حديث ضعيف يستدل به الصوفية على الذكر الجماعي:
الحديث: هل فيكم غريب؟ يعني أهل الكتاب ، فقلنا: لا يا رسول الله، فأمر بغلق الباب، وقال: ارفعوا أيديكم وقولوا: لا إله إلا الله، فرفعنا أيدينا ساعة، ثم وضع رسول الله صلى الله عليه و سلم يده، ثم قال: الحمد لله، بعثتني بهذه الكلمة، وأمرتني بها، ووعدتني عليها الجنة، وإنك لا تخلف الميعاد، ثم قال: أبشروا فإن الله عز وجل قد غفر لكم.

درجة الحديث: ضعيف
قلت: رواه البزار (2939،2356)، وأحمد (28/348) ( 17121-ط:الرسالة) والدولابي في الكنى والأسماء (1/268-269) (500-ط: دار ابن حزم)، والطبراني في مسند الشاميين (1073)، والحاكم في المستدرك (1783)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (17/447)، من طريق إسماعيل بن عياش، عن راشد بن داود، عن يعلى بن شداد، قال: حدثني أبي شداد بن أوس، وعبادة بن الصامت حاضر يصدِّقه، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فذكره.
قال البزار: (وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد).
قلت: كلامه رحمه الله فيه نظرفقد رواه الطبراني في المعجم الكبير (7001)، وفي مسند الشاميين (2101،1074)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (17/446)، من طريق عبد الملك بن محمد الصنعاني، عن راشد بن يعلى به، بيد أن ليس فيه ذكرٌ لعبادة بن الصامت رضي الله عنه.
- تنبيه: وقع في سند ابن عساكر(17/446)، عن راشد بن داود عن (نافع)! عن يعلى بن شداد، فتعقبه بقوله: (رواه أحمد بن المعلى الدمشقي، عن هشام بن عمار فلم يذكر (نافعًا) في إسناده، وكذلك رواه إسماعيل بن عياش عن راشد بن داود).
مداره على: (راشد بن داود)، وهو مختلف فيه، قال الإمام الألباني -رحمه الله -عنه كما في السلسلة الضعيفة (2987) عند تضعيفه لحديث: ( إن الجنة لا تحل لعاص ): وراشد بن داود هذا مختلف فيه؛ فأورده الذهبي في " الضعفاء " وقال: " قال البخاري: فيه نظر، وقال الدارقطني: ضعيف " وقال الحافظ في " التقريب ":" صدوق، له أوهام ".
(قال الألباني): وقد وثقه ابن معين وغيره، لكن الجرح مقدم على التعديل؛ لا سيما من مثل الإمام البخاري، لا سيما وقد جرحه جرحًا شديدًا؛ لأن قوله: " فيه نظر " هو أشد الجرح عنده، وكذلك الإمام الدارقطني، فإنه قال: " ضعيف لا يعتبر به " فمثله لا يقال إلا فيمن كان شديد الضعف كما هو بين عند أهل المعرفة والعلم بهذا الفن.
والله أعلم.