تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: ضعف حديث من حلف بغير الله فقد أشرك

  1. #1

    افتراضي ضعف حديث من حلف بغير الله فقد أشرك

    ضعف حديث من حلف بغير الله فقد أشرك
    وبيان عدم سماع سعد بن عبيدة لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما لهذا الحديث وذكر المحفوظ في ذلك


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
    أما بعد
    فهذه مقالة في تضعيف حديث من حلف بغير الله فقد أشرك ، من رواية سعد بن عبيدة عن عبد الله بن عمر وأثبات الواسطة ، وهي دلالة بينة على انقطاع الإسناد ، وعدم سماع سعد بن عبيدة لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما لهذا الحديث بالخصوص ، وبيان أن الأئمة الحفاظ وهم (عبد الله بن دينار) و(نافع) و(سالم) كما في صحيح البخاري وغيره قد رووا نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - لعمر بن الخطاب – رضي الله عنه - عن الحلف بأبيه دون لفظ (التشريك) ، و تجنب البخاري ومسلم اخراج حديث من حلف بغير الله فقد أشرك مع أهميته وقوة دلالته ، قرينة على أن الحديث فيه علة ، وستعلم أن اسناده منقطع وهذا كاف في رده كيف! وقد خالف راويه الأئمة الأثبات .

    أبو الأمين آل جراح
    ليلة الأحد 14 محرم 1438
    الباب الأول
    ذكر الروايات التي صرحت بسماع سعد بن عبيدة لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما لحديث من حلف بغير الله فقد أشرك

    (رواية الحسن بن عبيد الله النخعي)
    قال أبو عوانة في مسنده : حدثنا يوسف القاضي ، قال : حدثنا محمد بن أبي بكر ، قال : حدثنا فضيل بن سليمان ، قال : حدثنا الحسن بن عبيد الله ، عن سعد بن عبيدة ، قال : سمعت ابن عمر ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من حلف بغير الله ، فقد كفر ، أو أشرك. رواه عبد الواحد ، عن الحسن بن عبيد الله ، بمثله.
    قلت : فيه فضيل بن سليمان ليس بثقة وقد تفرد بذكر السماع .
    قال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين: ليس بثقة .
    وقال أبو زرعة: لين الحديث، روى عنه علي بن المديني وكان من المتشددين.
    وقال أبو حاتم : يكتب حديثه، ليس بالقوي.
    وقال أبو عبيد الآجري : سألت أبا داود عن الفضيل بن سليمان النميري، فقال: كان عبد الرحمن بن مهدي لا يحدث عنه.
    قال : سمعت أبا داود يقول ذهب فضيل بن سليمان والسمتي إلى موسى بن عقبة فاستعارا منه كتابا فلم يرداه.
    وقال النسائي : ليس بالقوي .
    (رواية منصور بن المعتمر)
    قال أبو عوانة في مستخرجه : حدثنا ابن المنادي، قثنا وهب بن جرير، قثنا شعبة، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، قال: كنت عند ابن عمر، فقلت: أحلف بالكعبة، قال: لا، ولكن احلف برب الكعبة، وإن عمر كان يحلف بأبيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تحلفوا بآبائكم فمن حلف بغير الله فقد أشرك»
    قلت : تفرد ابن المنادي بروايته هكذا وعامة من رواه عن شعبة عن منصور لم يصلوه و ابن المنادي هو محمد بن أبي داود، واسم أبي داود: عبيد الله بن يزيد، أبو جعفر ابن المنادي قال عنه الإمام أبو حاتم الرازي كما في الجرح والتعديل (صدوق)

    الباب الثـاني
    ذكر الروايات التي توهم سماع سعد بن عبيدة لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما

    (رواية الحسن بن عبيد النخعي)
    قال ابن حبان في صحيحه : أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا عبد الله بن عمر الجعفي، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن الحسن بن عبيد الله النخعي عن سعد بن عبيدة، قال: كنت عند ابن عمر، فحلف رجل بالكعبة، فقال ابن عمر: ويحك، لا تفعل، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من حلف بغير الله، فقد أشرك".


    (رواية الأعمش سليمان بن مهران)
    قال الطحاوي في بيان مشكل الاثار : حدثنا بكار حدثنا يحيى بن حماد حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن سعد بن عبيدة قال كنت جالسا مع ابن عمر فسمع رجلا يقول كلا وأبي فقال كان عمر يحلف بها فقال النبي عليه السلام إنها شرك فلا تحلف بها .

    قال في اتحاف الخيرة : قال مسدد: وثنا عبد الله بن داود، عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة قال: "كنت مع ابن عمر- رضي الله عنهما- فسمع رجلا يقول: وأبي، فحصبه ابن عمر وقال: إنها كانت يمين عمر في الجاهلية، فنهاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)) .

    قال أبن ابي شيبة في مصنفه : حدثنا وكيع ، عن الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، قال : كنا مع ابن عمر في حلقة ، فسمع رجلا يقول : لا ، وأبي ، فرماه بالحصى ، وقال : إنها كانت يمين عمر ، فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عنها ، وقال : إنها شرك.

    الباب الثالث
    ذكر الروايات التي تفسر أن سعد بن عبيدة لم يسمع هذا الحديث من عبد الله بن عمر رضي الله عنهما واثبات الواسطة
    وقد أثبت منصور بن المعتمر الواسطة بين سعد بن عبيدة وعبد الله بن عمر وهو محمد الكندي وقد رواها عن منصور جمع وهم :
    (رواية شعبة بن الحجاج)
    وعنه
    وهب بن جرير:
    قال الطحاوي في مشكل الأثار : لأن ابن مرزوق قال: حدثنا وهب، حدثنا شعبة، عن منصور، عن سعد بن عبيدة قال: كنت عند ابن عمر فقمت وتركت عنده رجلا من كندة فأتيت سعيد بن المسيب فجاء فزعا، فقال: جاء رجل إلى ابن عمر فقال له أحلف بالكعبة؟ فقال: لا ولكن احلف برب الكعبة فإن عمر كان يحلف بأبيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تحلفوا بآبائكم، فمن حلف بغير الله فقد أشرك "

    ومحمد بن جعفر:
    قال الإمام أحمد في مسنده : حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن منصور، عن سعد بن عبيدة قال: كنت عند ابن عمر، فقمت وتركت رجلا عنده من كندة، فأتيت سعيد بن المسيب، قال: فجاء الكندي فزعا فقال: جاء ابن عمر رجل فقال: أحلف بالكعبة، فقال: لا، ولكن احلف برب الكعبة، فإن عمر كان يحلف بأبيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "

    و روح بن عبادة:
    قال ابو عوانة في مسندة : حدثنا أبو قلابة ، قال : حدثنا روح بن عبادة ، قال : حدثنا شعبة ، عن منصور ، عن سعد بن عبيدة ، قال : كنت عند ابن عمر ومعي رجل من كندة ، فقمت من عند ابن عمر ، فأتيت سعيد بن المسيب ، فأتاني الكندي ، وأنا عند سعيد بن المسيب ، فقال : ما سمعت ما حدث ابن عمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع عمر يحلف بأبيه ، فنهاه ، وقال : لا تحلفوا بآبائكم.
    قال أبو عوانة : يقال إنه محمد الكندي ، كذا يقول منصور.

    (رواية شيبان بن عبد الرحمن عن منصور)
    قال الإمام أحمد في مسنده : حدثنا حسين بن محمد، حدثنا شيبان، عن منصور، عن سعد بن عبيدة قال: جلست أنا ومحمد الكندي إلى عبد الله بن عمر، ثم قمت من عنده، فجلست إلى سعيد بن المسيب، قال: فجاء صاحبي وقد اصفر وجهه وتغير لونه، فقال: قم إلي، قلت: ألم أكن جالسا معك الساعة؟ فقال سعيد: قم إلى صاحبك، قال: فقمت إليه. فقال: ألم تسمع إلى ما قال ابن عمر؟ قلت: وما قال؟ قال: أتاه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن أعلي جناح أن أحلف بالكعبة؟ قال: ولم تحلف بالكعبة؟ إذا حلفت بالكعبة فاحلف برب الكعبة، فإن عمر كان إذا حلف قال: كلا وأبي فحلف بها يوما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تحلف بأبيك، ولا بغير الله ، فإنه من حلف بغير الله فقد أشرك "
    (رواية جرير بن عبد الحميد عن منصور)
    قال الطحاوي في مشكل الأثار : وأن يزيد بن سنان حدثنا قال: حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن سعد بن عبيدة قال: كنت أنا وصاحب لي من كندة جلوسا عند ابن عمر فقمت فجلست إلى ابن المسيب فأتاني صاحبي فقال: قم إلي، وقد تغير لونه واصفر وجهه، فقلت له: أليس إنما فارقتك قبيل؟ قال سعيد: قم إلى صاحبك، فقمت إليه، فقال: ألم تر إلى ما قال ابن عمر؟ فقلت: وما قال؟ قال: أتاه رجل فقال: أحلف بالكعبة؟ قال لا، ولم تحلف بالكعبة؟ احلف برب الكعبة فإن عمر حلف بأبيه عند النبي عليه السلام فقال له: " لا تحلف بأبيك، فإنه من حلف بغير الله فقد أشرك "
    فوقفنا على أن منصور بن المعتمر قد زاد في إسناد هذا الحديث على الأعمش، وعلى سعيد بن مسروق، عن سعد بن عبيدة رجلا مجهولا بينه وبين ابن عمر في هذا الحديث ففسد بذلك إسناده غير أنا قد ذكرنا في تأويله ما إن صح كان تأويله الذي تأولناه عليه ما ذكرناه فيه , والله نسأله التوفيق .

    قلت : وقيام سعد بن عبيدة وترك مجلس عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما - وتحديث ابن عمر بهذا الاثر بعد ذلك وتلقيه الأثر عن محمد الكندي قاطع في عدم سماعه لعبد الله بن عمر وان قول بعض الرواة كنت عنده أو في مجلسه قد فسرتها هذه الروايات وانه قام قبل سماع هذا الحديث وأن من رواه على السماع قد أخطا قطعا ، ومحمد الكندي قال عنه عبد الرحمن ابن ابي حاتم في الجرح والتعديل : روى عن علي رضي الله عنه ، مرسل . روى عنه عبد الله بن يحيى التوأم سمعت أبي يقول : هو مجهول , وثبوت الواسطة دلالة بينة على أنقطاع ما تقدم من الروايات الموهمه للسماع وانها رويت على الخطأ ولذا حكم البيهقي والطحاوي على هذا الاثر بالانقطاع ولاشك ان الصواب معهما لان قواعد اهل النظر في إعلال هذا الاثر تنطبق عليه والله تعالى أعلم .
    الباب الرابع
    ذكر أن الاثبات من الأئمة قد رووه بالعنعنة دون التصريح بالسماع

    (رواية حديث منصور بن المعتمر)
    وعنه
    سفيان الثوري :
    قال عبد الرزاق في مصنفه : أخبرنا الثوري، عن أبيه، والأعمش، ومنصور، عن سعد بن عبيدة، عن ابن عمر قال: كان عمر يحلف: وأبي، فنهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " من حلف بشيء من دون الله فقد أشرك - أو قال: ألا هو مشرك - .

    وشعبة بن الحجاج :
    قال أبو داود الطيالسي في مسنده حدثنا شعبة، عن منصور، والأعمش، قال أبو داود: وأنا لحديث الأعمش أحفظ، والإسناد واحد سمعا سعد بن عبيدة، يحدث عن ابن عمر أن رجلا، سأله عن الرجل، يحلف بالكعبة، فقال: لا تحلف بالكعبة ولكن احلف برب الكعبة، فإن عمر كان يحلف بأبيه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حلف بغير الله فقد أشرك .



    ويزيد بن عطاء :
    قال ابن بشران في أماليه : أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، نا محمد غالب، ثنا عبد الصمد بن النعمان، ثنا يزيد بن عطاء، عن منصور، عن سعد بن عبيدة، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حلف بغير الله فقد أشرك
    .
    (رواية حديث سعيد بن مسروق)
    وعنه
    سفيان الثوري :
    قال عبد الرزاق في مصنفه : أخبرنا الثوري، عن أبيه، والأعمش، ومنصور، عن سعد بن عبيدة، عن ابن عمر قال: كان عمر يحلف: وأبي، فنهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " من حلف بشيء من دون الله فقد أشرك - أو قال: ألا هو مشرك - .

    رواية أسرائيل بن يونس :
    قال الإمام أحمد في مسنده : حدثنا أبو سعيد، حدثنا إسرائيل، حدثنا سعيد بن مسروق، عن سعد بن عبيدة، عن ابن عمر عن عمر، أنه قال: لا وأبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مه، إنه من حلف بشيء دون الله، فقد أشرك "

    (رواية حديث الحسن بن عبيد الله النخعي)
    وعنه

    عبد الله بن أدريس :
    قال أبو داود في سننه : حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا ابن إدريس، قال: سمعت الحسن بن عبيد الله، عن سعد بن عبيدة، قال: سمع ابن عمر، رجلا يحلف: لا والكعبة، فقال له ابن عمر: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من حلف بغير الله فقد أشرك»
    وجرير بن عبد الحميد :
    قال الحاكم في المستدرك : حدثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، ثنا إبراهيم بن أبي طالب، والحسين بن محمد بن زياد، وأحمد بن سلمة، قالوا: ثنا يحيى بن إسحاق بن إبراهيم، أنبأ جرير، عن الحسن بن عبيد الله النخعي، عن سعد بن عبيدة، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «من حلف بغير الله فقد كفر» .
    و أبو خالد الأحمر :
    قال الترمذي في سننه : حدثنا قتيبة حدثنا أبو خالد الأحمر عن الحسن بن عبيد الله عن سعد بن عبيد أن ابن عمر سمع رجلا يقول : لا والكعبة فقال ابن عمر لا يحلف بغير الله فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك .
    و سليمان بن حيان :
    قال الإمام أحمد في مسنده : حدثنا سليمان بن حيان، عن الحسن بن عبيد الله، عن سعد بن عبيدة، سمع ابن عمر، رجلا يقول: والكعبة فقال: لا تحلف بغير الله، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من حلف بغير الله فقد كفر وأشرك»
    ومسعود بن سعد :
    قال البيهقي في السنن الكبرى : أخبرنا أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة، ثنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشيباني، ثنا أبو عمرو أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاري، أنبأ مالك بن إسماعيل، ثنا مسعود بن سعد، عن الحسن بن عبيد الله، عن سعد بن عبيدة، قال: سمع ابن عمر رضي الله عنهما رجلا يحلف بالكعبة، فقال: لا تحلف بالكعبة، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: " من حلف بغير الله، فقد كفر , أو أشرك ". وهذا مما لم يسمعه سعد بن عبيدة من ابن عمر .

    (رواية الأعمش سليمان بن مهران)
    وعنه
    وسفيان الثوري:
    قال عبد الرزاق في مصنفه : أخبرنا الثوري، عن أبيه، والأعمش، ومنصور، عن سعد بن عبيدة، عن ابن عمر قال: كان عمر يحلف: وأبي، فنهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: " من حلف بشيء من دون الله فقد أشرك - أو قال: ألا هو مشرك - .

    شعبة بن الحجاج :
    قال أبو داود الطيالسي في مسنده حدثنا شعبة، عن منصور، والأعمش، قال أبو داود: وأنا لحديث الأعمش أحفظ، والإسناد واحد سمعا سعد بن عبيدة، يحدث عن ابن عمر أن رجلا، سأله عن الرجل، يحلف بالكعبة، فقال: لا تحلف بالكعبة ولكن احلف برب الكعبة، فإن عمر كان يحلف بأبيه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من حلف بغير الله فقد أشرك .

    الباب الخامس
    في ذكر المحفوظ من هذا الخبر عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما

    وقد رواه ثلاثة من الأوتاد من اصحاب عبد الله بن عمر رضي الله عنهما

    رواية نافع عن عبد الله بن عمر :
    قال الإمام البخاري في صحيحه : حدثنا قتيبة، حدثنا ليث، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه أدرك عمر بن الخطاب في ركب وهو يحلف بأبيه، فناداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا، إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفا فليحلف بالله، وإلا فليصمت»

    رواية عبد الله بن دينار عنه :
    قال الإمام البخاري في صحيحه : حدثنا قتيبة، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «ألا من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله» ، فكانت قريش تحلف بآبائها، فقال: «لا تحلفوا بآبائكم»



    رواية سالم عنه
    قال الإمام البخاري في صحيحه : حدثنا سعيد بن عفير، حدثنا ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، قال: قال سالم: قال ابن عمر: سمعت عمر، يقول: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم» قال عمر: فوالله ما حلفت بها منذ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، ذاكرا ولا آثرا قال مجاهد: {أو أثارة من علم} [الأحقاف: 4] : يأثر علما تابعه عقيل، والزبيدي، وإسحاق الكلبي، عن الزهري، وقال ابن عيينة، ومعمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، سمع النبي صلى الله عليه وسلم عمر .

    قلت : وهذا هو الصواب في رواية عبد الله بن عمر اما رواية سعد بن عبيدة عن محمد الكندي فلا تقوم بها الحجة .

    الباب السادس
    ذكر مخالفة محمد بن فضيل ومحمد بن سلمة الكوفي لمن تقدم
    في زيادة أبي عبد الرحمن السلمي
    قال ابو عوانة في مسنده : حدثنا علي بن حرب ، قال : حدثنا ابن فضيل ، عن الأعمش ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن ، سمع ابن عمر رجلا يحلف : لا وأبي ، فقال : لا تحلف بهذا اليمين ، هذه يمين عمر الذي حلف بها ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تحلف بها فإنها شرك .
    وقال أبو عوانة في مسنده : حدثنا محمد بن كثير الحراني ، قال : حدثنا محمد بن موسى ، قال : قرأت على أبي ، عن محمد بن سلمة الكوفي ، عن الأعمش ، بإسناده ، مثله.
    وقال أبو عوانة : حدثنا أبو قلابة ، قال : حدثنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن الأعمش ، بإسناده يحلف بأبيه ، فنهاه.
    قلت : وزيادة أبي عبد الرحمن السلمي بين سعد بن عبيدة وابن عمر رضي الله عنه منكرة لاتفاق الحفاظ الاثبات على عدم ذكر ذلك ولا يقال المثبت مقدم على النافي فان هذا اذا كان ممن هو في طبقة هؤلاء الاثبات فمحمد بن فضيل قال عنه الامام أحمد (حسن الحديث) وقال أبو حاتم (شيخ) وقال أبو زرعة (صدوق من أهل العلم) ومحمد بن سلمة قال عنه عبد الرحمن ابن ابي حاتم في الجرح والتعديل : محمد بن سلمة الكوفى صاحب الأعمش روى عن الأعمش روى عنه موسى بن أعين سمعت أبي يقول ذلك، وسألته عنه فقال هو شيخ لا اعرفه وحديثه ليس بمنكر.. وابي قلابه يخطئ في الاسانيد واختلط بعد نزوله بغداد وقد خالف الاثبات كما ترى في روايتهم عن الاعمش .
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  2. #2

    افتراضي

    في سنن النسائي : أخبرنا يوسف بن عيسى، قال: حدثنا الفضل بن موسى، قال: حدثنا مسعر، عن معبد بن خالد، عن عبد الله بن يسار، عن قتيلة، امرأة من جهينة: أن يهوديا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تنددون، وإنكم تشركون تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة، " فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة، ويقولون: ما شاء الله، ثم شئت

  3. #3

    افتراضي

    وفي مسند الإمام أحمد :
    حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة قال: كنت مع ابن عمر في حلقة قال: فسمع رجلا في حلقة أخرى وهو يقول: لا وأبي، فرماه ابن عمر بالحصى فقال: إنها كانت يمين عمر فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عنها وقال: " إنها شرك

  4. #4

    افتراضي

    قد صحح بعض المحدثين وحسن بعضهم حديث (من حلف بغير الله فقد أشرك)
    منهم
    الإمام أبو عيسى الترمذي
    والإمام ابن تيمية
    والحافظ أبو عبد الله الحاكم
    والحافظ الذهبي
    و الحافظ ابن حبان البستي
    و الحافظ الضياء المقدسي
    والإمام ابن قيم الجوزية
    والحافظ ابن كثير
    والحافظ سراج الدين ابن الملقن
    والحافظ بن مفلح الحنبلي
    والحافظ زين الدين العراقي
    والحافظ جلال الدين السيوطي
    والشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
    والعلامة الألباني
    وغيرهم

  5. افتراضي

    جزاكم الله خيرا و بارك الله بكم
    منكم نستفيد دوما شيخنا الكريم
    و لإثراء الموضوع : حكم الحلف بالقرآن
    لو أثريتم الموضوع فقهيا و جزاكم الله خيرا
    كلما ذكرت فضل الله عليك فقل
    الحمد لله

  6. #6

    افتراضي

    قال الترمذي في العلل الكبير : حدثنا محمود بن غيلان حدثنا الفضل بن موسى وأبو أحمد الزبيري قالا حدثنا مسعر عن معبد بن خالد عن عبد الله بن يسار عن قتيلة امرأة من جهينة أن يهوديا أتى النبي ( فقال إنكم تنددون وإنكم تشركون تقولون ما شاء الله وشئت وتقولون والكعبة فأمرهم النبي ( أن يقولوا ورب الكعبة ويقول أحدهم ما شاء الله ثم شئت)
    سألت مُحمدًا عن هذا الحديث فقال هكذا روى معبد بن خالد عن عبد الله بن يسار عن قتيلة وقال منصور عن عبد الله بن يسار عن حذيفة قال محمد حديث منصور أشبه عندي وأصح

    قلت - ابو الأمين - : وترجيح الإمام البخاري لحديث منصور ليس تصحيحا وهذا لا يخفى على من مارس الصنعة وقد أخرجه الإمام أحمد في مسنده : حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن منصور عن عبد الله بن يسار عن حذيفة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقولوا ما شاء الله وشاء وقد تُكلم في سماع عبد الله بن يسار من حذيفه .
    قال عثمان الدارمي في تاريخه : وسألته - اي يحيى بن معين - عن عبد الله بن يسار ، الذي يروي عنه منصور ، عن حذيفة : " لا تقولوا ما شاء الله ، وشاء فلان " ، ألقي حذيفة ؟ فقال : لا أعلمه . .

  7. #7

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الودود عبد الله مشاهدة المشاركة
    وفي مسند الإمام أحمد :
    حدثنا وكيع، حدثنا الأعمش، عن سعد بن عبيدة قال: كنت مع ابن عمر في حلقة قال: فسمع رجلا في حلقة أخرى وهو يقول: لا وأبي، فرماه ابن عمر بالحصى فقال: إنها كانت يمين عمر فنهاه النبي صلى الله عليه وسلم عنها وقال: " إنها شرك
    ذكر الروايات التي تفسر أن سعد بن عبيدة لم يسمع هذا الحديث من عبد الله بن عمر رضي الله عنهما واثبات الواسطة
    وقد أثبت منصور بن المعتمر الواسطة بين سعد بن عبيدة وعبد الله بن عمر وهو محمد الكندي وقد رواها عن منصور جمع وهم :
    (رواية شعبة بن الحجاج)
    وعنه
    وهب بن جرير:
    قال الطحاوي في مشكل الأثار : لأن ابن مرزوق قال: حدثنا وهب، حدثنا شعبة، عن منصور، عن سعد بن عبيدة قال: كنت عند ابن عمر فقمت وتركت عنده رجلا من كندة فأتيت سعيد بن المسيب فجاء فزعا، فقال: جاء رجل إلى ابن عمر فقال له أحلف بالكعبة؟ فقال: لا ولكن احلف برب الكعبة فإن عمر كان يحلف بأبيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تحلفوا بآبائكم، فمن حلف بغير الله فقد أشرك "

    ومحمد بن جعفر:
    قال الإمام أحمد في مسنده : حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن منصور، عن سعد بن عبيدة قال: كنت عند ابن عمر، فقمت وتركت رجلا عنده من كندة، فأتيت سعيد بن المسيب، قال: فجاء الكندي فزعا فقال: جاء ابن عمر رجل فقال: أحلف بالكعبة، فقال: لا، ولكن احلف برب الكعبة، فإن عمر كان يحلف بأبيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "

    و روح بن عبادة:
    قال ابو عوانة في مسندة : حدثنا أبو قلابة ، قال : حدثنا روح بن عبادة ، قال : حدثنا شعبة ، عن منصور ، عن سعد بن عبيدة ، قال : كنت عند ابن عمر ومعي رجل من كندة ، فقمت من عند ابن عمر ، فأتيت سعيد بن المسيب ، فأتاني الكندي ، وأنا عند سعيد بن المسيب ، فقال : ما سمعت ما حدث ابن عمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع عمر يحلف بأبيه ، فنهاه ، وقال : لا تحلفوا بآبائكم.
    قال أبو عوانة : يقال إنه محمد الكندي ، كذا يقول منصور.

    (رواية شيبان بن عبد الرحمن عن منصور)
    قال الإمام أحمد في مسنده : حدثنا حسين بن محمد، حدثنا شيبان، عن منصور، عن سعد بن عبيدة قال: جلست أنا ومحمد الكندي إلى عبد الله بن عمر، ثم قمت من عنده، فجلست إلى سعيد بن المسيب، قال: فجاء صاحبي وقد اصفر وجهه وتغير لونه، فقال: قم إلي، قلت: ألم أكن جالسا معك الساعة؟ فقال سعيد: قم إلى صاحبك، قال: فقمت إليه. فقال: ألم تسمع إلى ما قال ابن عمر؟ قلت: وما قال؟ قال: أتاه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن أعلي جناح أن أحلف بالكعبة؟ قال: ولم تحلف بالكعبة؟ إذا حلفت بالكعبة فاحلف برب الكعبة، فإن عمر كان إذا حلف قال: كلا وأبي فحلف بها يوما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تحلف بأبيك، ولا بغير الله ، فإنه من حلف بغير الله فقد أشرك "
    (رواية جرير بن عبد الحميد عن منصور)
    قال الطحاوي في مشكل الأثار : وأن يزيد بن سنان حدثنا قال: حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن سعد بن عبيدة قال: كنت أنا وصاحب لي من كندة جلوسا عند ابن عمر فقمت فجلست إلى ابن المسيب فأتاني صاحبي فقال: قم إلي، وقد تغير لونه واصفر وجهه، فقلت له: أليس إنما فارقتك قبيل؟ قال سعيد: قم إلى صاحبك، فقمت إليه، فقال: ألم تر إلى ما قال ابن عمر؟ فقلت: وما قال؟ قال: أتاه رجل فقال: أحلف بالكعبة؟ قال لا، ولم تحلف بالكعبة؟ احلف برب الكعبة فإن عمر حلف بأبيه عند النبي عليه السلام فقال له: " لا تحلف بأبيك، فإنه من حلف بغير الله فقد أشرك "
    فوقفنا على أن منصور بن المعتمر قد زاد في إسناد هذا الحديث على الأعمش، وعلى سعيد بن مسروق، عن سعد بن عبيدة رجلا مجهولا بينه وبين ابن عمر في هذا الحديث ففسد بذلك إسناده غير أنا قد ذكرنا في تأويله ما إن صح كان تأويله الذي تأولناه عليه ما ذكرناه فيه , والله نسأله التوفيق .

    قلت : وقيام سعد بن عبيدة وترك مجلس عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما - وتحديث ابن عمر بهذا الاثر بعد ذلك وتلقيه الأثر عن محمد الكندي قاطع في عدم سماعه لعبد الله بن عمر وان قول بعض الرواة كنت عنده أو في مجلسه قد فسرتها هذه الروايات وانه قام قبل سماع هذا الحديث وأن من رواه على السماع قد أخطا قطعا ، ومحمد الكندي قال عنه عبد الرحمن ابن ابي حاتم في الجرح والتعديل : روى عن علي رضي الله عنه ، مرسل . روى عنه عبد الله بن يحيى التوأم سمعت أبي يقول : هو مجهول , وثبوت الواسطة دلالة بينة على أنقطاع ما تقدم من الروايات الموهمه للسماع وانها رويت على الخطأ ولذا حكم البيهقي والطحاوي على هذا الاثر بالانقطاع ولاشك ان الصواب معهما لان قواعد اهل النظر في إعلال هذا الاثر تنطبق عليه والله تعالى أعلم .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    في مسند أحمد ط الرسالة:
    5222 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ قَالَ: كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي حَلْقَةٍ، فَسَمِعَ رَجُلًا فِي حَلْقَةٍ أُخْرَى وَهُوَ يَقُولُ: لَا وَأَبِي فَرَمَاهُ ابْنُ عُمَرَ بِالْحَصَى، وَقَالَ: إِنَّهَا كَانَتْ يَمِينَ عُمَرَ فَنَهَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْهَا وَقَالَ: " إِنَّهَا شِرْكٌ " (1)
    __________
    (1) رجاله ثقات رجال الشيخين، لكن سلف عند الحديث رقم (4904) ترجيحنا أن الأعمش قد اختصر في الرواية، وأن سعد بن عبيدة لم يسمعه من ابن عمر، بل بينهما رجل من كندة، فانظر تمام الكلام عليه هناك.

    في المسند أيضا:
    4904 - حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِيهِ، وَالْأَعْمَشِ، وَمَنْصُورٍ، عَنْ سَعْدِ (1) بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ عُمَرُ (2) يَحْلِفُ: وَأَبِي، فَنَهَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَنْ حَلَفَ بِشَيْءٍ دُونَ اللهِ تَعَالَى فَقَدْ أَشْرَكَ "، وَقَالَ الْآخَرُ: " فَهُوَ شِرْكٌ " (3)
    __________
    (3) رجاله ثقات رجال الشيخين، إلا أن سعد بن عبيدة ثم يسمع هذا الحديث من ابن عمر مباشرة، بل كان في مجلسه مع رجل من كندة ثم خرج سعد إلى عند سعيد بن المسيب، فسمعه الكنديُ من ابن عمر، ثم جاء فحدث به سعد بن عبيدة، كذا بينه منصور بنُ المعتمر فيما يأتي برقم (5375) و (5593) ، ولعل هذا أصحُ من صنيع الأعمش وغيره حيث اختصروه، فأوهموا أنَّه من مسموعات سعد بن عبيدة، عن ابن عمر فعلى رواية منصور يكون في إسناد الخبر راوٍ مبهم، وهو الرجل الكندي، لكن سُمًي في الرواية التي ستأتي برقم (5375) محمداً الكندي، وقد ذكر ابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل " 8/132 في هذه الطبقة راوياً يسمى محمداً الكندي، وقال: روى عن علي رضي الله عنه، مرسل، روى عنه عبد الله بن يحيى التوأم، سمعت أبي يقول ذلك، وسمعته يقول: هو مجهول، وسيأتي برقم (5222) و (5256) من طريق الأعمش عن سعد بن عبيدة ما يفيد أن هذا الأخير كان في مجلس ابن عمر عندما حدث بهذا الحديث، ولعل الأعمش اختصره، على أن أئمة الجرح والتعديل كالإمامين أحمد ابن حنبل ويحيى بن معين قد قدموا منصوراً على الأعمش إذا اختلفا، كما أن الأعمش موصوف بالتدليس، وهو هناك قد عنعنه.
    ولكل ما سلف أشار الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" بإثر الحديث (831) إلى فساد إسناده، وقال البيهقي في "السنن" 10/29: هذا مما لم يسمعه سعد بن عبيدة من ابن عمر.
    قلنا: قد سلف منا تصحيح إسناد حديث سعد بن عبيدة هذا عن ابن عمر، عن عمر في "مسنده " برقم (329) ، وصحح كذلك في "مشكل الآثار" (826) ، فيستدرك من هنا، وهذا الحديث بذكر الإشراك لم يخرجه صاحبا "الصحيحين " ولا أحدهما، بل خرجا حديث نافع عن ابن عمر: أدرك رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عمر وهو في بعض أسفاره وهو يقول: وأبي وأبي، فقال: "إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، فمن كان حالفاً فليحلف بالله، وإلا فليصمت "، وقد سلف برقم (4593) ، وخرجا حديث عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: كانت قريش تحلف بآبائها، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "من كان حالفاً فليحلف بالله، لا تحلفوا بآبائكم "، وقد سلف أيضاً برقم (4703) ، وخرج مسلم دون البخاري حديث سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه: أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمع عمر وهو يقول: وأبي وأبي، فقال: "إن الله عز وجل ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم "، قال عمر: فوالله ما حلفت بها ذاكراً ولا آثراً، وقد سلف برقم (4548) .
    وأما حديث سعد بن عبيدة فهو في "مصنف " عبد الرزاق (15926) ، ومن طريقه أخرجه الحاكم 1/52.
    وأخرجه بنحوه الطيالسي (1896) عن شعبة، والطحاوي في "مشكل الآثار" (825) من طريق أبي عوانة، كلاهما عن الأعمش، بهذا الإسناد. وقرن شعبة بالأعمش منصوراً.


  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    48

    افتراضي

    إذن فقد ظهرت علة هذا الحديث بهذا اللفظ وهو الإشراك وهذا إنما ظهر بتتبع الطرق كما أوصى الأولون لمعرفة علة الحديث وكما قال ابن معين لو لم نجمع الحديث من خمسين وجها ما عقلناه ولا عزاء لمن يصحح الحديث النبوي من طريق واحد ومن كتب الضعفاء والغرائب, والأسانيد النازلة.
    بارك الله في الأخ صاحب الموضوع فقد ذب عن السنة بتحقيقه هذا ونفع الله المسلمين بعلمه.

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    للفائدة:
    قال العلامة الألباني في "إرواء الغليل":
    (2561) - (عن ابن عمر مرفوعا: " من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك " حسنه الترمذى.
    * صحيح.
    أخرجه الترمذى (1/290) وكذا أبو داود (3251) ابن حبان (1177) والحاكم (4/297) والبيهقى (10/29) والطيالسى (1869) وأحمد (2/34 و67 و69 و86 و125) من طرق عن سعد بن عبيدة: " أن ابن عمر سمع رجلا يقول: لا , والكعبة , فقال ابن عمر: لا يحلف بغير الله فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ... " فذكره.
    وقال: " حديث حسن ".
    وقال الحاكم: " صحيح على شرط الشيخين ".
    ووافقه الذهبى.
    قلت: وأعل بالانقطاع , فقال البيهقى: " وهذا مما لم يسمعه سعد بن عبيدة من ابن عمر ".
    ثم ساق من طريق الإمام أحمد , وهو فى المسند (2/125) من طريق شعبة عن منصور عن سعد بن عبيدة قال: " كنت جالسا عند عبد الله بن عمر , فجئت سعيد بن المسيب , وتركت عنده رجلا من كندة , فجاء الكندى مروعا , فقلت: ما وراءك؟ قال: جاء رجل إلى عبد الله بن عمر آنفا فقال: أحلف بالكعبة؟ فقال: احلف برب الكعبة , فإن عمر كان يحلف بأبيه , فقال له النبى صلى الله عليه وسلم: لا تحلف بأبيك , فإنه من حلف بغير الله فقد أشرك ".
    قلت: ومن الغريب قول الحافظ فى " التلخيص " (4/168) بعد أن نقل عبارة البيهقى السابقة فى إعلاله إياه بالانقطاع: " قلت: قد رواه شعبة عن منصور عنه: قال: كنت عند ابن عمر ".
    فقد عرفت من سياق رواية شعبة أنه إنما كان حاضرا قبل تحديث ابن عمر بالحديث , وأنه إنما حدثه به عنه الكندى.
    وقد تابعه على هذا التفصيل شيبان وهو ابن عبد الرحمن التميمى أبو معاوية البصرى المؤدب فقال: عن منصور عن سعد بن عبيدة قال: " جلست أنا ومحمد الكندى إلى عبد الله بن عمر , ثم قمت من عنده فجلست إلى سعيد بن المسيب ... " فذكر مثله , أخرجه أحمد (2/69) .
    ومحمد الكندى أورده ابن أبى حاتم (4/1/132) فقال: " روى عن على رضى الله عنه , مرسل.
    روى عنه عبد الله بن يحيى التوأم سمعت أبى يقول: هو مجهول ".
    لكن قد جاء ما يشهد لاتصاله , من غير رواية شعبة , فقال وكيع: حدثنا الأعمش عن سعد بن عبيدة قال: " كنت مع ابن عمر فى حلقة , فسمع رجلا فى حلقة أخرى وهو يقول: لا وأبى , فرماه ابن عمر بالحصى , وقال: إنها كانت يمين عمر , فنهاه النبى صلى الله عليه وسلم عنها , وقال: إنها شرك ".
    أخرجه ابن أبى شيبة (4/179) وأحمد (2/58 و60) .
    فهذا على خلاف رواية منصور عن سعد , لكن منصور وهو ابن المعتمر إذا ختلف مع الأعمش فهو أرجح , قال ابن أبى خيثمة: سمعت يحيى بن معين وأبى حاضر يقول: إذا اجتمع منصور والأعمش فقدم منصورا.
    وقال ابن أبى حاتم: سألت أبى عن منصور , فقال: ثقة.
    قال: وسئل أبى عن الأعمش ومنصور؟ فقال: الأعمش حافظ يخلط ويدلس , ومنصور أتقن , لا يخلط ولا يدلس ".
    وقد خالف المذكورين فى إسنادهما سعيد بن مسروق فقال: عن سعد بن عبيدة (عن ابن عمر أنه قال) [1] : لا وأبى , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مه إنه من حلف بشىء دون الله فقد أشرك ".
    فجعله من مسند عمر فى الظاهر.
    أخرجه أحمد (1/47) : حدثنا أبو سعيد حدثنا إسرائيل حدثنا سعيد بن مسروق به.
    قلت: وهذا إسناد صحيح إن سلم من الانقطاع.
    لكن يشهد له ما أخرجه أحمد (2/67) : حدثنا عتاب حدثنا عبد الله أنبأنا موسى ابن عقبة عن سالم عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من حلف بغير الله , فقال فيه قولا شديدا ".
    قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير عتاب وهو ابن زياد الخراسانى وهو ثقة.
    فقوله: " فقال فيه قولا شديدا ". كأنه يشير إلى قوله " فقد أشرك ". والله أعلم.
    __________
    (1) قلت: وذكر الحافظ في التلخيص 4/168: ورواه عن سعد عن أبي عبد الرحمن السلمي عن ابن عمر [عن عمر] بن الخطاب رضي الله عنهما.

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    48

    افتراضي

    تحقيق الشيخ الألباني آخره نقض أوله !!
    ومادام قد ثبت نكارة المتن بذكر الإشراك فماذا يفعل الباحث لتقوية لفظ منكر ؟ لكنه منهج سلكه البعض.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •