*(معاني وغريب الصحيحين - البخاري ومسلم).*
- حديث أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يُوشِكُ الْفُرَاتُ أَنْ يَحْسِرَ عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَمَنْ حَضَرَهُ فَلاَ يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا.
(متفق عليه - اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان؛ حديث رقم: ١٨٣٨).
*قوله (يُوشِكُ):* أي يقرب.
قاله الحافظ ابن حجر في فتح الباري، والعيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري، والقسطلاني في هدي الساري.
زاد العيني: وهو بكسر الشين المعجمة.*
*قوله (الْفُرَاتُ):* اسم*نهر*الكوفة.*
قاله الجوهري في الصحاح تاج اللغة، والحميري في شمس العلوم ودواء كلام العرب من المكلوم، وابن منظور في اللسان.
قال العيني في عمدة القاري: وأصله من أطراف إرمينية يأتي ويمر بأرض ملطية على مسيرة ميلين منها، ثم على سميساط وقلعة الروم والبيرة وجسر منبج وبالس وقلعة حصير والرقة والرحبة وقرقيسيتا وعانة والحديثة وهيت والأنبار، ثم يمر بالطفوف ثم بالحلة ثم بالكوفة*وينتهي إلى البطائح ويصب في البحر الشرقي.
*قوله (أَنْ يَحْسِرَ):* يكشف.
قاله القسطلاني في هدى الساري، والحربي قي المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث، ومجد الدين أبو السعادات في النهاية في غريب الحديث والأثر، وابن منظور في لسان العرب، وغيرهم.
زاد الحربي: وحسر الماء: نضب عن الساحل، وحسر عن ذراعيه إذا أخرجهما من كميه.
وزاد أبو السعات: يقال: حسرت العمامة عن رأسي، والثوب عن بدني: أي كشفتهما.
قال القاضي*عياض اليحصبي*في مشارق الأنوار على صحاح الآثار: قوله حسر عن فخذه وفي الكسوف وحتى حسر عنها وفلما حسر عنها على ما لم يسم فاعله وحتى انحسر الغضب عن وجهه ويروى تحسر وكذا لأكثر شيوخا وأحسر خماري عن عيني بكسر السين وضمها وحسر عن رأسه البرنس كله بمعنى كشف عنه ومنه الحاسر المنكشف في الحرب بغير ذرع وفي الحديث على الحسر وخرجوا حسرا جمع حاسر وأما قوله*يحسر*الفرات عن كنز وعن جبل من ذهب فمعناه نضب وكشف عنه.
انتهى كلامه.
*قوله (عَنْ كَنْزٍ مِنْ ذَهَب):* الكنز*اسم*للمال المدفون. وقيل: هو الذي لا يدرى من كنزه، وقال الطبري: هو كل شيء مجموع بعضه إلى بعض في بطن الأرض كان أو ظهرها. وقال القرطبي: أصله الضم والجمع ولا يختص ذلك بالذهب والفضة.
قاله العيني في عمدة القاري.
*قوله ٍ (فَمَنْ حَضَرَهُ):* يومئذ.
*قوله (فَلاَ يَأْخُذْ مِنْهُ شَيْئًا):* هذا يشعر بأن الأخذ منه ممكن وعلى هذا فيجوز أن يكون دنانير ويجوز أن يكون قطعا ويجوز أن يكون تبرا.
قاله الحافظ في الفتح.
قال العيني في العمدة: وجه منع الأخذ لأنه مستعقب للبليات، وهو آية من الآيات.
قلت (عبدالرحيم): وفيه دليل عن البعد والقرب من مواطن الفتن؛ وألا يباشر منها شيئا؛ ولو بالقليل لقوله (فلا يأخذ منه شيئا)؛ ولأن من يستشرف للفتنة تستشرفه: أي من تطلع وتعرض للفتنة تستشرفه: يعني تغلبه وتصرعه؛ كما قال القاضي عياض في إكمال المعلم بفوائد مسلم.
وفي لفظ لمسلم*(٢٨٩٤)*عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: " لا تقوم الساعة حتى*يحسر*الفرات عن جبل من ذهب، يقتتل الناس عليه، فيقتل من كل مائة، تسعة وتسعون، ويقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو ".
قال في عمدة القاري: وإنما النهي لما ينشأ عن أخذه من الفتنة والقتال عليه.
قال القسطلاني في هدي الساري: والأصل أن يقول:*أنا*الذي*أف وز به فعدل إلى قوله*أنجو*لأنه إذا نجا من القتل تفرد بالمال وملكه.
انتهى، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
...................
كتبه: أبو المنذر عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة المصري المكي.
للاشتراك - للإبلاغ عن خطأ: 00966509006424
كما يمكنكم الوصول إلى كافة الحسابات الاجتماعية الرسمية للتفسير بالبحث في الإنترنت عن " معاني وغريب قرآن - حديث. عبدالرحيم بن عبدالرحمن آل حمودة ".