بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد
(نص الحديث)
حدثنا عبد الوهاب بن عبد الحكم الخزاز، أخبرنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن ابن جريج، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي، فلم أر ذنبا أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها»
(هذا لفظ أبي داود)
(بيان اختلاف الفاظ الحديث)
عُرِضَتْ عَلَيَّ أُجُورُ أُمَّتِي حَتَّى الْقَذَاةُ [ - أَوِ الْبَعْرَةَ - ] يُخْرِجُهَا الرَّجُلُ [ وفي رواية : يُخْرِجُهَا الْإِنْسَانُ ] مِنَ الْمَسْجِدِ ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ ذُنُوبُ أُمَّتِي فَلَمْ أَرَ ذَنْبًا أَعْظَمَ [ وفي رواية : هُوَ أَعْظَمُ ] [ وفي رواية : أَكْبَرَ ] مِنْ سُورَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ ، أَوْ آيَةٍ مِنَ الْقُرْآنِ [ وفي رواية : الْآيَةِ وَالسُّورَةِ ] . أَحْسِبُهُ قَالَ : تَعَلَّمَهَا [ وفي رواية : يَتَعَلَّمُهَا ] [ الرَّجُلُ ] ثُمَّ نَسِيَهَا [ وفي رواية : أُوتِيهَا الرَّجُلُ فَنُسِّيهَا ] [ وفي رواية : أُوتِيهَا رَجُلٌ ثُمَّ نَسِيَهَا ] [ وفي رواية : ثُمَّ يَنْسَاهَا ]
يقول الديوبندي : روي هذا الحديث ثلاثة من الصحابة أنس بن مالك وجابر بن عبد الله وسلمان الفارسي رضي الله تعالي عنهم أجمعين
أما حديث أنس بن مالك فأخرجه ابن خزيمة في "صحيحه" (2 / 447) برقم: (1297)
وأبو داود في "سننه" (1 / 174) برقم: (461)
والترمذي في "جامعه" (5 / 37) برقم: (2916)
والبيهقي في "سننه الكبير" (2 / 440) برقم: (4381)
وأبو يعلى في "مسنده" (7 / 253) برقم: (4265)
والبزار في "مسنده" (12 / 339) برقم: (6219)
وعبد الرزاق في "مصنفه" (3 / 361) برقم: (5977)
والطبراني في "الأوسط" (6 / 308) برقم: (6489)
والطبراني في "الصغير" (1 / 330) برقم: (547)
وكذا في إتحاف المهرة بالفوائد المبتكرة من أطراف العشرة (2 / 337)
وتحفة الأشراف بمعرفة الأطراف (1 / 407)
والعلل الواردة في الأحاديث النبوية (12 / 170)
وكذا في الخلعيات
والأمالي الخمسية
وأمالي ابي سعيد
والجامع لأخلاق الراوي
و الكفاية في علوم الحديث
وشعب الإيمان
ومختصر قيام الليل
وشرح السنة
والتمهيد
وأخبار مكة
وطبقات المحدثين
وأخبار أصبهان
وتاريخ دمشق
وفضائل القرآن للقاسم بن السلام
(أقوال العلماء في حديث انس)
وقال القرطبي : الحديث غير ثابت ،
ورواه أبو داود فسكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح
وقال الترمذي:
(حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه) قال:
(وذاكرت به محمد بن إسماعيل (يعني: البخاري) فلم يعرفه واستغربه قال محمد: ولا أعرف للمطلب بن عبد الله سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا قوله: ثني من شهد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم. قال: وسمعت عبد الله بن عبد الرحمن يقول: لا نعرف للمطلب سماعا من أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال عبد الله: وأنكر علي بن المديني أن يكون المطلب سمع من أنس)
وقال ابن عبد البر في التمهيد : ليس هذا الحديث مما يحتج به لضعفه
وقال ابن العربي في عارضة الأحوذي : حسن
وقال المنذري في الترغيب : [فيه] المطلب بن عبد الله بن حنظب
وقال أيضا : في إسناده عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد وفي توثيقه خلاف
وقال النووي في خلاصة الأحكام : إسناده فيه ضعف
وقال : الذهبي في تلخيص العلل المتناهية : لم يسمعه ابن جريج من المطلب
وقال ابن تيمية في مجموع الفتاوى : إذا صح هذا الحديث فهذا عني بالنسيان التلاوة
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري : في إسناده ضعف ، ومن وجه آخر مرسل نحوه ولفظه : أعظم من حامل القرآن وتاركه
وقال ايضا في تخريج مشكاة المصابيح [حسن كما قال في المقدمة]
وقال الهيتمي المكي في الزواجر : لا يثبت
وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي و ضعيف أبي داود و تخريج مشكاة المصابيح و ضعيف الجامع وضعيف الترغيب
يقول الديوبندي ( عفا الله عنه ) خلاصة تعليلهم أن الحديث المذكور فيه علتان
1 - الانقطاع بين المطلب.وأنس
2 - الانقطاع بين ابن جريج والمطلب
وذكر بعضهم علة ثالثة وهو وجود الخلاف في توثيق عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد
يقول الديوبندي : إن المطلب ليس بمدار الحديث وقد روي الزهري هذا الحديث عن أنس ولا شك في سماعه منه كما في المعجم الأوسط للطبراني : حدثنا محمد بن عيسى بن شيبة، ثنا محمد بن يزيد الآدمي، ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن ابن جريج، عن الزهري، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «عرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أر ذنبا أعظم من آية أو سورة أوتيها رجل ثم نسيها»
وقال الطبراني بعد ما أخرج الحديث : لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج، عن الزهري، عن أنس إلا عبد المجيد، تفرد به محمد بن يزيد الآدمي " ورواه محمد بن يزيد، عن عبد المجيد، عن ابن جريج، عن المطلب، عن أنس
يقول الديوبندي : فقد ذكر الطبراني كلا الطريقين طريق الزهري وطريق المطلب
إلا أنه إدعي تفرد محمد بن يزيد الآدمي في روايته عن عبد المجيد ،ولا ضير فيه لإن تفرد الثقة مقبول فمحمد بن يزيد الآمي البغدادي المقابري العابد ثقة
(أقوال العلماء في محمد بن يزيد)
قال النسائي : ثقة .
وقال الدارقطني : ثقة .
وذكره ابن حبان : في طبقة تبع الأتباع من كتابه (الثقات) .
وقال الذهبي : في الكاشف : ثقة .
وقال ابن حجر العسقلاني : في تقريب التهذيب : ثقة عابد .
وقال الخطيب : كان عابدا .
وقال مسلمة بن القاسم : ثقة .
(المصادر)
تهذيب الكمال (27/38) .
تهذيب التهذيب (3/737) .
تقريب التهذيب (صـ 910) .
الجرح والتعديل (8/129) رقم (581) .
الثقات لابن حبان (9/120) .
تاريخ بغداد (4/593 ، 4/598) .
الكاشف للذهبي (2/232) .
نزهة الألباب لابن حجر (1/60) .
يقول الديوبندي : أما تعليل الحديث بعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد غير مسموع لأن حديثه لا يقل عن درجة الحسن
(أقوال العلماء في عبد المجيد)
قال ابن معين .:قال الدارمي عنه : ثقة .
قال الدوري عنه : ابن علية عرض كتب ابن جريج على عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ، فاصلحها له . فقلت ليحيى : ما كنت أظن أن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد هكذا . قال : كان أعلم الناس بحديث ابن جريج ، ولكنه لم يكن يبذل نفسه للحديث .
وقال الدوري عنه : ثقة .
وزاد عبد الله بن أحمد عنه : ثقة ، ليس به بأس .
وزاد ابن أبي مريم عنه : كان يروى عن قوم ضعفاء ، وكان أعلم الناس بحديث ابن جريج وكان يعلن بالإرجاء .
وقال ابن الجنيد : سمعت يحيى بن معين وذكر عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ، فذكر من نبله وهيئته ، ثم قال : قال لي علي بن المديني : ما ندع عبد المجيد إلا بحال الحميدي ، كان الحميدي ينهى عنه . ثم قال يحيى : وكان عبد المجيد صدوقا ، ما كان يرفع رأسه إلى السماء . قال : وكانوا يعظمونه . ثم قال يحيى : رفع عليه حارث النقال النعل ، قال : فبلغهم ، فهرب ، ولو قدروا عليه . قال ابن الجنيد : يعني : يؤذونه .
وقال ابن الجنيد عنه : عبد العزيز ثقة ، وابنه عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد . فقال ابن الغلابي ليحيى شيئا ، فقال يحيى : إنما كان الحميدي وأولئك الذين يقعون فيه أرادوا أن يبذل لهم ، فلم يفعل ، وهو ثقة في نفسه ، إلا أنه كان يروي عن قوم ضعفاء ، وأما في نفسه فهو ثقة .
وقال ابن محرز عنه : كان والله ما علمت رجلا صدوقا سكّيتا ، إن سئل عن شيء حدث ، وإلا فهو ساكت ، وكان من أعلم الناس بابن جريج .
وقال البخاري في (الضعفاء) : كان يرى الإرجاء ,...كان الحميدي يتكلم فيه ، ويروي عنه .
وقال أبو حاتم الرازي:ليس بالقوي يكتب حديثه , كان الحميدي يتكلم فيه .
وقال أبو زرعة الرازي:قال البرذعي عنه : كان ابن أبي رواد مرجئا .
وذكره في كتابه الضعفاء ، ومن تكلم فيهم من المحدثين .
وقال أحمد بن حنبل:ثقة ، وكان فيه غلو في الإرجاء .
وقال المروذي : سألته عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ؟ فقال : كان مرجئا ، قد كتبت عنه ، وكانوا يقولون : أفسد أباه ، وكان منافرا لابن عيينة . وكان أبو عبد الله يحدث عن المرجئ إذا لم يكن داعية ولا مخاصما
وقال النسائي:ليس به بأس .
وقال في موضع آخر : ثقة .
وقال الدارقطني : لا يحتج به ، يعتبر به ، وأبوه أيضًا لين ، والابن أثبت . وقال في (العلل) : كان أثبت الناس في ابن جريج .
وابن حبان ذكره في كتابه المجروحين ، وقال : منكر الحديث جدا ، يقلب الأخبار ويروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك ، وقد قيل : إنه هو الذي أدخل أباه في الإرجاء ....وهو الذي يروي عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : القدرية كفر ، والشيعة هلكة ، والحرورية بدعة ، وما نعلم الحق إلا في المرجئة . روى عنه هذه الحكاية عصام بن يوسف البلخي ، وهذا شيء موضوع ما قاله ابن عباس ، ولا عطاء رواه ، ولا ابن جريج حدث به .
وقال في (الكاشف) : قال أحمد : ثقة يغلو في الإرجاء ، وقال أبو حاتم : ليس بالقوي .
وقال ابن حجر العسقلاني:في (تقريب التهذيب) : صدوق يخطئ وكان مرجئا ، أفرط ابن حبان فقال : متروك .
وقال أبو داود السجستاني:ثقة , كان عالمًا بابن جريج , وكان مرجئا داعية .
وقال الجوزجاني:عبد العزيز بن أبي رواد ، كان عابدا غاليا في الإرجاء ، وابنه عبد المجيد كذلك .
وقال أبو أحمد الحاكم:ليس بالمتين عندهم .
وقال في موضع آخر : هو ممن سكتوا عنه .
وقال أبو يعلى الخليلي:ثقة إلا أنه أخطأ في أحاديث .
وقال ابن سعد:كان كثير الحديث مرجئا ضعيفًا .
وقال الذهلي:قال العقيلى : ضعفه محمد بن يحيى .
وقال الختلي:كان صدوقًا .
(المصادر)
معرفة الرجال عن ابن معين برواية ابن محرز (1/86) .
سؤالات ابن الجنيد لابن معين (صـ 129 ، 187) .
تاريخ الدارمي (صـ 164) .
العلل ومعرفة الرجال عن أحمد برواية المروذي (صـ 126) .
العلل ومعرفة الرجال عن أحمد ، رواية عبد الله (3/19) .
الضعفاء للبخاري (صـ 94) .
تهذيب الكمال (18/271) .
تهذيب التهذيب (2/605) .
تقريب التهذيب (صـ 620) .
الجرح والتعديل (6/64) رقم (340) .
تاريخ ابن معين رواية الدوري (3/61،86) .
سؤالات البرذعي لأبي زرعة الرازي (صـ 77،343) .
أحوال الرجال للجوزجاني (صـ 152،153) .
التاريخ الكبير (6/112)رقم(1875) .
المجروحين لابن حبان (2/150) .
الكاشف للذهبي (1/662) .
تلخيص المتشابه للخطيب البغدادي (2/703) .
وأما حديث جابر بن عبد الله فرواه ابو الفضل الرازي في فضائل القرآن قال اخبرني أبو الحسن محمد بن القاسم الأبرقوهي ثنا ابو بكر محمد بن إسحاق ثنا مزيد بن عبد الله ثنا حاجب بن سليمان نا وكيع نا سليان عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول .....
يقول الديوبندي : هذا حديث ضعيف لوجود ثلاثة مجاهيل فيه
1 - محمد بن القاسم الأبرقوهي
2 - ابو بكر محمد بن إسحاق
3 - مزيد بن عبد الله
وأما حديث سلمان الفارسي فرواه القاسم بن السلام في فضائل الأعمال : قال ابن جريج: وحدثت عن سلمان الفارسي، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أكبر ذنب توافي به أمتي يوم القيامة سورة من كتاب الله كانت مع أحدهم فنسيها»
يقول الديوبندي : هذا حديث ضعيف ، لوجود الانقطاع بين ابن جريج وسلمان
(خلاصة الكلام)
أنه بتعدد طرقه وشواهده لا يقل عن درجة الحسن لغيره ولذا حكم عليه بعض المحدثين بالحسن كما تقدم
والله أعلم وعلمه أتم وأحكم
الحمد لله أولا وآخرا والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين