تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: آيات من القرآن يحتج بها الجهمية على تعطيل صفات الرحمن

  1. #1

    افتراضي آيات من القرآن يحتج بها الجهمية على تعطيل صفات الرحمن

    |ليس كمثله شيء وهو السميع البصير|

    ‏‏١-قال البخارى: وقال بعض أهل العلم : إن الجهمية هم المشبهة ، لأنهم شبهوا ربهم بالصنم ، والأصم ، والأبكم الذي لا يسمع ، ولا يبصر ، ولا يتكلم ، ولا يخلق ، وقالت الجهمية : وكذلك لا يتكلم ، ولا يبصر نفسه//خلق افعال العباد ص٤٣‏
    ‏ ‏ ٢- قال الترمذي: ﻗﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﻭاﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﻣﺎ ﻳﺸﺒﻬﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﻧﺰﻭﻝ اﻟﺮﺏ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﻟﻰ ﺳﻤﺎء اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻗﺎﻟﻮا: ﺛﺒﺘﺖ اﻟﺮﻭاﻳﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺬا ﻭﻧﺆﻣﻦ ﺑﻪ ﻭﻻ ﻧﺘﻮﻫﻢ ﻭﻻ ﻧﻘﻮﻝ ﻛﻴﻒ، ﻫﻜﺬا ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻭاﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ ﻭاﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎﺭﻙ، ﻗﺎﻟﻮا ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻷﺣﺎﺩﻳﺚ: "ﺃﻣﺮﻭﻫﺎ ﺑﻼ ﻛﻴﻒ".ﻭﻫﻜﺬا ﻗﻮﻝ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻭاﻟﺠﻤﺎﻋﺔ، ﻭﺃﻣﺎ اﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ﻓﺄﻧﻜﺮﺕ ﻫﺬﻩ اﻟﺮﻭاﻳﺎﺕ، ﻭﻗﺎﻟﻮا: ﻫﺬا ﺗﺸﺒﻴﻪ، ﻭﻓﺴﺮﻭﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﻓﺴﺮﻫﺎ ﺃﻫﻞ العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد ههنا القوة وقال إسحق بن إبراهيم إنما يكون التشبيه إذا قال يد كيد أو مثل يد أو سمع كسمع أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه : ليس كمثله شيء وهو السميع البصير//سنن الترمذي ٦٦٢‏
    ‏ ‏٣- قال أبو أحمد الحاكم فى كتاب شعار أصحاب الحديث ص٣٠: ﺳﻤﻌﺖ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺇﺳﺤﺎﻕ اﻟﺜﻘﻔﻲ|حافظ| ﻗﺎﻝ: سمعت أبا رجا قتيبة بن سعيد يقول: هذا قول الأئمة المأخوذ في الإسلام والسنة|فذكر امورا منها|وإذا قال :المشبهة فاحذروه فإنه جهمي ، ﻭﻳﻌﺮﻑ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء اﻟﺴﺎﺑﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺷﻪ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ: اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮﺵ اﺳﺘﻮﻯ//وقال الذهبي : " وكذا نقل موسى بن هارون عن قتيبة أنه قال نعرف ربنا في السماء السابعة على عرشه فهذا قتيبة في إمامته وصدقه قد نقل الإجماع على المسألة وقد لقي مالكا والليث وحماد بن زيد والكبار وعمر دهرا وازدحم الحفاظ على بابه ". العلو ص١٧٤‏
    ٤- قال الثقة على بن عبد العزيز بن مردك وتابعه غيره : ﺣﺪﺛﻨﺎ ﺃﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺣﺎﺗﻢ , ﻗﺎﻝ: ﺳﺄﻟﺖ ﺃﺑﻲ ﻭﺃﺑﺎ ﺯﺭﻋﺔ ﻋﻦ ﻣﺬاﻫﺐ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﻝ اﻟﺪﻳﻦ , ﻭﻣﺎ ﺃﺩﺭﻛﺎ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻣﺼﺎﺭ , ﻭﻣﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪاﻥ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ , ﻓﻘﺎﻻ: ﺃﺩﺭﻛﻨﺎ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻣﺼﺎﺭ ﺣﺠﺎﺯا ﻭﻋﺮاﻗﺎ ﻭﺷﺎﻣﺎ ﻭﻳﻤﻨﺎ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﻣﺬﻫﺒﻬﻢ: اﻹﻳﻤﺎﻥ ﻗﻮﻝ ﻭﻋﻤﻞ , ﻳﺰﻳﺪ ﻭﻳﻨﻘﺺ , ﻭاﻟﻘﺮﺁﻥ ﻛﻼﻡ اﻟﻠﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﺑﺠﻤﻴﻊ ﺟﻬﺎﺗﻪ..ﻭﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺷﻪ ﺑﺎﺋﻦ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ , ﻭﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺭﺳﻮﻟﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺑﻼ ﻛﻴﻒ , ﺃﺣﺎﻁ ﺑﻜﻞ ﺷﻲء ﻋﻠﻤﺎ‹‹ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺜﻠﻪ ﺷﻲء ﻭﻫﻮ اﻟﺴﻤﻴﻊ اﻟﺒﺼﻴﺮ›› وأنه تبارك ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺮﻯ ﻓﻲ اﻵﺧﺮﺓ , ﻳﺮاﻩ ﺃﻫﻞ اﻟﺠﻨﺔ ﺑﺄﺑﺼﺎﺭﻫﻢ ﻭﻳﺴﻤﻌﻮﻥ ﻛﻼﻣﻪ ﻛﻴﻒ ﺷﺎء ﻭﻛﻤﺎ ﺷﺎء. ﻭ. ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻣﺤﻤﺪ: ﻭﺳﻤﻌﺖ ﺃﺑﻲ ﻳﻘﻮﻝ: " ﻭﻋﻼﻣﺔ ﺃﻫﻞ اﻟﺒﺪﻉ اﻟﻮﻗﻴﻌﺔ ﻓﻲ ﺃﻫﻞ اﻷﺛﺮ , ﻭﻋﻼﻣﺔ اﻟﺰﻧﺎﺩﻗﺔ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﻢ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﺣﺸﻮﻳﺔ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺇﺑﻄﺎﻝ اﻵﺛﺎﺭ. ﻭﻋﻼﻣﺔ اﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﻢ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻣﺸﺒﻬﺔ , ﻭﻋﻼﻣﺔ اﻟﻘﺪﺭﻳﺔ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﻢ ﺃﻫﻞ اﻷﺛﺮ ﻣﺠﺒﺮﺓ. ﻭﻋﻼﻣﺔ اﻟﻤﺮﺟﺌﺔ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﻢ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻭﻧﻘﺼﺎﻧﻴﺔ. ﻭﻋﻼﻣﺔ اﻟﺮاﻓﻀﺔ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﻢ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻧﺎﺻﺒﺔ. ﻭﻻ ﻳﻠﺤﻖ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﺇﻻ اﺳﻢ ﻭاﺣﺪ ﻭﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺃﻥ ﺗﺠﻤﻌﻬﻢ ﻫﺬﻩ اﻷﺳﻤﺎء// اخرجه الألكائي فى أصول الاعتقاد ٣٢١ ، والذهبي في سير أعلام النبلاء ١٣/٨٤ ، وفي العلو ص١٣٧ وقد ساقها بأسانيد ثلاثة ، واخرجه ابن قدامة في إثبات العلو ص١٢٥ ، وقال الألباني في مختصر العلو ص٢٠٤ ":هذا صحيح ثابت عن أبي زرعة وإبي حاتم رحمة الله عليهما..ورسالة ابن أبي حاتم محفوظة فى المجموع 11 في الظاهرية في آخر كتاب زهد الثمانية من التابعين". . . وقال ابن تيمية:"وهذا مشهور عن الإمام عبد الرحمن بن أبي حاتم من وجوه وقد ذكره عنه الشيخ نصر المقدسي في كتاب الحجه ". بيان تلبيس الجهمية ٣/٤٠٧
