تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: ما هي اللمسة البيانية في استخدام (ما) في الآية بدلاً عن (من) ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    219

    افتراضي ما هي اللمسة البيانية في استخدام (ما) في الآية بدلاً عن (من) ؟



    قال تعالى: {قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالين} (ص )
    فمن المعلوم أن (ما) تستخدم لغير العاقل في الغالب بخلاف (من) ؟

    { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ } (البقرة: 235)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    219

    افتراضي رد: ما هي اللمسة البيانية في استخدام (ما) في الآية بدلاً عن (من) ؟

    . . . . . . . . . .
    { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ } (البقرة: 235)

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    7,156

    افتراضي رد: ما هي اللمسة البيانية في استخدام (ما) في الآية بدلاً عن (من) ؟

    وفقك الله وسدد خطاك

    ذهب بعض العلماء إلى أن (ما) لا تختص بغير العاقل، واستشهدوا بهذه الآية وغيرها.

    والذين ذهبوا إلى أن (ما) لغير العاقل قالوا إن (ما) هنا مصدرية والمراد: ما منعك أن تسجد لمخلوقي؟

    والذي أراه صحيحا في هذه المسألة أن التعبير بـ(ما) يختلف في المعنى عن التعبير بـ(من) وكلاهما للعاقل في مثل هذا السياق، فإذا قلت لك (من أنت؟) فالمراد أن تجيب بقولك (محمد ... أحمد ... ) وهكذا، أما إذا قلت لك (ما أنت؟) فالمراد أن تجيب بقولك (طبيب.. مهندس... رجل... امرأة... إلخ).

    أي أن السؤال بـ(من) عن الشخصية، وبـ(ما) عن الماهية.

    ومن هذا الباب أيضا ما جاء في قصة موسى على لسان فرعون {وما رب العالمين} لأن السؤال ليس عن الشخص، وإنما عن الماهية، فلو كان السؤال بـ(من) لكان الجواب بـ(الله)، ولكن السؤال بـ(ما) أي عن الماهية؟ فأجابه موسى بالخصائص الظاهرة لنا؛ لأن ماهية الرب تقصر عقول العالمين عن الوصول إليها.
    والذين زعموا أن فرعون استعمل (ما) هنا استهزاء بموسى أخطئوا؛ لأن فرعون لم يكن يتكلم بالعربية.

    ومن هذا الباب أيضا ما جاء في الأثر أنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم (ما أنت؟) فقال (نبي)، فلو قالوا له (من أنت؟) لقال: (محمد)، أما (ما أنت؟) فمعناها ما وظيفتك؟ ما ماهيتك؟ ما حقيقتك؟ فأخبرهم بوظيفته في الحياة وهي أنه نبي مرسل، فقالوا له بعد ذلك (وما النبي؟) يقصدون (ما معنى كلمة النبي؟) وهذا يختلف عن قولنا (من النبي؟)، فقولنا (من النبي؟) يجاب عنه بـ(محمد .. إبراهيم .. موسى .... إلخ)، أما قولنا (ما النبي) فيجاب عنه بقولنا (النبي إنسان يرسله الله عز وجل ... إلخ).

    ومن هذا الباب أيضا حديث (أتدرون ما المفلس؟) فالرواية الصحيحة المعروفة في هذا الباب -كما في صحيح مسلم- (ما المفلس؟) وليست (من المفلس؟) كما هو شائع عند كثير من الناس، فقولنا (من المفلس؟) سؤال عن الشخص المفلس، أما قولنا (ما المفلس؟) فهو سؤال عن تعريف كلمة (المفلس) ومعناها، ولذلك كان الجواب من الصحابة بقولهم: (المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع)، ولو كان السؤال (من المفلس؟) لقالوا له: فلان وفلان.

    والشواهد على هذه المسألة كثيرة جدا من كلام العرب، ولعلي أفردها بمبحث هنا إن شاء الله تعالى.

    فالخلاصة مما سبق أن السياق في الآية لو قيل فيه (لمن خلقت بيدي) لما كان مطابقا لمقتضى الحال؛ لأن الإنكار على إبليس هنا ليس لأنه لم يسجد لآدم، ولكن الإنكار هنا بسبب أنه لم يسجد لما خلقه الله أيا كان هذا المخلوق، فكان الأولى أن يعبر بـ(ما)؛ لأنه لو عبر بـ(من) لكان فيه إيهام بأن (آدم) له خصيصة، لا مجرد الأمر بالسجود.

