إنهم يسبون أنفسهم




عبدالسلام البسيوني



الشعارات والرموز المدونة على السيارات، وأسماء المحلات والعطور، وكذلك الملابس التي يرتديها كثير من الشباب، وتحمل بعض الكلمات بخط عريض بارز. تعكس دلالات فكرية وعقيدية وأخلاقية متعددة قد تكون عالية أو سافلة.
الأخت "عابدة الرحمن" – رزقني الله وإياها ذكره وشكره حسن عبادته – أتحفتني بقائمة من الكلمات المرقومة على الثياب، التي يلبسها الشابات والشبان، وتحمل ألفاظاً بذيئة، أو معاني قميئة، أو إشارات دنيئة، أنقل بعضها، وأزيد عليها مما رأيت، ومما قرأت، مما ينتشر في الأسواق والشوارع على الثياب وغيرها، ومما يرتبط بشكل مباشر بالإباحة الجنسية والوقاحة الذوقية التي تجرح نفس الكريم، وتحير عقل الحليم .
ولك أن تتخيل فتاة متعلمة تجري على شاطئ الخليج وقد حملت على ظهرها أو صدرها كلمة "أنا عاهرة"– أجلك الله – أو جملة: "أعطني قبلة"، أو "أنا شهوانية مثيرة" .
ولك أن تتخيل رجلاً محترماً (ملء ثيابه) كتب على صدره: خنـزير.. أو: ملحد صهيوني!!
هل تستبعد هذا؟.. وخذ عندك من هذه الألفاظ ذات البعد الرخيص، التي وجدتها مكتوبة على الملابس الملونة الرخيصة والغالية :
nude أي عارية، whore أي عاهرة، hussy أي فاجرة وقحة، miss تعمل بغياً، i’m ready for for sexual affairs أنا مستعدة للزنا، prostitute مومس، don’t touch me لا تلمسني، take me خذني، follow me اتبعني، adulatry زانية ، adulterer زانٍ، lusts شهوات، eccentricity شذوذ (معنىً مطلق)، paly boy إباحي، play girl فتاة إباحية !!
ومن الجمل والعبارات التي لها علاقة بالأديان : zion صهيوني، bible الكتاب المقدس، gospal الإنجيل، theocracy كهنوت، trinity الثالوث، madona العذراء، وهو اسم المغنية الإباحية الشهيرة، brahman كاهن هندوسي، christianity النصرانية، i am jweish أنا يهودية، church كنيسة، saint قديس، clargy man كاهن atheist ملحد، synague كنيس يهودي!!
ومن الكلمات التي لها علاقة بالخمر spirit أي مشروب كحولي، braday مشروب مسكر، brew إعداد البيرة .
ومن عالم الحيوان : sow خنـزيرة، big ثور، bull dog كلب .
ومن المذاهب المشبوهة : ماسوني 666 mason / أو fff من رموز عبدة الشيطان .
ومن أغرب ما يكتب على القمصان: نحن نشتري الناس we buy people، اشترني buy me ، طفل للبيع boy for sale !!!
ليس هذا فقط – عزيزي القارئ – فالرسوم الغرامية المطبوعة على الثياب في غاية من جمال اللون، ودقة الأداء، ولفت النظر، فترى شاباً يحتضن فتاة، أو امرأة شبه عارية في وضع يفتن الصخر ويذيب الحديد، أو ثوراً من ثيران المصارعة شبه عار، أو رمزًا من رموز الوثنية كالصليب، أو رأس المعزة (رمز عبدة الشيطان)، أو الجمجمة النارية على أرضية سوداء وحمراء، وهي من رموزهم أيضاً .
وكثيرًا ما يتسلل الصليب في تصميمات الملابس والشعارات التي تطرز عليها.
فتراه بارزاً في لونه ووضعه، لتتأكد أنه لم يوضع في هذا الموضع مصادفة، بل إنهم – حتى في تصميمات الملابس – يحرصون على إدخال زي القساوسة الأوربيين ضمن ملابس الأطفال، وهذا لا يزال شائعاً إلى يومنا هذا يلحظه المتفحص، فمن المعلوم أن لبس كهان أوروبا هو – عادة – بدلة عادية تكون تحتها فانيلة سوداء بنصف رقبة، فيها من الأمام تحت الذقن قطعة بيضاء بعرض إصبعين وقد لاحظت أنها منتشرة كثيراً في ملابس الأطفال في الخليج الدوحة، مع بعض المصطلحات النصرانية المكتوبة تحتها.
ودعك من أسماء العطور، التي منها: organism وتعني قمة الإثارة الجنسية، و opium وتعني أفيون، و poison سم، و wild متوحش أو بدائي، و tramp عاهرة، و ecstacy نشوة، و prophcy نبوءة .. و .. و ..
هذا الجانب المعلن، وما خفي هو أعظم وأخطر، وأشد مكراً، ومن نشر الشهوات، ودوس الأخلاق، ونبذ مكارم العادات، وخنـزرة البشر، وتدييثهم، تحت مسمى الانفتاح والتحضر . فعلى ماذا يدل هذا؟!
· هل يدل صراحة على السعي لتطبيع الأمة مع الرذيلة ورموزها، لتعتاد العيون، وتتأقلم النفوس، وتنحسر الحمية، ويموت في القلب الإنكار؟!
· هل يدل على أننا بلغنا مستوى من الانهزام النفسي والحضاري أمام الآخرين، جعلنا نقبل منهم أي لقمة ترمى لنا – كالمتسولين –، حتى لو كانت مسمومة ملوثة بفيروسات الإيدز والدياثة؟!
· هل يعني هذا أن مطارق الشهوات تدق عقول الأمة، وتسحق إرادتها، لنتحول جميعاً إلى أمة ترقص "ديسكو"، وتدمن البحلقة في أجساد حسناوات الـ "فيديو كليب"، ثم لتغرق الشوارع بعد ذلك بالشبان والشابات الذين لا يتخلقون بخلق، ولا يتحلون بفضيلة، ولا يعرفون الحلال ولا الحرام، ولا العفاف والانحـراف؟!!
· هل يعني نجاح أعداء العفة وأعداء الإسلام في فرض مناهجهم على القلوب والعقول، في البيت والشارع، والمدرسة والسوق، والتلفزيون والنادي؟!
إن ما كان خيالياً في الأمة قد صار مألوفًا عادياً، وما لم يكن يطوف بالخاطر قبل خمسين سنة لا ترد الآن بالخاطر مجرد مخالفته، وما نعده عفة الآن ربما يكون بعد خمسين سنة خيالاً؛ لكونه رجعية وظلامية وتعفنًا. أيعقل هذا؟!
هل سنبقى كما نحن، أو حتى دون ما نحن عليه الآن، أمة من المتخلفين المتناحرين المستسلمين، فلا أخلاقنا حفظنا، ولا مروءاتنا أبقينا، ولا ديننا لزمنا، ولا على آخرتنا عضضنا بالنواجذ؟!