    ‏ ‏ ‏٥- قال الحافظ أحمد بن سلمة :ﺳﻤﻌﺖ ﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺭاﻫﻮﻳﻪ، ﻳﻘﻮل :علامة جهم وأصحابه دعواهم على أهل الجماعة وما أولعوا به من الكذب أنهم مشبهة//ذكره الالكائي فى أصول الاعتقاد رقم ٩٣٨ من طريق ابن أبي حاتم‏
    ‏ ‏‏ ٦-قال على بن المدينى : من قال: فلان مشبه علمنه انه جهمي//اخرجه الالكائي فى أصول الاعتقاد ١/١٤٧ ‎ ‎ ‏
    ‏ ‏ ‏٧-قال الترمذي : سمعت نعيم بن حماد يقول : من شبه الله بخلقه فقد كفر ، ومن أنكر ما وصف به نفسه فقد كفر ، وليس ما وصف به نفسه ولا رسوله تشبيها//صححه الذهبي فى العرش ٢/٣٠٦ . . .والألباني فى مختصر العلو ص١٨٤ . . . وقال ابن تيمية فى بيان تلبيس الجهمية ٦/٥٠٦ :" وقال عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الصدائى قال قال نعيم بن حماد •فذكره•". . .وقال ابن القيم فى اجتماع الجيوش ٢/٢٢١ ": قال البخاري: سمعته-أي نعيم- يقول: •فذكره• ". . .وأورده الالكائي فى أصول الاعتقاد ٣/٥٨٧
    ٨-ﻗﺎﻝ ﻭﻛﻴﻊ ﺑﻦ اﻟﺠﺮاﺡ : "ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺔ اﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺴﻤﻮا ﺃﺻﺤﺎﺏ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻣﺸﺒﻬﺔ".وقال بن منده :ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ اﻟﻤﺒﺎﺭﻙ ﻭﻭﻫﺐ ﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ ﻭﻋﺎﺻﻢ اﻟﻨﺒﻴﻞ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺭاﻫﻮﻳﻪ ﻭﻗﺘﻴﺒﺔ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﻋﺘﺒﺔ ﺑﻦ ﻭﻫﺐ ﻭﺣﺮﺏ ﺑﻦ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻭﺃﺑﻮ ﻣﺴﻌﻮﺩ اﻟﺮاﺯﻱ ﻭﺃﺑﻮ ﺣﺎﺗﻢ اﻟﺮاﺯﻱ ﻭﺃﺑﻮ ﺯﺭﻋﺔ اﻟﺮاﺯﻱ ﻭﺑﺸﺮ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﻴﺪ ﻭﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻨﻌﻤﺎﻥ ﻭﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ اﻟﺪﻳﻦ ﺭﺣﻤﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ//جزء فيه ذكر الطبرانى لابن منده ص٣٥٦
    ٩-قال حرب الكرماني٢٨٠ هــ‏ فى مسائله :ﻭﺃﻣﺎ اﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ﻓﺄﻧﻬﻢ ﻳﺴﻤﻮﻥ ﺃﻫﻞ اﻟﺴﻨﺔ ﻣﺸﺒﻬﺔ ، ﻭﻛﺬﺑﺖ اﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ﺃﻋﺪاء اﻟﻠﻪ ﺑﻞ ﻫﻢ ﺃﻭﻟﻰ ﺑﺎﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻭاﻟﺘﻜﺬﻳﺐ اﻓﺘﺮﻭا ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻪ اﻟﻜﺬﺏ//مسائل حرب ٣/٩٨٥
    ١٠- قال ابن خزيمة :نحن نقول وعلماؤنا جميعا في جميع الأقطار إن لمعبودنا عز وجل وجها كما أعلمنا الله في محكم تنزيله ، ولوكان تشبيها من علمائنا لكان كل قائل إن لبني آدم وجها وللخنازير والقردة والكلاب، والسباع، والحمير، والحيات، والعقارب، وجوها، قد شبه وجوه بني آدم بوجوه الخنازير والقردة، والكلاب، وغيرها..ولو لزم - يا ذوي الحجا - أهل السنة والآثار إذا أثبتوا لمعبودهم يدين كما ثبتهما الله لنفسه وثبتوا له نفسا عز وجل، وأنه سميع بصير، يسمع ويرى، ما ادعى هؤلاء الجهلة عليهم أنهم مشبهة، للزم كل من سمى الله ملكا أو عظيما ورؤوفا ورحيما وجبارا ومتكبرا أنه قد شبه خالقه عزوجل بخلقه، حاش لله أن يكون من وصف الله جل وعلا، بما وصف الله به نفسه، في كتابه، أو على لسان نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم مشبها خالقه بخلقه.فأما احتجاج الجهمية على أهل السنة والآثار في هذا النحو بقوله: {ليس كمثله شيء} فمن القائل إن لخالقنا مثلا أو إن له شبيها؟ وهذا من التمويه على الرعاع والسفل، ويموهون بمثل هذا على الجهال يوهمونهم أن من وصف الله بما وصف به نفسه في محكم تنزيله أو على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم فقد شبه الخالق بالمخلوق، وكيف يكون يا ذوي الحجا خلقه مثله؟// التوحيد لإبن خزيمة ١/٥١‏
    ‏ ‏ ١١- وقال عثمان بن سعيد الدارمي :ﻋﻤﺪ اﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭاﻵﻳﺎﺕ ﻓﻨﺴﻘﻬﺎ ﻭﻧﻈﻢ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺾ، ﻛﻤﺎ ﻧﻈﻤﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﺑﻌﺪ ﺷﻲء، ﺛﻢ ﻓﺮﻗﻬﺎ ﺃﺑﻮاﺑﺎ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ، ﻭﺗﻠﻄﻒ ﺑﺮﺩﻫﺎ ﺑﺎﻟﺘﺄﻭﻳﻞ، ﻛﺘﻠﻄﻒ الجهمية،معتمدا ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﺳﻴﺮ اﻟﺰاﺋﻎ اﻟﺠﻬﻤﻲ ﺑﺸﺮ ﺑﻦ ﻏﻴﺎﺙ ﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﺳﻮاﻩ، ﻣﺴﺘﺘﺮا ﻋﻨﺪ اﻟﺠﻬﺎﻝ ﺑﺎﻟﺘﺸﻨﻴﻊ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻡ ﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﻬﺎ ﻭﻳﺼﺪﻗﻮﻥ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻐﻴﺮ ﺗﻜﻴﻴﻒ ﻭﻻ ﺑﻤﺜﺎﻝ .ﻓﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﻫﺆﻻء اﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻬﺎ ﻳﻜﻴﻔﻮﻧﻬﺎ ﻭﻳﺸﺒﻬﻮﻧﻬﺎ ﺑﺬﻭاﺕ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﻭﺃﻥ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﺑﺰﻋﻤﻪ ﻗﺎﻟﻮا: ﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﻨﻬﺎ اﺟﺘﻬﺎﺩ ﺭﺃﻱ ﻟﻨﺪﺭﻙ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺫﻟﻚ، ﺃﻭ ﻳﺸﺒﻪ ﺷﻲء ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺸﻲء ﻣﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻖ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻗﺎﻝ: ﻭﻫﺬا ﺧﻄﺄ ﻟﻤﺎ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺜﻠﻪ ﺷﻲء، ﻓﻜﺬﻟﻚ ﻟﻴﺲ، ﻛﻜﻴﻔﻴﺘﻪ ﺷﻲء. ﻓﻘﻠﻨﺎ ﻟﻬﺬا اﻟﻤﻌﺎﺭﺽ اﻟﻤﺪﻟﺲ ﺑﺎلتشنيع. ﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻚ: ﺇﻥ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﻫﺬﻩ اﻟﺼﻔﺎﺕ ﻭﺗﺸﺒﻴﻬﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻖ ﺧﻄﺄ. ﻓﺈﻧﺎ ﻻ ﻧﻘﻮﻝ: ﺇﻧﻪ ﺧﻄﺄ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﻛﻔﺮ ﻭﻧﺤﻦ ﻟﻜﻴﻔﻴﺘﻬﺎ، ﻭﺗﺸﺒﻴﻬﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ اﻟﺨﻠﻖ ﺃﺷﺪ ﺃﻧﻔﺎ ﻣﻨﻜﻢ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﺎ ﻛﻤﺎ ﻻ ﻧﺸﺒﻬﻬﺎ، ﻭﻻ ﻧﻜﻴﻔﻬﺎ، وﻻ ﻧﻜﻔﺮ ﺑﻬﺎ//الرد على المريسي ٢١٧‏ ‏ ‏‏
    ‏ ‏ ‏ ‏

  2. #2

    افتراضي

    ١٢-وقال ابن تيمية: إذا كانت الملائكة وهم مخلوقون من النور كما ثبت في صحيح مسلم عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:[خُلِقَتِ الملائكةُ من نُور، وخُلِق الجان من نار، وخلق آدم مما وُصِف لكم] فإذا كانوا مخلوقين من نور وهم لا يأكلون ولا يشربون، بل هم صمد ليسوا جوفًا كالإنسان، وهم يتكلمون ويسمعون ويبصرون ويصعدون وينزلون كما ثبت ذلك بالنصوص الصحيحة، وهم مع ذلك لاتماثل صفاتهم وأفعالهم صفات الإنسان وفعله؛ فالخالق ـ تعالى ـ أعظم مباينة لمخلوقاته من مباينة الملائكة للآدميين؛ فإن كليهما مخلوق. والمخلوق أقرب إلى مشابهة المخلوق من المخلوق إلى الخالق سبحانه وتعالى.وكذلك روح ابن آدم، تسمع وتبصر وتتكلم وتنزل وتصعد، كما ثبت ذلك بالنصوص الصحيحة، والمعقولات الصريحة، ومع ذلك فليست صفاتها وأفعالها كصفات البدن وأفعاله.فإذا لم يجز أن يقال: إن صفات الروح وأفعالها مثل صفات الجسم الذي هو الجسد، وهي مقرونة به وهما جميعًا الإنسان، فإذا لم يكن روح الإنسان مماثلًا للجسم الذي هو بدنه، فكيف يجوز أن يجعل الرب ـ تبارك وتعالى ـ وصفاته وأفعاله مثل الجسم وصفاته وأفعاله؟//مجموع الفتاوى٥/٣٥٤
    ١٣- وقال ابن تيمية: وقد قال ابن عباس رضي الله عنهما:"ليس في الدنيا مما في الآخرة إلا الأسماء". فإذا كانت هذه المخلوقات الغائبة ليست مثل هذه المخلوقات المشاهدة مع اتفاقها في الأسماء فالخالق أعظم علوا ومباينة لخلقه من مباينة المخلوق للمخلوق وإن اتفقت الأسماء وقد سمى نفسه حيا عليما سميعا بصيرا وبعضها رءوفا رحيما وليس الحي كالحي ولا العليم كالعليم ولا السميع كالسميع ولا البصير كالبصير ولا الرءوف كالرءوف ولا الرحيم كالرحيم// مجموع الفتاوى ٥/٢٥٨
    ١٤- وقال ابن تيمية :ﻭﻣﺬﻫﺐ اﻟﺴﻠﻒ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺑﻼ ﺗﻤﺜﻴﻞ ﻭﺗﻨﺰﻳﻪ ﺑﻼ ﺗﻌﻄﻴﻞ. ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺜﻠﻪ ﺷﻲء}.ﻭﻫﺬا ﺭﺩ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻤﺜﻠﺔ. ﻭﻗﻮﻟﻪ:{ﻭﻫﻮ اﻟﺴﻤﻴﻊ اﻟﺒﺼﻴﺮ}. ﺭﺩ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﻄﻠﺔ// مجموع الفتاوى ٨/٤٣٢‏ ‏ ‏ ‏ ‏


    |قل هو الله أحد|
    ‏‏ قال ابن تيمية :وكذلك طائفة من أهل الكلام ، كان السلف يسمونهم الجهمية ، أحدثوا تسمية الواحد والأحد ونحوهما ، لما لا يشار إليه ويميز الحس منه شيئا عن شيء ، وهذا خلاف اللغة فإن أهل اللغة يسمون بالواحد والوحيد والأحد في النفي لما يشار إليه ويميز الحس منه شيئا من شيء ، قال تعالى:{ذرني ومن خلقت وحيدا }.فسمى الإنسان وحيدا، وقال تعالى :{وإن كانت واحدة فلها النصف}. فسمى المرأة واحدة وما أمرنا إلا واحدة وقال :{وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله}.فسمى المستجير وهو الإنسان أحدا وكذلك قوله تعالى :{ولم يكن له كفوا أحد}. فنفى أن يكون أحد كفوا له ، فلو كان ما يشار إليه لا يسمى أحدا ، لم يكن قد نزهه عن مماثلة المخلوقات له ، فإن المشهود من المخلوقات كلها يشار إليها ، فإن لم يدخل في أحد ، لم يكن قد نزه نفسه عن مماثلتها‏//الجواب الصحيح - ابن تيمية ٤/٤٣٤ ‏ ‏


    |ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻓﻞ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺃﺣﺐ اﻵﻓﻠﻴﻦ |
    قال ابن تيمية :ﻭﺃﻣﺎ ﻗﺼﺔ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺨﻠﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ ﻓﻘﺪ ﻋﻠﻢ ﺑﺎﺗﻔﺎﻕ ﺃﻫﻞ اﻟﻠﻐﺔ ﻭاﻟﻤﻔﺴﺮﻳﻦ ﺃﻥ اﻷﻓﻮﻝ ﻟﻴﺲ ﻫﻮ اﻟﺤﺮﻛﺔ..ﻓﻼ ﻳﺴﻤﻰ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﻛﻞ ﻣﺘﺤﺮﻙ ﺃﻭ ﻣﺘﻐﻴﺮ ﺁﻓﻼ، ﻭﻻ ﺃﻧﻪ ﺃﻓﻞ ، ﻻ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻠﻤﺼﻠﻲ ﺃﻭ اﻟﻤﺎﺷﻲ ﺇﻧﻪ ﺁﻓﻞ ، ﻭﻻ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻠﺘﻐﻴﺮ اﻟﺬﻱ ﻫﻮ اﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ، ﻛﺎﻟﻤﺮﺽ ﻭاﺻﻔﺮاﺭ اﻟﺸﻤﺲ: ﺇﻧﻪ ﺃﻓﻮﻝ ، ﻻ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻠﺸﻤﺲ ﺇﺫا اﺻﻔﺮﺕ: ﺇﻧﻬﺎ ﺃﻓﻠﺖ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﺃﻓﻠﺖ ﺇﺫا ﻏﺎﺑﺖ ﻭاﺣﺘﺠﺒﺖ، ﻭﻫﺬا ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻮاﺗﺮ اﻟﻤﻌﻠﻮﻡ ﺑﺎﻻﺿﻄﺮاﺭ ﻣﻦ ﻟﻐﺔ اﻟﻌﺮﺏ: ﺃﻥ ﺁﻓﻼ ﺑﻤﻌﻨﻲ ﻏﺎﺋﺐ، ﻭﻗﺪ ﺃﻓﻠﺖ اﻟﺸﻤﺲ ﺗﺄﻓﻞ ﻭﺗﺄﻓﻞ ﺃﻓﻮﻻ: ﺃﻱ ﻏﺎﺑﺖ. ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺒﻴﻦ ﻫﺬا ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﺫﻛﺮ ﻋﻦ اﻟﺨﻠﻴﻞ ﺃﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﻛﻮﻛﺒﺎ ﻗﺎﻝ ﻫﺬا ﺭﺑﻲ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻓﻞ ﻗﺎﻝ ﻻ ﺃﺣﺐ اﻷﻓﻠﻴﻦ * ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ اﻟﻘﻤﺮ ﺑﺎﺯﻏﺎ ﻗﺎﻝ ﻫﺬا ﺭﺑﻲ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻓﻞ ﻗﺎﻝ ﻟﺌﻦ ﻟﻢ ﻳﻬﺪﻧﻲ ﺭﺑﻲ ﻷﻛﻮﻧﻦ ﻣﻦ اﻟﻘﻮﻡ اﻟﻀﺎﻟﻴﻦ * ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ اﻟﺸﻤﺲ ﺑﺎﺯﻏﺔ ﻗﺎﻝ ﻫﺬا ﺭﺑﻲ ﻫﺬا ﺃﻛﺒﺮ ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻓﻠﺖ ﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ﺇﻧﻲ ﺑﺮﻱء ﻣﻤﺎ ﺗﺸﺮﻛﻮﻥ * ﺇﻧﻲ ﻭﺟﻬﺖ ﻭﺟﻬﻲ ﻟﻠﺬﻱ ﻓﻄﺮ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ. ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻧﻪ ﻟﻤﺎ ﺑﺰﻍ اﻟﻘﻤﺮ* ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺑﺰﻭﻏﻪ ﻣﺘﺤﺮﻛﺎ، ﻭﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﻳﺴﻤﻮﻧﻪ ﺗﻐﻴﺮا، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻗﺪ اﺳﺘﺪﻝ ﺑﺎﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﻤﺴﻤﺎﺓ ﺗﻐﻴﺮا ﻟﻜﺎﻥ ﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﻴﻦ ﺭﺁﻩ ﺑﺎﺯﻏﺎ//درء التعارض١/١٠٩

  3. #3

    افتراضي


    |تجري بأعيينا||ولتصنع على عيني|

    ١-قال ابن القيم : وذكر العين مفردة لا يدل على أنها عين واحدة ليس إلا ، كما يقول القائل : أفعل هذا على عيني ، وأجيئك على عيني ، وأحمله على عيني ، ولا يريد به أن له عينا واحدة ، فلو فهم أحد هذا من ظاهر كلام المخلوق لعد أخرق ، وأما إذا أضيفت العين إلى اسم الجمع ظاهرا ، أو مضمرا ، فالأحسن جمعها مشاكلة للفظ كقوله : {تجري بأعيننا} ، وقوله:{واصنع الفلك بأعيننا}. وهذا نظير المشاكلة في لفظ اليد المضافة إلى المفرد ، كقوله:{ بيده الملك}. ، وقوله : {وبيدك الخير} . وإن أضيفت إلى ضمير جمع جمعت ، كقوله :{ أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما} . وكذلك إضافة اليد والعين إلى اسم الجمع الظاهر ، كقوله:{ بما كسبت أيدي الناس}. وقوله تعالى : {فأتوا به على أعين الناس} .. وقول النبي صلى عليه وسلم :" إن ربكم ليس بأعور". . صريح في أنه ليس المراد إثبات عين واحدة ليس إلا ؛ فإن ذلك عور ظاهر، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا//الصواعق باختصار ١/٢٥٥
    ٢- قال ابن عثيمين :اﻟﻤﺜﺎﻻﻥ اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭاﻟﻌﺎﺷﺮ: ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻧﻮﺡ: {ﺗﺠﺮﻱ ﺑﺄﻋﻴﻨﻨﺎ} ، وقوله لموسى : {ﻭﻟﺘﺼﻨﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻲ}.ﻭاﻟﺠﻮا ﺏ: ﺃﻥ اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻓﻲ ﻫﺎﺗﻴﻦ اﻵﻳﺘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮ اﻟﻜﻼﻡ ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻪ، ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻇﺎﻫﺮ اﻟﻜﻼﻡ ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻫﻨﺎ؟ ﻫﻞ ﻳﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺃﻥ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺗﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﻋﻴﻦ اﻟﻠﻪ، ﺃﻭ ﺃﻥ ﻣﻮﺳﻰ، ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼﺓ ﻭاﻟﺴﻼﻡ ﻳﺮﺑﻰ ﻓﻮﻕ ﻋﻴﻦ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ؟!. ﺃﻭ ﻳﻘﺎﻝ: ﺇﻥ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﺃﻥ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺗﺠﺮﻱ ﻭﻋﻴﻦ اﻟﻠﻪ ﺗﺮﻋﺎﻫﺎ ﻭﺗﻜﻠﺆﻫﺎ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻦ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺮﻋﺎﻩ ﻭﻳﻜﻠﺆﻩ ﺑﻬﺎ. ﻭﻻ ﺭﻳﺐ ﺃﻥ اﻟﻘﻮﻝ اﻷﻭﻝ ﺑﺎﻃﻞ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻴﻦ اﻷﻭﻝ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻘﺘﻀﻴﻪ اﻟﻜﻼﻡ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﺨﻄﺎﺏ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻭاﻟﻘﺮﺁﻥ اﻟﻜﺮﻳﻢ ﺇﻧﻤﺎ ﻧﺰﻝ ﺑﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺏ ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﺇﻧﺎ ﺃﻧﺰﻟﻨﺎﻩ ﻗﺮﺁﻧﺎ ﻋﺮﺑﻴﺎ ﻟﻌﻠﻜﻢ ﺗﻌﻘﻠﻮﻥ} . ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻧﺰﻝ ﺑﻪ اﻟﺮﻭﺡ اﻷﻣﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺒﻚ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺬﺭﻳﻦ ﺑﻠﺴﺎﻥ ﻋﺮﺑﻲ ﻣﺒﻴﻦ}. ﻭﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ اﻟﻘﺎﺋﻞ: ﻓﻼﻥ ﻳﺴﻴﺮ ﺑﻌﻴﻨﻲ ﺃﻥ اﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﻴﺮ ﺩاﺧﻞ ﻋﻴﻨﻪ ﻭﻻ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ اﻟﻘﺎﺋﻞ: ﻓﻼﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻲ، ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺟﻪ ﻛﺎﻥ ﻭﻫﻮ ﺭاﻛﺐ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻨﻪ، ﻭﻟﻮ اﺩﻋﻰ ﻣﺪﻉ ﺃﻥ ﻫﺬا ﻇﺎﻫﺮ اﻟﻠﻔﻆ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺨﻄﺎﺏ ﻟﻀﺤﻚ ﻣﻨﻪ اﻟﺴﻔﻬﺎء ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻟﻌﻘﻼء. اﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻥ ﻫﺬا ﻣﻤﺘﻨﻊ ﻏﺎﻳﺔ اﻻﻣﺘﻨﺎﻉ، ﻭﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻤﻦ ﻋﺮﻑ اﻟﻠﻪ ﻭﻗﺪﺭﻩ ﺣﻖ ﻗﺪﺭﻩ ﺃﻥ ﻳﻔﻬﻤﻪ ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ؛ ﻷﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺷﻪ ﺑﺎﺋﻦ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ ﻻ ﻳﺤﻞ ﻓﻴﻪ ﺷﻲء ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ ﻭﻻ ﻫﻮ ﺣﺎﻝ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﻦ ﻣﺨﻠﻮﻗﺎﺗﻪ، ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻮا ﻛﺒﻴﺮا. ﻓﺈﺫا ﺗﺒﻴﻦ ﺑﻄﻼﻥ ﻫﺬا ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻠﻔﻈﻴﺔ ﻭاﻟﻤﻌﻨﻮﻳﺔ ﺗﻌﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻇﺎﻫﺮ اﻟﻜﻼﻡ ﻫﻮ اﻟﻘﻮﻝ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻥ اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ ﺗﺠﺮﻱ ﻭﻋﻴﻦ اﻟﻠﻪ ﺗﺮﻋﺎﻫﺎ ﻭﺗﻜﻠﺆﻫﺎ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺗﺮﺑﻴﺔ ﻣﻮﺳﻰ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻴﻦ اﻟﻠﻪ ﻳﺮﻋﺎﻩ ﻭﻳﻜﻠﺆﻩ ﺑﻬﺎ. ﻭﻫﺬا ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻝ ﺑﻌﺾ اﻟﺴﻠﻒ ﺑﻤﺮﺃﻯ ﻣﻨﻲ، ﻓﺈﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻳﻜﻠﺆﻩ ﺑﻌﻴﻨﻪ ﻟﺰﻡ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﺮاﻩ ﻭﻻﺯﻡ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺼﺤﻴﺢ ﺟﺰء ﻣﻨﻪ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻠﻮﻡ ﻣﻦ ﺩﻻﻟﺔ اﻟﻠﻔﻆ ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮﻥ ﺑﺎﻟﻤﻄﺎﺑﻘﺔ ﻭاﻟﺘﻀﻤﻦ ﻭاﻻﻟﺘﺰاﻡ//مجموع الفتاوى٣/٣٢٥


    ‏ ‏
    |ﻻ ﻳﺄﺗﻴﻪ اﻟﺒﺎﻃﻞ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻪ ﻭﻻ ﻣﻦ خلفه||ﺃﻧﺎ ﺧﻠﻘﻨﺎ ﻟﻬﻢ ﻣﻤﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ ﺃﻧﻌﺎﻣﺎ|
    ‏١- قال البراك: لفظ اليد مثناة لها في اللغة العربية استعمالات : فتارة تستعمل غير مضافة ، وتلزم الألف ، وهذه هي التي بمعنى القدرة ، تقول: لا يدان لي بهذا الأمر ، أي لا قدرة لي عليه . وتارة تستعمل مضافة إلى ضمير من قامت به ، أو اسمه الظاهر كقولك: بيديّ ، أو بيديه ، أو بيدي محمد ، ويجري فيها إعراب المثنى . وهي في هذا الاستعمال لا تكون بمعنى القدرة ، بل يتعين أن يراد بهما : اليدان اللتان يكون بهما الفعل ، والأخذ ، ومن شأنهما القبض ، والبسط . وبهذا يظهر ألا تعارض بين أنكارهما على النفاة تأويل اليدين بمعنى القدرة ، لأن ذلك لم يرد في اللغة العربية ، وبين استعمالهما اليدان بمعنى القدرة . وهناك استعمالان آخران لليدين في اللغة العربية : أحدهما: أن يعبر بهما عن الفاعل للفعل ، وإن لم يكن باشره بيديه كقولك هذا ما فعلت يداك ، ومنه قوله تعالى :{ ذلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ} . ويأتي لفظ اليدين مجموعا إذا أضيف إلى ضمير الجمع كقوله تعالى :{ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ}. ومنه قوله تعالى :{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا} . الثاني: استعماله مضافا إليه بعد بين ، فيكون بمعنى أمام ، كقولك:اس بين يديه ، و مشى بين يديه ، ويجري هذا الاستعمال في العاقل ، وغير العاقل كقوله تعالى:{ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا} . وقوله:{وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُبَيْنَ يَدَيْه}. ، وقوله:{ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ} . ونظائر ذلك كثيرة . فهذه أربعة وجوه من الاستعمالات: ثلاثة منها مجاز وهي : الأول ، والثالث ، والرابع . والثاني: حقيقة . ويمتنع المجاز في اليدين إذا أسند الفعل لفاعل ، وعدي إلى اليدين بالباء كقولك: عملت بيدي، ومنه قوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ } . وأما إذا أسند الفعل إلى اليدين كقولك: هذا ما فعلت يداك ، فهو من قبيل المجاز العقلي ؛ لأنه عبر باليدين عن الفعل مطلقا ، وإن لم يكن فعل بيديه . وبهذا يظهر الفرق بين قوله تعالى : { أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّاخَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا}. ، وقوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ}. فلا تدل الآية الأولى على خلق الأنعام باليدين ، وتدل الآية الثانية على خلقِ اللهِ آدم بيديه ؛ فتثبت له هذه الخصوصية على سائر الناس . فمن جعل آية "ص" نظيرا لآية "يس" ؛ فقد أخطأ فبين الآيتين فروق: ففي آية "ص" أضاف الله الفعل إلى نفسه ، وعداه إلى اليدين بالباء ، وذكر اليدين بلفظ التثنية، وأضافهما إلى ضمير المفرد . وفي آية "يس" أضاف سبحانه الفعل إلى اليدين بلفظ الجمع ، وذكر نفسه بلفظ الجمع الدال على التعظيم . فيجب التفريق بين المختلفات من الألفاظ ، والمعاني ، والتسوية بين المتماثلات.".اه*
    ٢-قال ابن عثيمين :المثال الثالث عشر: قوله تعالى: {أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما}. والجواب: أن يقال:ما هو ظاهر هذه الآية وحقيقتها حتى يقال: إنها صرفت عنه؟هل يقال: إن ظاهرها أن الله تعالى خلق الأنعام بيده كما خلق آدم بيده؟أو يقال: إن ظاهرها أن الله تعالى خلق الأنعام كما خلق غيرها لم يخلقها بيده، لكن إضافة العمل إلى اليد والمراد صاحبها معروف في اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم أما القول الأول فليس هو ظاهر اللفظ لوجهين أحدهما أن اللفظ لا يقتضيه بمقتضى اللسان العربي الذي نزل به القرآن ألا ترى إلى قوله تعالى: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} ، وقوله: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون} ، وقوله: {ذلك بما قدمت أيديكم} فإن المراد ما كسبه الإنسان نفسه وما قدمه وإن عمله بغير يده، بخلاف ما إذا قال: عملته بيدي كما في قوله تعالى: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله} فإنه يدل على مباشرة الشيء باليد.الثاني: أنه لو كان المراد أن الله تعالى خلق هذه الأنعام بيده لكان لفظ الآية خلقنا لهم بأيدينا أنعاما، كما قال الله تعالى في آدم: {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} لأن القرآن نزل بالبيان لا بالتعمية لقوله تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء} .وإذا ظهر بطلان القول الأول تعين أن يكون الصواب هو القول الثاني وهو أن ظاهر اللفظ أن الله تعالى خلق الأنعام كما خلق غيرها ولم يخلقها بيده، لكن إضافة العمل إلى اليد كإضافته إلى النفس بمقتضى اللغة العربية بخلاف ما إذا أضيف إلى النفس وعدي بالباء إلى اليد، فتنبه للفرق فإن التنبه للفروق بين المتشابهات من أجود أنواع العلم، وبه يزول كثير من الإشكالات//مجموع الفتاوى٣/٣٣٠‏


    |والسماء بنيناها بأيد |
    ‏١-قال ابن خزيمة: ﻭﺯﻋﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻬﻤﻴﺔ: ﺃﻥ ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻟﻪ:[ﺧﻠﻖ اﻟﻠﻪ ﺁﺩﻡ ﺑﻴﺪﻳﻪ]. ﺃﻱ ﺑﻘﻮﺗﻪ، ﻓﺰﻋﻢ ﺃﻥ اﻟﻴﺪ ﻫﻲ اﻟﻘﻮﺓ، ﻭﻫﺬا ﻣﻦ اﻟﺘﺒﺪﻳﻞ ﺃﻳﻀﺎ، ﻭﻫﻮ ﺟﻬﻞ ﺑﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺏ، ﻭاﻟﻘﻮﺓ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺴﻤﻰ اﻷﻳﺪ ﺑﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺏ، ﻻ اﻟﻴﺪ، ﻓﻤﻦ ﻻ ﻳﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ اﻟﻴﺪ ﻭاﻷﻳﺪ ﻓﻬﻮ ﺇﻟﻰ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭاﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﺇﻟﻰ اﻟﻜﺘﺎﺗﻴﺐ ﺃﺣﻮﺝ ﻣﻨﻪ ﺇﻟﻰ اﻟﺘﺮﺅﺱ ﻭاﻟﻤﻨﺎﻇﺮﺓ ﻗﺪ ﺃﻋﻠﻤﻨﺎ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﺃﻧﻪ ﺧﻠﻖ اﻟﺴﻤﺎء ﺑﺄﻳﺪ، ﻭاﻟﻴﺪ ﻭاﻟﻴﺪاﻥ ﻏﻴﺮ اﻷﻳﺪ، ﺇﺫ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ اﻟﻠﻪ ﺧﻠﻖ ﺁﺩﻡ ﺑﺄﻳﺪ ﻛﺨﻠﻘﻪ اﻟﺴﻤﺎء، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﻠﻪ ﺧﺺ ﺧﻠﻖ ﺁﺩﻡ ﺑﻴﺪﻳﻪ ﻟﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻹﺑﻠﻴﺲ:[ﻣﺎ ﻣﻨﻌﻚ ﺃﻥ ﺗﺴﺠﺪ ﻟﻤﺎ ﺧﻠﻘﺖ ﺑﻴﺪﻱ]. ﻭﻻ ﺷﻚ ﻭﻻ ﺭﻳﺐ: ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻗﺪ ﺧﻠﻖ ﺇﺑﻠﻴﺲ ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻌﻨﺔ اﻟﻠﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻘﻮﺗﻪ//التوحيد لابن خزيمةص١٩١
    ٢-قال العلامة الشنقيطي : قوله تعالى في هذه الآية الكريمة [بنيناها بأيد] ليس من آيات الصفات المعروفة بهذا الاسم ، لأن قوله : بأيد ليس جمع يد: وإنما الأيد القوة ، فوزن قوله هنا بأيد فعل ، ووزن الأيدي أفعل ، فالهمزة في قوله : بأيد في مكان الفاء ، والياء في مكان العين ، والدال في مكان اللام ، ولو كان قوله تعالى : " بأيد".. جمع يد لكان وزنه أفعلا ، فتكون الهمزة زائدة والياء في مكان الفاء ، والدال في مكان العين ، والياء المحذوفة لكونه منقوصا هي اللام . والأيد ، والآد في لغة العرب بمعنى القوة ، ورجل أيد قوي ، ومنه قوله تعالى :[وأيدناه بروح القدس]. . أي قويناه به ، فمن ظن أنها جمع يد في هذه الآية فقد غلط غلطا فاحشا ، والمعنى : والسماء بنيناها بقوة //‏ أضواء البيان

  4. #4

    افتراضي

    |ﻭﻫﻮ ﻣﻌﻜﻢ ﺃﻳﻦ ﻣﺎ ﻛﻨﺘﻢ|
    قال ابن تيمية :ﻛﻠﻤﺔ ﻣﻊ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﺇﺫا ﺃﻃﻠﻘﺖ ﻓﻠﻴﺲ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ ﺇﻻ اﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ اﻟﻤﻄﻠﻘﺔ؛ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻭﺟﻮﺏ ﻣﻤﺎﺳﺔ ﺃﻭ ﻣﺤﺎﺫاﺓ ﻋﻦ ﻳﻤﻴﻦ ﺃﻭ ﺷﻤﺎﻝ؛ ﻓﺈﺫا ﻗﻴﺪﺕ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﺩﻟﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻘﺎﺭﻧﺔ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ اﻟﻤﻌﻨﻰ. ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﺎﻝ: ﻣﺎ ﺯﻟﻨﺎ ﻧﺴﻴﺮ ﻭاﻟﻘﻤﺮ ﻣﻌﻨﺎ ﺃﻭ ﻭاﻟﻨﺠﻢ ﻣﻌﻨﺎ. ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﻫﺬا اﻟﻤﺘﺎﻉ ﻣﻌﻲ ﻟﻤﺠﺎﻣﻌﺘﻪ ﻟﻚ؛ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻓﻮﻕ ﺭﺃﺳﻚ. ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻣﻊ ﺧﻠﻘﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﻫﻮ ﻓﻮﻕ ﻋﺮﺷﻪ ﺣﻘﻴﻘﺔ. ﺛﻢ ﻫﺬﻩ " اﻟﻤﻌﻴﺔ " ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺃﺣﻜﺎﻣﻬﺎ ﺑﺤﺴﺐ اﻟﻤﻮاﺭﺩ ﻓﻠﻤﺎ ﻗﺎﻝ{: ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻳﻠﺞ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﻭﻣﺎ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ}.ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻭﻫﻮ ﻣﻌﻜﻢ ﺃﻳﻦ ﻣﺎ ﻛﻨﺘﻢ} . ﺩﻝ ﻇﺎﻫﺮ اﻟﺨﻄﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺣﻜﻢ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻌﻴﺔ ﻭﻣﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﺃﻧﻪ ﻣﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻜﻢ؛ ﺷﻬﻴﺪ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﻣﻬﻴﻤﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﻜﻢ. ﻭﻫﺬا ﻣﻌﻨﻰ ﻗﻮﻝ اﻟﺴﻠﻒ: ﺇﻧﻪ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻌﻠﻤﻪ وهذا ظاهر اﻟﺨﻄﺎﺏ ﻭﺣﻘﻴﻘﺘﻪ.. ولما ﻗﺎﻝ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﺭ :{ ﻻ ﺗﺤﺰﻥ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻣﻌﻨﺎ}.ﻛﺎﻥ ﻫﺬا ﺃﻳﻀﺎ ﺣﻘﺎ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻭﺩﻟﺖ اﻟﺤﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺣﻜﻢ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻌﻴﺔ ﻫﻨﺎ ﻣﻌﻴﺔ اﻻﻃﻼﻉ ﻭاﻟﻨﺼﺮ ﻭاﻟﺘﺄﻳﻴﺪ. فلفظ اﻟﻤﻌﻴﺔ ﻗﺪ اﺳﺘﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭاﻟﺴﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺿﻊ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻮﺿﻊ ﺃﻣﻮﺭا ﻻ ﻳﻘﺘﻀﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻮﺿﻊ اﻵﺧﺮ؛ ﻓﺈﻣﺎ ﺃﻥ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺩﻻﻟﺘﻬﺎ ﺑﺤﺴﺐ اﻟﻤﻮاﺿﻊ ﺃﻭ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﺭ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻮاﺭﺩﻫﺎ - ﻭﺇﻥ اﻣﺘﺎﺯ ﻛﻞ ﻣﻮﺿﻊ ﺑﺨﺎﺻﻴﺔ - ﻓﻌﻠﻰ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮﻳﻦ ﻟﻴﺲ ﻣﻘﺘﻀﺎﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺫاﺕ اﻟﺮﺏ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ ﻣﺨﺘﻠﻄﺔ ﺑﺎﻟﺨﻠﻖ ﺣﺘﻰ ﻳﻘﺎﻝ ﻗﺪ ﺻﺮﻓﺖ ﻋﻦ ﻇﺎﻫﺮﻫﺎ// مجموع الفتاوى ٥/١٠٣ باختصار
    وقال ابن تيمية : ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ (ﻭﻫﻮ ﻣﻌﻜﻢ) ﻓﻠﻔﻆ (ﻣﻊ) ﻻ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﻟﻌﺮﺏ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﺣﺪ اﻟﺸﻴﺌﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻄﺎ ﺑﺎﻵﺧﺮ ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {اﺗﻘﻮا اﻟﻠﻪ ﻭﻛﻮﻧﻮا ﻣﻊ اﻟﺼﺎﺩﻗﻴﻦ} ..ﻭﻟﻔﻆ (ﻣﻊ) ﺟﺎءﺕ ﻓﻲ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﺎﻣﺔ ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻓ " اﻟﻌﺎﻣﺔ " ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﻭﻓﻲ ﺁﻳﺔ اﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ {ﺃﻟﻢ ﺗﺮ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻧﺠﻮﻯ ﺛﻼﺛﺔ ﺇﻻ ﻫﻮ ﺭاﺑﻌﻬﻢ ﻭﻻ ﺧﻤﺴﺔ ﺇﻻ ﻫﻮ ﺳﺎﺩﺳﻬﻢ ﻭﻻ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻭﻻ ﺃﻛﺜﺮ ﺇﻻ ﻫﻮ ﻣﻌﻬﻢ ﺃﻳﻦ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﺛﻢ ﻳﻨﺒﺌﻬﻢ ﺑﻤﺎ ﻋﻤﻠﻮا ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﺑﻜﻞ ﺷﻲء ﻋﻠﻴﻢ} ﻓﺎﻓﺘﺘﺢ اﻟﻜﻼﻡ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺧﺘﻤﻪ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ؛ ﻭﻟﻬﺬا ﻗﺎﻝ اﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ ﻭاﻟﻀﺤﺎﻙ ﻭﺳﻔﻴﺎﻥ اﻟﺜﻮﺭﻱ ﻭﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ: ﻫﻮ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﻌﻠﻤﻪ. ﻭﺃﻣﺎ " اﻟﻤﻌﻴﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ " ﻓﻔﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻣﻊ اﻟﺬﻳﻦ اﺗﻘﻮا ﻭاﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻣﺤﺴﻨﻮﻥ} ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻤﻮﺳﻰ: {ﺇﻧﻨﻲ ﻣﻌﻜﻤﺎ ﺃﺳﻤﻊ ﻭﺃﺭﻯ} ﻭﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﻻ ﺗﺤﺰﻥ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻣﻌﻨﺎ} ﻳﻌﻨﻲ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻭﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻬﻮ ﻣﻊ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻫﺎﺭﻭﻥ ﺩﻭﻥ ﻓﺮﻋﻮﻥ ﻭﻣﻊ ﻣﺤﻤﺪ ﻭﺻﺎﺣﺒﻪ ﺩﻭﻥ ﺃﺑﻲ ﺟﻬﻞ ﻭﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺃﻋﺪاﺋﻪ ﻭﻣﻊ اﻟﺬﻳﻦ اﺗﻘﻮا ﻭاﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﻣﺤﺴﻨﻮﻥ ﺩﻭﻥ اﻟﻈﺎﻟﻤﻴﻦ اﻟﻤﻌﺘﺪﻳﻦ. ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﻤﻌﻴﺔ ﺃﻧﻪ ﺑﺬاﺗﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻜﺎﻥ ﺗﻨﺎﻗﺾ اﻟﺨﺒﺮ اﻟﺨﺎﺹ ﻭاﻟﺨﺒﺮ اﻟﻌﺎﻡ؛ ﺑﻞ اﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻪ ﻣﻊ ﻫﺆﻻء ﺑﻨﺼﺮﻩ ﻭﺗﺄﻳﻴﺪﻩ ﺩﻭﻥ ﺃﻭﻟﺌﻚ".مجموع الفتاوى ١١/٢٥٠
    وقال اﺑﻦ ﻗﺪاﻣﺔ : ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ ﻓﻘﺪ ﺗﺄﻭﻟﺘﻢ ﺁﻳﺎﺕ ﻭﺃﺧﺒﺎﺭا ﻓﻘﻠﺘﻢ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {ﻭﻫﻮ ﻣﻌﻜﻢ ﺃﻳﻦ ﻣﺎ ﻛﻨﺘﻢ}أﻱ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﻧﺤﻮ ﻫﺬا ﻣﻦ اﻵﻳﺎﺕ ﻭاﻷﺧﺒﺎﺭ ﻓﻴﻠﺰﻣﻜﻢ ﻣﺎ ﻟﺰﻣﻨﺎ*- ﻗﻠﻨﺎ: ﻧﺤﻦ ﻟﻢ ﻧﺘﺄﻭﻝ ﺷﻴﺌﺎ، ﻭﺣﻤﻞ ﻫﺬﻩ اﻟﻠﻔﻈﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻟﻴﺲ ﺑﺘﺄﻭﻳﻞ، ﻷﻥ اﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﺻﺮﻑ اﻟﻠﻔﻆ ﻋﻦ ﻇﺎﻫﺮﻩ، ﻭﻫﺬﻩ اﻟﻤﻌﺎﻧﻲ ﻫﻲ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ اﻷﻟﻔﺎﻅ ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺃﻧﻪ اﻟﻤﺘﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ اﻷﻓﻬﺎﻡ ﻣﻨﻬﺎ.ﻭﺇﺫا ﺗﻘﺮﺭ ﻫﺬا ﻓﺎﻟﻤﺘﺒﺎﺩﺭ ﺇﻟﻰ اﻟﻔﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻬﻢ: «اﻟﻠﻪ ﻣﻌﻚ» ﺃﻱ ﺑﺎﻟﺤﻔﻆ ﻭاﻟﻜﻼءﺓ، ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺧﺒﺮ ﻋﻦ ﻧﺒﻴﻪ -: {ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﺼﺎﺣﺒﻪ ﻻ ﺗﺤﺰﻥ ﺇﻥ اﻟﻠﻪ ﻣﻌﻨﺎ} ﻭﻟﻮ ﺃﺭاﺩ ﺃﻧﻪ ﺑﺬاﺗﻪ ﻣﻊ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﻬﻢ ﺑﺬﻟﻚ اﺧﺘﺼﺎﺹ ﻟﻮﺟﻮﺩﻩ ﻓﻲ ﺣﻖ ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻛﻮﺟﻮﺩﻩ ﻓﻴﻬﻢ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﻮﺟﺒﺎ ﻟﻨﻔﻲ اﻟﺤﺰﻥ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻭﻻ ﻋﻠﺔ ﻟﻪ.ﻓﻌﻠﻢ ﺃﻥ ﻇﺎﻫﺮ ﻫﺬﻩ اﻷﻟﻔﺎﻅ ﻫﻮ ﻣﺎ ﺣﻤﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﻜﻦ ﺗﺄﻭﻳﻼ//ذم التأويل ص٤٥ باختصار
    وقال ابن عثيمين فى تفسيره ٢/٣٣٨ :اﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺃﺛﺒﺘﻪ اﻟﻠﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﻴﺔ ﻻ ﻳﻨﺎﻓﻲ ﻣﺎ ﺫﻛﺮ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻮ ﻷﻧﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺜﻠﻪ ﺷﻲء، ﻭﻻ ﻳﻘﺎﺱ ﺑﺨﻠﻘﻪ؛ ﻓﻤﻌﻴﺘﻪ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻣﻊ ﻋﻠﻮﻩ ﺗﺒﺎﺭﻙ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ؛ ﻭﺇﺫا ﻛﺎﻥ اﻟﻌﻠﻮ، ﻭاﻟﻤﻌﻴﺔ ﻻ ﻳﺘﻨﺎﻗﻀﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﻤﺨﻠﻮﻕ ــــ ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: «ﻣﺎ ﺯﻟﻨﺎ ﻧﺴﻴﺮ ﻭاﻟﻘﻤﺮ ﻣﻌﻨﺎ» ، ﻭﻻ ﻳﻌﺪﻭﻥ ﺫﻟﻚ ﺗﻨﺎﻗﻀﺎ ﻣﻊ ﺃﻥ اﻟﻘﻤﺮ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ــــ ﻓﺜﺒﻮﺕ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﺨﺎﻟﻖ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺃﻭﻟﻰ ــــ؛ ﻭﺑﻬﺬا ﻳﺒﻄﻞ ﻗﻮﻝ ﻣﻦ ﺯﻋﻢ ﺃﻥ ﻣﻌﻴﺔ اﻟﻠﻪ ﺗﺴﺘﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﻣﺨﺘﻠﻄﺎ ﺑﺎﻟﺨﻠﻖ//وقال ابن عثيمين :" قولكم: إن المعية لا تعقل إلا مع المخالطة أو المصاحبة في المكان! . هذا ممنوع ؛ فالمعية في اللغة العربية أسم لمطلق المصاحبة، وهي أوسع مدلولاً مما زعمتم؛ فقد تقتضي الإختلاط, وقد تقتضي المصاحبة في المكان، وقد تقتضي مطلق المصاحبة وإن اختلف المكان؛ هذه ثلاثة أشياء:1 - مثال المعية التي تقتضي المخالطة: أن يقال: اسقوني لبناً مع ماء؛ أي: مخلوطاً بماء.2 - ومثال المعية التي تقتضي المصاحبة في المكان: قولك: وجدت فلاناً مع فلان يمشيان جميعاً وينزلان جميعاً.3 - ومثال المعية التي لا تقتضي الإختلاط ولا المشاركة في المكان: أن يقال: فلان مع جنوده. وإن كان في غرفة القيادة, لكن يوجههم. فهذا ليس فيه اختلاط ولا مشاركة في مكان ". شرح الواسطية ص ٤٠٨
    |ﻭﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﺇﻟﻪ ﻭﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺇﻟﻪ |
    ١-قال ابن عثيمين:ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻫﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﺇﻟﻪ ﻭﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺇﻟﻪ ﻭﻫﻮ اﻟﺤﻜﻴﻢ اﻟﻌﻠﻴﻢ} . ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء؟ ﻓﺎﻟﺠﻮاﺏ: ﻻ ﻷﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻳﺨﺒﺮ ﻋﻦ اﻷﻟﻮﻫﻴﺔ، ﻭﻻ ﻳﺨﺒﺮ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺃﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻭاﻷﺭﺽ، ﻟﻜﻦ ﻳﺨﺒﺮ ﺃﻧﻪ ﺇﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻭﺇﻟﻪ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ، ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ: ﻓﻼﻥ ﺃﻣﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﻭﺃﻣﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ. ﻓﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﺇﻣﺎﺭﺗﻪ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺔ ﻭﻓﻲ اﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﻮ ﻗﻄﻌﺎ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎ//مجموع الفتاوى ١/١٤٢
    ٢-وقال ابن تيمية: ﻭﺗﺎﺭﺓ ﻳﺨﺒﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: { ﺃﺃﻣﻨﺘﻢ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء ﺃﻥ ﻳﺨﺴﻒ ﺑﻜﻢ اﻷﺭﺽ؟ ﺃﺃﻣﻨﺘﻢ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻳﺮﺳﻞ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺣﺎﺻﺒﺎ }ﻓﺬﻛﺮ اﻟﺴﻤﺎء ﺩﻭﻥ اﻷﺭﺽ ﻭﻟﻢ ﻳﻌﻠﻖ ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻟﻮﻫﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻭﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﺇﻟﻪ ﻭﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺇﻟﻪ //جامع الرسائل ١/١٩٤
    |ﻭﻫﻮ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻭﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﻳﻌﻠﻢ ﺳﺮﻛﻢ ﻭﺟﻬﺮﻛﻢ|
    ﻗﺎﻝ اﻟﺸﻨﻘﻴﻄﻲ ﻓﻲ ﺃﺿﻮاء اﻟﺒﻴﺎﻥ "139/2، 140: " ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻵﻳﺔ اﻟﻜﺮﻳﻤﺔ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﻭﺟﻪ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎء ﻣﻦ اﻟﺘﻔﺴﻴﺮ، ﻭﻛﻞ ﻭاﺣﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻪ ﻣﺼﺪاﻕ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: اﻷﻭﻝ: ﺃﻥ اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻭﻫﻮ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﻮاﺕ ﻭﻓﻲ اﻷﺭﺽ، ﺃﻱ: ﻭﻫﻮ اﻹﻟﻪ اﻟﻤﻌﺒﻮﺩ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﻮاﺕ ﻭﻓﻲ اﻷﺭﺽ؛ ﻷﻧﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻫﻮ اﻟﻤﻌﺒﻮﺩ ﻭﺣﺪﻩ ﺑﺤﻖ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﻭاﻟﺴﻤﺎء، ﻭﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﻓﺠﻤﻠﺔ: ﻳﻌﻠﻢ ﺣﺎﻝ ﺃﻭ ﺧﺒﺮ، ﻭﻫﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻳﺒﻴﻨﻪ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﻟﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:{ﻭﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﺇﻟﻪ ﻭﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﺇﻟﻪ}. ﺃﻱ: ﻭﻫﻮ اﻟﻤﻌﺒﻮﺩ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻭاﻷﺭﺽ ﺑﺤﻖ.. اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻥ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻓﻲ اﻟﺴﻤﻮاﺕ ﻭﻓﻲ اﻷﺭﺽ}. ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﻭﻫﻮ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﻮاﺕ ﻭﻓﻲ اﻷﺭﺽ ﻳﻌﻠﻢ ﺳﺮﻛﻢ}. ﺃﻱ: ﻭﻫﻮ اﻟﻠﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺳﺮﻛﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﻮاﺕ ﻭﻓﻲ اﻷﺭﺽ، ﻭﻳﺒﻴﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﻮﻝ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﻟﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻗﻞ ﺃﻧﺰﻟﻪ اﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻢ اﻟﺴﺮ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﻮاﺕ ﻭاﻷﺭﺽ}. اﻟﻮﺟﻪ اﻟﺜﺎﻟﺚ: ﻭﻫﻮ اﺧﺘﻴﺎﺭ اﺑﻦ ﺟﺮﻳﺮ: ﺃﻥ اﻟﻮﻗﻒ ﺗﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻓﻲ اﻟﺴﻤﻮاﺕ}.ﻭﻗﻮ ﻟﻪ: {ﻭﻓﻲ اﻷﺭﺽ}. ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﺎ ﺑﻌﺪﻩ، ﺃﻱ: ﻳﻌﻠﻢ ﺳﺮﻛﻢ ﻭﺟﻬﺮﻛﻢ ﻓﻲ اﻷﺭﺽ، ﻭﻣﻌﻨﻰ ﻫﺬا اﻟﻘﻮﻝ: ﺇﻧﻪ ﺟﻞ ﻭﻋﻼ ﻣﺴﺘﻮ ﻋﻠﻰ ﻋﺮﺷﻪ ﻓﻮﻕ ﺟﻤﻴﻊ ﺧﻠﻘﻪ ﻣﻊ ﺃﻧﻪ ﻳﻌﻠﻢ ﺳﺮ ﺃﻫﻞ اﻷﺭﺽ ﻭﺟﻬﺮﻫﻢ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺫﻟﻚ. ﻭﻳﺒﻴﻦ ﻫﺬا اﻟﻘﻮﻝ ﻭﻳﺸﻬﺪ ﻟﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﺃﺃﻣﻨﺘﻢ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﺃﻥ ﻳﺨﺴﻒ ﺑﻜﻢ اﻷﺭﺽ ﻓﺈﺫا ﻫﻲ ﺗﻤﻮﺭ، ﺃﻡ ﺃﻣﻨﺘﻢ ﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﺃﻥ ﻳﺮﺳﻞ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﺣﺎﺻﺒﺎ}. ، ﻭﻗﻮﻟﻪ: {اﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺮﺵ اﺳﺘﻮﻯ}. ﻣﻊ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻭﻫﻮ ﻣﻌﻜﻢ ﺃﻳﻦ ﻣﺎ ﻛﻨﺘﻢ} ".باختصار
    جواب مختصر قول القائل:القمر فى السماء وفى الارض يضىء للناس لا يكون ظاهره وجود القمر فى الأرض
    |ونحن أقرب إليه من حبل الوريد |
    قال ابن عثيمين:اﻟﻤﺜﺎﻻ ﻥ اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻭاﻟﺜﺎﻣﻦ، ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻭﻧﺤﻦ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﺒﻞ اﻟﻮﺭﻳﺪ}. .ﻭﻗﻮﻟﻪ:{ ﻭﻧﺤﻦ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻨﻜﻢ}. . ﺣﻴﺚ ﻓﺴﺮ اﻟﻘﺮﺏ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺑﻘﺮﺏ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ. ﻭاﻟﺠﻮاﺏ: ﺃﻥ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻟﻘﺮﺏ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﺑﻘﺮﺏ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻟﻴﺲ ﺻﺮﻓﺎ ﻟﻠﻜﻼﻡ ﻋﻦ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﻟﻤﻦ ﺗﺪﺑﺮﻩ. ﺃﻣﺎ اﻵﻳﺔ اﻷﻭﻟﻰ: ﻓﺈﻥ اﻟﻘﺮﺏ ﻣﻘﻴﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻝ:{ﻭﻧﺤﻦ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﺒﻞ اﻟﻮﺭﻳﺪ ﺇﺫ ﻳﺘﻠﻘﻰ اﻟﻤﺘﻠﻘﻴﺎﻥ ﻋﻦ اﻟﻴﻤﻴﻦ ﻭﻋﻦ اﻟﺸﻤﺎﻝ ﻗﻌﻴﺪ ﻣﺎ ﻳﻠﻔﻆ ﻣﻦ ﻗﻮﻝ ﺇﻻ ﻟﺪﻳﻪ ﺭﻗﻴﺐ ﻋﺘﻴﺪ}. . ﻓﻔﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺇﺫ ﻳﺘﻠﻘﻰ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﻪ ﻗﺮﺏ اﻟﻤﻠﻜﻴﻦ اﻟﻤﺘﻠﻘﻴﻴﻦ. ﻭﺃﻣﺎ اﻵﻳﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ: ﻓﺈﻥ اﻟﻘﺮﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻘﻴﺪ ﺑﺤﺎﻝ اﻻﺣﺘﻀﺎﺭ، ﻭاﻟﺬﻱ ﻳﺤﻀﺮ اﻟﻤﻴﺖ ﻋﻨﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻫﻢ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ، ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﺣﺘﻰ ﺇﺫا ﺟﺎء ﺃﺣﺪﻛﻢ اﻟﻤﻮﺕ ﺗﻮﻓﺘﻪ ﺭﺳﻠﻨﺎ ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﻔﺮﻃﻮﻥ}. . ﺛﻢ ﺇﻥ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺗﺒﺼﺮﻭﻥ} . ﺩﻟﻴﻼ ﺑﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ، ﺇﺫ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻫﺬا اﻟﻘﺮﻳﺐ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﺒﺼﺮﻩ، ﻭﻫﺬا ﻳﻌﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﻗﺮﺏ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺣﻖ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ. ﺑﻘﻲ ﺃﻥ ﻳﻘﺎﻝ: ﻓﻠﻤﺎﺫا ﺃﺿﺎﻑ اﻟﻠﻪ اﻟﻘﺮﺏ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻫﻞ ﺟﺎء ﻧﺤﻮ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻣﺮاﺩا ﺑﻪ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ؟ ﻓﺎﻟﺠﻮاﺏ: ﺃﺿﺎﻑ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗﺮﺏ ﻣﻼﺋﻜﺘﻪ ﺇﻟﻴﻪ؛ ﻷﻥ ﻗﺮﺑﻬﻢ ﺑﺄﻣﺮﻩ، ﻭﻫﻢ ﺟﻨﻮﺩﻩ ﻭﺭﺳﻠﻪ. ﻭﻗﺪ ﺟﺎء ﻧﺤﻮ ﻫﺬا اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻣﺮاﺩا ﺑﻪ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ، ﻛﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻓﺈﺫا ﻗﺮﺃﻧﺎﻩ ﻓﺎﺗﺒﻊ ﻗﺮﺁﻧﻪ} . . ﻓﺈﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﻪ ﻗﺮاءﺓ ﺟﺒﺮﻳﻞ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻋﻠﻰ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻣﻊ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺃﺿﺎﻑ اﻟﻘﺮاءﺓ ﺇﻟﻴﻪ، ﻟﻜﻦ ﻟﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺟﺒﺮﻳﻞ ﻳﻘﺮﺅﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﺑﺄﻣﺮ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺻﺤﺖ ﺇﺿﺎﻓﺔ اﻟﻘﺮاءﺓ ﺇﻟﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ. ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {ﻓﻠﻤﺎ ﺫﻫﺐ ﻋﻦ ﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ اﻟﺮﻭﻉ ﻭﺟﺎءﺗﻪ اﻟﺒﺸﺮﻯ ﻳﺠﺎﺩﻟﻨﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻡ ﻟﻮﻁ} . . ﻭﺇﺑﺮاﻫﻴﻢ ﺇﻧﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﺠﺎﺩﻝ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺭﺳﻞ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ//مجموع الفتاوى ٣/٣٢٤
    |ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب|
    قال عبد الله الخليفى :احتج السقاف في ص31 بقوله تعالى {والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب } معارضاً به آيات العلو والجواب أن يقال أن هذا يوم القيامة لا في الدنيا كما أوهم السقاف كما هو واضح في آخر الآية // الدفاع عن حديث الجارية


  5. #5

    افتراضي

    |ﻓﺄﺗﻰ اﻟﻠﻪ ﺑﻨﻴﺎﻧﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ|‏

    ‏١-قال الدارمي فى كتاب الرد على المريسي : قاتلك الله ما أجرأك على الله وعلى كتابه بلا علم ولا بصر أنبأك الله أنه إتيان ، وتقول ليس إتيانا ، إنما هو مثل قوله :{فأتى الله بنيانهم من القواعد }. ولقد ميزت بين ما جمع الله ، وجمعت بين ما ميز الله ، ولا يجمع بين هذين في التأويل ، إلا كل جاهل بالكتاب والسنة ، لأن كل واحد منهما مقرون به في سياق القراءة لا يجهله ، إلا مثلك .ﻭﻗﺪ اﺗﻔﻘﺖ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﻓﻮﻕ ﻋﺮﺷﻪ، ﻓﻮﻕ ﺳﻤﺎﻭاﺗﻪ، ﻭﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻨﺰﻝ ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﺧﻠﻘﻪ، ﻭﻟﻢ ﻳﺸﻜﻮا ﺃﻧﻪ ﻳﻨﺰﻝ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻟﻴﻔﺼﻞ ﺑﻴﻦ ﻋﺒﺎﺩﻩ ﻭﻳﺤﺎﺳﺒﻬﻢ ﻭﻳﺜﻴﺒﻬﻢ، ﻭﺗﺸﻘﻖ اﻟﺴﻤﺎﻭاﺕ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﻟﻨﺰﻭﻟﻪ، ﻭﺗﻨﺰﻝ اﻟﻤﻼﺋﻜﺔ ﺗﻨﺰﻳﻼ، ﻭﻳﺤﻤﻞ ﻋﺮﺵ ﺭﺑﻚ ﻓﻮﻗﻬﻢ ﻳﻮﻣﺌﺬ ﺛﻤﺎﻧﻴﺔ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ. ﻓﻠﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺸﻚ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺃﻧﺎ اﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﻨﺰﻝ ﺇﻟﻰ اﻷﺭﺽ ﻗﺒﻞ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﻟﺸﻲء ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ اﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻋﻠﻤﻮا ﻳﻘﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ اﻟﻨﺎﺱ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﻋﺬاﺑﻪ. ﻓﻘﻮﻟﻪ: {ﻓﺄﺗﻰ اﻟﻠﻪ ﺑﻨﻴﺎﻧﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ} ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻜﺮﻩ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﻮاﻋﺪ ﺑﻨﻴﺎﻧﻬﻢ {ﻓﺨﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻘﻒ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻬﻢ} ﻓﺘﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬا اﻹﺗﻴﺎﻥ ﺧﺮﻭﺭ اﻟﺴﻘﻒ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻬﻢ// الرد على المريسي ١/٣٤٠
    ٢-قال الشيخ عطية سالم :ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:{ ﻓﺄﺗﺎﻫﻢ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﺤﺘﺴﺒﻮا} . ﺃﺗﻰ ﺗﺄﺗﻲ ﻟﻌﺪﺓ ﻣﻌﺎﻥ، ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤﺠﻲء، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻹﻧﺬاﺭ، ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤﺪاﻫﻤﺔ. ﻭﻗﺪ ﺗﻮﻫﻢ اﻟﺮاﺯﻱ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻟﺼﻔﺎﺕ، ﻓﻘﺎﻝ:" اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻗﻮﻟﻪ: ﻓﺄﺗﺎﻫﻢ اﻟﻠﻪ، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﺟﺮاﺅﻩ ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮﻩ ﺑﺎﺗﻔﺎﻕ ﺟﻤﻬﻮﺭ اﻟﻌﻘﻼء، ﻓﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺑﺎﺏ اﻟﺘﺄﻭﻳﻞ ﻣﻔﺘﻮﺡ، ﻭﺃﻥ ﺻﺮﻑ اﻵﻳﺎﺕ ﻋﻦ ﻇﻮاﻫﺮﻫﺎ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﺪﻻﺋﻞ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﺟﺎﺋﺰ". ا.ه*. ﻭﻫﺬا ﻣﻨﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺒﺪﺋﻪ ﻓﻲ ﺗﺄﻭﻳﻞ ﺁﻳﺎﺕ اﻟﺼﻔﺎﺕ، ﻭﻳﻜﻔﻲ ﻟﺮﺩﻩ ﺃﻧﻪ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺘﻀﻰ اﻟﺪﻻﺋﻞ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ، ﻭﻣﻌﻠﻮﻡ ﺃﻥ اﻟﻌﻘﻞ ﻻ ﻣﺪﺧﻞ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺑﺎﺏ ﺻﻔﺎﺕ اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ اﻟﻌﻘﻮﻝ ﻟﻴﺲ ﻛﻤﺜﻠﻪ ﺷﻲء ﻭﻫﻮ اﻟﺴﻤﻴﻊ البصير. ﺃﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ اﻵﻳﺔ ﻓﺈﻥ ﺳﻴﺎﻕ اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎﻕ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ اﻟﺼﻔﺎﺕ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ:{ ﻓﺄﺗﻰ اﻟﻠﻪ ﺑﻨﻴﺎﻧﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ}. . ﺃﻱ ﻫﺪﻣﻪ ﻭاﻗﺘﻠﻌﻪ ﻣﻦ ﻗﻮاﻋﺪﻩ، ﻭﻧﻈﻴﺮﻩ: ﻗﻮﻟﻪ:{ ﺃﻭﻟﻢ ﻳﺮﻭا ﺃﻧﺎ ﻧﺄﺗﻲ اﻷﺭﺽ ﻧﻨﻘﺼﻬﺎ ﻣﻦ ﺃﻃﺮاﻓﻬﺎ} . ﻭﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﺭﺿﻲ اﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺪﻭﻯ: "ﺃﻧﻲ ﻗﻠﺖ ﺃﺗﻴﺖ".. ﺃﻱ ﺩﻫﻴﺖ .. ﻭﻳﻘﺎﻝ: ﺃﺗﻲ ﻓﻼﻥ ﺑﻀﻢ اﻟﻬﻤﺰﺓ ﻭﻛﺴﺮ اﻟﺘﺎء ﺇﺫا ﺃﻇﻞ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻌﺪﻭ، ﻭﻣﻨﻪ ﻗﻮﻟﻬﻢ: ﻣﻦ ﻣﺄﻣﻨﻪ ﻳﺆﺗﻰ اﻟﺤﺬﺭ ، ﻓﻴﻜﻮﻥ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﻓﺄﺗﺎﻫﻢ اﻟﻠﻪ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﺤﺘﺴﺒﻮا ". . ﺃﺧﺬﻫﻢ ﻭﺩﻫﺎﻫﻢ ﻭﺑﺎﻏﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻟﻢ ﻳﺤﺘﺴﺒﻮا ﻣﻦ ﻗﺘﻞ ﻛﻌﺐ ﺑﻦ اﻷﺷﺮﻑ ﻭﺣﺼﺎﺭﻫﻢ ، ﻭﻗﺬﻑ اﻟﺮﻋﺐ ﻓﻲ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ//أضواء البيان فى إيضاح القرآن بالقرآن باختصار ٨/١٧
    ٣- قال القاضى أبو يعلى فى إبطال التأويلات : ﻓﺄﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻓﺄﺗﻰ اﻟﻠﻪ ﺑﻨﻴﺎﻧﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ} ﻓﺎﻟﻤﺮاﺩ ﺑﻪ ﺃﻓﻌﺎﻟﻪ ﻷﻥ ﻓﻲ اﻵﻳﺔ ﻣﺎ ﺩﻝ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻫﻮ ﺧﺮاﺏ اﻟﺪﻳﺎﺭ ﺑﻘﻮﻟﻪ: {ﻓﺨﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺴﻘﻒ ﻣﻦ ﻓﻮﻗﻬﻢ ﻭﺃﺗﺎﻫﻢ اﻟﻌﺬاﺏ} ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻫﻞ ﻳﻨﻈﺮﻭﻥ ﺇﻻ ﺃﻥ ﻳﺄﺗﻴﻬﻢ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻇﻠﻞ ﻣﻦ اﻟﻐﻤﺎﻡ} اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﻪ اﻟﺬاﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺻﻮﻟﻨﺎ 1-ﻷﻥ ﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺮ ﻳﺴﻘﻂ ﻓﺎﺋﺪﺓ اﻟﺘﺨﺼﻴﺺ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻴﻮﻡ، ﻷﻥ ﺃﻣﺮﻩ ﺳﺎﺑﻖ ﻹﻳﺘﺎﻧﻪ 2-ﻭﻷﻧﻪ ﺇﻥ ﺟﺎﺯ ﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا ﺟﺎﺯ ﺣﻤﻞ ﻗﻮﻟﻪ: " ﺇﻧﻜﻢ ﺗﺮﻭﻥ ﺭﺑﻜﻢ ﻳﻮﻡ اﻟﻘﻴﺎﻣﺔ " ﻋﻠﻰ ﺭﺅﻳﺔ ﺃﻣﺮﻩ ﻭﻣﻠﻜﻪ.
    ٤- جواب آخر : الرؤية على شرط الأشاعرة تأتي فى بعض النصوص بمعنى العلم فيلزمهم تأويل نصوص رؤية الله الى خلقه وتأويل نصوص رؤية المؤمنين لربهم فى الأخرة ، وايضا السمع يأتي عندهم فى بعض النصوص بمعنى الإستجابة فيلزمهم تأويل صفة السمع .
    |ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻧﻲ ذاهب الى ربي سيهدين|
    ‏‏يحتج الأشاعرة بهذه الآية على تعطيل صفة العلو وللرد عليهم يقال :
    ‏١- القرآن يفسر بعضه بعضاً ، وقد بين الله ان الذهاب هنا ليس الى السماء فى قوله تعالى{‏ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين} ، وبين أن الذهاب هنا معناه الهجرة فى قوله تعالى :{وقال أنى اني مهاجر الى ربي } والهجرة الى الله ورسوله هى هجرة الى طاعة الله ورسوله فقوله عليه السلام :[فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ]. عام يدخل فيه من هاجر الى الحبشة ومعلوم أن المسلمين عندما هاجروا الى الحبشة لم يكن النبي فيها ، ولا يلزم من هذه الهجرة ان ننكر علو الرسول فوق السماء السابعة ليلة المعراج ولثبوت ذلك لا يلزم من الهجرة نفى أن يكون الله فوق السماء السابعه على عرشه .
    ٢- جواب آخر: سياق الآية فيه قرينة تبين معنى الذهاب ، وهى قوله "سيهدين" فعلى القول بأن الهجرة الى ذات الله يكون معنى سيهدين أي سيهديني الى مكانه وهذا لا يستقيم فالمثبت للعلو لا يقول سيهديني الله الى مكانه ، ولا شك أن إبراهيم عليه السلام يعرف مكان خالقه ، وأما على القول بأن الهجرة الى عباده الله يكون معنى سيهدين أي سيهدينى الى مكان أعبده فيه وهذا المعنى مستقيم فتكون هذه الآية كقوله تعالي : ‏{وكان الكافر على ربه ظهيرا}. أي‏:‏ على معصية ربه .
    ٣- جواب آخر بقلب الحجة على الأشاعرة : إن كان تفسير الهجرة الي الله بالهجرة الي طاعته يقتضي تأويل جميع نصوص صفة العلو = فيلزمكم ان تقبلوا تفسير المعتزلة للنظر الي الله بالنظر الي ثواب الله = قال ابن عطية :" وأما المعتزلة الذين ينفون رؤية الله تعالى ، فذهبوا في هذه الآية إلى أن المعنى إلى رحمة ربها ناظرة أو إلى ثوابه أو ملكه ، فقدروا مضافاً محذوفاً ".المحرر الوجيز ‏٥/٤٠٥.
    ٤- جواب آخر : تفسير هذا الآية لا ينفى صفة العلو بدليل ان السلف أجمعوا على إثبات صفة العلو فلو كان تفسيرها يوجب نفى العلو لكان تفسيرها يمنع إجماع السلف على إثبات العلو.
    |إن فرعون علا فى الأرض|
    ‏‏يستدل الأشاعرة بهذه الآية على نفى صفة العلو !! ، وللرد عليهم يقال:
    ‏١-تفسير العلو بالقهر فى نص معين لا يلزم منه تفسير العلو بالقهر فى بقية نصوص العلو !! = فمثلا سياق قول القائل :" الملك علا فى الأرض" يفيد علو القهر لكن لا يلزم منه تفسير العلو بالقهر فى سياق قول القائل:" رأيت الملك على عرشه".ولا يلزم منه تفسير العلو بالقهر فى سياق قول الرسول صلى الله عليه وسلم : " رأيت جبريل على عرش بين السماء والأرض".
    ٢- جواب آخر : إن كان تفسير العلو بالقهر فى سياق معين يلزم منه تفسير بقية نصوص العلو بالقهر =فيلزمكم تفسير كل نصوص الرؤية بالعلم فالرؤية تأتى فى بعض النصوص بمعنى العلم = قال ابن قتيبة : " ﻗﺎﻟﻮا -أي الجهمية : ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻥ ﻫﺬا اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺻﺤﻴﺤﺎ، ﻓﺎﻝ الرﺅﻳﺔ ﻓﻴﻪ ﺑﻤﻌﻨﻰ اﻟﻌﻠﻢ، ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ﺃﻟﻢ ﺗﺮ ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻚ ﻛﻴﻒ ﻣﺪ اﻟﻈﻞ" .تأويل مختلف للحديث ٢٩٧ ، ويلزمكم تفسير كل نصوص بالسمع بالاستجابة = قال النووى : قوله - صلى الله عليه وسلم - : سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد .قال العلماء معنى سمع هنا أجاب".شرح صحيح مسلم ٤/١٩٣ ، وقال ابن تيمية:"ﻭﻳﻘﺎﻝ ﻓﻼﻥ ﻣﺎ ﺳﻤﻊ ﻛﻼﻡ ﻓﻼﻥ ﺇﺫا ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺼﺪﻗﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺒﺮ ﺑﻪ ﻭﻻ ﻳﻄﻴﻌﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺄﻣﺮ ". بيان تلبيس الجهمية ٧/٤٣٧

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •