تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: السحر ثلاثة أنواع؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    173

    Question السحر ثلاثة أنواع؟

    السلام عليكم ورحمة الله

    هل يمكن أن نقول السحر ثلاثة أنواع:
    سحر الشياطين
    سحر هاروت وماروت
    وسحر الأعين

    والدليل قوله تعالى: وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُون َ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُون َ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102) وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (103)

    وقوله تعالى:قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوه ُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116)

    أما سحر الشياطين فهو أن يستعين المرء بالشياطين لكي يتم عمل أو خدعة ما، وهذا النوع من السحر يؤدي الى عبادة الشياطين
    أما سحر هاروت وماروت فهو سحر يقتضي ان يبيع المرء إيمانه مقابل أن يحصل على أمور هي من خوارق العادة
    اما سحر الأعين فهو مبني على الخدع والحيل وخفة اليد

    لا ريب أن الأول يؤدي الى الكفر وان الثاني كفر بواح ولكن ما حكم الثالث؟؟؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    173

    افتراضي

    للرفع هل هذا التقسيم صحيح وما حكم الثالث

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    السحر - عرفه الفقهاء بقولهم : السحر هو رقى وعزائم وعقد ينفث فيها فيكون سحرا يضر حقيقة ويمرض حقيقة ويقتل حقيقة.
    فإذن حقيقة السحر أنه استخدام للشياطين في التأثير، ولا يمكن للساحر أن يصل إلى انفاذ سحره حتى يكون متقربا إلى الشياطين، فإذا تقرب إليها خدمته الجن -يعني شياطين الجن- بأن أثرت في بدن المسحور، فلكل سحر خادم من الشياطين يخدمه، ولكل ساحر مستعان به من الشياطين، فلا يمكن للساحر أن يكون ساحرا على الحقيقة إلا وهو يتقرب إلى الشياطين-- و الجني يخدم هذا السحر بالنفث في العقدة، وفائدة العقدة عند السحرة أنه لا ينحلْ السحر ما دامت معقودة، فينعقد الأمر الذي أراه السحر بشيئين: العقدة وبالنفث. العقدة عقدة حبل أو خيط أو نحو ذلك، وبالنفث فيها بالأدعية الشركية والاستعانة بالشياطين.
    -----------
    وهناك شيء قد يكون في الظاهر أنه سحر ولكنه في الباطن ليس بسحر، وهذا ليس الكلام فيه، وإنما الكلام فيما كان من السحر بالاستعانة بالشياطين وباستخدام الرقى والتعويذات والعقد والنفث فيها، وقد قال جل وعلا ﴿وَمِن شَرِّ النَّفًّاثَاتِ فِي العُقَدِ﴾---------------------- وبعض العلماء يقول السحر قسمان كقول الشافعي وغيره:
    · منه ما يكون بالاستعانة بالشياطين فهذا كفر وشرك أكبر.
    · ومنه بما يكون بالأدوية والتدخينات فهذا فسق ومحرم، ولا يكفر فاعله إلا إذا استحله.
    وهذا التقسيم من الشافعي وممن تبعه هو من جهة الواقع؛ يعني نظروا في الذين يمارسون ذلك، فمنهم من يقول أنه ساحر وليس كذلك من جهة السحر الشرعي الحقيقي؛ يعني السحر الذي وُصف في الشرع، فيقول هو ساحر وهو يستخدم أدوية وتعويذات، وفي الحقيقة هو مشعوذ لا يصدق عليه اسم الساحر، وهذا فيما يفعل يؤثر عن طريق الأدوية، وأما الصرف والعطف يعني جلب محبة امرأة لزوجها أو صرف محبة المرأة لزوجها أو العكس فهذا من القسم الأول؛ لأنه من نواقض الإسلام، فالسحر من نواقض الإسلام؛ لأنه شرك بالله ومنه الصرف والعطف؛ لأنه لا يمكن لأحد أن يصل إلى روح وقلب من يُراد صرفه أو العطف إليه إلا بالشرك؛ لأن الشيطان هو الذي يؤثر على النفس ولن يخدم الشيطان الإنسي الساحر إلا بعد أن يشرك بالله جل وعلا.
    إذن فتحصَّل أن السحر بجميع أنواعه فيه استخدام للشياطين واستعانة بها، والشياطين لا تخدم إلا من تقرب إليها, يتقرب إليها بأي شيء؟ بالذبح، يتقرب إليها بأي شيء؟ بالاستغاثة, يتقرب إليها بالاستعاذة ونحو ذلك يعني يصرف إليها شيئا من أنواع العبادة.
    بل قد نظرتُ في بعض كتب السحر فوجدتُ أن الساحر بحسب ما وصف ذلك الكاتب لا يصل إلى حقيقة السحر وتخدمه الجن كما ينبغي حتى يُهين القرآن ويُهين المصحف، وحتى يكفر بالله ويسبّ الله جل وعلا ونبيه--------------- والمراد إذا قلنا السحر وهذه هي الحقيقة العرفية.
    وهناك في ألفاظ الشرع أشياء يكون المرجع فيها إلى الحقيقة اللغوية، وهناك أشياء يكون المرجع فيها إلى الحقيقة العرفية، ويكون هناك أشياء المرجع فيها إلى الحقيقة الشرعية---------------- التفريق بين هذه الأنواع مهم ، ولهذا ذكر الإمام هذا الباب حتى تفرِّق بين نوع وآخر، فالحد الذي فيه حد الساحر ضربه بالسيف لا ينطبق على كل هذه الأنواع التي ستذكر؛ لأنها سحر لغة وليست بسحر شرعا.-[كفاية المستزيد بتصرف]------------------------------------------------يقول الشيخ سليمان بن عبدالله -رحمه الله- موضحاً وجه الاختلاف والجمع بين مذهب الجمهور ومذهب الإمام الشافعي ومن وافقه في بعض أنواع السحر:
    "وعند التحقيق ليس بين القولين اختلاف؛ فإن من لم يُكَفِّر؛ لظنه أنه يتأتَّى بدون الشرك، وليس كذلك، بل لا يتأتَّى السحر الذي من قبل الشياطين إلا بالشرك وعبادة الشياطين والكواكب...
    وأما سحر الأدوية والتدخين ونحوه فليس بسحر وإن سمي سحراً، فعلى سبيل المجاز كتسمية القول البليغ والنميمة سحراً.--------------------
    قد ذكر أبو عبد الله الرازي أن أنواع السحر ثمانية :


    الأول : سحر الكلدانيين والكشدانيين ، الذين كانوا يعبدون الكواكب السبعة المتحيرة ، وهي السيارة ، وكانوا يعتقدون أنها مدبرة العالم وأنها تأتي بالخير والشر ، وهم الذين بعث إليهم إبراهيم الخليل صلى الله عليه وسلم مبطلا لمقالتهم ورادا لمذهبهم ، وقد استقصى في " كتاب السر المكتوم ، في مخاطبة الشمس والنجوم " المنسوب إليه فيما ذكره القاضي ابن خلكان وغيره ويقال : إنه تاب منه [قال ذلك شيخ الاسلام بن تيمية -]. وقيل إنه صنفه على وجه إظهار الفضيلة لا على سبيل الاعتقاد . وهذا هو المظنون به ، إلا أنه ذكر فيه طرائقهم في مخاطبة كل من هذه الكواكب السبعة ، وكيفية ما يفعلون وما يلبسونه ، وما يتنسكون به .


    قال : والنوع الثاني : سحر أصحاب الأوهام والنفوس القوية ، ثم استدل على أن الوهم له تأثير ، بأن الإنسان يمكنه أن يمشي على الجسر الموضوع على وجه الأرض ، ولا يمكنه المشي عليه إذا كان ممدودا على نهر أو نحوه . قال : وكما أجمعت الأطباء على نهي المرعوف عن النظر إلى الأشياء الحمر ، والمصروع إلى الأشياء القوية اللمعان أو الدوران ، وما ذاك إلا لأن النفوس خلقت مطيعة للأوهام .


    قال : وقد اتفق العقلاء على أن الإصابة بالعين حق .

    وله أن يستدل على ذلك بما ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " العين حق ، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين " .

    قال : فإذا عرفت هذا ، فنقول : النفس التي تفعل هذه الأفاعيل قد تكون قوية جدا ، فتستغني في هذه الأفاعيل عن الاستعانة بالآلات والأدوات ، وقد تكون ضعيفة فتحتاج إلى الاستعانة بهذه [ ص: 368 ] الآلات . وتحقيقه أن النفس إذا كانت مستعلية على البدن شديدة الانجذاب إلى عالم السماوات ، صارت كأنها روح من الأرواح السماوية ، فكانت قوية على التأثير في مواد هذا العالم . وإذا كانت ضعيفة شديدة التعلق بهذه الذات البدنية ، فحينئذ لا يكون لها تصرف البتة إلا في هذا البدن . ثم أرشد إلى مداواة هذا الداء بتقليل الغذاء ، والانقطاع عن الناس والرياء .


    قلت : وهذا الذي يشير إليه هو التصرف بالحال ، وهو على قسمين : تارة تكون حالا صحيحة شرعية يتصرف بها فيما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ويترك ما نهى الله عنه ورسوله ، وهذه الأحوال مواهب من الله تعالى وكرامات للصالحين من هذه الأمة ، ولا يسمى هذا سحرا في الشرع . وتارة تكون الحال فاسدة لا يمتثل صاحبها ما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولا يتصرف بها في ذلك . فهذه حال الأشقياء المخالفين للشريعة ، ولا يدل إعطاء الله إياهم هذه الأحوال على محبته لهم ، كما أن الدجال لعنه الله له من الخوارق العادات ما دلت عليه الأحاديث الكثيرة ، مع أنه مذموم شرعا لعنه الله . وكذلك من شابهه من مخالفي الشريعة المحمدية ، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام . وبسط هذا يطول جدا ، وليس هذا موضعه .


    قال : النوع الثالث من السحر : الاستعانة بالأرواح الأرضية ، وهم الجن ، خلافا للفلاسفة والمعتزلة : وهم على قسمين : مؤمنون ، وكفار ، وهم الشياطين . قال : واتصال النفوس الناطقة بها أسهل من اتصالها بالأرواح السماوية ، لما بينهما من المناسبة والقرب ، ثم إن أصحاب الصنعة وأرباب التجربة شاهدوا أن الاتصال بهذه الأرواح الأرضية يحصل بأعمال سهلة قليلة من الرقى والدخل والتجريد .وهذا النوع هو المسمى بالعزائم وعمل التسخير .



    النوع الرابع من السحر : التخيلات ، والأخذ بالعيون والشعبذة ، ومبناه [ على ] أن البصر قد يخطئ ويشتغل بالشيء المعين دون غيره ، ألا ترى أن المشعبذ الحاذق يظهر عمل شيء يذهل أذهان الناظرين به ، ويأخذ عيونهم إليه ، حتى إذا استفرغهم الشغل بذلك الشيء بالتحديق ونحوه ، عمل شيئا آخر عملا بسرعة شديدة ، وحينئذ يظهر لهم شيء آخر غير ما انتظروه . فيتعجبون منه جدا ، ولو أنه سكت ولم يتكلم بما يصرف الخواطر إلى ضد ما يريد أن يعمله ، ولم تتحرك النفوس والأوهام إلى غير ما يريد إخراجه ، لفطن الناظرون لكل ما يفعله .


    قال : وكلما كانت الأحوال تفيد حسن البصر نوعا من أنواع الخلل أشد ، كان العمل [ ص: 369 ]

    أحسن ، مثل أن يجلس المشعبذ في موضع مضيء جدا ، أو مظلم ، فلا تقف القوة الناظرة على أحوالها بكلالها والحالة هذه .


    قلت : وقد قال بعض المفسرين : إن سحر السحرة بين يدي فرعون إنما كان من باب الشعبذة ، ولهذا قال تعالى : ( فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم ) [ الأعراف : 116 ] وقال تعالى : ( يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى ) [ طه : 66 ] قالوا : ولم تكن تسعى في نفس الأمر . والله أعلم .


    النوع الخامس من السحر : الأعمال العجيبة التي تظهر من تركيب الآلات المركبة من النسب الهندسية ، كفارس على فرس في يده بوق ، كلما مضت ساعة من النهار ضرب بالبوق ، من غير أن يمسه أحد . ومنها الصور التي تصورها الروم والهند ، حتى لا يفرق الناظر بينها وبين الإنسان ، حتى يصورونها ضاحكة وباكية .


    إلى أن قال : فهذه الوجوه من لطيف أمور المخاييل . قال : وكان سحر سحرة فرعون من هذا القبيل .


    قلت : يعني ما قاله بعض المفسرين : أنهم عمدوا إلى تلك الحبال والعصي ، فحشوها زئبقا فصارت تتلوى بسبب ما فيها من ذلك الزئبق ، فيخيل إلى الرائي أنها تسعى باختيارها .

    قال الرازي : ومن هذا الباب تركيب صندوق الساعات ، ويندرج في هذا الباب علم جر الأثقال بالآلات الخفيفة .

    قال : وهذا في الحقيقة لا ينبغي أن يعد من باب السحر ; لأن لها أسبابا معلومة يقينية من اطلع عليها قدر عليها .

    قلت : ومن هذا القبيل حيل النصارى على عامتهم ، بما يرونهم إياه من الأنوار ، كقضية قمامة الكنيسة التي لهم ببلد المقدس ، وما يحتالون به من إدخال النار خفية إلى الكنيسة ، وإشعال ذلك القنديل بصنعة لطيفة تروج على العوام [ منهم ] وأما الخواص فهم يعترفون بذلك ، ولكن يتأولون أنهم يجمعون شمل أصحابهم على دينهم ، فيرون ذلك سائغا لهم . وفيه شبه للجهلة الأغبياء من متعبدي الكرامية الذين يرون جواز وضع الأحاديث في الترغيب والترهيب ، فيدخلون في عداد من قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم : " من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من [ ص: 370 ] النار " . وقوله : " حدثوا عني ولا تكذبوا علي ؛ فإنه من يكذب علي يلج النار " .
    ثم ذكر هاهنا حكاية عن بعض الرهبان ، وهو أنه سمع صوت طائر حزين الصوت ضعيف الحركة ، فإذا سمعته الطيور ترق له فتذهب فتلقي في وكره من ثمر الزيتون ، ليتبلغ به ، فعمد هذا الراهب إلى صنعة طائر على شكله ، وتوصل إلى أن جعله أجوف ، فإذا دخلته الريح يسمع له صوت كصوت ذلك الطائر ، وانقطع في صومعة ابتناها ، وزعم أنها على قبر بعض صالحيهم ، وعلق ذلك الطائر في مكان منها ، فإذا كان زمان الزيتون فتح بابا من ناحية ، فتدخل الريح إلى داخل هذه الصورة ، فيسمع صوتها كذلك الطائر في شكله أيضا ، فتأتي الطيور فتحمل من الزيتون شيئا كثيرا فلا ترى النصارى إلا ذلك الزيتون في هذه الصومعة ، ولا يدرون ما سببه ؟ ففتنهم بذلك ، وأوهم أن هذا من كرامات صاحب هذا القبر ، عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة .


    قال الرازي : النوع السادس من السحر : الاستعانة بخواص الأدوية يعني في الأطعمة والدهانات . قال : واعلم أن لا سبيل إلى إنكار الخواص ، فإن أثر المغناطيس مشاهد


    قلت : يدخل في هذا القبيل كثير ممن يدعي الفقر ويتخيل على جهلة الناس بهذه الخواص ، مدعيا أنها أحوال له من مخالطة النيران ومسك الحيات إلى غير ذلك من المحالات .


    قال : النوع السابع من السحر : تعليق القلب ، وهو أن يدعي الساحر أنه عرف الاسم الأعظم ، وأن الجن يطيعونه وينقادون له في أكثر الأمور ، فإذا اتفق أن يكون ذلك السامع لذلك ضعيف العقل قليل التمييز اعتقد أنه حق ، وتعلق قلبه بذلك وحصل في نفسه نوع من الرهب والمخافة ، فإذا حصل الخوف ضعفت القوى الحساسة فحينئذ يتمكن الساحر أن يفعل ما يشاء .


    قلت : هذا النمط يقال له التنبلة ، وإنما يروج على الضعفاء العقول من بني آدم . وفي علم الفراسة ما يرشد إلى معرفة كامل العقل من ناقصه ، فإذا كان المتنبل حاذقا في علم الفراسة عرف من ينقاد له من الناس من غيره .


    قال : النوع الثامن من السحر : السعي بالنميمة والتضريب من وجوه خفيفة لطيفة ، وذلك شائع في الناس .

    قلت : النميمة على قسمين ، تارة تكون على وجه التحريش [ بين الناس ] وتفريق قلوب المؤمنين ، فهذا حرام متفق عليه . فأما إذا كانت على وجه الإصلاح [ بين الناس ] وائتلاف كلمة المسلمين ، كما جاء في الحديث : " ليس بالكذاب من ينم خيرا " أو يكون على وجه التخذيل والتفريق بين جموع الكفرة " فهذا أمر مطلوب ، كما جاء في الحديث : " الحرب خدعة " . وكما فعل نعيم بن مسعود في تفريقه بين كلمة الأحزاب وبين قريظة ، وجاء إلى هؤلاء فنمى إليهم عن هؤلاء كلاما ، ونقل من هؤلاء إلى أولئك شيئا آخر ، ثم لأم بين ذلك ، فتناكرت النفوس وافترقت . وإنما يحذو على مثل هذا الذكاء والبصيرة النافذة . والله المستعان .


    ثم قال الرازي : فهذه جملة الكلام في أقسام السحر وشرح أنواعه وأصنافه .

    قلت : وإنما أدخل كثيرا من هذه الأنواع المذكورة في فن السحر ، للطافة مداركها ; لأن السحر في اللغة : عبارة عما لطف وخفي سببه . ولهذا جاء في الحديث : " إن من البيان لسحرا " . وسمي السحور لكونه يقع خفيا آخر الليل ، والسحر : الرئة ، وهي محل الغذاء ، وسميت بذلك لخفائها ولطف مجاريها إلى أجزاء البدن وغضونه ، كما قال أبو جهل يوم بدر لعتبة : انتفخ سحرك أي : انتفخت رئته من الخوف . وقالت عائشة ، رضي الله عنها : توفي رسول صلى الله عليه وسلم بين سحري ونحري . وقال : ( سحروا أعين الناس ) أي : أخفوا عنهم عملهم ، والله أعلم .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جُرَيْج مشاهدة المشاركة


    لا ريب أن الأول يؤدي الى الكفر وان الثاني كفر بواح ولكن ما حكم الثالث؟؟؟
    ذكرت المقدمه السابقة ليتسنَّ الجواب والجواب فى كلام الشيخ صالح ال الشيخ بقوله-وهناك شيء قد يكون في الظاهر أنه سحر ولكنه في الباطن ليس بسحر، وهذا ليس الكلام فيه، وإنما الكلام فيما كان من السحر بالاستعانة بالشياطين وباستخدام الرقى والتعويذات والعقد والنفث فيها، وقد قال جل وعلا ﴿وَمِن شَرِّ النَّفًّاثَاتِ فِي العُقَدِ﴾---------------------- وبعض العلماء يقول السحر قسمان كقول الشافعي وغيره:
    · منه ما يكون بالاستعانة بالشياطين فهذا كفر وشرك أكبر.
    · ومنه بما يكون بالأدوية والتدخينات فهذا فسق ومحرم، ولا يكفر فاعله إلا إذا استحله.
    وهذا التقسيم من الشافعي وممن تبعه هو من جهة الواقع؛ يعني نظروا في الذين يمارسون ذلك، فمنهم من يقول أنه ساحر وليس كذلك من جهة السحر الشرعي الحقيقي؛ يعني السحر الذي وُصف في الشرع، فيقول هو ساحر وهو يستخدم أدوية وتعويذات، وفي الحقيقة هو مشعوذ لا يصدق عليه اسم الساحر، وهذا فيما يفعل يؤثر عن طريق الأدوية، وأما الصرف والعطف يعني جلب محبة امرأة لزوجها أو صرف محبة المرأة لزوجها أو العكس فهذا من القسم الأول؛ لأنه من نواقض الإسلام، فالسحر من نواقض الإسلام؛ لأنه شرك بالله ومنه الصرف والعطف؛ لأنه لا يمكن لأحد أن يصل إلى روح وقلب من يُراد صرفه أو العطف إليه إلا بالشرك؛ لأن الشيطان هو الذي يؤثر على النفس ولن يخدم الشيطان الإنسي الساحر إلا بعد أن يشرك بالله جل وعلا.
    إذن فتحصَّل أن السحر بجميع أنواعه فيه استخدام للشياطين واستعانة بها، والشياطين لا تخدم إلا من تقرب إليها, يتقرب إليها بأي شيء؟ بالذبح، يتقرب إليها بأي شيء؟ بالاستغاثة, يتقرب إليها بالاستعاذة ونحو ذلك يعني يصرف إليها شيئا من أنواع العبادة.
    بل قد نظرتُ في بعض كتب السحر فوجدتُ أن الساحر بحسب ما وصف ذلك الكاتب لا يصل إلى حقيقة السحر وتخدمه الجن كما ينبغي حتى يُهين القرآن ويُهين المصحف، وحتى يكفر بالله ويسبّ الله جل وعلا ونبيه--------------- والمراد إذا قلنا السحر وهذه هي الحقيقة العرفية.
    وهناك في ألفاظ الشرع أشياء يكون المرجع فيها إلى الحقيقة اللغوية، وهناك أشياء يكون المرجع فيها إلى الحقيقة العرفية، ويكون هناك أشياء المرجع فيها إلى الحقيقة الشرعية---------------- التفريق بين هذه الأنواع مهم ، ولهذا ذكر الإمام هذا الباب حتى تفرِّق بين نوع وآخر، فالحد الذي فيه حد الساحر ضربه بالسيف لا ينطبق على كل هذه الأنواع التي ستذكر؛ لأنها سحر لغة وليست بسحر شرعا.-[كفاية المستزيد ] فتحصل من ذلك اخى الكريم جريج ان النوع الاول والثانى وهما
    سحر الشياطين
    سحر هاروت وماروت
    - كفر اكبر لان فيه عمل بالسحر المكفر و استعانة واستخدام للشياطين ، والشياطين لا تخدم إلا من تقرب إليها, يتقرب إليها بأي شيء؟ بالذبح، يتقرب إليها بأي شيء؟ بالاستغاثة, يتقرب إليها بالاستعاذة ونحو ذلك يعني يصرف إليها شيئا من أنواع العبادة.---اما النوع الثالث
    سحر الأعين
    فهو من الشعوذة اما عن طريق خفة اليد او استخدام بعض المواد الكميائية يعنى فى الحقيقة هو مشعوذ لا يصدق عليه اسم الساحر بالمعنى الشرعى الا اذا استخدم الانواع الاخرى المكفرة مع هذا النوع كما بينا فيما سبق-فهذا النوع الثالث فسق ومحرم، ولا يكفر فاعله إلا إذا استحله.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2016
    المشاركات
    173

    افتراضي

    جزاك الله خيرا على التفصيل سحر هاروت وماروت أليس من انواع السحر الذي لا علاقة للشياطين به فان الذي يطلب علم سحرهما يتعلمه فقط منهما وهذا السحر قد يكون بقي منه شيئا وهو لا يحتاج الى مساعدة الجن بل هو مجرد أقوال وأفعال محددة يقع السحر بها بإذن الله الكوني ويشترط قبلها الكفر البواح، وهذه الأقوال والأفعال هي التي تعلمها الناس من هاروت وماروت ببابل لوقوع السحر وتناقلوها في الكتب. فهو نوع لا علاقة للشياطين به.؟

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2012
    المشاركات
    7,880

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جُرَيْج مشاهدة المشاركة
    جزاك الله خيرا على التفصيل سحر هاروت وماروت أليس من انواع السحر الذي لا علاقة للشياطين به فان الذي يطلب علم سحرهما يتعلمه فقط منهما وهذا السحر قد يكون بقي منه شيئا وهو لا يحتاج الى مساعدة الجن بل هو مجرد أقوال وأفعال محددة يقع السحر بها بإذن الله الكوني ويشترط قبلها الكفر البواح، وهذه الأقوال والأفعال هي التي تعلمها الناس من هاروت وماروت ببابل لوقوع السحر وتناقلوها في الكتب. فهو نوع لا علاقة للشياطين به.؟
    جزاك الله خيرا اخى الكريم جُرَيْج ---قولك أليس سحر هاروت وماروت من انواع السحر الذي لا علاقة للشياطين به فان الذي يطلب علم سحرهما يتعلمه فقط ----الاجابة تعلم سحر هاروت وماروت فقط بدون عمل كفر اكبر حتى ولم يعمل به كما قال جل وعلا ( وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر )

    قال أبو جعفر : وتأويل ذلك : وما يعلم الملكان أحدا من الناس الذي أنزل عليهما من التفريق بين المرء وزوجه ، حتى يقولا له : إنما نحن بلاء وفتنة لبني آدم ، فلا تكفر بربك ، كما : -

    1696 - حدثني موسى قال : حدثنا عمرو قال : حدثنا أسباط ، عن [ ص: 443 ] السدي قال : إذا أتاهما - يعني هاروت وماروت - إنسان يريد السحر ، وعظاه وقالا له : لا تكفر ، إنما نحن فتنة! فإن أبى ، قالا له : ائت هذا الرماد فبل عليه ، فإذا بال عليه خرج منه نور يسطع حتى يدخل السماء - وذلك الإيمان - وأقبل شيء أسود كهيئة الدخان حتى يدخل في مسامعه وكل شيء منه ، فذلك غضب الله ، فإذا أخبرهما بذلك علماه السحر ، فذلك قول الله : ( وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر ) الآية .


    1701 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج قال : أخذ الميثاق عليهما أن لا يعلما أحدا حتى يقولا : "إنما نحن فتنة فلا تكفر" . لا يجترئ على السحر إلا كافر . [ ص: 444 ] [الطبرى]

    ------------ فالامر اخى الكريم جريج- كما قال بن جريج-لا يجترئ على السحر إلا كافر وكما مر سابقا ان السحر لا يتأتى الا بالكفر والشرك بالله كما هو معروف عندهم فى كتب السحر ان الساحر لا يصل إلى حقيقة السحر وتخدمه الجن [كما ينبغي ]حتى يُهين القرآن ويُهين المصحف، وحتى يكفر بالله ويسبّ الله جل وعلا ونبيه - وقولك
    بل هو مجرد أقوال وأفعال محددة يقع السحر بها بإذن الله الكوني
    - الاجابة - بل اقوال وافعال متضمنة للشرك بالله فالنفث والنفخ فى الرقى والعزائم متضمن للشرك بالله وكتابة الطلاسم الشركية لا تتم الا بالاستغاثة والدعاء لمردة الجن - وتكون من النفوس الخبيثة الشريرة والاحوال الشيطانية التى يتم معها عمل السحر وكذلك لا يتم للساحر سحره الا بالاستغاثة ودعاء ونداء مردة الشياطين والتقرب اليهم بالعبادةحتى يخدموا له هذا السحر ومن له اطلاع على حقيقة ما يفعله هؤلاء السحرة يعلم ذلك فانهم يكتبون هذه الطلاسم ويكتبون معها القرآن بالنجاسات ويضعونها فى الاماكن القذرة اهانة للمصحف حتى تخدمهم الجن وكذلك الرقى والتعويذات الشركية متضمنة للاستغاثة بمردة الجن-- ولا يتم النفث والنفخ الا فى الاحوال الشيطانية ومن النفوس الخبيثة كما وضحنا- وكما قال جل وعلا ومن شر النفاثات فى العقد-----------------------------------------------قال ابن القيم: (الجواب المحقق أن النفاثات هنا هنَّ الأرواح والأنفس النفاثات لا النساء النفاثات ، لأن تأثير السحر من جهة الأنفس الخبيثة والأرواح الشريرة ، وسلطانه إنما يظهر منها؛ فلهذا ذكرت النفاثات هنا بلفظ التأنيث دون التذكير والله أعلم) ا.هـ.-------------------------------------لذلك بدأت الكلام اخى الكريم جريج فى المقدمة بتعريف السحر - عرفه الفقهاء بقولهم : السحر هو رقى وعزائم وعقد ينفث فيها فيكون سحرا يضر حقيقة ويمرض حقيقة ويقتل حقيقة. ---فالسحر نوع من انواع الشرك الاكبر فلذلك بوب شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب بابا فى كتاب التوحيد وسماه - (باب ما جاء في السحر) وقول الله تعالى:( ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ) الآية [البقرة: 102].---
    وقوله: ﴿يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ[النساء:51]. قال عمر: الجبت: السحر، والطاغوت: الشيطان.
    وعن أبي هريرة t، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اجْتَنِبُوا السّبْعَ الْمُوبِقَاتِ» قالوا: يَا رَسُولَ اللّهِ وَمَا هُنّ؟ قَالَ: «الشّرْكُ بِالله. وَالسّحْرُ ».----------------------------------------
    ومناسبة ذكر السحر لكتاب التوحيد أن السحر نوع من الشرك، وقد قال عليه الصلاة والسلام «من سحر فقد أشرك»، فالسحر أحد أنواع الشرك الأكبر بالله جل وعلا؛ فمناسبته لكتاب التوحيد ظاهرة أنه مضادٌّ [ لأصل التوحيد.]

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •