تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: معاني وغريب الصحيحين - البخاري ومسلم. " موضوع متجدد".

  1. افتراضي معاني وغريب الصحيحين - البخاري ومسلم. " موضوع متجدد".

    *(معاني وغريب الصحيحين - البخاري ومسلم).*

    - حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَمَنْ حَضَرَهُ فَلاَ يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا.
    (متفق عليه - اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان؛ حديث رقم: ١٨٣٨).

    *قوله (يُوشِكُ):* أي يقرب.
    قاله الحافظ ابن حجر في فتح الباري، والعيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري، والقسطلاني في هدي الساري.

    زاد العيني: وهو بكسر الشين المعجمة.*

    *قوله (الْفُرَاتُ):* اسم*نهر*الكوفة.*
    قاله الجوهري في الصحاح تاج اللغة، والحميري في شمس العلوم ودواء كلام العرب من المكلوم، وابن منظور في اللسان.

    قال العيني في عمدة القاري: وأصله من أطراف إرمينية يأتي ويمر بأرض ملطية على مسيرة ميلين منها، ثم على سميساط وقلعة الروم والبيرة وجسر منبج وبالس وقلعة حصير والرقة والرحبة وقرقيسيتا وعانة والحديثة وهيت والأنبار، ثم يمر بالطفوف ثم بالحلة ثم بالكوفة*وينتهي إلى البطائح ويصب في البحر الشرقي.

    *قوله (أَنْ يَحْسِرَ):* يكشف.
    قاله القسطلاني في هدى الساري، والحربي قي المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث، ومجد الدين أبو السعادات في النهاية في غريب الحديث والأثر، وابن منظور في لسان العرب، وغيرهم.

    زاد الحربي: وحسر الماء: نضب عن الساحل، وحسر عن ذراعيه إذا أخرجهما من كميه.

    وزاد أبو السعات: يقال: حسرت العمامة عن رأسي، والثوب عن بدني: أي كشفتهما.

    قال القاضي*عياض اليحصبي*في مشارق الأنوار على صحاح الآثار: قوله حسر عن فخذه وفي الكسوف وحتى حسر عنها وفلما حسر عنها على ما لم يسم فاعله وحتى انحسر الغضب عن وجهه ويروى تحسر وكذا لأكثر شيوخا وأحسر خماري عن عيني بكسر السين وضمها وحسر عن رأسه البرنس كله بمعنى كشف عنه ومنه الحاسر المنكشف في الحرب بغير ذرع وفي الحديث على الحسر وخرجوا حسرا جمع حاسر وأما قوله*يحسر*الفرات عن كنز وعن جبل من ذهب فمعناه نضب وكشف عنه.
    انتهى كلامه.

    *قوله (عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَب):* الكنز*اسم*للمال المدفون. وقيل: هو الذي لا يدرى من كنزه، وقال الطبري: هو كل شيء مجموع بعضه إلى بعض في بطن الأرض كان أو ظهرها. وقال القرطبي: أصله الضم والجمع ولا يختص ذلك بالذهب والفضة.
    قاله العيني في عمدة القاري.

    *قوله ٍ (فَمَنْ حَضَرَهُ):* يومئذ.

    *قوله (فَلاَ يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا):* هذا يشعر بأن الأخذ منه ممكن وعلى هذا فيجوز أن يكون دنانير ويجوز أن يكون قطعا ويجوز أن يكون تبرا.
    قاله الحافظ في الفتح.

    قال العيني في العمدة: وجه منع الأخذ لأنه مستعقب للبليات، وهو آية من الآيات.

    قلت (عبدالرحيم): وفيه دليل عن البعد والقرب من مواطن الفتن؛ وألا يباشر منها شيئا؛ ولو بالقليل لقوله (فلا يأخذ منه شيئا)؛ ولأن من يستشرف للفتنة تستشرفه: أي من تطلع وتعرض للفتنة تستشرفه: يعني تغلبه وتصرعه؛ كما قال القاضي عياض في إكمال المعلم بفوائد مسلم.

    وفي لفظ لمسلم*(٢٨٩٤)*عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " لا تقوم الساعة حتى*يحسر*الفرات عن جبل من ذهب، يقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة، تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو ".

    قال في عمدة القاري: وإنما النهي لما ينشأ عن أخذه من الفتنة والقتال عليه.

    قال القسطلاني في هدي الساري: والأصل أن يقول:*أنا*الذي*أف وز به فعدل إلى قوله*أنجو*لأنه إذا نجا من القتل تفرد بالمال وملكه.
    انتهى، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
    ...................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424

    كما يمكنكم الوصول إلى كافة الحسابات الاجتماعية الرسمية للتفسير بالبحث في الإنترنت عن " معاني وغريب قرآن - حديث. عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة ".

  2. افتراضي

    *(معاني وغريب الصحيحين - البخاري ومسلم)*.

    - حديث عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ خَبُثَتْ نَفْسِي، وَلكِنْ لِيَقُلْ لَقِسَتْ نَفْسِي.
    (متفق عليه - اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان؛ حديث رقم: ١٤٥٢).

    *قوله (لَقِسَتْ):* يعني خبثت.
    وسيان قولك خبثت نفسي، و لقست نفسي؛ عدولا عن التصريح بالخبث.

    وهذا كقولك: قالوا لي في البيت: تعني امرأتك. تعدل عن التصريح بها.

    فكذا الشارع نهى عن التصريح بقولك " خبثت نفسي"، وأمر بالعدول عنها؛ بلفظ أسهل وطأة على النفس.

    وهكذا ينبغي على العبد أن يرقب أقواله، وفعاله ويذكر الحسن، ويدع القبيح.

    ونظير ذلك في النصوص كثير جدا؛ من ذلك ما قاله أبو هريرة رضي الله عنه " قُلْتُ: لَقِيتُ عُمَرَ، فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِي بَعَثْتَنِي بِهِ، فَضَرَبَ بَيْنَ ثَدْيَيَّ ضَرْبَةً خَرَرْتُ لِاسْتِي...". (1).

    فقوله (خَرَرْتُ لِاسْتِي): الاست: الدبر، ويعبر بها أحيانا عن حلقة الدبر، وتسمى " السه".

    فقول أبي هريرة هذا من عفة لسانه - رضي الله عنه -؛ فالتصريح في مثل هذا قبيح.

    قال الجوهري في الصحاح تاج اللغة: الاسْتُ: العَجُزُ، وقد يُراد به حلقة*الدبر.*

    قال*في النهاية في غريب الحديث والأثر: السَّهِ: حَلْقَة*الدُّبر وهو من*الأسْت.*

    قال محمد فؤاد عبدالباقي في شرحه لألفاظ مسلم: (لاستي) هو اسم من أسماء الدبر والمستحب في مثل هذا الكناية عن قبيح*الأسماء*واس تعمال المجاز والألفاظ التي تحصل الغرض ولا يكون في صورتها ما يستحيا من التصريح بحقيقة لفظه.

    انتهى كلامه.

    وانظر إلى ألفاظ المشركين الذين حرموا هدي الإسلام؛ ففي صحيح مسلم من حديث سلمان - رضي الله عنه: قَالَ: قَالَ لَنَا الْمُشْرِكُونَ إِنِّي أَرَى صَاحِبَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ حَتَّى يُعَلِّمَكُمُ الْخِرَاءَةَ، فَقَالَ: أَجَلْ «إِنَّهُ نَهَانَا أَنْ يَسْتَنْجِيَ أَحَدُنَا بِيَمِينِهِ، أَوْ يَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ، وَنَهَى عَنِ الرَّوْثِ وَالْعِظَامِ» وَقَالَ: «لَا يَسْتَنْجِي أَحَدُكُمْ بِدُونِ ثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ».

    *انتهى.

    فقوله (لقست) : أي خبثت وقيل ساءت خلقا.
    قاله الحافظ ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري.

    قال ابن سيده في المحكم والمحيط الأعظم: لقست*نفسه لقسا، وهي لقسة: غثت. وقيل: نازعته إلى الشر. وقيل: بخلت وضاقت.

    قال القسطلاني في إرشاد الساري بفتح اللام والسين المهملة بينهما قاف مكسورة وهي بمعنى خبثت لكنه -صلى الله عليه وسلم- كره لفظ الخبث واختار اللفظ السالم من البشاعة وقد كان -صلى الله عليه وسلم- يعجبه الاسم الحسن ويتفاءل به ويكره الاسم القبيح ويغيره.

    قال أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب الحديث: " لا يقولن أحدكم خبثت نفسي ولكن ليقل لقست*نفسي": فالمعنى فيهما واحد ولكنه كره قبح اللفظ في خبثت.

    قال السيوطي في شرحه على مسلم: بمعنى خبثت وإنما كره لفظ خبثت لبشاعة الاسم فعلمهم الأدب في الألفاظ واستعمال حسنها وهجران قبيحها.

    قال الخطابي في أعلام الحديث (شرح صحيح البخاري): لقست*وخبثت واحد في المعنى تقول:لقست*نفسي ومقست وتبثرت، بمعني خبثت، وإنما كره من ذلك اسم الخبث، فاختار اللفظة البريئة من البشاعة السليمة منها، وكان من سنته تبديل الاسم القبيح بالحسن.

    قال النووي في شرحه لمسلم: قال أبو عبيد وجميع أهل اللغة وغريب الحديث وغيرهم*لقست وخبثت بمعنى واحد وإنما كره لفظ الخبث لبشاعة الاسم وعلمهم الأدب في الألفاظ واستعمال حسنها وهجران خبيثها.

    قال العيني في عمدة القاري: أي: هذا باب في بيان أن الأدب أن لا يقول أحد: خبثت نفسي، لأجل كراهة لفظ، الخبث حرام على المؤمنين، وخبث بفتح الخاء المعجمة وضم الباء الموحدة، ويقال بفتحها والضم صواب.

    قال الخليل بن أحمد الفراهيدي في العين: اللَّقِسُ: الشره النفس، الحريص على كل شيء، ولَقِسَت*نفسه إلى الشيء: نازعته حرصاً.

    قال القاضي عياض اليحصبي في إكمال المعلم بفوائد مسلم:*وقال ثعلب عن ابن الأعرابى:لقست*نف سى، أى ضاقت. وقال الأصمعى: معناه: غثت. قال ثعلب: وقول ابن الأعرابى أحسن، لأن النفس تضيق من الأمر ولا يكون فيها غثيان. وفي هذه الأحاديث كلها إرشاد منه - عليه السلام - لأمته عظيم إلى أن تعرف مواضع الألفاظ المشتركة بالشىء المكروه، والتجنب عنها، وترك المبالغة والإغراق فى الأوصاف، واستعمال ألفاظ التواضع والعبودية، وترك ألفاظ التطاول والجبرية والتعظيم والكبرياء، وإشارة إلى تجنب الذرائع كلها، لما لا يجب ولا يجوز فعله أو قوله، أو التشبه بمن يفعله أو يقوله.
    *
    تنبيه:

    قلت (عبدالرحيم): فإن قلت: كيف الجمع بين ما ورد في حديث عائشة - رضي الله عنها - وبين حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا؛ وفيه: " يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ مَكَانَهَا: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ*النَّفْ ِ، وَإِلَّا أَصْبَحَ*خَبِيث النَّفْسِ*كَسْل َنَ " (2).

    والشاهد قوله" خَبِيثَ النَّفْسِ*"؟.

    الجواب: النهي في حديث عائشة - رضي الله عنها - على التعيين؛ فإذا قال العبد: خبثت نفسي. فقد عينها بهذا الوصف؛ بخلاف حديث أبي هريرة.

    ومثله في النصوص كثير؛ من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ*مَنْ* كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ*ذَرَّ ٍمِنْ*كِبْرٍ». (3).

    فالكلام ليس على التعيين. ونحن نقول كما قال المعصوم صلى الله عليه وسلم -؛ لكن لا نعين أحدا بعينه، إذ لا يحل لأحد أن يقطع لمعين بنار؛ ولو رآه متلبسا بالمعصية؛ فقد يتوب، أو يدركه عموم قوله تعالى (يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ) خلا الاشراك بالله، ومن ورد في أعيانهم نص؛ كما هو معلوم ومقرر في شرعنا المبارك.

    قال القاضي عياض في إكمال المعلم في فوائد مسلم: ولا يعترض على هذا بقوله - عليه السلام -: " فأصبح خبيث النفس كسلان "؛ فإن النبى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا مخبر عن غيره معين، وعن مذموم من الفعل يصلح فيه استعمال هذا اللفظ، ولو أخبر به مخبر عن نفسه من نومه عن الصلاة وعقد الشيطان على قافيته.

    انته كلامه.

    (فائدة):

    قوله صلى الله عليه وسلم: لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ خَبُثَتْ نَفْسِي، وَلكِنْ لِيَقُلْ لَقِسَتْ نَفْسِي.

    فيه أنه ينبغي عند الإرشاد والتعليم بعد ذكر النهي؛ أن ندل الناس على ما يسوغ فعله، وأن نفتح الأبواب الشرعية، أو المباحة إن وجدت بدون تكلف؛ بعد نهينا عن فعل أو قول؛ لأن الشرع لا يسد بابا من الشر إلا ويفتح ما شاء من أبواب الخير؛ كما في الحديث : نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ ، وَرَخَّصَ فِي لُحُومِ الْخَيْلِ. (4).

    فنهى، ورخص في الوقت عينه.

    انتهى، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
    ...........
    (1): شطر من حديث رواه مسلم*(٣١)*من حديث أبي هريرة.

    (2): رواه البخاري ( ٣٢٦٩)، ومسلم (٧٨٠)؛ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

    (3): رواه مسلم*(٩١) من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.

    (4): رواه البخاري ( ٥٥٢٠ ) من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه.
    .................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424

    كما يمكنكم الوصول إلى كافة الحسابات الاجتماعية الرسمية للتفسير بالبحث في الإنترنت عن " معاني وغريب قرآن - حديث. عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة ".

  3. افتراضي

    *(غريب ومعاني الصحيحين - البخاري ومسلم).*

    حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ:

    قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَكُونُ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُبْزَةً وَاحِدَةً يَتَكَفَّؤُهَا الْجَبَّارُ بِيَدِهِ، كَمَا يَكْفَأُ أَحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ فِي السَّفَرِ، نُزُلاً لأَهْلِ الْجَنَّةِ فَأَتَى رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَقَالَ: بَارَكَ الرَّحْمنُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ أَلاَ أُخْبِرُكَ بِنُزُلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ: بَلَى قَالَ: تَكُونُ الأَرْضُ خُبْزَةً وَاحِدَةً كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْنَا، ثُمَّ ضَحِكَ، حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ثُمَّ قَالَ: أَلاَ أُخْبِرُكَ بِإِدَامِهِمْ قَالَ: إِدَامُهُمْ بَالاَمٌ*وَنُون *قَالُوا: وَمَا هذَا قَالَ:*ثَوْرٌ*وَ ُونٌ، يَأْكُلُ مِنْ زَائِدَةِ كَبدِهِمَا سَبْعُونَ أَلْفًا».
    (متفق عليه - اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان. حديث رقم: ١٧٧٨).

    *قوله: (تكون الأرض):* يعني أرض الدنيا.
    قاله العيني في عمدة القاري، والقسطلاني في إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري.

    *قوله (يَتَكَفَّؤُهَا) :**أي*يقلبها*الله تعالى.
    قاله في مجمع بحار الأنوار.

    قال القسطلاني في الإرشاد: بفتح التحتية وسكون الكاف: يقلب.

    قال العيني في العمدة: أي يميلها ويقلبها من كفأت الإناء إذا قلبته.

    قال النووي في شرحه لمسلم: أي يميلها من يد إلى يد حتى تجتمع وتستوي لأنها ليست منبسطة كالرقاقة ونحوها.

    *قوله (نُزُلاً لأَهْلِ الْجَنَّة):* النُّزُلُ: المنزل. النُّزُلُ: ما هُيِّئَ للضيف يأْكل فيه وينام.
    كذا في المعجم الوسيط.

    قال النووي في شرحه لمسلم: أما النزل فبضم النون والزاي ويجوز إسكان الزاي وهو ما يعد للضيف عند نزوله.
    وهو قول العيني في عمدته.

    قال*عياض اليحصبي السبتي في مشارق الأنوار: أَي مَا طعامهم الَّذِي ينزلون عَلَيْهِ لأوّل ورودهم يُقَال أَعدَدْت لفُلَان*نزلا.

    *قوله (بَلَى):* أخبرني.
    قاله القسطلاني في إرشاده.

    *قوله ( بَدَتْ):* ظهرت. وفي التنزيل ( ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ) بَدَا: ظهر.

    *قوله ( نَوَاجِذُهُ ):* أضراسه، آخر أضراسه؛ لأن غالب ضحكه تبسما.

    وقيل: أنيابه (مقدم الأسنان).

    قال الزبيدي في تاج العروس: لأنه صلى الله عليه وسلم كان جل ضحكه التبسم.

    قاله الخليل بن أحمد الفراهيدي في العين: وقول العرب: بدت*نواجِذُهُ*إذ ا ظهر ذلك منه ضحِكاً أو غَضَباً.

    قال ابن قتيبة في غريب الحديث: يُرَاد انْفَتح فوه من شدَّة الضحك حَتَّى رأى آخر أَضْرَاسه من استقبله وَله مثل ذَلِك من أَسْفَل.

    قال الأصمعي هي أقصى الأضراس وقال الأزهري الناجذ أقصى الأضراس وهو يطلع إذا أسن الرجل.
    حكاه ابن الجوزي في غريب الحديث.

    قال النووي في شرحه لمسلم (ضحك حتى بدت*نواجذه) بالذال المعجمة أي أنيابه وقيل*أضراسه*والص حيح الأول.

    *قوله (إِدَامُهُمْ):* بكسر الهمزة الذي يأكلون به الخبز.
    قاله القسطلاني في إرشاد الساري.

    وفي المعجم الوسيط: ما يجعل مع الخبز فيطيبه.

    *قوله (بَالاَمٌ):* فسر في الحديث؛ بالثور.

    قال العيني في العمدة: وفيه أقوال والصحيح أنها كلمة عبرانية معناها بالعربية: الثور، وبهذا فسره ولهذا سألوا اليهودي عن تفسيرها، ولو كانت عربية لعرفتها الصحابة رضي الله تعالى عنهم.

    *قوله (وَنُونٌ):* أي وحوت. والنون الحوت.

    قال النووي في شرحه لمسلم: أما النون فهو الحوت باتفاق العلماء.

    قلت (عبدالرحيم): وفي الحديث الذي خرجه البخاري (٤٧٢٦) من حديث ابن عباس مرفوعا؛ وفيه: قَالَ( الله لموسى عليه السلام): خُذْ*نُونًا*مَيّ ِتًا، حَيْثُ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوحُ، فَأَخَذَ حُوتًا فَجَعَلَهُ فِي مِكْتَلٍ...
    فقوله (خذ نونا): يعني حوتا.

    وفي التنزيل (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ) أي أذكر صاحب الحوت؛ وهو يونس بن متى - عليه السلام -.

    وجمع (نون) نينان.
    قال البخاري في صحيحه وَقَالَ أَبُوالدَّرْدَا ءِ، فِي المُرِي: «ذَبَحَ الخَمْرَ*النِّي َانُ*وَالشَّمْس ُ»: النينان: الحيتان.

    قال الزبيدي في تاج العروس: وفسره عياض والخطابي بالثور، والنون: الحوت. قالوا: وهي لفظة عبرانية.

    هذا ما تيسر لي، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
    .............

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424

    كما يمكنكم الوصول إلى كافة الحسابات الاجتماعية الرسمية للتفسير بالبحث في الإنترنت عن " معاني وغريب القرآن - عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة ".

  4. افتراضي

    (تفسير غريب ومعاني الصحيحين - البخاري ومسلم).

    - حديث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى أَرْضٍ بَيْضَاءَ عَفْرَاءَ كَقُرْصَةِ نَقِيٍّ لَيْسَ فِيهَا مَعْلَمٌ لأَحَدٍ.
    (متفق عليه - اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق، حديث رقم: 1777).

    *قوله (يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ):* يحشر: أي يجمع. وفي التنزيل (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ): أي ويوم يجمع هؤلاء الكفار إلى النار.

    *قوله (عَلَى أَرْضٍ):* لم يعمل عليها خطيئة، ولم يسفك عليها دم حرام.

    *قوله (بَيْضَاءَ):* لم تُطأ.
    قاله العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري.

    قال الكرماني في شرح مصابيح السنة: أي خالية من الغرس. (الزرع).

    *قوله (عَفْرَاءَ):* بيضاء يعلوها حمرة.
    أي: ليست بيضاء خالصة، ليست ناصعة، أو شديدة البياض.

    قال الخطابي في إعلام الحديث(شرح البخاري): العفرة: بياض ليس بناصع.

    قال أبو عبيد القاسم بن سلام في غريب
    الحديث: الأعفر: الأبيض ليس بشديد البياض...

    قال النووي في شرح مسلم: بيضاء*إلى حمرة.

    قال الجوهري في الصحاح: وشاة عفراء: يعلو بياضها حمرة.*

    قال البيضاوي في تحفة الأبرار شرح مصابيح السنة: (الأعفر الأبيض): الذي لا يخلص بياضه، ولا يشتد، والعفرة: لون الأرض.

    قال القاضي عياض في إكمال المعلم: أى*بيضاء*إلى حمرة. والعفر: بياض يضرب إلى الحمرة قليلا، ومنه سمى عفر الأرض، وهو وجهها، لأنه بذلك اللون.

    قال العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري: عفراء*بالعين المهملة والفاء والراء وبالمد البيضاء*إلى حمرة، وأرض*بيضاء: لم تطأ.*

    *قوله (كَقُرْصَةِ):* أي كرغيف خبز مستدير مستوٍ.

    قال شهاب الدين التُّورِبِشْتِي في الميسر في شرح مصابيح السنة: وقوله: (كقرصة النقى) يريد بذلك بياضها واستدارتها واستواء أجزائها.
    انتهى كلامه.

    قال ابن الملقن في التوضيح: والقرصة والقرص: من الخبز.

    وفي المعجم الوسيط:القُرْصَ ُ: خبزةٌ صغيرةٌ مبسوطةٌ مدوّرة. والجمع : قُرَصٌ.

    قال الخليل بن أحمد الفراهيدي في العين: والقرص من الخبز وشبهه، والجميع*القرصة، والواحدة الصغيرة قرصة، والتذكير أعم.*

    قال الجوهري في الصحاح تاج اللغة: والقُرْصُ بالضم والقُرْصَةُ*من الخبز. وجمع القُرْصِ قِرَصَةٌ وأقراص، مثل غصن وغصنة وأغصان، وجمع*القرصةقرص، مثل صبرة وصبر. وقرصت المرأة العجين تَقرُصُهُ قَرْصاً، وقَرَّصَتْهُ تَقْريصاً، أي قطعته قُرْصَةً قُرْصَةً. والتشديد للتكثير.

    *قوله (نَقِيٍّ):* دقيق ليس فيه نخالة (ردة)؛ الذي نخل، وليس فيه غيره.

    قال شهاب الدين التُّورِبِشْتِي في الميسر: وأراد بالنقى: الدقيق الذي ينخل وينظف فتؤخذ نقاوته، وهو الحُوَّارَى.

    قال الخطابي في إعلام الحديث: نقي من القشر والنخالة.

    قال ابن الملقن في التوضيح لشرح الجامع الصحيح: ونخل الدقيق بالغربال -وهو المنخل- أي: تصفيته من النخالة وغيرها.

    قال مجد الدين أبو السعادات في النهاية في غريب الحديث والأثر: يَعْنِي الخُبْز الحُوَّارَى.
    وبه قال الحربي في غريب الحديث.

    وفي المعجم الوسيط: النَّقِيُّ: الخالِصُ. النَّقِيُّ* الحُوّارَى: الدقيق الجيّد.

    قال النووي في شرحه لمسلم: والنقى بفتح النون وكسر القاف وتشديد الياء هو الدقيق الحوري وهو الدرمك وهو الأرض الجيدة.

    قال العيني في العمدة: «نقي» بفتح النون وكسر القاف وهو الدقيق النقي من الغش والنخال.

    قال الضرير الشيرازي المظهري في المفاتيح في شرح المصابيح: وإنما ضربَ المثل بقرصة النقي؛ لاستدارتها وبياضها على ما ذكرنا.

    قلت (عبدالرحيم): والمعنى: يجمع الناس يوم القيامة؛ على أرض مستوية؛ كقرصة خبز صنعت من دقيق خالص؛ لا نتوء فيها بارز، كما يحدث إذا اخلتط الدقيق بالنخالة؛ أي أرض مستوية، لا انخفاض فيها، ولا علو.

    وهذا تنبيه على أنه ليس ثم مخبأ لأحد قط. وذلك قوله تعالى ( لَا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلَا أَمْتًا): عِوَجًا: انخفاضا. والأمت: المرتفع. أي لا ارتفاع فيها، ولا انخفاض.

    ويذكرك هذا بما رواه مسلم من حديث أبى سعيد الخدرى، عن رسول الله صلى الله*عليه وسلم قال: " تكون الأرض*يوم القيامة خبزة واحدة، يكفؤها الجبار بيده، كما يكفؤ أحدكم خبزته فى السفر...».
    انتهى

    *قوله (لَيْسَ فِيهَا):* أي في الأرض.
    قاله زكريا الأنصاري في منحة الباري بشرح صحيح البخاري.

    *قوله (مَعْلَمٌ):* أي ليس فيها علامة، أو أثر لمخلوق وطئها.

    فقوله (مَعْلَمٌ) : أي علامة.
    قاله شهاب الدين التُّورِبِشْتِي في الميسر، والقسطلاني في إرشاد الساري، والقاضي عياض في* إكمال المعلم*بفوائد مسلم، والبيضاوي (المفسر) في تحفة الأبرار.

    زاد البيضاوي: يريد به الأبنية.

    زاد التُّورِبِشْتِي : يريد أن ما أحدثه الخلق على وجه الأرض من الأبنية وغيرها يزال عنها بالتسوية وتبديل صفات الأرض.

    قال القسطلاني: في إرشاد الساري: (معلم) فتح الميم واللام بينهما عين مهملة ساكنة: علامة.

    وزاد القاضي:* سكنى أو بناء أو أثر.

    وقال القاسم بن سلام في غريب الحديث: والمعلم: الأثر.

    قال مجد الدين أبو السعادات: المعلم: جعل*علامة*للطرق والحدود، مثل أعلام الحرم ومعالمه المضروبة عليه.

    قال الأزهري في تهذيب اللغة: ويقال: أعلمت الثوب إذا*جعلت فيه*علامة*أو*جعل له علما. وأعلمت على موضع كذا من الكتاب*علامة.
    *
    قال ابن الجوزي في كشف المشكل من حديث الصحيحين: والمعلم الأثر. قال أبو سليمان البستي: إنما سمي الحواري نقيا لأنه نقي من القشر والنخاله. ويريد بقوله: " ليس فيه معلم " أنها مستوية ليس فيها حدب يرد البصر ولا بناء يستر ما وراءه. والمعلم واحد معالم الأرض: أي أعلامها التي يهتدى بها في الطرق.

    قال العيني في العمدة: قوله (معلم) بفتح الميم واللام وهو بمعنى العلامة التي يستدل بها أي هذه الأرض*مستوية ليس فيها حدب يرد البصر ولا بناء يستر ما وراءه ولا علامة غيره وفيه إشارة إلى أن*أرض*الدنيا اضمحلت وأعدمت وأن*أرض*الموقف تجددت.

    قلت (عبدالرحيم): لعله يشير إلى ما في التنزيل: ( يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ): قال السيوطي في الجلالين: هو يوم القيامة فيحشر الناس على أرض بيضاء نقية.

    وأحمد الله أن ألهمني هذا؛ فقد أور القسطلاني في إرشاد الساري هذه الآية (يوم تبدل الأرض...) عند تعرضه لشرح الحديث. فله الحمد الحسن والثناء الجميل.

    *قوله (لأحد):* يستدل بها*على*الطريق.*
    قاله القسطلاني في الإرشاد.

    ولهذه الآية تفسير قيم؛ يأتي عند تفسيرنا لها في معاني وغريب القرآن (إن شاء الله).
    .................

    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424

    كما يمكنكم الوصول إلى كافة الحسابات الاجتماعية الرسمية للتفسير بالبحث في الإنترنت عن " معاني وغريب القرآن - عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة ".

  5. افتراضي

    *(تفسير غريب ومعاني الصحيحين - البخاري ومسلم)*

    - حديث ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الدُّبَّاءِ والْحَنْتَمِ وَالنَّقِيرِ وَالْمُزَفَّتِ.

    (متفق عليه - اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه، حديث رقم: 1299).

    *قوله {الدُّبَّاء}ِ:* القرع؛ وهو اليقطين. (1)

    قال الخليل بن أحمد الفراهيدي في العين، والزمخشري في الفائق في غريب الحديث والأثر، والحافظ ابن حجر في فتح الباري، والحميري في شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم، والصفدي في تصحيح التصحيف وتحرير التحريف، والزبيدي في تاج العروس: " الدباء ": القرع.

    زاد الخليل، والزمخشري: والواحدة دباءة.

    وزاد الزبيدي: قَالَه جماعَة من اللغويين.

    قال النووي في شرحه لمسلم: فالدباء بضم الدال وبالمد وهو القرع اليابس أي الوعاء منه.

    قال عياض بن عمرون اليحصبي السبتي في مشارق الأنوار على صحاح الآثار، والأزدي الميورقي في تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم قوله ( الدباء) اليقطين.

    زاد عياض: هو القرع المأكول وقيل اليقطين كل شجرة مفرشة على الأرض ليست بذات ساق.

    وزاد الأزدي: ويقال له في بعض البلاد القرع وإذا جف أخرج ما في جوفه وانتبذ فيه

    قال الرازي في مختار الصحاح: و (الدباء) بالضم والتشديد والمد القرع الواحدة (دباءة) .

    قال الفيومي في المصباح المنير في غريب الشرح الكبير :والقطن بفتحتين ما انحدر من ظهر الإنسان واستوى واليقطين يفعيل وهو عند العرب كل شجرة تنبسط على وجه الأرض ولا تقوم على ساق قال الحجة فالحنظل عندهم من اليقطين لكن غلب استعمال اليقطين في العرف على الدباء وهو القرع وحمل قوله تعالى {وأنبتنا عليه شجرة من يقطين} على هذا.

    قلت ( عبدالرحيم ): والمراد بالنهي: النهي عن جعل الدباء إناءً لينتبذ فيه (ينقع)، وليس معناه النهي عن أكل الدباء،
    وإلا فقد أكل النبي صلى الله عليه وسلم الدباء، بل كان يحبها؛ فقد روى البخاري ( 2092)، ومسلم (2041) من حديث أنس، وفيه: فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يَتَتَبَّعُ الدُّبَّاءَ مِنْ حَوَالَيِ القَصْعَةِ»، قَالَ: «فَلَمْ أَزَلْ أُحِبُّ الدُّبَّاءَ مِنْ يَوْمِئِذٍ».

    وقد جاءت رواية الشيخين مصرحة بأن النهي عن الانتباذ ففي الصحيحين من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: لاَ تَنْتَبِذُوا فِي الدُّبَّاءِ وَلاَ فِي الْمُزَفَّتِ. (2).

    قال النووي في شرحه لمسلم: فالدباء بضم الدال وبالمد وهو القرع اليابس أي الوعاء منه.

    قال الخليل في العين: وهي أوعية كانوا ينتبذون فيها وضريت فكان النبيذ يغلي فيها سريعا ويسكر فنهاهم عن الانتباذ فيها.

    *قوله {والْحَنْتَمِ}:* المفرد منه: حنتمة، والجمع حناتم؛ وهو نوع من الجرار.

    قال أبو إسحاق الطرابلسي في كفاية المتحفظ ونهاية المتلفظ في اللغة العربية :والحنتم: جرار خضر تعْمل فِيهَا الْخمر.

    قال ابن سيده في المحكم والمحيط الأعظم: والحنتم: جرار خضر تضرب إلى الحمرة.

    نجم الدين النسفي ( غير صاحب التفسير ) في طلبة الطلبة: والحنتم: جرار خضر كانت تحمل إلى المدينة فيها الخمر.

    قال أبو هلال العسكري في التلخيص في معرفة أسماء الأشياء: والحنتمُ: والجمعُ الحناتمُ، وهيَ الجرارُ الخضرُ.

    قال الخطابي في غريب الحديث: والحنتم أوعية ضارية تسرع بالشدة إلى الشراب وقد يحدث فيه التغير ولا يشعر به صاحبه فهو على خطر من شرب المحرم فنهى عن استعمالها استبراء للشك وأخذا باليقين فيه.

    قال مجد الدين أبو السعادات في النهاية في غريب الحديث والأثر: (الحنتم): جرار مدهونة خضر كانت تحمل الخمر فيها إلى المدينة ثم اتسع فيها فقيل للخزف كله حنتم، واحدتها حنتمة. وإنما نهي عن الانتباذ فيها لأنها تسرع الشدة فيها لأجل دهنها. وقيل لأنها كانت تعمل من طين يعجن بالدم والشعر فنهي عنها ليمتنع من عملها. والأول الوجه.

    قال مصطفى البغا في تعليقه على صحيح البخاري: (الحنتم) جرار كانت تعمل من طين وشعر ودم.

    قال النووي في شرحه لمسلم: وأما الحنتم فاختلف فيها فأصح الأقوال وأقواها أنها جرار خضر وهذا التفسير ثابت في كتاب الأشربة من صحيح مسلم عن أبى هريرة وهو قول عبد الله بن مغفل الصحابي رضي الله عنه وبه قال الأكثرون أو كثيرون من أهل اللغة وغريب الحديث والمحدثين والفقهاء.

    *قوله {وَالنَّقِيرِ}:* فعيل بمعنى مفعول، أي المنقور؛ وهو إناء من جذع النخل، أو الشجر؛ ينتبذ ( ينقع ) فيه؛ فيسرع التخمر.

    قال مجد الدين أبو السعادات في النهاية في غريب الحديث والأثر: فيكون على حذف المضاف، تقديره: عن نبيذ النقير، وهو فعيل بمعنى مفعول.

    قال ابن أبي نصر الأزدي في تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم أصل النخلة ينقر جوفها حتى يصير كالآنية ثم ينبذ فيها.

    قال الجوهري في الصحاح تاج اللغة، وابن منظور في اللسان: والنقير: أصل خشبة ينقر فينبذ فيه فيشتد نبيذه، وهو الذي ورد النهى عنه.

    وقال ابن الأثير: النقير: أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر ويلقى عليه الماء فيصير نبيذا مسكرا.
    حكاه الزبيدي في تاج العروس، وبه قال مجد الدين أبو السعادات في النهاية.

    قال البغا: (النقير) أصل النخلة ينقر ويجوف فيتخذ منه وعاء.

    وقال ابن سيده في المحكم: والنقير: ما ثقب من الخشب والحجر ونحوهما.

    *قوله {وَالْمُزَفَّتِ} :* ويقال له القار؛ وهو الإناء المطلي بالزفت. يقال زفت السفينة: أي طلاها بالزفت.
    والمعنى نهى النبي ان ينتبذ في كل إناء مطلي بالزفت؛ لأنه سريع التخمر.

    قال الحافظ ابن حجر في الفتح {وَالْمُزَفَّتِ} : ما طلى بالزفت.

    قال برهان الدين الخوارزمي المُطَرِّزِىّ في كتابه المغرب: (المزفت) الوعاء المطلي بالزفت وهو القار وهذا مما يحدث التغير في الشراب سريعا.

    قال الجوهري في الصحاح تاج اللغة: الزفت: بالكسر: القير. ومنه المزفت، تقول: جرة مزفتة، أي مطلية بالزفت.

    قال ابن الجوزي في غريب الحديث: نهى عن المزفت وهو الإناء الذي يطلى بالزفت ثم ينتبذ فيه.

    قال الزمخشري في الفائق: المزفت: الوعاء المطلي بالزفت وهي أوعية تسرع بالشدة في الشراب.

    قال الخليل في العين: وهي أوعية كانوا ينتبذون فيها.

    قال أبو عبيد في غريب الحديث: وأما المزفت فهذه الأوعية التي فيها الزفت.

    قال الليث: الزفت: القير. ويقال لبعض أوعية الخمر: المزفت، وهو المقير بالزفت.
    حكاه الأزهري في تهذيب اللغة.

    قلت (عبدالرحيم): وفي الحديث دليل على اجتناب ما يكون سببا للمعاصي؛ حسيا كان أو معنويا؛ فنهى النبي صلى الله عليه عن هذه الأواني وإن كانت في ذاتها مباحة ؛ اللهم إلا ما في وصف بعضها أنها من شعر ودم .
    فقد حكى النووي في المنهاج عن عطاء في وصفه للحنتم: جرار كانت تعمل من طين وشعر ودم.

    قال الخطابي في شرحه للبخاري: وليس المعنى في النهي تحريم أعيان هذه الأوعية، فإن الأوعية لا تحرم شيئا ولا تحلله، ولكن هذه الأوعية ظروف متينة إذا انتبذ صاحبها فيها، كان على غرر منها، لأن الشراب قد ينش فيها ويغلي فيصير مسكرا وهو لا يشعر به، وكذلك هذا في السقاء المزفت لأن الرب الذي فيه يمنعه من التنفس، فأما السقاء غير المربوب فإنما جاءت الرخصة فيه لأنه إذا اشتد الشراب لم يلبث السقاء أن ينشق فيعلم به صاحبه فيجتنبه.
    ......................
    (1): القرع أو اليقطين: هو صنف من النبات، أكثر أنواعه شيوعا هو القرع البلدي، ذو شكلٍ دائري و ملمس ناعم، سلس و مضلع قليلا ولونه يتراوح من الأصفر الغامق إلى اللون البرتقالي . القشرة سميكة تحتوي على البذور واللب.
    همذا في موسعة ويكيبيديا.

    (2): الحديث من كتاب اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان لفؤاد عبدالباقي - حديث رقم 1296.
    .................
    كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424

    كما يمكنكم الوصول إلى كافة الحسابات الاجتماعية الرسمية للتفسير بالبحث في الإنترنت عن " معاني وغريب القرآن - عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة ".

  6. افتراضي

    *( تفسير غريب ومعاني الصحيحين - البخاري ومسلم ).*

    *حديث جَابِرٍ رضي الله عنه، قَالَ:*
    *نَهى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ الزَّبِيبِ وَالتَّمْرِ وَالْبُسْرِ وَالرُّطَبِ.*

    ( متفق عليه - اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان - حديث رقم: ١٢٩٤ ).

    *قوله (وَالْبُسْرِ):* ثمر النخل قبل أن يكون رطبا.

    قال الخليل بن أحمد الفراهيدي في العين: والبسر من التمر قبل أن يرطب، والواحدة بسرة، وأبسر النخل صار بسرا بعد ما كان بلحا.

    قال أبو بكر الانباري في الزاهر في معاني كلمات الناس: البسر معناه في كلام العرب: الذي لم يبلغ حال الرطب، ولا وقته. من قولهم: قد بسر الرجل الحاجة: إذا طلبها في غير وقتها، وقد بسر الفحل الناقة: إذا أتاها في غير وقتها.

    قلت ( عبدالرحيم ): ومعنى النهي في هذا الحديث: النهي عن الجمع بين هذه الأصناف في إناء واحد لينتبذ ( ينقع )؛ وإلا فقد أحل الله لنا هذه الأصناف منفردة،

    يفسره رواية مسلم من حديث جابر - رضي الله عنه - وفيه: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى أَنْ يُخْلَطَ الزَّبِيبُ وَالتَّمْرُ، وَالْبُسْرُ وَالتَّمْرُ»، وهذا صريح في تأويل النهي؛ المذكور في رواية الشيخين. كما أن سبب النهي ليس لكونها أصبحت خمرا، ولكن لكي لا تؤول إلى الخمر؛ لأن الخمرة محرمة ولو كانت من صنف واحد.
    كما أنه يجوز الانتباذ بصنف واحد، كما كان ينتبذ للنبي صلى الله عليه وسلم،

    كما عند مسلم (1999) من جابر، قال: «كان ينتبذ لرسول الله صلى الله عليه وسلم في سقاء، فإذا لم يجدوا سقاء نبذ له في تور من حجارة».

    وفي البخاري (5602) من طريق يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: «نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُجْمَعَ بَيْنَ التَّمْرِ وَالزَّهْوِ، وَالتَّمْرِ وَالزَّبِيبِ، وَلْيُنْبَذْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَةٍ».

    والشاهد قوله: وَلْيُنْبَذْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا عَلَى حِدَةٍ».

    قلت: وليس معناه أن يجمع بين الأصناف الأربعة المذكرة في الحديث معا؛ فلو جمع بين صنفين فهو داخل في النهي.

    قال الكرماني في الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري: يعني عن الجمع بين الزبيب والتمر في الانتباذ والجمع بين البسر والرطب وليس المراد به النهي عن كل من الأربعة على انفراد ولا النهي عن الجمع بين الأربعة أو الثلاثة ولا النهي عن الجمع بين الأولين بخصوصهما أو الأخيرين بخصوصهما بل المقصود الجمع بين اثنين من كل ما من شأنه أن ينتبذ به.

    قال الكجراتي في مجمع بحار الأنوار: أي نهى*
    عن*الجمع*بين*الأ بعة*أو*الثلاثة*ب ما فيه من الإسرافأو*عدم الشعور بسكره بسبب الخلط، قوله: إذا كان مسكرا،أي*يؤل إلى الإسكار.*

    قال ابن بطال في شرحه للبخاري: وإنما نهى عن الخليطين وإن لم يسكر واحد منهما - والله أعلم - من أجل خيفة إسراع السكر إليهما، وحدوث الشدة فيهما، وأنهما يصيران خمرًا وهم لا يظنون.

    قال ابن الجوزي في كشف المشكل من حديث الصحيحين والمعنى: أن ينبذا جميعا، وهذا لأنهما يتعاونان على الاشتداد.

    والمراد بالنهي: النهي عن الجمع، والخلط بين هذه الأصناف؛ لما فيه من سرعة التخمر.
    وهذا دليل على سد ذريعة كل ما يؤول إلى محرم.

    قال ابن منظور في اللسان: نهى عن الخليطين في الأنبذة، وهو أن يجمع بين صنفين تمر وزبيب، أو عنب ورطب. الأزهري: وأما تفسير الخليطين الذي جاء في الأشربة وما جاء من النهي عن شربه فهو شراب يتخذ من التمر والبسر أو من العنب والزبيب، يريد ما ينبذ من البسر والتمر معا أو من الزبيب والعنب معا، وإنما نهى عن ذلك لأن الأنواع إذا اختلفت في الانتباذ كانت أسرع للشدة والتخمير، والنبيذ المعمول من خليطين ذهب قوم إلى تحريمه وإن لم يسكر، أخذا بظاهر الحديث، وبه قال مالك وأحمد وعامة المحدثين، قالوا: من شربه قبل حدوث الشدة فيه فهو آثم من جهة واحدة، ومن شربه بعد حدوثها فيه فهو آثم من جهتين: شرب الخليطين وشرب المسكر؛ وغيرهم رخص فيه وعللوا التحريم بالإسكار.
    ..........................

    الكاتب والمشرف العام/ عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424

  7. افتراضي

    *( تفسير غريب الصحيحين - البخاري ومسلم ).*

    الكاتب، والمشرف العام/ عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
    للاشتراك، للإبلاغ عن خطأ:
    ............................

    *- حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: الْعَجْمَاءُ جُبَارٌ، وَالبِئْرُ جُبَارٌ، وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ. ( اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان - 1112 ).*

    *قوله (الْعَجْمَاءُ):* البهيمة، الدابة. والجمع: عجماوات.

    ومنه قولهم " صلاة النهار عجماء؛ أي لا يسمع فيها قراءة بخلاف صلاة الليل؛ فإنها أسمع وأشد تأثيرا على النفس.

    قال أبو عُبيد القاسم بن سلاّم في غريب الحديث: يعني البهيمة وإنما سميت عجماء لأنها لا تتكلم.

    قال الحربي في المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث: والعجماء؛ البهيمة، ويعنى به إذا كانت منفلتة، لا قائد لها ولا سائق، فأما إذا كان معها راكبها أو قائدها، أو سائقها فقد اختلف فيه. انتهى

    *قوله (جُبَارٌ):* أي هدر.

    والمعنى: جرح الدابة هدر، لاضمان فيه؛ أي الجرج الذي تجرحه الدابة للإنسان. على تفصيل معروف في الفقه.

    وقد ورد رواه مسلم بلفظ " العجماء جرحها جبار ... ".

    وفي المعجم الوسيط: " الجبار ": الهدر*وَهُوَ*مَا لَا قصاص فِيهِ وَلَا غرم.

    قال مجد الدين أبو السعادات في النهاية في غريب الحديث والأثر: الجبار: الهدر.
    قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري، وابن الجوزي في غريب الحديث: أَي هدر.

    قال الشافعي: وأما قول النبى صلى الله عليه وسلم: العجماء جبار فانها كل بهيمة أفسدت شيئا أو أتلفته وليس معها قائد ولا سائق ولا راكب.
    حكاه ابن قتيبة في غريب الحديث.

    قال الحربي في غريب الحديث: والجبار: كل جرح لا عقل (1) له، ولا قود.

    قال محمد فؤاد عبدالباقي في تحقيقه لمسلم: فأما قوله صلى الله عليه وسلم العجماء جرحها جبار فمحمول على ما إذا أتلفت شيئا بالنهار أو أتلفت شيئا بالليل بغير تفريط من مالكها أو أتلفت شيئا وليس معها أحد - فهذا غير مضمون وهو مراد الحديث والمراد بجرح العجماء إتلافها سواء كان بجرح أو غيره.

    *قوله (وَالبِئْرُ جُبَارٌ):* معناه أنه يحفرها في ملكه أو في موات فيقع فيها إنسان أو غيره ويتلف فلا ضمان وكذا لو استأجره لحفرها فوقعت عليه فمات فلا ضمان فأما إذا حفر البئر في طريق المسلمين أو في ملك غيره بغير إذنه فتلف فيها إنسان فيجب ضمانه على عاقلة حافرها والكفارة في مال الحافر وإن تلف بها غير الآدمي وجب ضمانه في مال الحافر.
    قاله النووي في شرحه لمسلم.

    *قوله (وَالْمَعْدِنُ جُبَارٌ):* فإنها هذه المعادن التي تستخرج منها الذهب والفضة فيجيء قوم يحفرونها بشيء مسمى لهم فربما انهار المعدن عليهم فقتلهم فيقول: دماؤهم هدر لأنهم عملوا بأجرة وهذا أصل لكل عامل عمل عملا بكراء فعطب فيه أنه هدر لا ضمان على من استعمله إلا أنهم إذا كانوا جماعة ضمن بعضهم لبعض على قدر حصصهم من الدية.
    قاله أبو عُبيد القاسم بن سلاّم في غريب الحديث.

    قال محمد فؤاد عبدالباقي في تحقيقه لمسلم: (والمعدن جبار) معناه أن الرجل يحفر معدنا في ملكه أو في موات فيمر بها مار فيسقط فيها فيموت أو يستأجر أجراء يعملون فيها فيقع عليهم فيموتون فلا ضمان في ذلك.

    *قوله (وَفِي الرِّكَازِ الْخُمُسُ):* الركاز هو دفين الجاهلية أي فيه الخمس لبيت المال والباقي لواجده قال النووي وأصل الركاز في اللغة الثبوت.
    قاله فؤاد عبدالباقي في الموضع الآنف الذكر.

    قال النووي في شرحه لمسلم: والركاز هو دفين الجاهلية وهذا مذهبنا ومذهب أهل الحجاز وجمهور العلماء وقال أبو حنيفة وغيره من أهل العراق هو المعدن وهما عندهم لفظان مترادفان وهذا الحديث يرد عليهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم فرق بينهما وعطف أحدهما على الآخر وأصل الركاز في اللغة الثبوت والله أعلم.

    انتهى، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
    ........
    (1): العقل: الدية.
    قاله عياض اليحصبي السبتي، في مشارق الأنوار على صحاح الآثار.

    قال ابن فارس القزويني الرازي في حلية الفقهاء: وأما الدية، فهي دية وعقل، وسميت عقلا، لأنها تعقل الدماء عن أن تسفك.
    وقال الأزهري الهروي في تهذيب اللغة: والعقل في كلام العرب: الدية، سميت عقلا لأن الدية كانت عند العرب في الجاهلية إبلا، وكانت أموال القوم التي يرقئون بها الدماء، فسميت الدية عقلا لأن القاتل كان يكلف أن يسوق إبل الدية إلى فناء ورثة المقتول، ثم يعقلها بالعقل ويسلمها إلى أوليائه. وأصل العقل مصدر عقلت البعير بالعقال أعقله عقلا، والعقال: حبل يثنى به يد البعير إلى ركبتيه فيشد به.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •