتك في الحياة.
تعاملي مع كل الأمور التي تواجهك في الحياة باعتبار أنها أشياء طارئة حادثة عارضة فإن تمت بالشكل الذي تتمنينه فإن هذا يجعلك تشعرين بمتعة مؤقتة أو راحة مؤقتة وإن لم تتم كما تريديت بسبب تعرضك للرفض فإن هذا قد يحرمك من متعة مؤقتة أو راحة مؤقتة، لكن بكل تأكيد لا هذا ولا ذاك يجب أن ينال من سعادتك واستقرارك النفسي لأنك تعزلين وجدانك عن التأثر برفض أو قبول الآخرين.
منقول