تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: تفسير قوله تعالى : (جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ) .

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي تفسير قوله تعالى : (جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ) .

    السؤال:
    ما هو تفسير هذه الآية الكريمة : ( جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ) ؟ هل تبقى أبواب الجنات مفتوحة إلى الأبد ؟ وماذا يوجد خارج الجنات ؟ وإذا رغب المسلم أن يخرج إلى خارج الجنة هل ممكن هذا الشيء؟

    الجواب :
    الحمد لله
    قال الله تعالى : (هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ * جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ) سورة ص/ 49، 50 .
    قال ابن كثير رحمه الله :
    " يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ السُّعَدَاءِ أَنَّ لَهُمْ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ لَحُسْنَ مَآبٍ وَهُوَ : الْمُرْجِعُ وَالْمُنْقَلَبُ . ثُمَّ فَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ : جَنَّاتِ عَدْنٍ أَيْ: جَنَّاتِ إِقَامَةٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ.
    وَالْأَلِفُ وَاللَّامُ هُنَا بِمَعْنَى الْإِضَافَةِ كَأَنَّهُ يَقُولُ: "مُفَتَّحَةً لَهُمْ أَبْوَابُهَا" أَيْ: إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ لَهُمْ أَبْوَابُهَا " انتهى من " تفسير ابن كثير "(7/ 77) .

    وقال السعدي رحمه الله :
    " أي : مفتحة لأجلهم أبواب منازلها ومساكنها، لا يحتاجون أن يفتحوها هم ، بل هم مخدومون، وهذا دليل أيضا على الأمان التام ، وأنه ليس في جنات عدن ، ما يوجب أن تغلق لأجله أبوابها " انتهى من " تفسير السعدي " (ص: 715) .

    وقال ابن القيم رحمه الله :
    " إذا دخلوا الجنة لم تغلق أبوابها عليهم بل تبقى مفتحة كما هي ، وأما النار فإذا دخلها أهلها أغلقت عليهم أبوابها ، كما قال تعالى : (إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) أي مطبقة .
    وفي تفتيح الأبواب لهم إشارة إلى تصرفهم وذهابهم وإيابهم وتبوئهم في الجنة حيث شاؤا، ودخول الملائكة عليهم كل وقت بالتحف والألطاف من ربهم ، ودخول ما يسرهم عليهم كل وقت.
    وأيضا إشارة إلى أنها دار أمن لا يحتاجون فيها إلى غلق الأبواب ، كما كانوا يحتاجون إلى ذلك في الدنيا " انتهى من " حادي الأرواح " (ص: 53) .
    فدل قوله تعالى : (مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ) على أن أبواب الجنة مفتحة لأهلها حين يأتونها ليدخلوها، كما قال تعالى : ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ ) الزمر/ 73 .
    وعلى أنها دار أمان لا تحتاج إلى إغلاق الأبواب .
    وأنهم يتبوءون منها حيث شاءوا بلا تضييق عليهم في شيء ، كما قال تعالى عن أهل الجنة : ( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ) الزمر/ 74 .

    ولا يعني ذلك أن أبواب الجنة التي دخلوها منها تبقى مفتحة إلى الأبد ، وإنما فتحت لهم ليدخلوا منها ، فإذا دخلوها أغلقت عليهم أبوابها ، فلا يدخلها غيرهم ، ولا يخرجون هم منها ، ومن دخل الجنة فلا يمكن أن يفكر أن يخرج منها .
    وقد روى البخاري (1896) ، ومسلم (1152) عَنْ سَهْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: ( إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَ ةِ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ ، يُقَالُ: أَيْنَ الصَّائِمُونَ ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ ) .


    فهذا يدل على أن أبواب الجنة تغلق عليهم بعد أن تفتح لهم فيدخلوها .

    والذي جاءت به الأخبار : أن الجن والإنس يوم القيامة يكونون فريقين فريق في الجنة وفريق في السعير، فإذا دخل أهل الجنة الجنة ، خلدوا فيها ، وإذا دخل أهل النار النار خلدوا فيها ، كما قال تعالى : (وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا * مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا) الكهف/ 2، 3 .
    وقال تعالى عن أهل النار : (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ)الزخ ف/ 77 .


    وروى البخاري (4730) ، ومسلم (2849) عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يُؤْتَى بِالْمَوْتِ كَهَيْئَةِ كَبْشٍ أَمْلَحَ ، فَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ، فَيَشْرَئِبُّون َ وَيَنْظُرُونَ ، فَيَقُولُ: هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا المَوْتُ ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ ، ثُمَّ يُنَادِي : يَا أَهْلَ النَّارِ، فَيَشْرَئِبُّون َ وَيَنْظُرُونَ ، فَيَقُولُ : وهَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا المَوْتُ، وَكُلُّهُمْ قَدْ رَآهُ ، فَيُذْبَحُ ثُمَّ يَقُولُ: يَا أَهْلَ الجَنَّةِ خُلُودٌ فَلاَ مَوْتَ ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلاَ مَوْتَ ) .

    فهذا يدل على أن أهل الجنة ماكثون في الجنة ، وأهل النار ماكثون في النار ، فلا يخرج هؤلاء من الجنة ، ولا أولئك من النار .
    والسؤال عما هو خارج الجنة من التكلف المنهي عنه .
    وعلى المسلم أن ينشغل بعبادة ربه ، ويسعى في دخول الجنة بالعمل الصالح ، ويشغل نفسه بما ينفعه .

    والله أعلم .
    https://islamqa.info/ar/245916

  2. #2

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أروى المكية مشاهدة المشاركة

    وقال ابن القيم رحمه الله :
    " إذا دخلوا الجنة لم تغلق أبوابها عليهم بل تبقى مفتحة كما هي ، وأما النار فإذا دخلها أهلها أغلقت عليهم أبوابها ، كما قال تعالى : (إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) أي مطبقة .
    وفي تفتيح الأبواب لهم إشارة إلى تصرفهم وذهابهم وإيابهم وتبوئهم في الجنة حيث شاؤا، ودخول الملائكة عليهم كل وقت بالتحف والألطاف من ربهم ، ودخول ما يسرهم عليهم كل وقت.
    وأيضا إشارة إلى أنها دار أمن لا يحتاجون فيها إلى غلق الأبواب ، كما كانوا يحتاجون إلى ذلك في الدنيا " انتهى من " حادي الأرواح " (ص: 53) .

    اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم رفيدة المسلمة مشاهدة المشاركة
    اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل ، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل .
    آمين ..

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •