متميزة ولكن




مها الجريس





متميزة في دينها وحجابها وحيائها وسائر شؤونها شأنها شأن المسلمات الكريمات في كل مكان،،


متميزة في همومها فهي تحمل هم الدعوة إلى الله تعالى و تبذل ما في وسعها لتحقيق ذلك،،

لكن طرحها الدعوي غير متميز!! فما زالت تمارس الدعوة إلى الله تعالى ببضاعة قليلة من العلم.. وربما وقعت في البدعة دون أن تشعر!! لم تكلف نفسها ببرنامج شرعي يضبط حماسها ويوجه جهودها ويلحقها بركب (والذين اتبعوهم بإحسان) !! فالإحسان في الدعوة مطلوب والحكمة مطلوبة والفقه مطلوب من المحزن حقا أن نجد أن الطرح الوعظي ( على أهميته) هو الغالب على الخطاب الدعوي عند النساء والذي أحيانا يتخذ من القصة وسيلة وحيدة له!!بغض النظر عن صدق هذه القصص من جهة وملاءمتها لروح الشريعة ومقاصدها من جهة أخرى !!

القصص بلا شك أسلوب قرآني ونبوي لكنه ليس بما يعتمد على الرؤى أو أحوال الموتى عند الغسل أو الدفن!!

وقد نبه مشائخنا الفضلاء على عدم جواز الحديث عن مثل هذا إن وقع لأن الأولى ستر المسلم ولو لم يذكر اسمه فإن في الزواجر الشرعية من الكتاب والسنة ما يغني عن هذا كما أن على المسلم تعظيم الأمر والنهي في قلبه بغض النظر عن هذه القصص ولهذا نجد من البعض الخوف من بعض المخالفات التي وردت في القصص دون الحذر مما هو أعظم منها شرعا كالبدع بسائر أنواعها مما يستوجب إعادة النظر في الخطاب الدعوي.

الجانب الوعظي مهم لكنه ليس الأهم فالبكاء ورقة القلب وحدها لا تمنع من الوقوع في البدعة بل أحيانا تقود إليها لأن الرغبة في الخير والخوف من الله إذا لم يضبط بضابط الشرع أهلك صاحبه في البدع وكل مبتدع إنما يرجو ببدعته ثواب الله!!

الخطاب الوعظي الكثيف أوجد مناخا خاصا من الخشوع تحرص عليه النساء وكبيرات السن خصوصا يجدن فيه الراحة من كثير من عناءات الدنيا وهذا شيء جميل لكنه لا ينبغي أن يكون هو الدائم فتخرج الجالسات من مجالس شرعية متعددة وفيهن من لا تحسن الصلاة أو تعلق التمائم أو تلجأ إلى الكهان أو تحلف بغير الله أو غيرها من المحرمات التي تحتاج إلى تأصيل علمي بأسلوب بسيط ومشوق يتناسب والحاضرات ..

نحتاج في خطابنا الدعوي إلى التربية الإيمانية بفقه الخلاف وحسن الظن والرجوع إلى الشرع عند التنازع ونبذ الهوى والتعصب مما تشتد الحاجة إليه في هذا الزمان مع كثرة الفتن والفتيا بغير علم..

وحينما يتحقق ذللك نكون قد سلكنا في دروب التميز أوجبها وأعلاها..