السلام عليكم ورحمة الله

>> مقال لم تقبل الصحف الجزائرية بنشره !

الاحتفال الغريب بلغة الأمّ في الجزائر
كتبه الدكتور عثمان سعدي الجزائري -وفقه الله-
21-02-2017م
منقول من الصحيفة الإلكترونية "رأي اليوم" - يُصدرها الصحفي الفلسطيني عبد الباري عطوان

من غرائب وعجائب الجزائر أنني تلقيت اليوم (20-02-2017م) ــ بصفتي رئيس جمعية الدفاع عن اللغة العربية ـــ دعوة من المجلس الأعلى للغة العربية والمحافظة السامية للأمازيغية، لحضور ندوة (الاحتفاء باليوم العالمي للغة الأم الموافق لـــ 21 فبرايرـــ شباط من كل سنة) الذي سيعقد في المكتبة الوطنية بالجزائر العاصمة، احتفالا بلغة الأمَّيَيْن العربية والأمازيغية. وقد قررت عدم الحضور، لأن هذا العمل يدخل في إطار التشويش على اللغة الجامعة التي هي العربية الفصحى بالجزائر. فمثلا لم يحدث أن المصريين احتفلوا باللغة القبطية أو المصرية القديمة ذات التراث الفرعوني الثريّ، بل إن اسم دولة مصر هو جمهورية مصر العربية. كما لم يحدث للعراقيين أن احتفلوا باللغة البابلية. ولا السوريين باللغة الكنعانية بل اسم دولتهم الجمهورية العربية السورية. ولا الفرنسيين باللغة الغالية. ولا الإسبان باللغة القوطية أو اللاتينية.

وأنا كأمازيغي أسأل دعاة الاحتفال، عن لغة الأم الأمازيغية هل هي القبائلية، أو الشاوية، أو الترقية، أو الشلحية، أو الشنوية، أو الزناتية بتيميمون، أو,,,, أو…. أو ….

علما بأنه لا توجد لغة أمازيغية أمٌّ وإنما توجد مئات اللهجات الأمازيغية يصعب التحدث بين بعضها البعض. فحتى بالقبائلية أو الشاوية توجد عدة لهجات.. وحرف لغة الأم الأمازيغية بالجزئر هو الحرف الفرنسي بينما تراث اللهجات الأمازيغية مكتوب بالحرف العربي.

دعاة الفرنكفونية بالجزائر يقولون أن بالجزائر اللغة الجزائرية ولا يؤمنون بالعربية الفصحى، بل إن وزيرة التربية الجزائرية قررت قبل أشهر التعليم بالدارجة في المرحلة الابتدائية ثم تراجعت بعد أن ووجهت بحملة جماهرية ونخبوية شعواء. علما بانه توجد عشرات اللهجات العربية بالجزائر. وحرف لغة الأم الأمازيغية بالجزئر هو الحرف الفرنسي بينما تراث اللهجات الأمازيغية مكتوب بالحرف العربي.

وختاما من حقي كمواطن جزائري من أصل أمازيغي حرٍّ، بعيدا عن الفرنكفونية، أن أسأل: أين تتجه الجزائر جزائر الأمير عبد القادر وعبد الحميد بن باديس وعبد المعطي الزواوي وبُصيري دلّس الأمازيغي صاحب البردة، بهذا العبث بمقومات الوحدة الوطنية المبنية على الوحدة اللغوية الجامعة؟… في روسيا الاتحادية، وفي ألمانيا، وفي فرنسا ، وفي الولايات المتحدة الأمريكية واليابان والصين وحدة وطنية مبنية على الوحدة اللغوية.

وليعذرني المتنبي إن حرفت بيته الشعري، فقلت:

وكم في الجزائر من مُضحكاتٍ *** ولكنّه ضحكٌ كالبُكاءْ
*****
والحمد لله ربّ العالمين