تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: المرأة عند الخمسين.. صدمة أم انطلاقة؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,489

    افتراضي المرأة عند الخمسين.. صدمة أم انطلاقة؟

    المرأة عند الخمسين.. صدمة أم انطلاقة؟


    أحمد عباس



    قبل أن تقترب المرأة من سن الخمسين قد تستطيع أن تنظر إلى المستقبل وتعتقد أن القادم من عمرها قد يكون له جمال خاص، لكن الحقيقة أن غالبية النساء بمجرد تجاوز حاجز الخمسين من العمر يبدأن في الشعور بأنهن أقرب إلى النهاية.
    والحقيقة أن هذه القناعة التي تستحوذ على تفكير المرأة بعد سن الخمسين يمكن أن تكون قناعة ذات تأثير أشبه بالصدمة كما أنها قد تكون ذات تأثير هو أقرب إلى درجة من التخفف من الأعباء والضغوط والهموم، والشعور الأول يرتبط بأن المرأة تدرك بشكل واضح في هذه المرحلة حقيقة ما أنجزته خلال سنوات حياتها السابقة وما قد تحتاجه بشكل فعلي لتكملة باقي حياتها ورغباتها الحقيقية التي لم تتحقق ولاتزال هناك فرصة مقبولة لتحقيقها، أما الشعور الآخر فهو يرتبط بأن الكثير من أزمات الحياة والمخاوف والقلق ينتهي تدرجيًا وتشعر المرأة بأن القادم لابد أن يكون أكثر واقعية سواء من الناحية العقلية أو العاطفية وأن الأشياء الأكثر أهمية فقط هي التي تستحق التركيز.
    وعندما تصل المرأة إلى سن الخمسين قد تتصور أن العالم قد اقترب من الانتهاء بالنسبة لها ويعزز هذا الإحساس داخلها حدوث بعض التغييرات الجسمانية خاصة ما يتعلق بالدورة الشهرية وشكل الشعر والبشرة ولون الجلد وظهور بعض المتاعب الصحية، كما يصاحب هذا السن حدوث تغييرات اجتماعية في حياة المرأة فالأولاد قد كبروا واستقلوا بحياتهم الشخصية، ولكن الحقيقة أنه فيما يتعلق بالجوانب الشكلية فإن المرأة فوق الخمسين بإمكانها أن تكتسب جمالاً خاصًا من خلال الحفاظ على التمارين الرياضية والتعرف على أساليب الاحتفاظ بحالة من اللياقة والجاذبية الهادئة والأناقة، كما أنها فيما يتعلق بالجانب الاجتماعي تستطيع أن تجد متسعًا من الوقت الكبير الذي يسمح لها بخدمة المجتمع المحيط أو اكتساب مهارات جديدة أو خوض مجال دراسة أحد العلوم أو إقامة صداقات وعلاقات اجتماعية ناجحة.
    أزمة زوجية
    في بعض الأحيان يكون وصول المرأة إلى سن الخمسين مؤشرًا لدخول أزمة منتصف العمر الخطيرة والتي أحيانًا قد تسفر عن حدوث الطلاق، ويرى الخبراء في مجال العلاقات الأسرية أن المرأة في هذه المرحلة الحساسة تكون تواقة إلى الانعتاق من سنوات حياتها السابقة التي كرستها لأهداف معينة وقد لا ترى في واقع الحال أن هذه الأهداف قد عادت عليها بالتقدير الكافي والسلام النفسي المأمول، كما أن المرأة في هذه المرحلة كثيرًا ما تشعر بأنها قد هربت من فكرة الاحتياج إلى الزوج سواء ماديًا أو عاطفيًا أو اجتماعيًا بما يجعلها أكثر ميلاً إلى إنهاء العلاقة الزوجية، ولا يمنعها عن ذلك إلا وجود حب وتوافق حقيقي مع الزوج في الجوانب العقلية والعاطفية والروحية فضلاً عن الاهتمامات المشتركة والنظرة المنسجمة لكليهما تجاه الحياة.
    ورغم أن المرأة عند سن الخمسين تكون مازالت حريصة على مظهرها وجمالها وأناقتها إلا أن هذا الجانب لا يظل في بؤرة اهتمامتها ولا يحظى بالأولوية فيما يتعلق بتركيزها مثلما كان الحال في العقود السابقة من حياتها، وتعترف كثير من النساء في هذا السن بأنهن لم يعدن يكترثن كثيرًا بنظرة الآخرين إلى الجانب الجمالي، ويسفر ذلك عن تزايد حالة القبول الذاتي والذي يقود بطبيعة الحال إلى أن تستمتع المرأة بعلاقتها الزوجية الحميمة مع زوجها ربما بدرجة أكبر وأكثر استقرارًا.
    وعلى العكس مما يتصور البعض فإن المرأة في سن الخمسين تجد أنها قادرة على اكتساب جاذبية كبيرة في نظر زوجها لأنها تركز على جوانب معنوية ونفسية في العلاقة الزوجية كانت طوال السنوات السابقة لا تستطيع أن توليها الاهتمام الكافي بسبب كثرة المسئوليات والانشغال بالأسرة والأبناء، وبالتالي فإن المرأة الذكية مع دخولها إلى سن الخمسين تستطيع أن تجعل من حياتها الزوجية حياة في غاية السعادة من خلال تفهم أكثر لرغباتها هي ولرغبات الزوج ومشاعره أيضًا لكن ذلك يظل مرهونًا بدرجة التوافق والنضج الفكري لدى كل منهما.
    الصداقة والعلاقات الاجتماعية
    وفيما يتعلق بجانب العلاقات الاجتماعية فلاشك أن المرأة عند وصولها إلى سن الخمسين تكون أكثر قدرة على اختيار الصديقات الأقرب إلى شخصيتها وأكثر قدرة كذلك على توجيه دفة علاقة الصداقة في الاتجاه الذي يحقق أفضل التأثيرات الإيجابية فقد ذهبت مرحلة تربية الأبناء والخوف على المستقبل المادي والطموح الدنيوي، واتسع المجال أمام الصداقات القائمة على التواصل في حب الله والتواصي بالحق والصبر، وهي صداقات يمكن أن تحقق للمرأة سعادة واستقرارًا نفسيًا وتمكنها من حصد جبال من الحسنات من خلال الأعمال الصالحة المتنوعة.
    وكذلك تصبح العلاقات مع الأبناء أكثر راحة وهدوء، فالمرأة في هذا السن غالبًا ما تكون قد أدت رسالتها أو تقترب من إكمالها وبالتالي فهي تبدأ في التنعم بحصاد ما زرعته طوال السنوات الماضية، وأصبحت هي الأجدر بالحصول على رعاية الأبناء واهتمامهم وعطائهم، وتكتمل سعادة المرأة في هذا السن عندما يأتي الأحفاد الذين تجد فيهم المرأة حياة جديدة وتمارس معهم الحب والعاطفة المتدفقة بدون تحمل المسئولية والمشاق الخاصة بالتربية.
    في النهاية يمكن القول إن منعطف الوصول إلى سن الخمسين في حياة المرأة هو منعطف بالغ الأهمية لكنه ليس بالضرورة دافعًا لليأس أو الإحباط أو الانسحاب من الحياة، بل يتوقف الأمر على طبيعة النظرة التي تتبناها المرأة للحياة والتي قد تجعلها تنظر إلى الحياة بعد الخمسين باعتبارها الحياة الأكثر سعادة والأقل متاعب.


    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2015
    الدولة
    Libya
    المشاركات
    147

    افتراضي رد: المرأة عند الخمسين.. صدمة أم انطلاقة؟

    المرأة منذ زواجها وهي في الإنطلاقة من الروعة للروعة حتى تغادر الدنيا وهي شبيه الحورية في الجنة.
    لكن ؟ للأسف ! اليوم عكس ذلك.
    الروعة والقيام بها هنا تمكن في العبادة والطاعات والقنوت وغير ذلك فهي زوجة وأمّا ومربية وداعية وبناءة والمرأة هي الإمتاع في هيذه الدنيا المتاع.
    فلا تغادر دنياها إلا للجنة ولا تأبى غير ذلك.
    نسئل الله توفيقه لهن بنات آدم عليهم السلام لمن كانت أهلا لذلك وأن يقيهن شر الشيطان وشركه.
    آه ! يا كبدي ؟؟

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •