تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: بين الحقيقة والمجاز

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي بين الحقيقة والمجاز

    ما يدعيه كثير من المعاصرين أن العرب كانت تعرف المجاز , وتقسم الألفاظ الى حقيقة ومجاز غير صحيح

    ولم يظهر هذا التقسيم الا في بداية المائة الرابعة

    ولم ينطق به أحد من ائمة اللغة كما قال شيخ الاسلام , ولم يعرفه أئمة المذاهب , الا قولا حكي عن الامام أحمد أنه قال (هذا من مجاز اللغة ) في الرد على الجهمية نفاة حقائق الألفاظ و محرفي معاني الكلمات , وذلك في مثل قوله عزوجل (انا ونحن ) الدال على الجمع والمراد بها الواحد
    وقول الامام -هذا من مجاز اللغة -ليس اثباتا منه لهذا التقسيم المبتدع والمخترع, لكن مقصوده أن هذا مما يجوز أن يقال في لغة العرب و ليس بالممتنع في المتعارف من كلامهم

    وأصحاب التقسيم عرفوا المجاز بأنه اللفظ المستعمل في غير ما وضع له بخلاف استعماله فيما وضع له فهذه هي حقيقة اللفظ

    وأول اشكال وهو وحده كاف في ابطال هذا التقسيم والتعريف

    ذلك أن الوضع سبق الاستعمال , ولم نسمع في تاريخ العرب ولا العجم أنه اجتمع أناس ووضعوا ألفاظا واصطلحوا واتفقوا على استعمالها في تلك المواضع المتفق عليها

    فلو حدث ذلك حقا , ثم جاء أحد واستعمل لفظا في غير الموضع الذي اتفقوا عليه , لصح بعد ذلك أن يكون هذا اللفظ مجازا بهذا الاستعمال

    لكن هؤلاء لم يعرفوا المجاز الا بعد الاستعمال ,فأيهما السابق وأيهما اللاحق
    مع أنه يستحيل أن يجتمع هؤلاء لاجل الاتفاق على الاستعمال الوضعي
    لأنه ببساطة سيحتاجون الى التحدث , واستعمال الألفاظ , فدل هذا على أنهم يفهمون اللغة التي يتخاطبون بها مسبقا قبل وجود أي اتفاق واصطلاح على الاستعمال .... ,

    ومن تمعن في كلام شيخ الاسلام ودقق فيه وتعمق في معانيه , لم يخرج الا بنتيجة واحد أن العرب لم ترد بكلامها الا حقيقته , وهذا هو الحق الحقيق
    قال شيخ الاسلام
    (فَيُقَالُ أَوَّلًا: تَقْسِيمُ الْأَلْفَاظِ الدَّالَّةِ عَلَى مَعَانِيهَا إلَى " حَقِيقَةٍ وَمَجَازٍ " وَتَقْسِيمُ دَلَالَتِهَا أَوْ الْمَعَانِي الْمَدْلُولِ عَلَيْهَا إنْ اُسْتُعْمِلَ لَفْظُ الْحَقِيقَةِ وَالْمَجَازِ فِي الْمَدْلُولِ أَوْ فِي الدَّلَالَةِ؛ فَإِنَّ هَذَا كُلَّهُ قَدْ يَقَعُ فِي كَلَامِ الْمُتَأَخِّرِي نَ.
    وَلَكِنَّ الْمَشْهُورَ أَنَّ الْحَقِيقَةَ وَالْمَجَازَ مِنْ عَوَارِضِ الْأَلْفَاظِ وَبِكُلِّ حَالٍ فَهَذَا التَّقْسِيمُ هُوَ اصْطِلَاحٌ حَادِثٌ بَعْدَ انْقِضَاءِ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ وَلَا التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ وَلَا أَحَدٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ الْمَشْهُورِينَ فِي الْعِلْمِ كَمَالِكِ وَالثَّوْرِيِّ وَالْأَوْزَاعِي وَأَبِي حَنِيفَةَ وَالشَّافِعِيِّ بَلْ وَلَا تَكَلَّمَ بِهِ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ وَالنَّحْوِ كَالْخَلِيلِ وَسِيبَوَيْهِ وَأَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ وَنَحْوِهِمْ. [
    وَأَوَّلُ مَنْ عُرِفَ أَنَّهُ تَكَلَّمَ بِلَفْظِ " الْمَجَازِ " أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى فِي كِتَابِهِ. وَلَكِنْ لَمْ يَعْنِ بِالْمَجَازِ مَا هُوَ قَسِيمُ الْحَقِيقَةِ] . وَإِنَّمَا عَنَى بِمَجَازِ الْآيَةِ مَا يُعَبَّرُ بِهِ عَنْ الْآيَةِ؛ وَلِهَذَا قَالَ مَنْ قَالَ مِنْ الْأُصُولِيِّين َ - كَأَبِي الْحُسَيْنِ الْبَصْرِيِّ وَأَمْثَالِهِ - إنَّمَا تُعْرَفُ الْحَقِيقَةُ مِنْ الْمَجَازِ بِطُرُقِ مِنْهَا: نَصُّ أَهْلِ اللُّغَةِ عَلَى ذَلِكَ بِأَنْ يَقُولُوا: هَذَا حَقِيقَةٌ وَهَذَا مَجَازٌ، فَقَدْ تَكَلَّمَ بِلَا عِلْمٍ، فَإِنَّهُ ظَنَّ أَنَّ أَهْلَ اللُّغَةِ قَالُوا هَذَا وَلَمْ يَقُلْ ذَلِكَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ اللُّغَةِ وَلَا مِنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ وَعُلَمَائِهَا وَإِنَّمَا هَذَا اصْطِلَاحٌ حَادِثٌ وَالْغَالِبُ أَنَّهُ كَانَ مِنْ جِهَةِ الْمُعْتَزِلَةِ وَنَحْوِهِمْ مِنْ الْمُتَكَلِّمِي نَ فَإِنَّهُ لَمْ يُوجَدْ هَذَا فِي كَلَامِ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْفِقْهِ وَالْأُصُولِ وَالتَّفْسِيرِ وَالْحَدِيثِ وَنَحْوِهِمْ مِنْ السَّلَفِ. وَهَذَا الشَّافِعِيُّ هُوَ أَوَّلُ مَنْ جَرَّدَ الْكَلَامَ فِي " أُصُولِ الْفِقْهِ " لَمْ يُقَسِّمْ هَذَا التَّقْسِيمَ " وَلَا تَكَلَّمَ بِلَفْظِ " الْحَقِيقَةِ وَالْمَجَازِ ". وَكَذَلِكَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ لَهُ فِي الْمَسَائِلِ الْمَبْنِيَّةِ عَلَى الْعَرَبِيَّةِ كَلَامٌ مَعْرُوفٌ فِي " الْجَامِعِ الْكَبِيرِ " وَغَيْرِهِ؛ وَلَمْ يَتَكَلَّمْ بِلَفْظِ الْحَقِيقَةِ وَالْمَجَازِ. وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْأَئِمَّةِ لَمْ يُوجَدْ لَفْظُ الْمَجَازِ فِي كَلَامِ أَحَدٍ مِنْهُمْ إلَّا فِي كَلَامِ أَحْمَد بْنِ حَنْبَلٍ؛ فَإِنَّهُ قَالَ فِي كِتَابِ الرَّدِّ عَلَى الْجَهْمِيَّة فِي قَوْلِهِ: (إنَّا، وَنَحْنُ) وَنَحْوُ ذَلِكَ فِي الْقُرْآنِ: هَذَا مِنْ مَجَازِ اللُّغَةِ يَقُولُ الرَّجُلُ: إنَّا سَنُعْطِيك. إنَّا سَنَفْعَلُ؛ فَذَكَرَ أَنَّ هَذَا مَجَازُ اللُّغَةِ. وَبِهَذَا احْتَجَّ عَلَى مَذْهَبِهِ مِنْ أَصْحَابِهِ مَنْ قَالَ: إنَّ فِي " الْقُرْآنِ " مَجَازًا كَالْقَاضِي أَبِي يَعْلَى وَابْنِ عَقِيلٍ وَأَبِي الْخَطَّابِ وَغَيْرِهِمْ. وَآخَرُونَ مِنْ أَصْحَابِهِ مَنَعُوا أَنْ يَكُونَ فِي الْقُرْآنِ مَجَازٌ كَأَبِي الْحَسَنِ الخرزي. وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَامِدٍ. وَأَبِي الْفَضْلِ التَّمِيمِيِّ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ التَّمِيمِيِّ وَكَذَلِكَ مَنَعَ أَنْ يَكُونَ فِي الْقُرْآنِ مَجَازٌ مُحَمَّدُ بْنُ خويز منداد وَغَيْرُهُ مِنْ الْمَالِكِيَّةِ وَمَنَعَ مِنْهُ دَاوُد بْنُ عَلِيٍّ وَابْنُهُ أَبُو بَكْرٍ وَمُنْذِرُ بْنُ سَعِيدٍ البلوطي وَصَنَّفَ فِيهِ مُصَنَّفًا. وَحَكَى بَعْضُ النَّاسِ عَنْ أَحْمَد فِي ذَلِكَ رِوَايَتَيْنِ. وَأَمَّا سَائِرُ الْأَئِمَّةِ فَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ وَلَا مِنْ قُدَمَاءِ أَصْحَابِ أَحْمَد: إنَّ فِي الْقُرْآنِ مَجَازًا لَا مَالِكٌ وَلَا الشَّافِعِيُّ وَلَا أَبُو حَنِيفَةَ فَإِنَّ تَقْسِيمَ الْأَلْفَاظِ إلَى حَقِيقَةٍ وَمَجَازٍ. إنَّمَا اُشْتُهِرَ فِي الْمِائَةِ الرَّابِعَةِ وَظَهَرَتْ أَوَائِلُهُ فِي الْمِائَةِ الثَّالِثَةِ وَمَا عَلِمْته مَوْجُودًا فِي الْمِائَةِ الثَّانِيَةِ اللَّهُمَّ إلَّا أَنْ يَكُونَ فِي أَوَاخِرِهَا وَاَلَّذِينَ أَنْكَرُوا أَنْ يَكُونَ أَحْمَد وَغَيْرُهُ نَطَقُوا بِهَذَا التَّقْسِيمِ. قَالُوا: إنَّ مَعْنَى قَوْلِ أَحْمَد: مِنْ مَجَازِ اللُّغَةِ. أَيْ: مِمَّا يَجُوزُ فِي اللُّغَةِ أَنْ يَقُولَ الْوَاحِدُ الْعَظِيمُ الَّذِي لَهُ أَعْوَانٌ: نَحْنُ فَعَلْنَا كَذَا وَنَفْعَلُ كَذَا وَنَحْوَ ذَلِكَ. قَالُوا: وَلَمْ يُرِدْ أَحْمَد بِذَلِكَ أَنَّ اللَّفْظَ اُسْتُعْمِلَ فِي غَيْرِ مَا وُضِعَ لَهُ. وَقَدْ أَنْكَرَ طَائِفَةٌ أَنْ يَكُونَ فِي اللُّغَةِ مَجَازٌ لَا فِي الْقُرْآنِ وَلَا غَيْرِهِ كَأَبِي ......))

  2. #2

    افتراضي

    الذي قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن المجاز صحيح و هو من أهل الإستقراء و له إطلاع واسع في اللغة و الشريعة و تحقيق
    لكن يمكن أن نحمل هذه التسميات و نردها إلى المعاني المرادة منها و لا مشاحة في الإصطلاح
    كأن نسميها كناية أو إستعارة أو غيرها من الأساليب العربية
    فهي بدعة لغوية إتفقوا على تمشيتها

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    3,205

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة
    ما يدعيه كثير من المعاصرين أن العرب كانت تعرف المجاز , وتقسم الألفاظ الى حقيقة ومجاز غير صحيح

    ولم يظهر هذا التقسيم الا في بداية المائة الرابعة

    ولم ينطق به أحد من ائمة اللغة كما قال شيخ الاسلام , ولم يعرفه أئمة المذاهب , الا قولا حكي عن الامام أحمد أنه قال (هذا من مجاز اللغة ) في الرد على الجهمية نفاة حقائق الألفاظ و محرفي معاني الكلمات , وذلك في مثل قوله عزوجل (انا ونحن ) الدال على الجمع والمراد بها الواحد
    ولكن
    ما توجيه وجود كتاب لإمام العربية أبي عبيدة معمر بن المثنى توفي 210هـ (مجاز القرآن) ؟

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبد الأعلى
    ولكن
    ما توجيه وجود كتاب لإمام العربية أبي عبيدة معمر بن المثنى توفي 210هـ (مجاز القرآن) ؟
    قد ذكرت ذلك في الأعلى وفي كلام شيخ الاسلام أيضا ذكره
    ومعمر هذا مؤلف الكتاب لم يقصد بالمجاز ما هو قسيم الحقيقة كما اصطلح عليه المتأخرون
    ولا خطر على باله هذا المعنى ولا كان يعرف هذا التقسيم
    كما أن الكتاب اختلف في تسميته فيقيل (غريب القرآن ) و(معاني القرآن ) و (اعراب القرآن)
    وابن النديم ذكره باسم (غريب القرآن)
    مع أن هذا الكتاب لم يلق القبول عند أئمة اللغة في ذلك الزمان , ومعمر هذا كان يرى رأي الخوارج
    حتى أن الامام الفراء تمنى أن يضرب أبو عبيدة لمسلكه هذا الذي سلكه في تفسير القرآن وكذا الأصمعي
    و قال أبو حاتم فيما روي عنه
    ( لا تحل كتابة «المجاز» ولا قراءته إلا لمن يصحح خطأه ويبينه ويغيّره )
    ومعمر بن المثنى انما كان مقصوده تفسير ألفاظ القرآن وتبيين معانيه وطرق تأويله
    ولذلك قال عنه ابن حجر ( وَهُوَ يُطْلِقُ الْمَجَازَ وَيُرِيدُ بِهِ التَّأْوِيلَ أَيْ تَأْوِيلُ حم تَأْوِيلُ أَوَائِلِ السُّوَرِ أَيْ أَنَّ الْكُلَّ فِي الْحُكْمِ وَاحِدٌ فَمَهْمَا قِيلَ مَثَلًا فِي الم يُقَالُ مِثْلُهُ فِي حم) انتهى
    وتعبيره في هذا الكتاب يبين مقصوده المباين لما فهمه المجازيون
    مثال ذلك ({كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ} مجازه: إلا هو))
    وأيضا قوله
    (فمجاز تفسير قوله «بسم الله» مضمر، مجازه كأنك قلت: بسم الله قبل كل شىء وأول شىء ونحو ذلك)
    (الرّحمن» مجازه ذو الرحمة، و «الرّحيم» مجازه الراحم)
    («مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» نصب على النّداء، وقد تحذف ياء النداء، مجازه:يا مالك يوم الدين)
    (ومجاز من جرّ «مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ» أنه حدث عن مخاطبة غائب،))
    المشاركة الأًلية كتبت بواسطة رشيد الدين الصيدلاني
    الذي قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن المجاز صحيح و هو من أهل الإستقراء و له إطلاع واسع في اللغة و الشريعة و تحقيق
    لكن يمكن أن نحمل هذه التسميات و نردها إلى المعاني المرادة منها و لا مشاحة في الإصطلاح

    نعم هو اصطلاح اصطلح وتصالح عليه أهل البدع بعد القرون الأولى المفضلة وماكان مقصودهم الا نفي الصفات وتعطيل حقائق معانيها , فلم يجدوا مفرا من ذلك الا بالجوء الى تقسيم اللفظ الى حقيقة والى مجاز من هذا اللفظ غير مراد بهحقيقته

    قال ابن القيم (((فَصْلٌ
    إِذَا عُلِمَ أَنَّ تَقْسِيمَ الْأَلْفَاظِ إِلَى حَقِيقَةٍ وَمَجَازٍ لَيْسَ تَقْسِيمًا شَرْعِيًّا وَلَا عَقْلِيًّا وَلَا لُغَوِيًّا فَهُوَ اصْطِلَاحٌ مَحْضٌ، وَهُوَ اصْطِلَاحٌ حَدَثَ بَعْدَ الْقُرُونِ الثَّلَاثَةِ الْمُفَضَّلَةِ بِالنَّصِّ، وَكَانَ مَنْشَؤُهُ مِنْ جِهَةِ الْمُعْتَزِلَةِ وَالْجَهْمِية وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقَهُمْ مِنَ الْمُتَكَلِّمِي نَ.)) انتهى


    فأتى بعض من ينتسب الى طوائف البدع والضلال فقال ان اللفظ العربي ينقسم الى قسمين
    حقيقة , ومجاز لم يرد به الحقيقة
    ثم يضعون تعريفا يوافق مذاهبهم المبتدعة
    و المتأمل في حقيقة الأمر لا يخلص الا أن هؤلاء لما أرادوا أن يبطلوا مدلولات النصوص المصرحة بصفات الله تعالى , والتي لا تدل معانيها الا على حقيقة واحدة هي
    اثبات الصفات التي اثبتها الله لذاته العلية على الحقيقة الحقة
    فلما لم يجد هؤلاء مصرفا يتخلصون به من هذه النصوص قالوا
    ان الله لم يرد من هذه الألفاظ حقيقتها وانما أراد معنى آخر لا تدل عليه حقيقة اللفظ
    وهذا هو المجاز الذي جوزوا به انكار الصفات و رد النصوص المحكمات

    ولا بد لهذا الصرح الباطل الذي بنوه أن يؤسسوا له قواعد يؤصلون عليها باطلهم
    فعرفوا لنا على أساس ذلك , الحقيقة والمجاز
    فقالوا اذا استعمل اللفظ في وضعه الأأول (وليس له الا وضع واحد ) كانت هذه حقيقة اللفظ
    واذا استعمل في غير ذلك الوضع كان هذا مجازا لم يرد به حقيقة اللفظ وانما يعرف المراد بقرائن خارجية

    فاذا جاءهم لفظ فيه صفة من صفات الرحمن , قالوا هذا مجاز وليس حقيقة
    فمثلا حين قرِؤوا (يد الله فوق أيديهم )
    قالوا اليد للانسان حقيقة , وبالنسبة الى الله مجاز ,
    لأن لفظة اليد أول ما وضعت , انما وضعت للمخلوق
    أما اذا وصف بها الخالق انتقلت الى وضعها الثاني , والعرب قد تعبر عن القوة أو القدرة أو الانعام باليد
    فوجب صرف هذا اللفظ الى احدى هذه المعاني حسب سياقها في النص
    وأكدوا هذا التأويل بان وصف الخالق بهذه الصفة يوجب تشبيها بالمخلوق فوجب تنزيهه عن ارادة هذه الحقيقة المستفادة من هذا اللفظ
    لأن اللفظ قد يراد به الحقيقة والمجاز عندهم
    و الحقيقة تعرف من استعمال اللفظ في الوضع الأاول


الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •