تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: كيفما تكونوا تكن أفكاركم؟!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,509

    افتراضي كيفما تكونوا تكن أفكاركم؟!

    كيفما تكونوا تكن أفكاركم؟!



    خلود إسماعيل معطي





    القاعدة الذهبية تقول أنه لا وجود للأعمال العظيمة ما لم يسبقها التفكير، والمتأمل لهذه الحكمة يجد بأن الإنسان يمتلك في مخزون ذاته أعظم معجزة حباه الله بها والمتمثلة في طاقة دفينة تتوقد وتنمو إن هو أراد استخدامها ألا وهي معجزة العقل التي ينتج عنها نشاطات مختلفة أهمها النشاط الفكري الذي نمارسه بشكل إرادي وحتى بشكل غير إرادي، والفكرة الهامة التي يطرحها هذا البحث المتميز تتمثل في رفع النظارة التي اعتدنا ارتداءها لا شعورياً والوقوف أمام أنفسنا لنسألها مجدداً بأي طريقة نفكر وما الذي يجعل تفكيرنا منطقياً أكثر بل وليخدم مصالحنا ويوقفنا على جادة الصواب التي نرتجيها جميعاً؟!

    يعدّ التفكير نشاطاً إنسانياً متصلاً فما وصلنا إليه اليوم هو قبس من أفكار الأمس، وما سنصل إليه غداً هو نبتة لبذور أفكار اليوم، وصدق من قال إن تغيير حياتك والنتائج التي تطمح إليها يبدأ من تغيير تفكيرك، وتغيير التفكير يؤدي بنا إلى تغيير الموقف، وتغيير المواقف يوصلنا إلى جادة تغيير السلوك وتغيير السلوك يرفع منحنى تغيير العادات ومن غيّر عاداته فقد غيّر حياته..إنها حقاً سلسلة متصلة ومتداخلة تبدأ بالتفكير وتنتهي بالتغيير الإيجابي خروجاً من قوقعة التفكير القديم التي فرضتها علينا أو فرضناها على أنفسنا من عادات وتقاليد أو موارد وقدرات تسنت لنا فساقتنا لا شعورياً في ممرات ضيقة وأعمال روتينية تشبعت بطريقة أحادية في التفكير دون أن نفكر في متغيرات ومستجدات ...لنكرر الفعل ذاته اعتقاداً بأنه من الأسهل أن تفعل ما كنت تقوم به دوماً على أن تفكر بطريقة جديدة لا تعرف نتائجها ولست جاهزاً لتحدي عقباتها!

    والمشاكل اليومية متنوعة والحلول الإبداعية التي يولدها العقل أو تفكيرنا لا تنتهي أيضاً متمثلة في بدائل واحتمالات وخيارات لا تظهر إلا لمن بحث عنها وارتدى نظارة مختلفة غير التي اعتادها لتتكشف الرؤية أمامه ويرى آفاقاً جديدة ..وهذا الأمر ليس على الصعيد الشخصي فقط بل يلحق بأعظم الشركات وأكبر المؤسسات إذ تقع في الفخ الفكري الروتيني ذاته بشكل لا إرادي وذلك بالضبط ما واجهه رواد الفضاء الأمريكيون فقد قدموا تقريراً مفاده صعوبة الكتابة نظراً لانعدام الجاذبية وعدم نزول الحبر إلى رأس القلم! ولتتغلب وكالة الفضاء الأمريكية على هذه المشكلة أنفقت ملايين الدولارات على بحوث استغرقت عدة سنوات متمكنة في النهاية من إنتاج قلم يكتب في الفضاء وتحت الماء وعلى أرق الأسطح وأصلبها وفي أي اتجاه بينما تمكن رواد الفضاء الروس من التغلب على نفس المشكلة باستخدام قلم رصاص!

    ما هو التفكير؟

    ورد معنى فكر في الأمر في معجم اللغة أي أعمل العقل فيه، ورتب بعض ما يعلم ليصل به إلى مجهول، وأفكر في الأمر: فكر فيه فهو مفكر، وفكّر في الأمر: مبالغة في فَكَرَ وهو أكثر شيوعا في الاستعمال من فَكَرَ، فالفكر: إعمال العقل في المعلوم للوصول إلى المجهول. والتفكير: إعمال العقل في مشكلة للتوصل إلى حلها، الفِكَر: جمع أفكار، وهي تردد الخاطر بالتأمل والتدبر بطلب المعاني.

    هذا لغوياً، أما اصطلاحياً فهناك تعريفات متعددة منها :

    التفكير هو: ((العملية الذهنية التي ينظم بها العقل خبرات ومعلومات الإنسان من أجل اتخاذ قرار معين إزاء مشكلة أو موضوع محدد))

    التفكير هو:(( سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عندما يتعرض لمثير تم استقباله عن طريق واحدة أو أكثر من الحواس الخمسة اللمس ، البصر ، السمع ، الشم، التذوق))

    إن التفكير مفهوم معقد ينطوي على أبعاد ومكونات متشابكة تعكس الطبيعة المعقدة للدماغ البشري، فقد توصلت البحوث والدراسات البيولوجية والعصبية حول تكوين الدماغ البشري وتطوره إلى معلومات قيمة عن تركيب الدماغ أدت إلى ظهور تفسيرات جديدة لوظائفه، فالدماغ البشري عند الولادة يحوي ما بين 100و200بيلون خلية عصبية. يقارب حجم كل 100ألف خلية منها حجم رأس الدبوس، ويبلغ طول الوصلات العصبية بين هذه الخلايا 10آلاف ميل في الإنش المكعب. ومع أن وزن الدماغ يبلغ حوالي 2% من وزن الجسم – حوالي 1400غم في سن الرشد- إلا أنه يستخدم 20% من كامل الطاقة التي يصرفها جسم الإنسان. ويولد الدماغ واط من الطاقة في حالة الوعي، وتنتقل المعلومات فيه بسرعة 250 ميل في الساعة، وتعبر بين جانبي الدماغ الأيمن والأيسر بلايين الوحدات Bits من المعلومات في الثانية، ويقدر ما يستخدمه الإنسان من طاقة الدماغ بنسبة تقل عن 5%.



    دليل الحصول على أفكارٍ جديدة:

    أولا-احرص على الساعات الأولى من النهار:اجعل الساعات الأولى من عملك اليومي مخصص للتفكير في تطوير حياتك ... بمعنى آخر لا تنشغل في هذه الساعات بأعمال بالإمكان عملها في الساعات الأخيرة من يومك أو في وسطه.

    ثانياً-اجلس مع نفسك ودوّن كل الأفكار التي ترد إلى ذهنك ولا تستهن بأي فكرة فمعظم الأفكار الإبداعية كان تنفيذها شبه مستحيل.

    ثالثاً- اقض على قواطع التفكير: ومن أهمها الهاتف والزوار وذلك من خلال تخصيص وقت معين تخلو فيه إلى نفسك في مكان ما من أجل التفكير والتخطيط.

    رابعاً-رتب المعلومات: إن الفكرة الجديدة تحتاج إلى معلومات متوفرة فاحرص على ترتيب معلوماتك من خلال الأرشفة أو استخدام الحاسب الآلي.

    خامساً- دفتر الجيب: يستفاد منه في كتابة الأفكار الجديد وترتيبها.

    سادساً- المكان المناسب: للمكان دور مهم في توليد الأفكار، فالمكان الهاديء يساعد كثيرا على التركيز.

    سابعاً- أوجد الحافز: إيجاد الحافز الواضح له دور في إيقاد الحماس للعمل ومن ثم توليد الأفكار .

    ثامناً-عوّد نفسك إذا خطر على بالك فكرة أن تبادر إلى تسجيلها.

    أخيراً وقبل أن ننهي موضوعنا لا بد من أن نذكر أن هناك طرقاً كثيرة لقتل الأفكار بل لتحطيمها، و في المقابل يوجد أيضاً عدد كبير من طرق تحفيز وتشجيع الأفكار حتى بدون الموافقة عليها أو الوعد بالعمل بها، وإليك بعضاً من هذه الطرق في كلا الحالتين:



    أفكاري غير عملية..ومن قال ذلك؟


    û فكرة جيدة، و لكن..

    û لا تمت بصلة إلى عملي.

    û غير عملية.

    û هل سبق تجريبها بنجاح؟

    û لا يحبها الناس.

    û لقد حاولت تجريبها مراراً و لكنني لم أنجح!

    û تكلف كثيراً.

    û مشكلتي مختلفة .

    û تحتاج إلى دراسة أكثر.

    û الفكرة سابقة لوقتها.

    û ليست متضمنة في إمكانياتي المالية.

    û فكرة خيالية مثالية.

    û سأتركها الآن جانباً.

    û تحتاج مني إلى دراسة أكثر.



    أعزز أفكاري وأقدرها بكلمات مؤثرة:




    ü جيدة...و ماذا بعد

    ü عظيم.. سأبدأ باختبارها.

    ü تبدو ممتعة و مشوقة.

    ü ما نوع المصادر التي أحتاجها للقيام بها؟

    ü كيف أجعلها عملية؟

    ü ما هي مميزاتها؟

    ü كيف أتغلب على النواقص فيها؟

    ü ما هي خطة العمل لتنفيذ فكرتي؟

    ü ما الذي أستطيع عمله لأجعلها تعمل؟

    ü أنا أحب هذه الفكرة

    ü كيف يمكن إقناع الآخرين بها؟

    ü سأقوم بتحويل الفكرة إلى حل عملي.

    و بعد..

    · استمع و حاول أن تفهم لماذا اقترحت هذه الفكرة أو تلك؟

    · لا تقاطع المتحدث حتى ينتهي من عرض فكرته.

    · نم الأفكار المطروحة و طورها.

    وتبقى لحظات التفكير بما وهبنا الله من قدرات وملكات ونعم من أروع الأوقات والدقائق التي تمر علينا..تحدث أحد العظماء عن تجربته في التفكير فقال:على مدى الأعوام اكتشفت أن الأفكار تأتي من خلال الرغبة الشديدة في إيجادها، حيث أن الرغبة المتصلة تحول العقل إلى برج مراقبة يفتش عن الجديد في الملابسات التي تثير الخيال، فقد يؤدي مشهد غروب الشمس إلى الإلهام بفكرة جديدة..فابحثوا عن الأفكار الجديدة من حولكم واستمتعوا بالحياة وبما أنعمه الله عليكم.




    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي رد: كيفما تكونوا تكن أفكاركم؟!

    بارك الله فيكم
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2018
    المشاركات
    40,509

    افتراضي رد: كيفما تكونوا تكن أفكاركم؟!

    وفيكم بارك
    جزاكم الله خيرا

    اذا الايمان ضاع فلا أمان
    ولا دنيا لمن لم يحى دينا
    ومن رضى الحياة بغير دين
    فقد جعل الفنـاء له قرينا

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •