أعصابك حديد




قبل أن أتزوج كانت قريباتي وصديقاتي يحسدنني على هدوئي واتزاني وكانت المتزوجات منهن يترقبن تغير حالي بعد الزواج؟ لكني كنت أتحداهن معتقدة أنه لن يوجد شيء يفقدني أعصابي أو يخرجني عن هدوئي، غير أني بعد أن تزوجت ورزقت بثلاثة أطفال، ومع مرور الزمن بدأت أفقد انضباطي النفسي وقدرتي الذهنية وهدوئي، وذلك للضغوط التي أثقلت كاهلي: فمطالب أطفالي لا تنتهي، وإقناعهم بالنوم كل ليلة أمر مرهق، فضلاً عن مطالب زوجي، وقيامي بالأعباء المنزلية الأخرى. أحياناً كنت أعزِّي نفسي بأن كل الأمهات يتعرضن لما أتعرض له، فكثيراً ما أشاهد غضب الأمهات في الحدائق العامة، وفي الأسواق ومحلات لعب الأطفال، لكنني صممت على أن أستعيد هدوئي ولا أفقد أعصابي مع أطفالي، ونجحت في ذلك بتوفيق الله بعد أن اتبعت الأساليب التالية: لا للغضب: كلما وجدت نفسي في موقف استفزازي تذكرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ينصح أحد الصحابة: "لا تغضب". وكذلك قوله – صلى الله عليه وسلم ـ: "ليس الشديد بالصرعة، ولكن الشديد من يملك نفسه عند الغضب". وقد تيقنت بالتجربة أن غضبي يزيد الأمر تفاقماً، ويشل تفكيري، ويجعلني آت بأشياء أخجل منها بعد ذهاب ثورة الغضب. أتوقف وأتوضأ: عندما أشعر بأنني سأفقد أعصابي مع أطفالي أتوقف عما كنت أقوله أو أفعله، وأتنازل عن بعض أولوياتي وأتوضأ؛ امتثالاً لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالوضوء عند الغضب، وأدعو الله عز وجل، وأتذكر أن كل أم قد تفقد أعصابها وهدوءها من وقت لآخر، عندما تتعامل مع مشكلات بيتها وأطفالها، لكنها تستطيع أن تستعيد هدوء أعصابها بالصبر والدعاء وبرمجة حياتها وتنظيمها. أختلي بنفسي : عندما أفقد صفائي الذهني نتيجة الضغوط أحاول أن أختلي بنفسي في مكان هادئ ـ وليكن غرفتي ـ إلى أن أستعيد هدوئي مرة أخرى. أضع برنامجا: اكتشفت أن غضبي وثورتي مع أطفالي كثيراً ما تعود لتراكم الأعمال والواجبات عليّ، لذا كان من الضروري أن أضع برنامجاً لحياتي اليومية أرتب فيه أولوياتي، ومنذ أن سرت على هذا البرنامج قلت حالات الضغط والإحباط والغضب.
منقول