معالجة المشكلات بتهوين أو مبالغة
د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي





إن الكثير من القضايا والمشكلات في بعض المجتمعات الإسلامية بين إفراط وتفريط، فإما أن تتم معالجتها بسطحية ورؤية محدودة، أو تكون معالجتها بتضخيم ومبالغة في تأثيرها، وكلا الأمرين ذميمان، لأنهما يقدمان نتائج غير دقيقة فتسبب ضياعاً في الأموال والجهود وتأخر في التنمية والرقي على مستوى الأفراد، أو الجماعات، أو المؤسسات الخاصة والعامة، ويجب أن تكون معالجة القضايا والمشكلات بخاصة وكافة شؤون الحياة بعامة بتوسط واعتدال.




قد يكون الكثير من مشكلاتنا في المجتمعات الإسلامية بسبب سطحية المعالجة، فهذا الفكر وهذه النظرة الضيقة تؤخر ولا تقدم تهدم ولا تبني، فيجب أن يكون هناك نظر عميق ورؤية مستقبلية وحكمة في معالجة القضايا والمشكلات، وهذا يتطلب تدريباً عالياً، وبيئات علمية وتربوية وثقافية متقدمة حتى يستطيع الإنسان أن ينمو فكره ويتطور، فَيُحَلِّلْ ويناقش، ويضع الحلول بشكل واقعي، ومنطقي أقرب للصواب بعون الله وتوفيقه.



ومن الأهمية البالغة الاهتمام بوضع معايير معينة، والبحث الجاد بموضوعية تامة لأناس متميزين حباهم الله تعالى بنعمة التأني والنظر في مآلات الأمور قبل الحكم السريع عليها، ويبحث عن آليات معينة للاستفادة منهم في كافة التخصصات، وبهذا نصل إن شاء الله إلى المعالجة المناسبة للقضايا والمشكلات دون تهوين أو مبالغة.