قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "درء تعارض العقل والنقل" 5 / 156:
إثبات ربين للعالم لم يذهب إليه أحد من بني آدم ، ولا أثبت أحدٌ إلهين متماثلين ولا متساويين في الصفات ولا في الأفعال ، ولا أثبت أحد قديمين متماثلين ولا واجبي الوجود متماثلين ، ولكن الإشراك الذي وقع في العالم إنما وقع بجعل بعض المخلوقات مخلوقة لغير الله في الإلهية ، بعبادة غير الله تعالى واتخاذ الوسائط ودعائها والتقرب إليها ، كما فعل عباد الشمس والقمر والكواكب والأوثان وعباد الأنبياء والملائكة أو تماثيلهم ونحو ذلك ، فأما إثبات خالقين للعالم متماثلين فلم يذهب إليه أحد من الآدميين ، وقد قال تعالى : ( ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله ) لقمان/ 25، وقال تعالى : ( قل لمن الأرض ومن فيها إن كنتم تعلمون . سيقولون لله قل أفلا تذكرون . قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم سيقولون لله قل أفلا تتقون . قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون . سيقولون لله قل فأنى تسحرون ) المؤمنون/84 - 89 وقال : ( وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ) يوسف/106 .