تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 20 من 40

الموضوع: حكم إثبات أو نفي الحد عن الله تعالى

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي حكم إثبات أو نفي الحد عن الله تعالى

    السؤال
    أود طرح استفسار حول العقيدة، فهل من الخطأ الاعتقاد بأن الله له حد نهاية في ذاته من جهة التحت بحيث لا يماس العرش، لأنه بائن من خلقه؟ مع العلم أنني أعتقد أن الله لا يقع في الجهة المخلوقة، وأن لا شيء يحوي الله أبدا، ونحن العالم في الجهة التحتية من الله، وهل الاعتقاد بذلك يجعلنا نشبه الله بالمخلوق من حيث أننا نجعل له حجما، وبالتالي من له نهاية في ذاته يكون له بداية، وذلك طبقا لمقولة الشيخ ابن المبارك حين سئل: بما نعرف ربنا؟ فقال: فوق سماواته، على عرشه، بائن من خلقه، قيل بحد؟ قال بحد لا يعلمه إلا هو . فأرجو بيان الإجابة بالتفصيل، وجزاكم الله خير الجزاء.

    الإجابــة

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
    فمن عادة أئمة السلف ـ رحمهم الله ـ أنهم يكرهون التعمق في شأن كيفية صفات الله تعالى، ويتحرجون من إثبات أو نفي الألفاظ المجملة التي تحمل حقا وباطلا، ويقفون في باب الصفات عند الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة، وقد تحرج من بعدهم من إطلاق ألفاظ لم تأت بها النصوص الشرعية وإن كانت ذات معنى صحيح، ومن ذلك ما نقله الذهبي في ترجمة أبي القاسم التيمي أنه سئل: هل يجوز أن يقال: لله حد، أو لا؟ وهل جرى هذا الخلاف في السلف؟ فأجاب: هذه مسألة أستعفي من الجواب عنها، لغموضها، وقلة وقوفي على غرض السائل منها، لكني أشير إلى بعض ما بلغني: تكلم أهل الحقائق في تفسير الحد بعبارات مختلفة، محصولها أن حد كل شيء موضع بينونته عن غيره، فإن كان غرض القائل: ليس لله حد: لا يحيط علم الحقائق به، فهو مصيب، وإن كان غرضه بذلك: لا يحيط علمه تعالى بنفسه، فهو ضال، أو كان غرضه: أن الله بذاته في كل مكان، فهو أيضا ضال. اهـ.
    قال الذهبي: الصواب الكف عن إطلاق ذلك، إذ لم يأت فيه نص، ولو فرضنا أن المعنى صحيح، فليس لنا أن نتفوه بشيء لم يأذن به الله، خوفا من أن يدخل القلب شيء من البدعة، اللهم احفظ علينا إيماننا. اهـ.
    ولما نبتت نابتة الجهمية الخبيثة، وادعت أن الله تعالى وتقدس في كل مكان، وأنه غير مباين لخلقه!! اضطر أهل العلم إلى النص على ما يبطل هذه المقولة الفاسدة، وقد عقد الإمام أبو سعيد الدارمي في نقضه على المريسي بابا في الحد والعرش قال فيه: ادعى المعارض أيضا أنه ليس لله حد ولا غاية ولا نهاية، وهذا هو الأصل الذي بنى عليه جهم ضلالاته واشتق منها أغلوطاته، وهي كلمة لم يبلغنا أنه سبق جهما إليها أحد من العالمين ... والله تعالى له حد لا يعلمه أحد غيره، ولا يجوز لأحد أن يتوهم لحده في نفسه، ولكن يؤمن بالحد ويكل علم ذلك إلى الله، ولمكانه أيضا حد، وهو على عرشه فوق سماواته فهذان حدان اثنان، وسئل ابن المبارك: بم نعرف ربنا؟ قال: بأنه على العرش، بائن من خلقه، قيل: بحد؟ قال: بحد... فمن ادعى أنه ليس لله حد فقد رد القرآن، وادعى أنه لا شيء، لأن الله حد مكانه في مواضع كثيرة من كتابه فقال: الرحمن على العرش استوى ـ أأمنتم من في السماء ـ يخافون ربهم من فوقهم ـ إني متوفيك ورافعك إلي ـ إليه يصعد الكلم الطيب ـ فهذا كله وما أشبهه شواهد ودلائل على الحد. اهـ.
    وقد نقل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابيه: درء التعارض، وبيان تلبيس الجهمية، وهذا هو خلاص القول في هذه المسألة: أن لله تعالى حد، ولكن لا يعلمه أحد غيره! ولما كان إثبات الحد دون هذا القيد قد يوهم الحصر ومحدوديته في المكان، نفاه بعض أهل العلم، يريدون بذلك نفي الإحاطة بالله علماً وإدراكاً، وأنه سبحانه مباين للأمكنة المحدثة، قال السجزي في رسالته في الرد على من أنكر الحرف والصوت: الحق أنّ الله سبحانه فوق العرش بذاته، من غير مماسة وأن الكرامية ومن تابعهم على قول المماسة ضلال ... وعند أهل الحق أن الله سبحانه مباين لخلقه بذاته فوق العرش بلا كيفية بحيث لا مكان ... وليس في قولنا: إنّ الله سبحانه فوق العرش تحديد، وإنما التحديد يقع للمحدثات، فمن العرش إلى ما تحت الثرى محدود، والله سبحانه فوق ذلك بحيث لا مكان ولا حد، لاتفاقنا أن الله سبحانه كان ولا مكان ثم خلق المكان، وهو كما كان قبل خلق المكان، وقد ذكر الله سبحانه في القرآن ما يشفي الغليل وهو قوله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ـ فخص العرش بالاستواء، وذكر ملكه لسائر الأشياء فعلم أنّ المراد به غير الاستيلاء، وإنما يقول بالتحديد من يزعم أنه سبحانه بكل مكان، وقد علم أنّ الأمكنة محدودة، فإذا كان فيها بزعمهم كان محدوداً، وعندنا أنه مباين للأمكنة، ومن حلها ومن فوق كل محدث، فلا تحديد في قولنا، وهو ظاهر لا خفاء به. اهـ.
    وقد علق على ذلك محقق الكتاب الدكتور محمد با كريم، بكلام طويل مفيد، فراجعه إن شئت، وقد قام الدكتور محمد بن خليفة التميمي بتحقيق ودراسة كتاب: العرش للإمام الذهبي، وعمل له مقدمات مفيدة، ومن جملتها فصل عن مسائل متعلقة بالعلو والإستواء، وتجد فيه تفصيلا مهما ونقولا مفيدة في هذا الموضوع، وقد ذكر في خلاصة الأقوال في مسألة إثبات الحد لله تعالى ثلاثة أقوال:
    ـ القول الأول: قول من يقول: هو فوق العرش ولا يوصف بالتناهي ولا بعدمه، إذ لا يقبل واحداً منهما، فعندهم أن الله فوق العرش ولا يوصف بأن له قدراً، وهذا يقوله بعض أهل الكلام والفقه والحديث والتصوف من الكلابية والكرامية والأشعرية ومن وافقهم من أتباع الأئمة من أصحاب أحمد ومالك والشافعي وغيرهم.
    ـ القول الثاني: قول من يقول: هو غير متناه، إما من جانب، وإما من جميع الجوانب، وهذا يقوله أيضاً طوائف من أهل الكلام والفقهاء وغيرهم، وحكاه الأشعري في المقالات عن الطوائف.
    ـ القول الثالث: قول السلف والأئمة وأهل الحديث والكلام والفقه والتصوف الذين يقولون: له حد لا يعلمه غيره. اهـ.
    وممن تناول هذه المسألة أيضا: ابن سحمان في تنبيه ذوي الألباب السليمة عن والوقوع في الألفاظ المبتدعة الوخيمة وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 53925، 132417، 118323، 134190، 135889
    والله أعلم.http://x.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=234334




  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    : مسألة الحد
    "الحد في اللغة: الحاجز بين الشيئين، الذي يُمَيِّزُ بينهما، لئلا يختلط أحدهما بالآخر، أو لئلا يتعدى أحدهما على الآخر، وهو مأخوذ من حد الشيء عن غيره يَحُدُّهُ حَدًّا إذا ميزه". --قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "الحد ما يتميز به الشيء عن غيره من صفته وقدره".
    سبق أن أسلفنا أن إطلاق السلف للحد ليس من باب الصفات وإنما هو من باب الإخبار ولهم فيه استعمالان:
    الاستعمال الأول: في حال الإثبات.
    ومن الآثار الواردة في ذلك ما رواه الخلال بسنده عن محمد بن إبراهيم القيسي، قال: "قلت لأحمد بن حنبل: يحكى عن ابن المبارك -وقيل له: كيف نعرف ربنا؟ - قال: في السماء السابعة على عرشه بحد. فقال أحمد: هكذا هو عندنا".
    وعن حرب بن إسماعيل قال: "قلت لإسحاق -يعني ابن راهويه-: هو على العرش بحد؟ قال: نعم بحد".
    وذكر عن ابن المبارك قال: "هو على عرشه بائن من خلقه بحد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إن كثيراً من أئمة السنة والحديث1 أو أكثرهم يقولون إنه فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه بحد".
    الاستعمال الثاني: في حال النفي.
    قال حنبل: "قلت لأبي عبد الله: ما معنى قوله {وَهُوَ مَعَكُم} ، و {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ} ؟. قال: علمه محيط بالكل، وربنا على العرش بلا حد ولا صفة" ---- وفي رسالة الإصطخري قال الإمام أحمد: "والله عز وجل على عرشه ليس له حد، والله أعلم بحده".
    "توضيح المسألة"
    أما الاستعمال الأول: فهو استعماله في حال الإثبات.
    فقد استعمل في مسألة إثبات علو الله على خلقه وتميزه وانفصاله عنهم وعدم اختلاطه بهم أو حلوله فيهم، فلما زعم الجهمية أن الخالق في كل مكان وأنه غير مباين لخلقه ولا متميز عنهم، قال بعض أئمة السلف: إن الله سبحانه عالٍ على خلقه، مستوٍ على عرشه، بائن من خلقه، وذكروا الحد، لأن الجهمية زعموا أنه ليس له حد وما لا حد له لايباين المخلوقات ولا يكون فوق العالم.
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ولما كان الجهمية يقولون ما مضمونه إن الخالق لا يتميز عن الخلق فيجحدون صفاته التي تميز بها، ويجحدون قَدْرَهُ؛ حتى يقول المعتزلة إذا عرفوا أنه حي، عالم، قدير: قد عرفنا حقيقته وماهيته، ويقولون إنه لا يباين غيره. بل إما أن يصفوه بصفة المعدوم؛ فيقولوا: لا داخل العالم ولا خارجه، ولا كذا ولا كذا. أو يجعلوه حالاً في المخلوقات أو وجوده وجود المخلوقات.
    فبين ابن المبارك أن الرب سبحانه وتعالى على عرشه مباين لخلقه منفصل عنه، وذكر الحد. لأن الجهمية كانوا يقولون ليس له حد، وما لا حد له لا يباين المخلوقات ولا يكون فوق العالم لأن ذلك مستلزم للحد".
    وبناءً على ما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية فقد أثبت السلف الحد لما في إثبات هذا اللفظ من رد على الجهمية فيما زعموا، ولما في معنى (الحد) من إثبات مباينة الله لخلقه، وعلوه عليهم، واستوائه على عرشه.
    وإن كان السلف يقولون إنه حد لا يعلمه إلا الله.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن نقل الآثار الواردة عن السلف في إثبات الحد: "فهذا وأمثاله مما نقل عن الأئمة، كما قد بسط في غير هذا الموضع، وبينوا أن ما أثبتوه له من الحد لا يعلمه غيره، كما قال مالك وربيعة وغيرهما: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، فبين أن كيفية استوائه مجهولة للعباد، فلم ينفوا ثبوت ذلك في نفس الأمر، ولكن نفوا علم الخلق به، وكذلك مثل هذا في كلام عبد العزيز بن عبد الله بن الماجشون وغير واحد من السلف، والأئمة ينفون علم الخلق بقدره وكيفيته"1.
    الاستعمال الثاني: استعماله في حال النفي
    وذلك في مسألة نفي الإحاطة بالله علماً وإدراكاً، فلا منازعة بين أهل السنة بأن الله تعالى غير مدرك الإحاطة والخلق عاجزون عن الإحاطة به، فهم لا يستطيعون أن يحدوا الخالق جل وعلا، أو يُقَدِّرُوه، أو يبلغوا صفته، فمن نفى الحد على هذا المعنى فهو مصيب.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "المحفوظ عن السلف والأئمة إثبات حد لله في نفسه، وقد بينوا مع ذلك أن العباد لا يحدونه ولا يدركونه، ولهذا لم يتناف كلامهم في ذلك كما يظنه بعض الناس، فإنهم نفوا أن يَحُد أحدٌ الله".
    وقال أيضاً: "وقوله بلا حد ولا صفة" نَفَى به إحاطة علم الخلق به، وأن يحدوه أو يصفوه على ما هو عليه، إلا بما أخبر عن نفسه، ليبين أن عقول الخلق لا تحيط بصفاته، كما قال الشافعي في خطبة "الرسالة": "الحمد لله الذي هو كما وصف به نفسه، وفوق ما يصفه به خلقه" ولهذا قال أحمد: "لا تدركه الأبصار بحد ولا غاية" فنفى أن يدرك له حد أو غاية".
    وهذا المحفوظ عن السلف والأئمة من إثبات حد لله في نفسه قد بينوا مع ذلك أن العباد لا يحدونه ولا يدركونه؛ ولهذا لم يتناف كلامهم في ذلك كما يظنه بعض الناس، فإنهم نفوا أن يحد أحد الله كما ذكره حنبل عنه في كتاب السنة والمحنة.
    وقد رواه الخلال في "كتاب السنة" أخبرني عبد الله بن حنبل حدثني حنبل بن إسحاق، قال: قال عمي: "نحن نؤمن بالله عز وجل على عرشه كيف شاء وكما شاء بلا حد ولا صفة يبلغها واصف أو يحده أحد، فصفات الله عز وجل منه وله، وهو كما وصف نفسه، لا تدركه الأبصار بحد ولا غاية، وهو يدرك الأبصار، وهو عالم الغيب والشهادة، علام الغيوب، ولا يدركه وصف واصف، وهو كما وصف نفسه، وليس من الله شيء محدود، ولا يبلغ علمه وقدرته أحد، غلب الأشياء كلها بعلمه وقدرته وسلطانه، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وكان الله قبل أن يكون شيء، والله الأول، وهو الآخر، ولا يبلغ أحد حد صفاته، فالتسليم لأمر الله والرضا بقضائه، نسأل الله التوفيق والسداد، إنه على كل شيء قدير.
    وذلك أن لفظ (الحد) عند كل من تكلم به يراد به شيئان:
    يراد به حقيقة الشيء في نفسه
    ويراد به الوجود العيني أو الوجود الذهني
    فأخبر أبو عبد الله أنه على العرش بلا حد يحده أحد أو صفة يبلغها واصف، وأتبع ذلك بقوله: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} بحد ولا غاية، وهذا التفسير الصحيح للإدارك: أي لا تحيط الأبصار بحده ولا غايته؛ ثم قال: {وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ} وهو عالم الغيب والشهادة، علام الغيوب، ليتبين أنه عالم بنفسه وبكل شيء.
    وقال الخلال: "وأخبرني علي بن عيسى أن حنبلا حدثهم، قال: سألت أبا عبد الله عن الأحاديث التي تروى "أن الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا" و"أن الله يضع قدمه" وما أشبه هذه الأحاديث، فقال أبو عبد الله: نؤمن بها، ونصدق بها ولا كيف، ولا معنى، ولا نرد منها شيئاً، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق إذا كانت بأسانيد صحاح، ولا نرد على الله قوله، ولا يوصف بأكثر مما وصف به نفسه ولا حد ولا غاية، ليس كمثله شيء.
    قال: وقال حنبل في موضع آخر قال: ليس كمثله شيء في ذاته، كما وصف به نفسه، فقد أجمل تبارك وتعالى بالصفة لنفسه فحد لنفسه صفة، ليس يشبهه شيء، فيعبد الله بصفاته غير محدودة ولا معلومة إلا بما وصف نفسه، قال تعالى {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير} .
    قال: وقال حنبل في موضع آخر: قال: فهو سميع بصير بلا حد ولا تقدير، ولا يبلغ الواصفون صفته، وصفاته منه وله، ولا يتعدى القرآن والحديث، فنقول كما قال، ونصفه كما وصف نفسه، ولا يتعدى ذلك، ولا تبلغه صفة الواصفين، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه، ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت، وما وصف به نفسه من كلام ونزول وخلوه بعبده يوم القيامة ووضعه كنفه عليه، هذا كله يدل على أن الله يُرى في الآخرة، والتحديد في هذا بدعة، والتسليم لله بأمره بغير صفة ولا حد إلا ما وصف به نفسه، سميع بصير، لم يزل متكلماً، عالماً غفوراً، عالم الغيب والشهادة، علام الغيوب، فهذه صفات وصف بها نفسه لا تدفع ولا ترد، وهو على العرش بلا حد، كما قال {ثُمَّ اسْتَوى عَلَى العَرْش} كيف شاء، المشيئة إليه عز وجل، والاستطاعة له {لَيْسَ كَمِثلِهِ شَيء} وهو خالق كل شيء، وهو كما وصف نفسه، سميع بصير بلا حد ولا تقدير، قول إبراهيم لأبيه: {يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ} فثبت أن الله سميع بصير صفاته منه، لا تعدى القرآن والحديث والخبر، يضحك الله ولا نعلم كيف ذلك إلا بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم وتثبيت القرآن، ولا يصفه الواصفون، ولا يحده أحد، تعالى الله عما يقول الجهمية والمشبهة"1.
    قال ابن القيم: "أراد أحمد بنفي الصفة نفي الكيفية والتشبيه، وبنفي الحد حدّاً يدركه العباد ويحدونه"[ من كتاب دراسة وتحقيق لكتاب العرش لمحمد بن خليفة التميمى]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    جزاك الله خيرًا، أحسنت البيان والتوضيح
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    قال شيخ الإسلام قدس الله روحه: وكذلك إذا قالوا إن الله منزه عن الحدود والأحياز والجهات أوهموا الناس بأن مقصودهم بذلك أنه لا تحصره المخلوقات ولا تحوزه المصنوعات، وهذا المعنى صحيح ولكن مقصودهم أنه ليس مباينا للخلق ولا منفصلا عنه، وأنه ليس فوق السموات ولا على العرش إله، وأن محمداً لم يعرج به إليه ولم ينزل منه شيء ولا يصعد إليه شيء ولا يتقرب إليه بشيء ولا ترفع الأيدي إليه في الدعاء ولا غيره ونحو ذلك من معاني الجهمية. انتهى.
    فإذا تبين لك هذا فاعلم أن قول الشارح على هذه اللفظة المحتملة الموهمة المطلقة حيث قال: تعالى الله أن يحد وفيه الرد على من زعم أنه يلزم

    من كونه مستويا على عرشه أن يحد، تعالى الله عن ذلك، إذ المحدود محدث، والمحدث مفتقر للخالق إلى آخر كلامه هو من كلام أهل البدع من الجهمية وغيرهم ممن نحا نحوهم من المتكلمين. فإذا كان هذا هو المفهوم من كلام الناظم والشارح قطعا ولا محيد عنه لإطلاقه ألفاظا لم ينطق بها الكتاب والسنة ولا نطق بها أئمة السلف رضوان الله عليهم بل المتكلم بها من هؤلاء المبتدعة يوهمون الناس أن مقصودهم بذلك أنه لا تحصره المخلوقات، ولا تحوزه المصنوعات، وهذا المعنى صحيح، ولكن مقصودهم هو ما تقدم بيانه عنهم من كلام شيخ الإسلام آنفا. وإذا كان ذلك كذلك فنحن نسوق كلام أئمة السلف رضوان الله تعالى عليهم في هذا المقام ليتبين لك خطأ الناظم والشارح.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه في العقل والنقل بعد أن ذكر كلاما طويلا قال: وقال حنبل في موضع آخر عن أحمد قال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} في ذاته كما وصف به نفسه قد أجمل تبارك وتعالى بالصفة لنفسه فحد لنفسه صفة ليس يشبهه شيء فنعبد الله بصفاته غير محدودة ولا معلومة إلا بما وصف به نفسه، قال فهو سميع بصير بلا حدود ولا تقدير ولا يبلغ الواصفون صفته وصفاته منه وله، ولا نتعدى القرآن والحديث، فنقول كما قال، ونصفه كما وصف نفسه، ولا نتعدى ذلك ولا تبلغه صفة الواصفين؛ نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه، ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت وما وصف به نفسه من كلام ونزول وخلوه بعبده

    يوم القيامة ووضعه كنفه عليه، هذا يدل على أن الله تبارك وتعالى يرى في الآخرة، والتحديد في هذا كله بدعة، والتسليم لله بأمره بغير صفة ولا حد إلا ما وصف به نفسه، سميع بصير لم يزل متكلما، عالما غفورا، عالم الغيب والشهادة علام الغيوب، فهذه صفات وصف بها نفسه لا تدفع ولا ترد، وهو على العرش بلا حد كما قال تعالى: { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} كيف شاء، المشيئة إليه عز وجل والاستطاعة ليس كمثله شيء وهو خالق كل شيء وكما وصف نفسه سميع بصير بلا حدود ولا تقدير. قال إبراهيم لأبيه: {يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ}، فنثبت أن الله سميع بصير صفاته منه لا نتعدى القرآن والحديث، والخبر: "يضحك الله"، ولا نعلم كيف ذلك إلا بتصديق الرسول، وبتثبيت القرآن، لا يصفه الواصفون، ولا يحده أحد تعالى الله عما تقول الجهمية والمشبهة. "قلت": والمشبهة ما يقولون؟ قال من قال: بصر كبصري، ويد كيدي، وقدم كقدمي، فقد شبه الله بخلقه، وهذا يحده – وهذا كلام سوء وهذا محدود والكلام في هذا لا أحبه.
    وقال محمد بن مخلد، قال أحمد: نصف الله بما وصفه به نفسه وبما وصفه به رسوله. وقال يوسف بن موسى: إن أبا عبد الله قيل له: ولا يشبه ربنا شيئا من خلقه؟ قال نعم {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، فقول أحمد أنه ينظر إليهم ويكلمهم كيف شاء، وإذا شاء. وقوله: وهو على العرش بلا حد، كما قال: { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}، كيف شاء، المشيئة إليه والاستطاعة له ليس كمثله شيء يبين أن نظره وتكليمه وعلوه على العرش واستواءه على العرش مما

    يتعلق بمشيئته واستطاعته، وقوله بلا حد ولا صفة يبلغها واصف أو يحده أحد ـ نفي به إحاطة علم الخلق به وأن يحدوه أو يصفوه علي ما هو عليه إلا بما أخبر به عن نفسه ليتبين أن عقول الخلق لا تحيط بصفاته، كما قال الشافعي في خطبة الرسالة: الحمد لله الذي هو كما وصف به نفسه وفوق ما يصف به خلقه 1 ولهذا قال أحمد لا تدركه الأبصار يجد ولا غاية. فنفى أن يدرك له حد أو غاية. فهذا أصح القولين في تفسير الإدراك وقد بسط الكلام على شرح هذا الكلام في غير هذا الموضع.
    وما في هذا الكلام من نفي تحديد الخلق وتقديرهم لربهم وبلوغهم صفته لا ينافي ما نص عليه أحمد وغيره من الأئمة كما ذكره الخلال أيضا. قال حدثنا أبو بكر المروذى قال سمعت أبا عبد لله لما قيل له: روى علي بن الحسن ابن شقيق عن ابن المبارك أنه قيل له: كيف نعرف الله عز وجل؟ قال على العرش بحد. قال قد بلغني ذلك عنه و أعجبه ثم قال أبو عبد الله، {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَام} ثم قال: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً}. قال الخلال: وأنبأنا محمد بن علي الوراق حدثنا أبو بكر الأثرم حدثني محمد بن إبراهيم القيسي قال قلت لأحمد بن حنبل يحكي عن

    ابن المبارك وقيل له نعرف ربنا؟ قال: في السماء السابعة على عرشه بحد فقال أحمد هكذا هو عندنا وأخبرني حرب بن إسماعيل قال: قلت لإسحاق يعني ابن راهويه: هو على العرش بحد؟ قال: نعم بحد، وذكر عن ابن المبارك قال: هو على عرشه بائن من خلقه بحد، قال: وأخبرني المروذي قال: قال إسحاق بن إبراهيم بن راهويه قال الله تبارك وتعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى}، إجماع أهل العلم أنه فوق العرش استوى ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة وفي قعور البحار ورؤس الآكام وبطون الأودية، وفي كل موضع كما يعلم علم ما في السموات السبع وما فوق العرش، أحاط بكل شيء علما، فلا تسقط من ورقة إلا يعلمها، ولا حبة ظلمات البر والبحر إلا وقد عرف ذلك كله وأحصاه، فلا تعجزه معرفة شيء عن معرفة غيره. فهذا بينوا أن ما أثبتوه له من الحد لا يعلمه غيره، كما قال مالك وربيعة وغيرهما: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، فتبين أن كيفية استوائه مجهولة للعباد، فلم ينفوا ثبوت ذلك في نفس الأمر، ولكن نفوا علم الخلق به، وكذلك مثل هذا في كلام عبد العزيز بن عبد الله بن الماجشون وغير واحد من السلف والأئمة ينفون علم الخلق بقدره وكيفيته، وبنحو ذلك قال عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون في كلامه المعروف. وقد ذكره ابن بطة في الإبانة وأبو بكر الطلمنكي في كتابه الأصول ورواه أبو بكر الأثرم، قال حدثنا عبد الله بن صالح عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة أنه قال: أما بعد، فقد فهمت ما سألت عنه فيما تتابعت فيه الجهمية
    ومن خالفها في صفة الرب العظيم الذي فاقت عظمته الوصف والتقدير وكلت الألسن عن تفسير صفته، وانحسرت العقول عن معرفة قدره، إلى أن قال: فإنه لا يعلم كيف هو، وكيف يعرف قدر من لا يموت ولا يبلى؟ وكيف يكون لصفة شيء منه حد أو منتهى يعرفه عارف، أو يحد قدره واصف، الدليل على عجز العقول عن تحقيق صفته، عجزها عن تحقيق صفة أصغر خلقه، – إلى أن قال: اعرف رحمك الله غناك عن تكلف صفة ما لم يصف الرب من نفسه بعجزك عن معرفة قدر ما وصف منها، إذا لم تعرف قدر ما وصف، فما تكلفك علم ما لم يصف؟ هل تستدل بذلك على شيء من طاعته، أو تنزجر عن شيء من معصيته؟ وذكر كلاما طويلا إلى أن قال: فأما الذي جحد ما وصف الرب من نفسه تعمقا وتكلفا قد استهوته الشياطين في الأرض حيران، فصار يستدل بزعمه على جحد ما وصف الرب وسمى من نفسه بأن قال: لا بد إن كان له كذا من أن يكون له كذا، فعمي عن البين بالخفي بجحد ما سمى الرب من نفسه ويصف الرب بما لم يسم فلم يزل يملي له الشيطان حتى جحد قول الله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}، فقال لا يراه أحد يوم القيامة، فجحد والله أفضل كرامة الله التي أكرم بها أولياءه يوم القيامة من النظر في وجهه {فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ} قد قضى أنهم لا يموتون فهم بالنظر إليه ينضرون. وذكر كلاما طويلا كتب في غير هذا الموضع، ثم ذكر بعد هذا كلام الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه الذي سماه "رد عثمان بن
    سعيد، على الكافر العنيد، فيما افتراه على الله في التوحيد" فقال:
    "باب الحد والعرش"
    قال أبو سعيد: وادعى المعارض أيضاً أنه ليس لله حد ولا غاية ولا نهاية، قال: وهذا هو الأصل الذي بنى عليه جهم جميع ضلالاته، واشتق منها جميع أغلوطاته، وهي كلمة لم يبلغنا أنه سبق جهما إليها أحد من العالمين. فقال له قائل ممن يحاوره: قد علمت مرادك أيها الأعجمي، تعني أن الله لا شيء، لأن الخلق كلهم قد علموا أنه ليس شيء يقع عليه اسم شيء إلا وله حد وغاية وصفة، وأن لا شيء ليس له حد ولا غاية ولا صفة، فالشيء أبداً موصوف لا محالة، ولا شيء يوصف بلا حد ولا غاية، وقولك لا حد له تعني أنه لا شيء، قال أبو سعيد: والله تعالى له حد لا يعلمه أحد غيره ولا يجوز لأحد أن يتوهم لحده غاية في نفسه، لكن يؤمن بالحد وبكل علمه. انتهى.
    إذا فهمت هذا وتحققته، تبين لك منافاة ما قاله الناظم والشارح لكلام أئمة السلف رضوان الله عليهم، لأن مرادهم في قولهم بلا حد كما قال أحمد وهو على العرش بلا حد، وقوله: وكما وصف نفسه سميع بصير بلا حد، وقوله لا يصفه الواصفون ولا يحده أحد. فمرادهم بقوله بلا حد، معناه ما ذكره شيخ الإسلام قدس الله روحه بقوله بلا حد ولا صفة يبلغها واصف أو يحده أحد نفى به إحاطة علم الخالق به، وأن يحدوه أو يصفوه على ما هو عليه إلا بما أخبر به عن نفسه ليتبين أن عقول الخلق لا تحيط بصفاته كما قال الشافعي في خطبة الرسالة: الحمد لله الذي هو كما وصف به نفسه وفوق

    ما يصفه به خلقه. ولهذا قال أحمد: لا تدركه الأبصار بحد ولا غاية، فنفى أن يدرك له حد أو غاية، وكذلك ما ذكره الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون حيث قال: وكيف يكون لصفة شيء منه حد أو منتهى يعرفه عارف، أو يحد قدره واصف إلى آخر كلامه.
    فهذا ما ذكره أئمة السلف رضوان الله عليهم في معنى قولهم بلا حد، وهو خلاف ما فهمه الشارح في معنى قولهم بلا حد، فإنه قال: وفيه رد على من زعم أنه يلزم من كونه مستويا على عرشه أن يحد تعالى الله عن ذلك، إذ المحدود محدث، والمحدث مفتقر للخالق، وهذا يوافق ما قاله أهل البدع من أهل الكلام وغيرهم ممن أخذ بأقوال الجهمية المنكرين لعلوه على عرشه، ومباينته لمخلوقاته كما ذكر ذلك عنهم الإمام عثمان بن سعيد الدارمي في رده على بشر المريسي حيث قال: وادعى المعارض أيضا أنه ليس لله حد ولا غاية ولا نهاية، قال: وهذا هو الأصل الذي بنى عليه جهم جميع ضلالاته واشتق منها جميع أغلوطاته، وهي كلمة لم يبلغنا أنه سبق جهما إليها أحد من العالمين، فقال له قائل ممن يحاوره: قد علمت مرادك أيها الأعجمي، تعني أن الله لا شيء لأن الخلق كلهم قد علموا أنه ليس شيء يقع عليه اسم الشيء إلا وله حد وغاية أو صفة، وأن لا شيء ليس له حد ولا غاية ولا صفة، فالشيء أبداً موصوف لا محالة، ولا شيء يوصف بلا حد ولا غاية، وقولك لا حد له، تعني أنه لا شيء، قال أبو سعيد: والله تعالى له حد لا يعلمه أحد غيره، ولا يجوز لأحد أن يتوهم لحده غاية في نفسه، ولكن يؤمن بالحد، وبكل علم، انتهى.


    فإذا كان ذلك كذلك تعين ما ذكره أئمة السلف حيث قالوا: كيف نعرف الله عز وجل؟ قال: على العرش بحد كما رواه علي بن الحسين بن شقيق عن عبد الله بن المبارك رضي الله عنه، وكما رواه الخلال بإسناده إلى الإمام أحمد أنه قيل له: يحكى عن ابن المبارك وقيل له: كيف تعرف ربنا؟ قال: على عرشه بحد، قال أحمد: هكذا هو عندنا، وذكر أيضا عنه حرب بن إسماعيل قال: قلت لإسحاق، يعني ابن راهويه: هو على العرش بحد؟ قال: نعم بحد. وذكر عن ابن المبارك، قال: هو على عرشه بائن من خلقه بحد. ثم قال شيخ الإسلام بعد أن ذكر أقوال أئمة السلف: إنه بحد، قال رحمه الله: بينوا أن ما أثبتوه له من الحد لا يعلمه غيره كما قال مالك وربيعة وغيرهما: الاستواء معلوم، والكيف مجهول. فبين أن كيفية استوائه مجهولة للعباد، فلم ينفوا ثبوت ذلك في نفس الأمر، ولكن نفوا علم الخلق به. واعلم أني أعدت هذا الكلام وكررته ليتبين لك ما بين اللفظين من قوله: بلا حد، ومن قوله: بحد، لتعلم الفرق بين هاتين اللفظين كما بينه شيخ الإسلام فيما تقدم. والله أعلم [من كتاب تنبيه ذوي الألباب السليمة-للشيخ سليمان بن سحمان ]
















  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    الصواب الكف عن هذه الألفاظ التي لم تكن في القرن الأول ولا الثاني
    وقد أحسن الحافظ الذهبي حين قال فأوجز
    : الصواب الكف عن إطلاق ذلك، إذ لم يأت فيه نص، ولو فرضنا أن المعنى صحيح، فليس لنا أن نتفوه بشيء لم يأذن به الله، خوفا من أن يدخل القلب شيء من البدعة، اللهم احفظ علينا إيماننا. ) انتهى

    وما نقل عن ابن المبارك من اثبات الحد فليس على اطلاقه وانما هو وصف للاستواء على العرش
    ففي بيان تلبيس الجهمية نقلا لكلام القاضي
    (وإذا ثبت استواؤه وأنه في جهة وأن ذلك من صفات الذات فهل يجوز إطلاق الحد عليه ؟
    قد أطلق أحمد القول بذلك في رواية المَرُّوذي وقد ذُكر له قول ابن المبارك نعرف الله على العرش بحد فقال أحمد بلغني ذلك وأعجبه وقال الأثرم قلت لأحمد يحكى عن ابن المبارك عرف ربنا في السماء السابعة على عرشه بحد فقال احمد هكذا هو عندنا)
    ( والموضع الذي أطلقه محمول على معنيين أحدهما على معنى أنه تعالى في جهة مخصوصة وليس هو ذاهبًا في الجهات الستة بل هو خارج العالم مميز عن خلقه منفصل عنهم غير داخل في كل الجهات وهذا معنى قول أحمد حد لا يعلمه إلا هو
    والثاني أنه على صفة يبين بها عن غيره ويتميز)) انتهى
    فظهر المقصود بالحد , اما أن الله تعالى في جهة محددة وهي العلو على العرش .
    أو أنه بحد فاصل بينه وبين غيره غير مختلط بهم
    لكن الامام أحمد كان آخر قوليه نفي الحد في صفات الله تعالى
    ففي كتاب العقيدة رواية الخلال
    (وَسُئِلَ قبل مَوته بِيَوْم عَن أَحَادِيث الصِّفَات فَقَالَ تمر كَمَا جَاءَت ويؤمن بهَا وَلَا يرد مِنْهَا شَيْء إِذا كَانَت بأسانيد صِحَاح وَلَا يُوصف الله بِأَكْثَرَ مِمَّا وصف بِهِ نَفسه بِلَا حد وَلَا غَايَة {لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير}} وَمن تكلم فِي مَعْنَاهُمَا ابتدع ) انتهى
    صدق رحمه الله تعالى , فلا يوصف الله تعالى بأكثر مما وصف به نفسه , بلا حد ولاغاية
    والحاصل أن هذا اللفظ لم يرد نص بنفيه أو باثباته , فالأولى أن يقال أن الله تعالى ليس كمثله شيء
    وأنه استوى على عرشه ,
    فمن نزه المولى وسكت سلم و كان أتبع للسلف


  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة

    فمن نزه المولى وسكت سلم و كان أتبع للسلف

    هل السكوت اسلم واتبع للسلف فلم قلت ولم تسكت فى قولك -فظهر المقصود بالحد , اما أن الله تعالى في جهة محددة وهي العلو على العرش .
    أو أنه بحد فاصل بينه وبين غيره غير مختلط بهم -----هذا ليس بسكوت بل هذا هو أثبات الحد المراد من كلام السلف وهذا هو الاسلم والاتبع للسلف
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن نقل الآثار الواردة عن السلف في إثبات الحد: "فهذا وأمثاله مما نقل عن الأئمة، كما قد بسط في غير هذا الموضع، وبينوا أن ما أثبتوه له من الحد لا يعلمه غيره، كما قال مالك وربيعة وغيرهما: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، فبين أن كيفية استوائه مجهولة للعباد، فلم ينفوا ثبوت ذلك في نفس الأمر، ولكن نفوا علم الخلق به، وكذلك مثل هذا في كلام عبد العزيز بن عبد الله بن الماجشون وغير واحد من السلف، والأئمة ينفون علم الخلق بقدره وكيفيته".
    الاستعمال الثاني: استعماله في حال النفي
    وذلك في مسألة نفي الإحاطة بالله علماً وإدراكاً، فلا منازعة بين أهل السنة بأن الله تعالى غير مدرك الإحاطة والخلق عاجزون عن الإحاطة به، فهم لا يستطيعون أن يحدوا الخالق جل وعلا، أو يُقَدِّرُوه، أو يبلغوا صفته، فمن نفى الحد على هذا المعنى فهو مصيب.-----------------يقول الشيخ سليمان ابن سحمان ---------------------------------الألفاظ التي لم يرد نفيها ولا إثباتها لا تطلق حتى ينظر فى مقصود قائلها فان كان معني صحيحا قبل لكن ينبغي التعبير عنه بألفاظ النصوص دون الألفاظ المجملة الا عند الحاجة مع قرائن تبين المراد - ، فإذا تبين هذا فالواجب علي من منحه الله العلم والمعرفة أن ينظر في هذا الباب أعني باب الصفات فما أثبته الله ورسوله أثبته وما نفاه الله ورسوله نفاه . والألفاظ التي ورد بها النص يعتصم بها في الإثبات والنفي ، فنثبت ما أثبته الله ورسوله من الألفاظ والمعاني وننفي ما نفته نصوصها من الألفاظ والمعاني . ---------------------------إذا تقرر هذافلابد من ذكر كلام أئمة أهل الإسلام علي هذه الألفاظ المبتدعة المخترعة التي ادخلها بعض المنتسبين إلى السنة من آهل الكلام وغيرهم في العقائد ونسبها بعضهم إلى مذهب السلف رضوان الله عليهم وذلك مثل لفظ الجوهر والجسم والأعراض والابعاض والحدود والجهات وحلول الحوادث وغيرها--------------------------------------------------------- قال شيخ الإسلام ابن تيميه قدس الله روحه :وكانت المعتزلةتقول أن الله منزه عن الأعراض والابعاض والحوادث والحدود ومقصود هم نفي الصفات ونفي الأفعال ونفي مباينتة للخلق وعلوه علي العرش وكانوا يعبرون عن مذهب أهل الإثبات أهل السنة بالعبارات المجملةالتي تشعر الناس بفساد المذهب- فانهم إذا قالوا أن الله منزه عن الأعراض لم يكن في ظاهر العبارات ما بنكر لان الناس يفهمون من ذلك انه منزه عن الاستحالة والفساد كالأعراض التي تعرض لبنى آدم من الأمراض والأسقام ولا ريب أن الله منزه عن ذلك ولكن مقصو دهم انه ليس له علم ولا قدرة ولا حياة ولا كلام قائم به ولا غير ذلك من الصفات التي يسمونها هم أعراضا -وكذلك إذا قالوا : أن الله منزه عن الحدود والاحياز والجهات ، اوهموا الناس بان مقصودهم بذلك انه لا تحصره المخلوقات ، ولا تحوزه المصنوعات ، وهذا المعنى صحيح ومقصودهم به انه ليس مباينا للخلق ولا منفصلا عنه ، وانه ليس فوق السموات رب ولا علي العرش إله ، وان محمدا لم يعرج به إليه ولم ينزل منه شيء ، ولا يصعد إليه شيء ، ولا يقترب إليه بشيء ، ولا ترفع الأيدي إليه في الدعاء ، ولا غيره ، ونحو ذلك من معاني الجهمية .-----------------------------------------------واذا قالوا انه ليس بجسم اوهموا الناس انه ليس من جنس المخلوقات ولا مثل أبدان الخلق وهذا المعني صحيح ولكن مقصودهم بذلك انه لا يري ولا يتكلم بنفسه ولا تقوم به صفه ولا هو مباين للخلق وأمثال ذلك ؛واذا قالوا لا تحله الحوادث اوهموا الناس أن مرادهم انه لا يكون محلا للتغيرات والإستحالات ونحو ذلك من الأحداث التي تحدث للمخلوقين فتحيلهم وتفسدهم ، وهذا المعني صحيح ولكن مقصودهم بذلك انه ليس له فعل اختياري يقوم بنفسه ولا له كلام ولا فعل يقوم به يتعلق بمشيئته وقدرته وانه لا يقدر علي استواء ؟أو نزول أو آتيان أو مجيء ، وأن المخلوقات التي خلقها الله لم يكن منه عند خلقها فعل أصلا بل عين المخلوقات هي الفعل ليس هناك فعل ومفعول وخلق ومخلوق بل المخلوق والمفعول عين الفعل ونحو ذلك انتهي .-----------------------فظهر ان الاسلم والاتبع للسلف ان ينظر فى الألفاظ التي لم يرد نفيها ولا إثباتها لا تطلق حتى ينظر فى مقصود قائلها فان كان معني صحيحا قبل وان كان معنى باطل رد-هذا هو منهج السلف

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    هل السكوت اسلم واتبع للسلف فلم قلت
    ولم تسكت فى قولك
    -
    فظهر المقصود بالحد , اما أن الله تعالى في جهة محددة وهي العلو على العرش .
    أو أنه بحد فاصل بينه وبين غيره غير مختلط بهم -----هذا ليس بسكوت بل هذا هو أثبات الحد المراد من كلام السلف وهذا هو الاسلم والاتبع للسلف
    كلا قد ذهب فهمك بعيدا ؟
    قلت الأسسلم السكوت عما سكت عنه السلف , ثم فسرت لك كلام ابن المبارك وأن قوله بالحد انما هو مقيد بفعل الاستواء على العرش
    فظننت أنت أنه قولي , وليس كذلك
    وقد كتبت لك كلام الامام أحمد في عدم الزيادة على ما وصف الله به نفسه
    والقول بالحد , لم يوجد في كلام أحد ممن تقدم الا هذا القول عن ابن المبارك , وقد علمت تخريجه
    فكف عن وصف الله تعالى بما لم يصف به ذاته العلية , ولم يتلفظ به رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام

  8. #8

    افتراضي

    ‏ ‏ ‏ ‏ | قولك:*لكن الامام أحمد كان آخر قوليه نفي الحد في صفات الله تعالى ففي كتاب العقيدة رواية الخلال.......".‏ ‏ ‏اقول:وهل كتاب العقيدة روايه الخلال يليق بالامام احمد رضى الله عنه؟‏ ‏ ‏

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد القلي مشاهدة المشاركة

    فكف عن وصف الله تعالى بما لم يصف به ذاته العلية , ولم يتلفظ به رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام
    هذا الكلام يدل دلالة قطعية على أنك لم تعى كلام اهل العلم الذى تم ذكره سابقا فى
    حكم إثبات أو نفي الحد عن الله تعالى-لأنى لم أنقل كلمة واحدة من عندى ولكن ما نقلته فى هذه المسألة معتقد أئمة اهل السنة فى مسالة

    حكم إثبات أو نفي الحد عن الله- وكلام أئمة الاسلام السابق أكبر شاهد وفاصل بيننا- وعلى آفترائك عَلَىَّ بقولك- فكف عن وصف الله تعالى بما لم يصف به ذاته العلية-فإذا هذا الكلام موجه ايضا الى شيخ الاسلام وغيره من العلماء الذين نقلت عنهم -وأنا أتحداك أن تنقل من مذهب السلف فى تقرير هذه المسألة غير ما سبق ذكره عن الائمة ودعك من المتشابه من كلام الامام احمد ورده الى المحكم من كلامه حتى يتضح الامر كما هو صنيع الائمة كما ذكرناه سابقا فى كلامهم بتوضيح مذهب الامام احمد فى مسألة الحد-ولا اقول الا كما -قال تعالى-يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ---يقول تعالى: يريد هؤلاء { أن يطفئوا نور اللّه} : أي ما بعث به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الهدى ودين الحق بمجرد جدالهم وافترائهم، فمثلهم في ذلك كمثل من يريد أن يطفئ شعاع الشمس أو نور القمر بنفخة، وهذا لا سبيل إليه فكذلك ما أرسل به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لا بد أن يتم ويظهر، ولهذا قال تعالى مقابلاً لهم فيما راموه وأرادوه: { ويأبى اللّه إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون} والكافر هو الذي يستر الحق ويغطيه، ثم قال تعالى: { هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق} فالهدى هو ما جاء به من الإخبارات الصادقة والإيمان الصحيح والعلم النافع ودين الحق هو الأعمال الصحيحة النافعة في الدنيا والآخرة { ليظهره على الدين كله} : أي على سائر الأديان-

    هذي طريقتنا وهذا نهجنا=== فعلام أنتم دوننا بالمرصدِ

    لِمَ تطعنون وتلمزون كأننا=== جئنا برأي للعقيدة مفسدِ

    لا تقذفونا بالشذوذ فإننا=== سرنا على نهج الخليل محمدِ

    ولكل قول نستدل بآية ===أو بالحديث المستقيم المسندِ

    ونصوص وحي الله نتقن فهمها ===لا تحسبون الفهم كالرأي الردي

    وإذا تعارضت النصوص فإننا ===بأصول سادتنا الأئمة نهتدي

    ندعو إلى التوحيد طول حياتنا ===في كل حين في الخفا والمشهدِ

    ونحارب الشرك الخبيث وأهله === حرباً ضروساً باللسان وباليدِ

    وكذلك البدع الخبيثة كلها ===نقضي عليها دون باب المسجدِ

    واعلم بأن من اقتدى بمحمد === سيناله كيد الغواة الحسَّدِ

    ويذوق أنواع العداوة والأذى === من جاهل ومكابر ومقلدِ

    فاصبر عليه وكن برك واثقاً === هذا الطريق إلى الهدى والسؤدد

  10. #10

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    | قولك:*لكن الامام أحمد كان آخر قوليه نفي الحد في صفات الله تعالى ففي كتاب العقيدة رواية الخلال.......".‏ ‏ ‏اقول:وهل كتاب العقيدة روايه الخلال يليق بالامام احمد رضى الله عنه؟‏ ‏ ‏
    رويدك رويدك ,
    كي تعرف هل يليق به أولا يليق , دعني أنقل لك نصوصا صحيحة عنه بالسند من الخلال اليه حتى يزول عن عقلك كل ريب في ثبوت هذا الكلام عنه , وأنها عقيدته التي مات عليها
    وقبل ذلك سأعيد كتابة كلامه المنقول عنه والذي أنكرته وكبر عليك تصديقه
    وَسُئِلَ قبل مَوته بِيَوْم عَن أَحَادِيث الصِّفَات فَقَالَ تمر كَمَا جَاءَت ويؤمن بهَا وَلَا يرد مِنْهَا شَيْء إِذا كَانَت بأسانيد صِحَاح وَلَا يُوصف الله بِأَكْثَرَ مِمَّا وصف بِهِ نَفسه بِلَا حد وَلَا غَايَة {لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير}} وَمن تكلم فِي مَعْنَاهُمَا ابتدع )
    ثم اقرأ الآن هذا الكلام المسند وكتبته من عند شيخ السلام وهو في كتاب السنة
    وقارن بين المكتوب بالأحمر وبخاصة المسطر لتكتشف التطابق
    قال شيخ الاسلام
    (قال الخلال وأخبرني علي بن عيسى أن حنبلاً حدثهم قال سألت أبا عبد الله عن الأحاديث التي تروى أن الله تعالى ينزل إلى سماء الدنيا وأن الله تعالى يرى وأن الله تعالى يضع قدمه وما أشبه هذه الأحاديث فقال أبو عبد الله نؤمن بها ونصدق بها ولا كيف ولا معنى ولا نرد منها شيئًا ونعلم أن ما جاءت به الرسل حق ونعلم أن ما ثبت عن الرسول صلى اله عليه وسلم حق إذا كانت بأسانيد صحيحة ولا نرد على قوله ولا نصف الله تبارك وتعالى بأعظم مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية))

    والمقصود كله عبارة نفي الحد (بلا حد ولا غاية ) وكذا ماقبلها
    والاختلاف هو لفظ (بأعظم ) مكان (بأكثر )
    ولعل الخلال نقل ذلك بالمعنى
    فهل هذه العقيدة لا تليق بالامام أحمد ؟
    وهل معرفتك به فاقت معرفة أبي بكر الخلال ؟؟
    تابع أيضا
    ((وقال حنبل في موضع آخر قال فهو سميع بصير بلا حد ولا تقدير ولايبلغ الواصفون صفته وصفاته منه وله ولا نتعدى القرآن والحديث فنقول كما قال ونصفه كما وصف نفسه تعالى
    على أن الله تعالى يرى في الآخرة والتحديد في هذا بدعة والتسليم لله بأمره بغير صفة ولا حد إلا ما وصف به نفسه سميع بصير ...
    فهذه صفاته وصف بها نفسه لاتدفع ولاترد وهو على العرش بلا حد كما قال ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ كيف شاء المشيئة إليه عز وجل والاستطاعة له لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وهو خالق كل شيء وهو كما وصف نفسه سميع بصير بلا حد ولا تقدير)) انتهى
    وقوله (والتحديد في هذا بدعة )) موافق معناه لما نقل في كتاب العقيدة (وَمن تكلم فِي مَعْنَاهُمَا ابتدع)

    وحاول شيخ الاسلام الجمع بين هذا النفي و ما نقله سابقا من الاثبات

    فقال شيخ الاسلام (وذلك لا ينافي ما تقدم من إثبات أنه في نفسه له حد يعلمه هو لا يعلمه غيره أو أنه هو يصف نفسه)) انتهى
    وكلام الامام أحمد وضحه هو , فهو يقصد بالاثبات , اثبات كيفية الصفة وتحديدها , فهذا لا يعلم حده الا الله , لذلك يجب التوقف وعدم الزيادة على وصفه عزوجل
    أما قول ابن المبارك فهو قول مجمل غير مفصل , ولا يجوز لأحد أن يستمسك به لاثبات الحد في صفات الله تعالى , فان كان امام كأحمد لم يفهم معناه
    كيف سيفهمه من لم يتعلم بعد مبادئ قواعد اللغة حتى كثر الخطأ في كتاباته


    وهذا كلام شيخ الاسلام نقلا عن الخلال
    ((وقال الخلال
    ثنا الحسن بن صالح العطار ثنا هارون بن يعقوب الهاشمي سمعت أبي يعقوب بن العباس قال
    كنا عند أبي عبد الله قال فسألناه عن قول ابن المبارك على العرش استوى بحد فقلنا له ما معنى قول ابن المبارك بحد قال لا أعرفه ولكن لهذا شواهد من القرآن في خمسة مواضع..) انتهى
    فكيف عرفه العارفون في هذا الزمان
    بل تطاولت أعناقهم وتجاسرت ألسنتهم فأثبتت لصفات الله الحد
    وتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا
    وصدق الامام حين وصفهم بحد ممحدود يوافق بدعتهم فقال كما مر سابقا
    ( والتحديد في هذا بدعة والتسليم لله بأمره بغير صفة ولا حد إلا ما وصف به نفسه سميع بصير ... )
    انتهى كلام الامام
    فيوصف الله تعالى كما وصف نفسه بغير حد ولا غاية
    فمن ابتغى وراء ذلك فأولائك هم العادون
    والشعراء يتبعهم الغاوون
    واني أراهم في كل واد يهيمون ويقولون ما لا يعلمون .


  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    لينتبه من لا يدقق فى كلام اهل العلم انه -سبق أن أسلفنا أن إطلاق السلف للحد ليس من باب الصفات وإنما هو من باب الإخبار--------------- [تنبيه] لانه قد توهم البعض اننا نصف الله تعالى بما لم يصف به ذاته العلية--------------- فنقول له كما قال العلماء أن باب الإخبار اوسع من باب الصفات]وهذه الألفاظ كما أسلفنا إنما تستعمل في باب الإخبار ولا تستعمل في باب الأسماء والصفات.
    ولذلك لما اعترض الخطابي على استعمالها بقوله: "وزعم بعضهم أنه جائز أن يقال له تعالى حد لا كالحدود كما نقول يد لا كالأيدي فيقال له: إنما أُحْوِجْنَا إلى أن نقول يد لا كالأيدي لأن اليد قد جاء ذكرها في القرآن وفي السنة فلزم قبولها ولم يجز رَدُّها. فأين ذكر الحد في الكتاب والسنة حتى نقول حد لا كالحدود، كما نقول يد لا كالأيدي؟! فرد شيخ الإسلام ابن تيمية على قول الخطابي من وجوه منها:
    "أن هذا الكلام الذي ذكره إنما يتوجه لو قالوا: إن له صفة هي الحد، كما توهمه هذا الراد عليهم.وهذا لم يقله أحد، ولا يقوله عاقل؛فإن هذا الكلام لا حقيقة له؛ إذ ليس في الصفات التي يوصف بها شيء من الموصوفات -كما وصف باليد والعلم- صفة معينة يقال لها الحد، وإنما الحد ما يتميز به الشيء عن غيره من صفته وقدره"[هذه القاعدة مهمة جدا حتى لا يتأول علينا متأول كما سبق] و إطلاق السلف للحد لهم فيه استعمالان:
    الاستعمال الأول: في حال الإثبات.
    ومن الآثار الواردة في ذلك ما رواه الخلال بسنده عن محمد بن إبراهيم القيسي، قال: "قلت لأحمد بن حنبل: يحكى عن ابن المبارك -وقيل له: كيف نعرف ربنا؟ - قال: في السماء السابعة على عرشه بحد. فقال أحمد: هكذا هو عندنا".
    وعن حرب بن إسماعيل قال: "قلت لإسحاق -يعني ابن راهويه-: هو على العرش بحد؟ قال: نعم بحد".
    وذكر عن ابن المبارك قال: "هو على عرشه بائن من خلقه بحد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إن كثيراً من أئمة السنة والحديث1 أو أكثرهم يقولون إنه فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه بحد".
    الاستعمال الثاني: في حال النفي.
    قال حنبل: "قلت لأبي عبد الله: ما معنى قوله {وَهُوَ مَعَكُم} ، و {مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ} ؟. قال: علمه محيط بالكل، وربنا على العرش بلا حد ولا صفة" ---- وفي رسالة الإصطخري قال الإمام أحمد: "والله عز وجل على عرشه ليس له حد، والله أعلم بحده".
    "توضيح المسألة"
    أما الاستعمال الأول: فهو استعماله في حال الإثبات.
    فقد استعمل في مسألة إثبات علو الله على خلقه وتميزه وانفصاله عنهم وعدم اختلاطه بهم أو حلوله فيهم، فلما زعم الجهمية أن الخالق في كل مكان وأنه غير مباين لخلقه ولا متميز عنهم، قال بعض أئمة السلف: إن الله سبحانه عالٍ على خلقه، مستوٍ على عرشه، بائن من خلقه، وذكروا الحد، لأن الجهمية زعموا أنه ليس له حد وما لا حد له لايباين المخلوقات ولا يكون فوق العالم.
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ولما كان الجهمية يقولون ما مضمونه إن الخالق لا يتميز عن الخلق فيجحدون صفاته التي تميز بها، ويجحدون قَدْرَهُ؛ حتى يقول المعتزلة إذا عرفوا أنه حي، عالم، قدير: قد عرفنا حقيقته وماهيته، ويقولون إنه لا يباين غيره. بل إما أن يصفوه بصفة المعدوم؛ فيقولوا: لا داخل العالم ولا خارجه، ولا كذا ولا كذا. أو يجعلوه حالاً في المخلوقات أو وجوده وجود المخلوقات.
    فبين ابن المبارك أن الرب سبحانه وتعالى على عرشه مباين لخلقه منفصل عنه، وذكر الحد. لأن الجهمية كانوا يقولون ليس له حد، وما لا حد له لا يباين المخلوقات ولا يكون فوق العالم لأن ذلك مستلزم للحد".
    وبناءً على ما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية فقد أثبت السلف الحد لما في إثبات هذا اللفظ من رد على الجهمية فيما زعموا، ولما في معنى (الحد) من إثبات مباينة الله لخلقه، وعلوه عليهم، واستوائه على عرشه.
    وإن كان السلف يقولون إنه حد لا يعلمه إلا الله.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن نقل الآثار الواردة عن السلف في إثبات الحد: "فهذا وأمثاله مما نقل عن الأئمة، كما قد بسط في غير هذا الموضع، وبينوا أن ما أثبتوه له من الحد لا يعلمه غيره، كما قال مالك وربيعة وغيرهما: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، فبين أن كيفية استوائه مجهولة للعباد، فلم ينفوا ثبوت ذلك في نفس الأمر، ولكن نفوا علم الخلق به، وكذلك مثل هذا في كلام عبد العزيز بن عبد الله بن الماجشون وغير واحد من السلف، والأئمة ينفون علم الخلق بقدره وكيفيته"
    الاستعمال الثاني: استعماله في حال النفي
    وذلك في مسألة نفي الإحاطة بالله علماً وإدراكاً، فلا منازعة بين أهل السنة بأن الله تعالى غير مدرك الإحاطة والخلق عاجزون عن الإحاطة به، فهم لا يستطيعون أن يحدوا الخالق جل وعلا، أو يُقَدِّرُوه، أو يبلغوا صفته، فمن نفى الحد على هذا المعنى فهو مصيب.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "المحفوظ عن السلف والأئمة إثبات حد لله في نفسه، وقد بينوا مع ذلك أن العباد لا يحدونه ولا يدركونه، ولهذا لم يتناف كلامهم في ذلك كما[ يظنه بعض الناس،][وكأن شيخ الاسلام بن تيمية يصف بعض اهل عصرنا] فإنهم نفوا أن يَحُد أحدٌ الله".
    وقال أيضاً: "وقوله بلا حد ولا صفة" نَفَى به إحاطة علم الخلق به، وأن يحدوه أو يصفوه على ما هو عليه، إلا بما أخبر عن نفسه، ليبين أن عقول الخلق لا تحيط بصفاته، كما قال الشافعي في خطبة "الرسالة": "الحمد لله الذي هو كما وصف به نفسه، وفوق ما يصفه به خلقه" ولهذا قال أحمد: "لا تدركه الأبصار بحد ولا غاية" فنفى أن يدرك له حد أو غاية".
    وهذا [المحفوظ] عن السلف والأئمة من إثبات حد لله في نفسه قد بينوا مع ذلك أن العباد لا يحدونه ولا يدركونه؛[هذا الكلام من شيخ الاسلام مهم جدا] ولهذا لم يتناف كلامهم في ذلك [كما يظنه بعض الناس،][مهم جدا] فإنهم نفوا أن يحد أحد الله كما ذكره حنبل عنه في كتاب السنة والمحنة.
    وقد رواه الخلال في "كتاب السنة" أخبرني عبد الله بن حنبل حدثني حنبل بن إسحاق، قال: قال عمي: "نحن نؤمن بالله عز وجل على عرشه كيف شاء وكما شاء بلا حد ولا صفة يبلغها واصف أو يحده أحد، فصفات الله عز وجل منه وله، وهو كما وصف نفسه، لا تدركه الأبصار بحد ولا غاية، وهو يدرك الأبصار، وهو عالم الغيب والشهادة، علام الغيوب، ولا يدركه وصف واصف، وهو كما وصف نفسه، وليس من الله شيء محدود، ولا يبلغ علمه وقدرته أحد، غلب الأشياء كلها بعلمه وقدرته وسلطانه، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وكان الله قبل أن يكون شيء، والله الأول، وهو الآخر، ولا يبلغ أحد حد صفاته، فالتسليم لأمر الله والرضا بقضائه، نسأل الله التوفيق والسداد، إنه على كل شيء قدير.
    وذلك أن لفظ (الحد) عند كل من تكلم به يراد به شيئان:
    يراد به حقيقة الشيء في نفسه
    ويراد به الوجود العيني أو الوجود الذهني
    فأخبر أبو عبد الله أنه على العرش بلا حد يحده أحد أو صفة يبلغها واصف، وأتبع ذلك بقوله: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ} بحد ولا غاية،[ وهذا التفسير الصحيح للإدارك:] أي لا تحيط الأبصار بحده ولا غايته؛ ثم قال: {وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ} وهو عالم الغيب والشهادة، علام الغيوب، ليتبين أنه عالم بنفسه وبكل شيء.
    وقال الخلال: "وأخبرني علي بن عيسى أن حنبلا حدثهم، قال: سألت أبا عبد الله عن الأحاديث التي تروى "أن الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا" و"أن الله يضع قدمه" وما أشبه هذه الأحاديث، فقال أبو عبد الله: نؤمن بها، ونصدق بها ولا كيف، ولا معنى، ولا نرد منها شيئاً، ونعلم أن ما جاء به الرسول حق إذا كانت بأسانيد صحاح، ولا نرد على الله قوله، ولا يوصف بأكثر مما وصف به نفسه ولا حد ولا غاية، ليس كمثله شيء.
    قال: وقال حنبل في موضع آخر قال: ليس كمثله شيء في ذاته، كما وصف به نفسه، فقد أجمل تبارك وتعالى بالصفة لنفسه فحد لنفسه صفة، ليس يشبهه شيء، فيعبد الله بصفاته غير محدودة ولا معلومة إلا بما وصف نفسه، قال تعالى {وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِير} .
    قال: وقال حنبل في موضع آخر: قال: فهو سميع بصير بلا حد ولا تقدير، ولا يبلغ الواصفون صفته، وصفاته منه وله، ولا يتعدى القرآن والحديث، فنقول كما قال، ونصفه كما وصف نفسه، ولا يتعدى ذلك، ولا تبلغه صفة الواصفين، نؤمن بالقرآن كله محكمه ومتشابهه، ولا نزيل عنه صفة من صفاته لشناعة شنعت،[مهم جدا] وما وصف به نفسه من كلام ونزول وخلوه بعبده يوم القيامة ووضعه كنفه عليه، هذا كله يدل على أن الله يُرى في الآخرة،[ والتحديد في هذا بدعة،][مهم جدا] والتسليم لله بأمره بغير صفة ولا حد إلا ما وصف به نفسه، سميع بصير، لم يزل متكلماً، عالماً غفوراً، عالم الغيب والشهادة، علام الغيوب، فهذه صفات وصف بها نفسه لا تدفع ولا ترد، وهو على العرش بلا حد، كما قال {ثُمَّ اسْتَوى عَلَى العَرْش} كيف شاء، المشيئة إليه عز وجل، والاستطاعة له {لَيْسَ كَمِثلِهِ شَيء} وهو خالق كل شيء، وهو كما وصف نفسه، سميع بصير بلا حد ولا تقدير، قول إبراهيم لأبيه: {يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ} فثبت أن الله سميع بصير صفاته منه، لا تعدى القرآن والحديث والخبر، يضحك الله ولا نعلم كيف ذلك إلا بتصديق الرسول صلى الله عليه وسلم وتثبيت القرآن، ولا يصفه الواصفون، ولا يحده أحد، تعالى الله عما يقول الجهمية والمشبهة".-----------------------------------
    قال ابن القيم: "أراد أحمد بنفي الصفة نفي الكيفية والتشبيه، وبنفي الحد حدّاً يدركه العباد ويحدونه"---[لقد أتى بن القيم بخلاصة المسألة فى جملة واحدة] ------------------------------------[وقد لونت الكلام لكى يسهل فهمه واما من لم يعى ويفهم هذا الكلام فلا يلومن الا نفسه]-----------------------------[ وللعلم كل ما نقلناه موجود فى [بيان تلبيس الجهمية الجزء الثانى ابتداءا من ص 162 ] لشيخ الاسلام بن تيمية ومن اراد المزيد فليرجع اليه]

  13. #13

    افتراضي

    كلامى كان عن كتاب العقيدة المنسوب الى الخلال واحمد وليس عن مساله الحد او غيرها وهذا الكتاب لا تصح نسبته الى الخلال ولا الى احمد = قال بن تيميه: ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ اﻟﻤﺎﺋﻠﻴﻦ ﺇﻟﻴﻬﻢ اﻟﺘﻤﻴﻤﻴﻮﻥ: ﺃﺑﻮ اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﻭاﺑﻨﻪ ﻭاﺑﻦ اﺑﻨﻪ ﻭﻧﺤﻮﻫﻢ؛ ﻭﻛﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺘﻤﻴﻤﻲ ﻭﺑﻴﻦ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺑﻦ اﻟﺒﺎﻗﻼﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺩﺓ ﻭاﻟﺼﺤﺒﺔ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﺮﻭﻑ ﻣﺸﻬﻮﺭ. ﻭﻟﻬﺬا اﻋﺘﻤﺪ اﻟﺤﺎﻓﻆ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﺬﻱ ﺻﻨﻔﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﺐ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ - ﻟﻤﺎ ﺫﻛﺮ اﻋﺘﻘﺎﺩﻩ - اﻋﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻧﻘﻠﻪ ﻣﻦ ﻛﻼﻡ ﺃﺑﻲ اﻟﻔﻀﻞ ﻋﺒﺪ اﻟﻮاﺣﺪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ اﻟﺤﺴﻦ اﻟﺘﻤﻴﻤﻲ. ﻭﻟﻪ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺒﺎﺏ ﻣﺼﻨﻒ ﺫﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻋﺘﻘﺎﺩ ﺃﺣﻤﺪ ﻣﺎ ﻓﻬﻤﻪ؛ ﻭﻟﻢ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﻪ ﺃﻟﻔﺎﻇﻪ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺫﻛﺮ ﺟﻤﻞ اﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﻠﻔﻆ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺟﻌﻞ ﻳﻘﻮﻝ: " ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ". ﻭﻫﻮ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻣﻦ ﻳﺼﻨﻒ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺭﺃﻱ ﺑﻌﺾ اﻷﺋﻤﺔ ﻭﻳﺬﻛﺮ ﻣﺬﻫﺒﻪ ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻓﻬﻤﻪ ﻭﺭﺁﻩ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻏﻴﺮﻩ ﺑﻤﺬﻫﺐ ﺫﻟﻚ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﺑﺄﻟﻔﺎﻇﻪ ﻭﺃﻓﻬﻢ ﻟﻤﻘﺎﺻﺪﻩ". وقال:"ﻭﻛﺎﻥ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻳﻜﺘﺐ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎ ﻓﻲ ﺃﺟﻮﺑﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻄﻴﺐ اﻟﺤﻨﺒﻠﻲ ﻭﻳﻜﺘﺐ ﺃﻳﻀﺎ اﻷﺷﻌﺮﻱ، ﻭﻟﻬﺬا ﺗﻮﺟﺪ ﺃﻗﻮاﻝ اﻟﺘﻤﻴﻤﻴﻴﻦ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﻷﻗﻮاﻟﻪ ﻭﺃﻗﻮاﻝ ﺃﻣﺜﺎﻟﻪ اﻟﻤﺘﺒﻌﻴﻦ ﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﺑﻦ ﻛﻼﺏ، ﻭﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﻴﺪﺓ اﻟﺘﻲ ﺻﻔﻨﻬﺎ ﺃﺑﻮ اﻟﻔﻀﻞ اﻟﺘﻤﻴﻤﻲ اﻋﺘﻤﺪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺎﺏ اﻟﺬﻱ ﺻﻨﻔﻪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﺐ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﻟﻤﺎ ﺃﺭاﺩ ﺃﻥ ﻳﺬﻛﺮ ﻋﻘﻴﺪﺗﻪ، ﻭﻫﺬا ﺑﺨﻼﻑ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻭﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺑﻄﺔ ﻭﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺣﺎﻣﺪ ﻭﺃﻣﺜﺎﻟﻬﻢ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻣﺨﺎﻟﻔﻮﻥ ﻷﺻﻞ ﻗﻮﻝ الكلابيه". وقال:"وكذلك تنازعهم في الإستواء على العرش هل هو فعل منفصل عنه يفعله بالعرش كتقريبه إليه أو فعل يقوم بذاته على قولين والأول قول ابن كلاب والأشعري والقاضي أبي يعلى وأبي الحسن التميمي وأهل بيته وأبي سليمان الخطابي وأبي بكر البيهقي وابن الزاغوني وابن عقيل وغيرهم ممن يقول إنه لا يقوم بذاته ما يتعلق بمشيئته وقدرته والثاني قول أئمة الحديث وجمهورهم كابن المبارك وحماد بن زيد والأوزاعي والبخاري وحرب الكرماني وابن خزيمة ويحيى بن عمار السجستاني وعثمان بن سعيد الدارمي وابن حامد وأبي بكر عبدالعزيز وأبي عبدالله بن مندة وأبي إسماعيل الأنصاري".
    وهذه الرسالة فيها ما يدل على أنها ليست من كلام الإمام أحمد ولا من كلام الخلال ففيها مثلاً: وقال عليه الصلاة والسلام:سبحان من وسع سمعُهُ الأصواتَ.وهذا ليس مرفوعا بل موقوفا على عائشه ومثل هذا لا يخفى على الإمام احمد قد اخرجه احمد فى مسنده بسنده الصحيح ، وايضا ذكر أبو الفضل التميمي حديث لسعد بن ابي وقاص في الإيمان ونسبه لأعرابي!! وهذا الوهم بعيد عن الإمام احمد. ‏
    والسند فيه إنقطاع بين الخلال 235 هـ-311 هـ والتميمى 342 هـ-٤١٠ هـ وعلى فرض ان التميمى سمع من الخلال فالواسطه بين احمد والخلال مجهوله ----وانا اجزم بان متن الكتاب فيه تعطيل لا يقبله الشيخ احمد القلى ‏

  14. #14

    افتراضي

    نصيحه من طويلب علم: قول احمد: "بلا معنى". او "بلا حد". يرد الى كلامه المتواتر عنه ومن يجمع بين كلامه سوف يفهم معنى كلامه ......

  15. #15

    افتراضي

    قولك" فان كان امام كأحمد لم يفهم معناه كيف سيفهمه من لم يتعلم بعد مبادئ قواعد اللغة حتى كثر الخطأ في كتاباته".‏ ‏ ‏ ‏‏ ‏اقول :"جزاك الله خيرا والخطأ فى الكتابه يظهر معناه الصحيح من السياق واخطائى الكتابيه انا اعترف بها وبعضها سببه لانى والله لا اجيد الكتابه على لوحه المفاتيح واشكر اداره المجلس والاعضاء على تحمل اخطائى".

  16. #16

    افتراضي

    قولك يا شيخ احمد :"والله تعالى قال انه سيأتي يوم القيامة , والاتيان في اللغة والمجيء لا يكون الا من مكان الى آخر , ولو ثبت هذا الآتي في مكانه ولم يزل عنه لما صح في لغة العرب أن يوصف بأنه قد جاء أو أتى فان كنت تحتكم الى لغة العرب , فهكذا فهمها الأئمة الأولون أهل اللسان والبيان, وأنت قد غلبت عليك أعجميتك فقلت كلاما عربيا أعربت فيه عن جهلك باللغة وأفصحت فيه عن اتباعك لسلفك من الجهمية والمعطلة فتب الى ربك وعد الى رشدك واحتكم الى نفسك سرا دون تعصب ولا حكم مسبق , تجد الحق واضحا أبلجا متوهجا , لا يخفى نوره الوهاج الا على العميان". ‏ ‏ ‏ ‏‏ ‏اقول :اين وصف الله نفسه بالحركه حتى نصفه بالحركه ؟http://majles.alukah.net/t160303/

  17. #17

    افتراضي

    قولك:" فان كان امام كأحمد لم يفهم معناه كيف سيفهمه من لم يتعلم بعد مبادئ قواعد اللغة حتى كثر الخطأ في كتاباته وهذا كلام شيخ الاسلام نقلا عن الخلال((وقال الخلال ثنا الحسن بن صالح العطار ثنا هارون بن يعقوب الهاشمي سمعت أبي يعقوب بن العباس قالكنا عند أبي عبد الله قال فسألناه عن قول ابن المبارك على العرش استوى بحد فقلنا لهما معنى قول ابن المبارك بحد قال لا أعرفه ولكن لهذا شواهد من القرآن في خمسة مواضع..) انتهى فكيف عرفه العارفون في هذا الزمان بل تطاولت أعناقهم وتجاسرت ألسنتهم فأثبتت لصفات الله الحد وتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا".

    ‏ ‏ ‏‏ ‏ اقول :'إسناده ضعيف.وقد أورده ابن أبي القاسم فى الحد ولم يذكر فى المتن قول احمد لا اعرفه. وقال شيخ الاسلام: ﻭﻗﻮﻟﻪ ﻻ ﺃﻋﺮﻓﻪ ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﺮاﺩﻩ ﻟﻜﻦ ﻟﻠﻤﻌﻨﻰ اﻟﻈﺎﻫﺮ ﻣﻦ اﻟﻠﻔﻆ ﺷﻮاﻫﺪ ﻭﻫﻮ اﻟﻨﺼﻮﺹ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ اﻟﻠﻪ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺇﻟﻴﻪ اﻷﻣﻮﺭ ﻭﺃﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻤﺎء ﻭﻧﺤﻮ ﺫﻟﻚ ﻭﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻻ ﺃﺩﺭﻱ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻗﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﻟﻜﻦ ﻟﻪ ﺷﻮاﻫﺪ ..".

  18. #18
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    قولك" فان كان امام كأحمد لم يفهم معناه كيف سيفهمه من لم يتعلم بعد مبادئ قواعد اللغة حتى كثر الخطأ في كتاباته".
    لم أيممك بكلامي وانما قصدت صاحبك الذي نصب نفسه هنا فهامة , حتى وصمني بعدم الفهم
    بل وحشرني المسكين في زمرة الكافرين الذين يريدون أن يطفؤوا نوره الذي أشرقت له الظلمات
    ولا بد والحال هذه أن ذلك الحكم سيبوء به أحدنا , فان لم أكن أنا فحتما هو
    وانما ذكرت ذلك لأنه اقتحم المسائل الكبار وخاض أعماق البحار وهو لما يتمكن من قواعد تقويم اللسان
    وأعلم أن صنيعه فيما يكتبه لا يتعدى النسخ واللصق , ولكنه لا يقبل من أحد أن يعارض ما تعود لصقه هنا من كلام العلماء
    ومن لم يقبل كلامه المنقول قام عليه بأنواع من المثالب وأصناف من المعايب
    وأتركه لنفسه فلم أجد أحسن ردا من السكوت عنه عسى أن يتداركها قبل يوم التلاقي


    كلامى كان عن كتاب العقيدة المنسوب الى الخلال واحمد وليس عن مساله الحد او غيرها وهذا الكتاب لا تصح نسبته الى الخلال ولا الى احمد
    لم يخف علي ذلك , لكن الذي نقلته من ذلك الكتاب الذي قطعت أنت بعدم نسبته اليه صحيح موجود في غيره
    لذلك اجتهدت في نقل النصوص من كلامه الموافقة للعبارة التي اقتبستها منه
    ثم اهتديت بعد ذلك أن العبارة نفسها قد رواها الخلال بسنده عن الامام أحمد في كتاب السنة
    قال ابن القيم في الصواعق
    (وَقَالَ الْخَلَّالُ: أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى أَنَّ حَنْبَلًا حَدَّثَهُمْ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْأَحَادِيثِ الَّتِي تُرْوَى " «أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا» «وَأَنَّ اللَّهَ يَرَى» «وَأَنَّ اللَّهَ يَضَعُ قَدَمَهُ» " وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: نُؤْمِنُ بِهَا وَنُصَدِّقُ بِهَا وَلَا كَيْفَ وَلَا مَعْنَى، وَلَا نَرُدُّ مِنْهَا شَيْئًا، وَنَعْلَمُ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ حَقٌّ إِذَا كَانَتْ بِأَسَانِيدَ صِحَاحٍ وَلَا نَرُدُّ عَلَى اللَّهِ قَوْلَهُ، وَلَا نَصِفُ اللَّهَ بِأَكْثَرَ مِمَّا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ بِلَا حَدٍّ وَلَا غَايَةٍ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَهَذَا الْكَلَامُ وَكَلَامُ الشَّافِعِيِّ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ.))


    وهو نفسه ما كتبه شيخه عنه باللفظ والمعنى
    (أبُو عَبْدِ اللَّهِ: نُؤْمِنُ بِهَا وَنُصَدِّقُ بِهَا وَلَا كَيْفَ وَلَا مَعْنَى وَلَا نَرُدُّ مِنْهَا شَيْئًا، وَنَعْلَمُ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ حَقٌّ إذَا كَانَتْ بِأَسَانِيدَ صِحَاحٍ، وَلَا نَرُدُّ عَلَى اللَّهِ قَوْلَهُ وَلَا يُوصَفُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِأَكْثَرَ مِمَّا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ، بِلَا حَدٍّ وَلَا غَايَةٍ {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}) انتهى

    وهذا النقل للخلال أخذه عن حنبل , حنبل ذكره في كتبه عنه
    كما قال شيخ الاسلام ( كَمَا ذَكَرَهُ الْخَلَّالُ فِي كِتَابِ السُّنَّةِ عَنْ حَنْبَلٍ. وَقَدْ ذَكَرَهُ حَنْبَلٌ فِي كُتُبِهِ مِثْلَ كِتَابِ السُّنَّةِ وَالْمِحْنَةِ لِحَنْبَلٍ.))
    وأعيد لك النص الذي أخذته من كتاب العقيدة , لتقارن بين النصين على مكث وبتمهل وبتأمل
    (ففي كتاب العقيدة رواية الخلال
    (وَسُئِلَ قبل مَوته بِيَوْم عَن أَحَادِيث الصِّفَات فَقَالَ تمر كَمَا جَاءَت ويؤمن بهَا وَلَا يرد مِنْهَا شَيْء إِذا كَانَت بأسانيد صِحَاح وَلَا يُوصف الله بِأَكْثَرَ مِمَّا وصف بِهِ نَفسه بِلَا حد وَلَا غَايَة {لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير}} وَمن تكلم فِي مَعْنَاهُمَا ابتدع )انتهى
    مع أني قصدت اثبات الكلام المسطر بالأحمر , فاذا به ما قبله وما بعده ثابت عنه
    والسند فيه إنقطاع بين الخلال 235 هـ-311 هـ والتميمى 342 هـ-٤١٠ هـ وعلى فرض ان التميمى سمع من الخلال فالواسطه بين احمد والخلال مجهوله ----وانا اجزم بان متن الكتاب فيه تعطيل لا يقبله الشيخ احمد القلى ‏
    جزاك الله كل خير على حسن ظنك وجميل أدبك
    ولكن -والله لست شيخا - ولم أبلغ ذلك ولن أبلغه , واياك أن يتسلل الى ذهنك أن ذلك تواضع , بل هو وضع الأمور في أماكنها التي خلقت لها
    أما بالنسبة الى صحة نسبة الكتاب فليس فيه كبير فائدة لأن المقصود هو صحة نسبة الكلام الذي اقتطعته منه اليه , وهذا قد عرفت الحق فيه
    أما مسألة (الحركة وصفات المولى ) فسأرجئه الى حينه وفي موضعه باذن المولى عزوجل
    وشكرا جزيلا على صبرك وحلمك وكثر الله من أماثالك

  19. #19
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدعبداللطيف مشاهدة المشاركة
    سبق أن أسلفنا أن إطلاق السلف للحد ليس من باب الصفات وإنما هو من باب الإخبار--
    مزيد بيان-
    يجب أن يعلم أن توحيد الأسماء والصفات يشتمل على ثلاثة أبواب:
    الباب الأول: باب الأسماء.
    الباب الثاني: باب الصفات.
    الباب الثالث: باب الإخبار.
    ثانياً: إن باب الأسماء هو أخص تلك الأبواب، فما صح اسما، صح صفة وصح خبراً وليس العكس.
    وباب الصفات أوسع من باب الأسماء، وأخص من باب الإخبار، فما صح صفة فليس شرطاً أن يصح اسماً، فقد يصح وقد لا يصح، مع أن الأسماء جميعها مشتقة من صفاته، وكل صفة يصح الإخبار بها وليس العكس.
    وباب الإخبار أوسع من باب الصفات وباب الأسماء، فالله يخبر عنه بالاسم والصفة، وبما ليس باسم ولا صفة كألفاظ (الشيء) و (الموجود) و (القائم بنفسه) و (المعلوم) ، فإنه يخبر بهذه الألفاظ عنه ولا تدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العلى، ولكن يشترط في اللفظ أن لا يكون معناه سيئاً1.
    ثالثاً: إن باب الأسماء والصفات توقيفيان.
    فالأصل في إثبات الأسماء والصفات أو نفيهما عن الله تعالى هو كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فما ورد إثباته من الأسماء والصفات في القرآن والسنة الصحيحة فيجب إثباته، وما ورد نفيه فيهما فيجب نفيه.
    وأما ما لم يرد إثباته ونفيه فلا يصح استعماله في باب الأسماء والصفات إطلاقاً.
    قال الإمام أحمد رحمه الله: "لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والسنة".وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وطريقة سلف الأمة وأئمتها أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم".
    رابعاً: أما باب الإخبار فالسلف لهم فيه قولان:
    القول الأول: أن باب الإخبار توقيفي، فإن الله لا يخبر عنه إلا بما ورد به النص، وهذا يشمل الأسماء والصفات، وما ليس باسم ولا صفة مما ورد به النص ك (الشيء) و (الصنع) ونحوها.
    وأما ما لم يرد به النص فإنهم يمنعون استعماله.
    القول الثاني: إن باب الإخبار لا يشترط فيه التوقيف، فما يدخل في الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته.
    ك (الشيء) و (الموجود) و (القائم بنفسه) ، فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا، فالإخبار عنه قد يكون باسم حسن، أو باسم ليس بسيء، أي باسم لا ينافي الحسن، ولا يجب أن يكون حسناً. ولا يجوز أن يخبر عن الله باسم سيء فيخبر عن الله بما لم يرد إثباته ونفيه بشرط أن يستفصل عن مراد المتكلم فيه، فإن أراد به حقاً يليق بالله تعالى فهو مقبول، وإن أراد به معنى لا يليق بالله عز وجل وجب رده.
    وبناءً على ما تقدم يمكن تقسيم الألفاظ المجملة -أي التي يرد استعمالها في النصوص- على النحو التالي:
    1 ألفاظ ورد استعمالها ابتداءً في بعض كلام السلف.
    ومن أمثلة ذلك لفظ (الذات) ولفظ (بائن) .
    وهذه الألفاظ تحمل معان صحيحة دلت عليها النصوص.
    وهذا النوع من الألفاظ يجيز جمهور أهل السنة استعمالها.
    وهناك من يمنع ذلك بحجة أن باب الإخبار توقيفي كسائر الأبواب.
    والصواب أنه ما دام المعنى المقصود من ذلك اللفظ يوافق ما دلت عليه النصوص، واستعمل اللفظ لتأكيد ذلك فلا مانع.
    كقول أهل السنة: "إن الله استوى على العرش بذاته".
    فلفظة (بذاته) مراد بها أن الله مستو على العرش حقيقة وأن الاستواء صفة له.
    وكقولهم: "إن الله عالٍ على خلقه بائن منهم".
    فلفظة (بائن) يراد بها إثبات العلو حقيقة، والرد على زعم من قال إن الله في كل مكان بذاته.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والمقصود -هنا- أن الأئمة الكبار كانوا يمنعون من إطلاق الألفاظ المبتدعة المجملة، لما فيها من لبس الحق بالباطل، مع ما تُوقعه من الاشتباه والاختلاف والفتنة، بخلاف الألفاظ المأثورة، والألفاظ التي بينت معانيها، فإن ما كان مأثوراً حصلت به الألفة، وما كان معروفاً حصلت به المعرفة"1.
    وقال أيضاً: "فطريقة السلف والأئمة أنهم يراعون المعاني الصحيحة المعلومة بالشرع والعقل.
    ويراعون أيضاً الألفاظ الشرعية، فيعبرون بها ما وجدوا إلى ذلك سبيلا.
    ومن تكلم بما فيه معنى باطل يخالف الكتاب والسنة ردوا عليه.
    ومن تكلم بلفظ مبتدع يحتمل حقاً وباطلاً نسبوه إلى البدعة، وقالوا إنما قابل البدعة ببدعة ورد باطلاً بباطل".
    فيستفاد من كلام شيخ الإسلام المتقدم أن الألفاظ على أربعة أقسام:
    القسم الأول: الألفاظ المأثورة، وهي التي وردت بها النصوص.
    القسم الثاني: الألفاظ المعروفة، وهي التي بُيِّنَت معانيها.
    القسم الثالث: الألفاظ المبتدعة، التي تدل على معنى باطل.
    القسم الرابع: الألفاظ المبتدعة، التي تحتمل الحق والباطل.
    فلفظ (الذات) و (بائن) هي من القسم الثاني.
    وهذه الألفاظ كما أسلفنا إنما تستعمل في باب الإخبار ولا تستعمل في باب الأسماء والصفات.
    ولذلك لما اعترض الخطابي على استعمالها بقوله: "وزعم بعضهم أنه جائز أن يقال له تعالى حد لا كالحدود كما نقول يد لا كالأيدي فيقال له: إنما أُحْوِجْنَا إلى أن نقول يد لا كالأيدي لأن اليد قد جاء ذكرها في القرآن وفي السنة فلزم قبولها ولم يجز رَدُّها. فأين ذكر الحد في الكتاب والسنة حتى نقول حد لا كالحدود، كما نقول يد لا كالأيدي؟! "1 فرد شيخ الإسلام ابن تيمية على قول الخطابي من وجوه منها:
    "أن هذا الكلام الذي ذكره إنما يتوجه لو قالوا: إن له صفة هي الحد، كما توهمه هذا الراد عليهم. وهذا لم يقله أحد، ولا يقوله عاقل؛ فإن هذا الكلام لا حقيقة له؛ إذ ليس في الصفات التي يوصف بها شيء من الموصوفات -كما وصف باليد والعلم- صفة معينة يقال لها الحد، وإنما الحد ما يتميز به الشيء عن غيره من صفته وقدره".
    فأهل السنة لم يثبتوا بهذه الألفاظ صفة زائدة على ما في الكتاب والسنة، بل بينوا بها ما عطله المبطلون من وجود الرب تعالى ومباينته من خلقه وثبوت حقيقته".
    1- ألفاظ ورد استعمالها في كلام بعض السلف تارة لإثباتها وتارة لنفيها.
    ومن أمثلة ذلك: لفظ (الحد) ولفظ (المماسة) وسيأتي بيان حكمها بالتفصيل.
    2- ألفاظ ورد استعمالها في كلام بعض السلف وفي كلام خصومهم.
    ومن أمثلة ذلك: لفظة (الجهة) .
    3- ألفاظ ورد استعمالها في كلام الخصوم ولم يرد استعمالها في كلام السلف.
    ومن أمثلة ذلك: لفظ (الجسم) و (الحيز) و (واجب الوجود) و (الجوهر) و (العرض) .
    وأما النوع الثالث والرابع فالجواب عن ذلك أن نقول الأصل في هذا الباب أن الألفاظ نوعان:
    النوع الأول: نوع مذكور في كتاب الله وسنة رسوله وكلام أهل الإجماع.
    فهذا يجب اعتبار معناه، وتعليق الحكم به، فإن كان المذكور به مدحاً استحق صاحبه المدح، وإن كان ذماً استحق الذم، وإن أثبت شيئاً وجب إثباته، وإن نفى شيئاً وجب نفيه، لأن كلام الله حق، وكلام رسوله حق، وكلام أهل الإجماع حق.
    وهذا كقوله تعالى: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ. اللَّهُ الصَّمَدُ. لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ. وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص 1-4] ، وقوله تعالى: {هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ. هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ} [الحشر 22-23] ، ونحو ذلك من أسماء الله وصفاته.
    وكذلك قوله تعالى: {ليَْسَ كَمِثْلِهِ شَيْء} [الشورى 11] ، وقوله تعالى: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ} [الأنعام 103] ، وقوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ. إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة22-23] ، وأمثال ذلك مما ذكره الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهذا كله حق.
    النوع الثاني: الألفاظ التي ليس لها أصل في الشرع.
    فتلك لا يجوز تعليق المدح والذم والإثبات والنفي على معناها، إلا أن يبين أنه يوافق الشرع، والألفاظ التي تعارض بها النصوص هي من هذا الضرب، كلفظ (الجسم) و (الحيز) و (الجهة) و (الجوهر) و (العرض") . فإن هذه الألفاظ يدخلون في مسماها الذي ينفونه أموراً مما وصف الله به نفسه، ووصفه به رسوله، فيدخلون فيها نفي علمه وقدرته وكلامه، ويقولون إن القرآن مخلوق، ولم يتكلم الله به، وينفون رؤيته لأن رؤيته على اصطلاحهم لا تكون إلا لمتحيز في جهة وهو جسم، ثم يقولون: والله منزه عن ذلك فلا تجوز رؤيته.
    وكذلك يقولون إن المتكلم لا يكون إلا جسماً متحيزاً، والله ليس بجسم متحيز فلا يكون متكلماً.
    ويقولون: لو كان فوق العرش لكان جسماً متحيزاً، والله ليس بجسم متحيز، فلا يكون متكلماً فوق العرش وأمثال ذلك".
    الموقف من هذا النوع:
    "إذا كانت هذه الألفاظ مجملة -كما ذُكر- فالمخاطب لهم إما:
    1 أن يفصل لهم ويقول: ما تريدون بهذه الألفاظ؟
    فإن فسروها بالمعنى الذي يوافق القرآن قُبلت. وإن فسروها بخلاف ذلك رُدَّت.[من كتاب تحقيق كتاب العرش لمحمد التميمى]

  20. #20
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    1,348

    افتراضي

    وقد أحسن الحافظ الذهبي حين قال فأوجز واستدل فأعجز
    : الصواب الكف عن إطلاق ذلك، إذ لم يأت فيه نص، ولو فرضنا أن المعنى صحيح، فليس لنا أن نتفوه بشيء لم يأذن به الله، خوفا من أن يدخل القلب شيء من البدعة، اللهم احفظ علينا إيماننا. ) انتهى
    صدقت فقد دخلت من جميع أقطارها , وصار العبد ينعت الرب بما يشاء
    قولك يا احمد :
    "والله تعالى قال انه سيأتي يوم القيامة , والاتيان في اللغة والمجيء لا يكون الا من مكان الى آخر , ولو ثبت هذا الآتي في مكانه ولم يزل عنه لما صح في لغة العرب أن يوصف بأنه قد جاء أو أتى فان كنت تحتكم الى لغة العرب , فهكذا فهمها الأئمة الأولون أهل اللسان والبيان, وأنت قد غلبت عليك أعجميتك فقلت كلاما عربيا أعربت فيه عن جهلك باللغة وأفصحت فيه عن اتباعك لسلفك من الجهمية والمعطلة فتب الى ربك وعد الى رشدك واحتكم الى نفسك سرا دون تعصب ولا حكم مسبق , تجد الحق واضحا أبلجا متوهجا , لا يخفى نوره الوهاج الا على العميان". ‏ ‏ ‏ ‏‏
    ‏اقول :اين وصف الله نفسه بالحركه حتى نصفه بالحركه ؟


    أقول , أين وصفت الله تعالى بالحركة حتى تلزمني بما هو غير لازم ؟
    هذا الرجل اتهم شيخ السلام بالكفر والضلالة
    ثم ذكر انه وصف الله تعالى بأنه يتحرك , ونقل هذه العبارة من كتابه حين قال
    (
    [فالله الحي القيوم القابض الباسط
    يتحركُ إذا شاء
    ]
    فبينت أن هذه العبارة للامام الدارمي في رده على المريسي الجهمي
    ونقلها عنه شيخ الاسلام مقررا مؤيدا
    والفعل (ينزل ) قد عدي بالى , الدال على التوجه من شيء الى شيء معين
    والامام الدارمي انما ذكر أن الله تعالى يتحرك لمناقضة كلام الجهمي الذي نفى ذلك بزعمه أن الحركة تستلزم الزوال والله تعالى منزه عنه
    قال الدارمي (
    وادعيت أيها المريسي في قول الله: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} ، وادعيت أن تفسير القيوم عندك لا يزول، يعني الذي لا ينزل ولا يتحرك ولا يقبض ولا يبسط، وأسندت ذلك عن بعض أصحابك غير مسمى عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس أنه قال: القيوم الذي لا يزول،

    ...
    كان معناه مفهوماً واضحاً عند العلماء وعند أهل البصر بالعربية أن معنى لا يزول لا يفنى ولا يبيد، لا أنه لا يتحرك ولا يزول من مكان إلى مكان إذا شاء، كما كان يقال للشيء الفاني: هو زائل، كما قال لبيد:
    ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل
    يعني فان، لا أنه متحرك، فإن أمارة ما بين الحي والميت التحرك، وما لا يتحرك فهو ميت لا يوصف بحياة كما لا توصف الأصنام الميتة، قال الله تعالى: {والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئا وهم يخلقون} {أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون} فالله الحي القيوم القابض الباسط يتحرك إذا شاء،..))
    والامام الدارمي كان يتوسع في الاثبات ردا على منكري الصفاة من المعطلة النفاة
    وكما قلت لك سابقا فلست بمثبت شيء لله عزوجل الا ما أثبته هو في كتابه أو قاله أعلم الخلق به في فصيح وصحيح كلامه
    ووصف الله تعالى والاخبار عنه كل هذا ليس للبشر فيه من نصيب الا ما علِّمه أحد من خلقه .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •