تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: مُرّي على الأجسادِ- إهداء من الشاعر إلى فرسان الألوكة الأحبة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    86

    افتراضي مُرّي على الأجسادِ- إهداء من الشاعر إلى فرسان الألوكة الأحبة

    مُرّي على الأجسادِ
    شعر: يوسف أحمد ( أبو بلال)- فلسطين
    ---
    أهدي هذه القصيدة التي اختمرت في نفسي ثلاثين سنة، وخرجت أخيرا في يوم واحد إلى إخوتي الأحبة في الألوكة الذين كانت جهودهم في المجلس العلمي للكتب لي نعم المعين في رسالتي العلمية . أخوكم يوسف أحمد (أبو بلال)
    -------
    مُرّي على الجسدِ الذي
    هدَّته أنباءُ الصَّحافةْ
    واستوقفي التاريخَ
    في أطلالِ منزلهِ
    المضرَّجِ بالخُرافةْ
    لا تصرخي أبدا
    ولكنْ أشعلي فيه التأمَّلَ
    يا حبيبةُ
    واقرأي فيه التجعُّدَ والتحدُّبَ
    واقرأي فيه التفافَه
    --
    مُرّيْ على الجسدِ المحطّمِ
    واعبري
    من فوقِ كومِ القشّ
    نحو غدٍ
    فلا "الفاروقُ" فيه
    يخاطب "اليمنَ السعيدة"
    من مدينتِه
    ولا يصغي إلى التوجيهِ "ساريةٌ"
    ولم يسمعْ هُتافَهْ
    ---
    مُرّي على الجسدِ الذي خدَعَتْهُ رِدّة عصرهِ
    فاستعذب الفكرَ المقشَّرَ بالسكاكين الغريبةِ
    واشترى اللبنَ المجففَّ
    واشترى اللحمَ المثلّجَ
    واستدانَ القمحَ والإسمنتَ والزيتَ المكدّسَ
    في دكاكينِ الزجاجِ
    المستظلّةِ بالبنوكِ وقاذفات الرعبِ والخبثِ المصفَّى
    وارتمى فوقَ الوسائدِ
    حين راودَه عن النفسِ
    التقدّمُ والتَّدلُّل والحصافَةْ
    --
    مُرّي بلا لطفٍ
    على الأطلالِ
    لا "قيسٌ" يُعتّق خمرةَ الحبِّ الشريفِ
    ولا "جميلٌ" يستحثُّ مطيَّه للدارِ في عُرْض الغضا
    الممتدِّ في جسدِ الجزيرةِ كالوريدِ
    ولا الحبيبةُ في نصوصِ الشعرِ فاحمةََ الضفائرِ لا
    ولا العينان حوراوين
    في زمنِ العيونِ الزرقِ والعدساتِ
    والشَّعَرِ المصفّفِ والمموّجِ والملوّنِ كالسنابلِ
    في الحقولِ
    ولا القبيلةُ مثَلَ عُذْرة تدفنُ الشعراءَ في أكفاِن حبّهمُ
    ولكنْ نَقَّّلَ الشعراءُ أفئدةَ الهوى المكشوفِ بين الغانياتِ
    وأكرموا الحُبّ المسافرَ في عيونِ رفيقةِ "البارِ" الأنيقةِ
    كي ترى كرمَ الضيافةْْ
    --
    مُرّي على الطللِ الموطَّأ دونَ لطفٍ
    يا حبيبةُ
    لا تبالي
    فالقبيلةُ قد أعارتْ سيفَها الهنديَّ من زمنٍ
    ولم ترسلْ خيولَ الغزوِ تصهلُ في سروجِ الحربِ
    واستلقى بظلِّ حصانِه المأسورِ عنترةُ القَنا
    يتفرّسُ القومَ الذين تقدّموا بالغزو
    واستاقوا نساءَ الحيِّ وانسحبوا بعبلةَ في ظهيرةِ يومِه العربيِّ
    وانفردوا ببيتِ المالِ والآمالِ
    وارتشفوا ضُروبَ الشَّهدِ
    من شفتيّ أمتهِ
    وما بالى
    ولكنْ مَلّسَ الشَّعَر المجعّدَ
    واحتمى بالعطرِ والصَّابونِ من عَرَقِِ السنينِ الذاوياتِ
    وولّفتْ كفاهُ "لاقطَه" المصنّعَ في بلادِ العمِّ "سامَ"
    لكي يُفتشَّ عن فضائيّاتِ مَنْ غازلْنَهُ بالهاتفِ الجوّالِ
    عند الفجرِ فاسترخى وأعلنَ حبَّه
    رُغْمَ المَسَافَةْ
    ---
    مُرّي على الصحراءِ ظُهرا يا حبيبةُ
    لا تبالي
    فالحرارةُ لم تَعُدْ تشتدُّ في شِرْيانها الدمويِّ
    ما عادت تلوِّحُ مَنْ أتَوْهَا في الجلودِ البيضِ
    ينتعلونَ أحداقَ السياسيينَ
    ما عادتْ تُخيفُ الرَّكْبَ إن مالوا عن الطُرُقاتِ
    ما عادتْ تُحللّ لونَ أعينِهِم ولا
    دمَهم ولا نبضَ العروبةِ في عُروقِ القلبِ
    ما عادتْ تميّزُ بين مَنْ قد أخلصوا ودّا لها
    أو أرسلوا كرياتِها الحمراءَ في
    قِنّينة ِ"البيبسي" لكي
    تَروى القذائفُ من عِظامِ العاشقينَ القابضينَ على الهوى
    والمنتمينَ لدمعِ أبناءِ الرُّصافةْ
    --
    مُرّي على الأجسادِ ليلا يا حبيبةُ
    لا تبالي
    فالسماءُ مضيئةٌ من غير بدرٍ، والنجومُ اللامعاتُ
    غدتْ مراكبَ في الفضاءِ، وذلك الوجهُ الجميلُ على الغيومِِ
    يُوَجِّهُ الرادارَ والأقمارَ كيما
    يستثيرَ لواعجَ العشقِِ الجنونيّ المخبَّأ
    في قلوبِ الهائمينَ بحبّ أرصدة البنوكِ ورَنّةِ الخلخالِ
    في ساقِ الجميلاتِ اللواتي
    يعتصمنَ بحبلِ ودٍّ
    أو يَصِدْنَ عُروقَ مَنْ ذرَف الدموعَ
    على الحبيبة إذ تولّتْ
    أو تَحَلّقَ حولَ جذرِ الجدّ
    يقبِس من أصالتِه الثقافة
    ---
    مُرِّي على الكبد الممزَّق يا حبيبة
    لا تبالي
    فالدماءُ الحُمْرُ في القانونِ أرخصُ من مياه البحر في ميزان من وضعوا
    حقوقَ الناسِِ وانتصروا بمجلسهم لمن ضعفوا
    ومن صفّوا طوابيرا على أعتاب مجلسهم ومن هتفوا
    ومن شربوا دمَ الأطفال أو نزفوا
    ومَنْ قد هُجِّروا قسرا إلى منفىً غريبِ الوجهِ أو في أرضِهم قُصفوا
    أمانا يا حبيبةَ قلبيَ المكدودِ -مذْ أبصرتُ نور العيشِ - ضُميني
    وضُمّي إخوتي في الهندِ والصومالِ والصينِِ
    خذي قلبي
    فأرواح الورى تعبتْ
    وبلدانُ الهوى سقطتْ
    خذي قلبي ومريّ فوق هذا الجسم
    وانتعلي جفونَ العينِ شامخة، وفي محراب أقصانا
    أذيعي سرَّ روحَيْنا على كلّ الكبارِ
    الصادقينَ القابضينَ على الهوى
    ولْتنشري أني الحبيب وأنت - يا أملي - الخلافة

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    443

    افتراضي رد: مُرّي على الأجسادِ- إهداء من الشاعر إلى فرسان الألوكة الأحبة

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    شكرا لك ... بارك الله فيك ...
    قياس الحياة ليس في طول بقائها و لكن في قوة عطائه

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •