تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هل بقايا الطفولة خطر على الزواج؟

  1. #1

    Exclamation هل بقايا الطفولة خطر على الزواج؟

    البالغ لا يعتبر طفلا في الشريعة الإسلامية، بل هو رجل مكلف وهي امرأة مكلفة، لكن الغريب أن الإنسان يبلغ وما زالت فيه بقايا طفولة!
    وخوفًا من هذه البقايا التي تستمر عدة سنوات نجد أولياء الأمور يمنعون البالغين من الزواج بحجة أنه غير مسؤول! وأن عليه أن يمتلك العقل والنضج والمسؤولية الكاملة لإدراك أهمية الزواج ثم النجاح في هذا المشروع الخطير!
    لذا نجدهم يطلقون على البالغين عددا من الأسماء التي تشعرهم بالعجز والقصور والدونية ككلمة (قاصر) مثلاً، فإن كان المقصود بمصطلح القصّر أو القاصرات عدم القدرة على الجماع، فإن الإسلام قد سبقهم إلى ذلك الأمر، فلا يجوز الجماع في الإسلام إلا عند القدرة عليه، ولو بلغت البنت سن الثلاثين.
    إلا أن الدول التي تمنع الزواج قبل سن الثامنة عشرة تجيز الزنا قبل هذا السن بمراحل!


    وعندما نفكر خارج الصندوق يتبادر لدينا تساؤل مهم جدا...
    إن الله تعالى الذي جعل هذا الطفل يبلغ في هذه المرحلة قادر على أن يؤخر بلوغه إلى سن العشرين أو بعده لكي يكتمل نمو عقله كما يقال، لكنه قدر وحكم أن البلوغ يكون في سن مبكرة قبل نهاية مرحلة الطفولة، فهل هذا البلوغ في هذه السن مجرد مصادفة، أم أن لها حكمة إلهية بديعة.
    إن للطفولة أهمية كبيرة في بداية الزواج، وتأخيره لها ضريبة باهظة الثمن، وهو سبب لكثير من المشكلات والخلافات الزوجية مستقبلا.


    اللعب وتقوية العلاقات ...
    عندما علم النبي صلى الله عليه وسلم أن جابرًا تزوج ثيبًا قال له: "هلا بكرًا تلاعبها وتلاعبك؟"، والمقصود باللعب في الحديث هو حقيقة اللعب، وليس الجماع كما يظن البعض لأن الثيب أكثر خبرة في هذا الباب.
    وفي هذا الحديث إشارة إلى أهمية اللعب بالنسبة للزوجين، وأثره العميق في تقوية العلاقة بينهما، ولذلك يُنصح المدرب الذي يريد أن يكسر الحواجز ويكوّن علاقة جيدة مع المتدربين أن يبدأ بلعبة خفيفة لطيفة.
    فأيهما أكثر حبًا واستمتاعًا بالألعاب؛ هل هو الشاب صاحب العشرين أو الثلاثين أم البالغ الذي ما زالت عنده بقايا طفولة!
    تخيلوا طفلين متزوجين يلعبان ويمرحان في بداية حياتهما كيف ستكون الذكريات المستقبلية والتي سوف تؤثر على مستقبل الحياة الزوجية؟!


    المرونة النفسية والعاطفية ...
    نجد الأطفال لا يدققون في كثير من الأمور التي يدقق فيها كثير من الكبار، وعند الخصام نجدهم يرجعون فيتصافون بعد فترة وجيزة وكأن شيئا لم يكن.
    ويسهل أن يعتذر الطفل أو يتراجع عن الخطأ أو يقوم بتصحيحه، بخلاف الكبار الذين لا يمتلكون المرونة الكافية لذلك إن لم يكونوا قد تعودوا عليه سابقًا.
    كما أن الطفل يمكنه التعود على أي واقع يعيشه مهما كان صعبًا، بخلاف الكبير الذي إذا تعود على عادات وقوانين وحياة أكثر تعقيدًا وتفصيلاً يصعب عليه القناعة بغيرها.


    عدم اكتمال الشخصية ...
    يسهل تعديل النبتة في بداية خروجها، ولكن يستحيل ذلك عندما تصبح جِذعًا ضرب بجذوره في الأرض.
    كذلك الشخصية تبدأ بسيطة يمكن تعديلها فإذا كبر الإنسان تصلبت شخصيته وضربت بجذورها المعنوية في نفسه، وأصبحت لديه قناعات وخطوط حمراء لا يرضى أن يتجاوزها أحد.
    عند البلوغ تكون هذه الشخصية مرنة يسهل تعديلها، وباقتران الزوج مع زوجة أخرى تمتلك نفس المرونة يكبران سويًا ويكونان شخصيتان متوائمتان متلائمتان قادرتان على مواجهة الحياة بفكر متقارب ونظرة متوازية.
    بخلاف الزوجين المكتملة شخصيتهما وقد عاشا ظروفًا مختلفة، وعاداةً متنوعة، ثم تزوجا!
    لن يكون أمامهما إلا بذل التنازلات من الطرفين أو الصراع الأبدي المنتهي بالطلاق.


    حل المشكلات ...
    المشكلات الزوجية تنقسم إلى خفيفة ومتوسطة وكبيرة، ونظرًا لقلة خبرة البالغ فإنه سيضطر إلى استشارة والديه في المشاكل كلها، وتكون حياته مبنية على الخبرة.
    أما الكبار فحياتهم مبنية على التجارب المستمرة نظرًا لعدم الخبرة والأنفة من استشارة الآخرين، وهذه التجارب تترك ولابد أثرًا سلبيا على الطرفين.
    ولا تظهر المشكلات الزوجية عند الكبار على السطح إلا إذا وصلت حدًا خطيرًا، لذا يتفاجأ المجتمع بالطلاق لأسباب كان من الممكن حلها في مراحل مبكرة!


    ذكريات الطفولة ...
    أجمل ذكريات العمر هي ذكريات الطفولة بما تحملها البراءة والبساطة، وقد جعل الله للطفل ذاكرة قوية تجعله يسترجع عددًا من الذكريات بعد تقدم السن.
    ومن الذكريات الجميلة التي لا ينساها الإنسان ذكريات الخطوبة والعقد وحفل الزواج وشهر العسل وغير ذلك.
    واجتماع ذكريات الطفولة مع ذكريات الزواج سينتج سيلا من المحبة والمودة يساهم في حل المشاكل التي ستقابل الزوجين مستقبلا.


    الأسرة الحاضنة ...
    المولود الجديد يحتاج لرعاية مع أنه يمتلك يدين ورجلين وسمعًا وبصرًا، وكذلك الأسرة الجديدة هي كالمولود الجديد تحتاج رعاية الأسرة الكبيرة.
    يضطر البالغ إلى السكن مع والده نظرًا لصغر سنه، وهذا سيوفر له الرعاية التي يحتاجها في بداية زواجه، وحاجته لمصروف والده وعدم اكتمال شخصيته سيساهم في تقبله لكثير من التدخل في شؤون أسرته في هذا السن.
    وتقوم الأسرة الحاضنة بتعليم كل زوج واجباته تجاه الآخر، وكيفية التعامل مع الأبناء، وكيفية إدارة المال، وغير ذلك فيما يسمى عند التربويين بتربية ما بعد الزواج، والتي اندثرت في عصرنا الحاضر.
    أما المتزوج كبيرًا فسيفقد هذه الميزة الضرورية لنجاح هذا المشروع الكبير.


    صراع الزوجة والأم ...
    المتزوج عند البلوغ لابد وأن زوجته تصغره في السن في الغالب؛ وبالتالي سوف تنظر إلى أم الزوج باعتبارها أمًا لها، وكذلك سوف تعتبرها أم الزوج إحدى بناتها، وهذا سيسهل اندماج الزوجة في هذه الأسرة.
    وخدمة الزوجة في المنزل سوف يجلب احترام الأم وتقديرها، ويساهم في تقوية العلاقة بينهما.
    أما من تزوج كبيرًا فسيختار زوجة تصغره ببضع سنوات حتى يسهل عليه التفاهم معها، وبالتالي عليه أن يستقل بالسكن لوحده فيما يسمى بالأسرة الصغيرة، وستبقى علاقة الزوجة بأم الزوج سطحية غالبًا، وسيضطر الابن للتقصير مع والديه حتي يستطيع تلبية متطلبات السكن الجديد!
    أما إذا اضطر هذا الشخص إلى السكن مع والديه فإنه سيواجه عددًا من المشكلات بين الأم وزوجته، فالأم كانت هي المتحكمة في المنزل لوحدها، والآن ترى أن هذه الزوجة أصبحت ندًا لها، وأن هذا القمر الجديد بدأ يزاحم القمر القديم، وبطبيعة المرأة سوف تغار من اهتمام ابنها بزوجته.
    والزوجة بدورها لن تتقبل تحكم أم الزوج بها، وتعتبر ذلك تدخلاً في شؤونها الخاصة، وأنها ليست ابنة لها وغير ذلك من الأمور.
    وهنا يبقى الزوج حائرًا بين خسارة أمه أو خسارة زوجته!


    الطفل والمسؤوليات...
    يتميز الطفل بعدم تحمله لكثير من المسؤوليات، وهذا يعطيه الوقت الكافي لتكوين علاقة عاطفية قوية مع زوجته، وبعد أن تبنى هذه العلاقة يبدأ الزوجان في تسلم المسؤوليات بشيء من التدرج الطبيعي.
    بخلاف الكبار أصحاب المسؤوليات الذين لا يمتلكون الوقت الكافي للبقاء مع زوجاتهم ويضطرون إلى بذل المزيد من الوقت والجهد أكثر من أيام عزوبيتهم لتأمين مصاريف الحياة المتسارعة والمتزايدة.


    أخيرًا ...
    وأعظم حفظ لحقوق الطفل هي تلبية متطلباته التي خلقها الله تعالى في فطرته.


    محمد موسى الأمين
    15/2/1440هـ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي رد: هل بقايا الطفولة خطر على الزواج؟

    جزاك الله خيرًا.
    موضوع طيب، ومعالجة سديدة
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •