انتصارات صغيرة


عبير النحاس


لم أكن في صباي لأختلف عن الكثيرات منكن, فقد كنت تلك المراهقة المشاكسة, وتلك الصبية
التي تحاول أن تكتشف هذا العالم, وقد تجاهلت الكثير من نصائح الكبار ولكنني ندمت بعدها أيما ندم, وقد غادرت عالم المراهقة منذ زمن طويل, وما زلت أعود إليه بين الحين والحين لأرى أخطائي وما أحسنت فعله في ذلك الوقت, ولأدرك أن هذا السن هو مفتاح العمر وأنه الأساس الذي يبنى عليه المستقبل، وقد رأيت أن أسبح بحرفي ناصحة موضحة ما أستطيع تسميته بـ (الانتصارات) , وأن كل إيجابية نقوم بها وتنفعني عند كبري أستطيع أن أقول عنها انتصار... فهيا:
رأيت أن الاهتمام بعبادتي والإسراع في حفظ الكتاب الكريم.. وعلوم الفقه.. والتفسير.. والسيرة انتصار.

ورأيت أن جدي واجتهادي في دراستي انتصار أيضا.

وعلمت أن في استغلالي لأوقات الفراغ بما ينفع انتصار.

وأن في عنايتي بصحتي وأسناني أجمل انتصار.

تأكدت أن في مساعدتي لوالدتي وتعلمي لأعمال المنزل مبكرا انتصار .

وأن في جلوسي المطول مع أهلي ونهلي من خبراتهم انتصار.

وعرفت أن في تنمية محبتي للقراءة انتصار.

وأن في عنايتي بموهبتي انتصار.

وأن في تحديد أهدافي.. وميولي.. وما أريد أن أكون في المستقبل انتصار.

أدركت أن في محافظتي على سمعتي انتصار.

وأن في بري لوالديَّ, وحفاظي على علاقة ودودة تربطني بهما انتصار.

وأن في ابتعادي عن صديقات السوء انتصار.

وفي قبولي لنفسي وشخصي وعائلتي ورزقي انتصار.

وفي اعتيادي على تقديم الصدقات انتصار.

وفي تغلبي على إسرافي انتصار.

وفي حفاظي على ممتلكاتي انتصار.

وأن في سلامة عقيدتي انتصار.

وفي مظهري المحتشم الجميل انتصار.

وفي عنايتي بنظافتي أفضل انتصار.

وفي تعلم فنون الدعوة إلى الله خير انتصار.

وبعد.. فهذه انتصارات صغيرة لو تنبهتن لها لوصلتن إلى الانتصار الكبير في هذه الحياة.