    هذا ما ظهر لي بالنظر القاصر والفكر الضعيف، فإن كان صوابا فالحمد لله، وإن كان خطأ فأستغفر الله.
    صفحتي في تويتر : أبو مالك العوضي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    911

    افتراضي رد: ما هي اللمسة البيانية في استخدام (ما) في الآية بدلاً عن (من) ؟

    وهذا تأكيد لكلام أبي مالك .
    http://216.239.59.104/search?q=cache...lnk&cd=1&gl=sa
    فإن قيل كيف قال ((ولا أنتم عابدون ما أعبد)) ولم يقل من أعبد وقد قال أهل العربية إن (ما) تقع على ما لا يعقل فكيف عبر بها عن الباري تعالى ؟
    فالجواب أنا قد ذكرنا فيما قبل أن (ما) قد تقع على من يعقل بقرينة فهذا أوان ذكرها ، وتلك القرينة الإبهام والمبالغة في التعظيم والتفخيم وهي في معنى الإبهام لأن من جلت عظمته حتى خرجت عن الحصر ، وعجزت الأفهام عن كنه ذاته وجب أن يقال فيه هو ما هو كقول العرب : سبحان ما سبح الرعد بحمده ومنه قوله (( والسماء وما بناها )) فليس كونه عالما مما يوجب له من التعظيم ما يوجب له أنه بنى السموات ودحا الأرض فكان المعنى : إن شيئا بناها لعظيم أو ما أعظمه من شيء فلفظ (ما) في هذا الموضع يؤذن بالتعجب من عظمته كائنا ما كان هذا الفاعل لهذا ، فما أعظمه
    وكذلك قوله تعالى في قصة آدم : ((ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي)) ولم يقل لمن خلقت ، وهو يعقل لأن السجود لم يجب له من حيث كان يعقل ولا من حيث كان لا يعقل ولكن من حيث أمروا بالسجود له / فكائنا ما كان ذلك المخلوق فقد وجب عليهم ما أمروا به فمن ها هنا حسنت (ما) في هذا الموضع لا من جهة التعظيم له ولكن من جهة ما يقتضيه الأمر من السجود له كائناً من كان
    اللهم صل على محمد وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    219

    افتراضي رد: ما هي اللمسة البيانية في استخدام (ما) في الآية بدلاً عن (من) ؟

    الأخوان الفاضلان/ أبو مالك، وحمد: أحسن الله إليكما، وبارك فيكما.
    وقد وقفت على كلام للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- لعلي أنقله بعد الفراغ من تفريغه قريباً إن شاء الله.
    { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ } (البقرة: 235)

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2007
    المشاركات
    219

    افتراضي رد: ما هي اللمسة البيانية في استخدام (ما) في الآية بدلاً عن (من) ؟

    قال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- (*) :

    " فقال الله تعالى: { ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } ... أي شيء منعك ؟
    ماذا قال ؟
    قال: { أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين }، وكان المانع له الاستكبار والعلو.
    فقال الله تعالى: { ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي } وهنا قال { لما } لوم يقل { لمن } مع أن آدم عاقل وفي عداد العقلاء.
    ولكن إذا أريد الوصف عبر عن العاقل ( بما ) ، وإذا أريد الشخص عبر عن العاقل ( بمن ).
    أرأيت قوله تعالى: { وإن خفتم ألا تعدلوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء }.
    { فانكحوا ما طاب لكم من النساء } { ما طاب } ولم يقل ( من طاب ) مراعاة للوصف والوصف غير عاقل.
    فهنا هذا المخلوق آدم –عليه السلام- أمره عظيم، فاعتبار الوصف فيه أولى من اعتبار الشخص.
    ولهذا انظر إلى جواب إبليس ... إبليس جعله في مقام الشخصية فقال: { أأسجد لمن خلقت } والله عز وجل قال: { لما خلقت }؛ لأن الله عز وجل أراد تعظيم آدم، وإبليس أراد تهوينه . . . وضعتهه فقال: ( لمن )" اهـــ المقصود.

    ــــــــــــــ
    (*) الشريط العاشر/ أ، كتاب التوحيد من صحيح البخاري.
    { وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ } (البقرة: 235)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •