ملخص السؤال:
شابٌّ يريد بعض النصائح التي تُحَسِّن مِن نفسيته بسبب تعرضه لحادثة تحرش وهو صغير، مما أفقده الثقة في نفسه.
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أنا شابٌّ في نهاية العشرين مِن عمري أعمل مهندسًا، عندما كنتُ صغيرًا قام أحد إخوتي بارتكاب الفاحشة معي، وبعدها أصبحتُ مُحطَّمًا، واهتزَّتْ ثقتي بنفسي، وانتابني الخوفُ عند النوم، فلا أستطيع النوم قبل أن يَنام، أو أنام في مكانٍ وحدي، فأنا رجلٌ ولا أريد أن أكونَ شاذًّا، ولا أريده أن يُكرِّر هذا الفعل معي!تدهورتْ نفسيتي، وأصبحتُ لا أجيد الكلام مع مَن حولي، ولا أعرف كيف أُواجِه الأشخاص، أصبحتْ شخصيتي ضعيفةً أمام الناس، ولا أجيد التكلُّم معهم، وأصبحتُ عالة!
أرجو منكم أن تُشيروا عليَّ بحلولٍ ونصائح أُحسِّن بها مِن نفسيتيوجزاكم الله خيرًا

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.نُرَحِّب بك أخي الكريم وابني العزيز في شبكة الألوكة، ونتمنى لك حياةً سعيدةً طيبةً.في البداية نودُّ أن نُهَنِّئك على النِّعَم التي وهبَك الله إياها، فأنت بها مُمَيَّزٌ ومبدعٌ، وعندك الكثيرُ مِن الأمور الإيجابية التي تُساعدك على التغلُّب على ما أصابَك، فأنت مسلمٌ أولًا، ثم إنك مهندس ومستواك مُمَيَّز، وحالتك الاقتصاديَّة جيدة، وتعيش مع والديك.كلُّ تلك الجوانب المُشرِقة في حياتك تَجعلك مِن المبدعين الذين سوف يكون لهم شأنٌ في الحياة بإذن الله، فكلُّ عوامل النجاح والتفوق متوفِّرة، وعليك فقط استثمارها بطريقة حسنةٍ.اعلمْ أخي الكريم أنَّ الحياة لا تَسْلَم لأصحابها مِن مُنغِّصات ومشكلات، وأن المبدعين قد يَمُرُّون بلحظاتِ اختبار وابتلاء، ولكن عليك بالصبر والأمل وعدم اليأس والإحباط.وأتَّفِق معك ابني العزيز على أنَّ تصرُّف أخيك خطأ وغير مَقبول، ولا مبرر له على فعلتِه الشنيعة، وشكرًا لك على وقوفك ضده، واتخاذ الوسائل المتاحة لديك لمَنْعِه والابتعاد عنه.وجيد أن تَدعوه إلى التوبة والرُّجوع إلى اللهِ والخوف مِن عِقابه، أو تكلِّم إمام المسجد أو بعض الدعاة ليَنصحَه، دون ذِكْرِ تفاصيل ما حدَث حتى لو مِن خلال الهاتف، فيتَّصلون به ويَعظونه لعله يَندَم ويَتوب، وتكون توبتُه في ميزان حسناتك.ومما ننصحك به الخطوات التالية: تَقْوية الصِّلة بالله مِن خلال المحافَظة على الصلوات في جماعة المسجد، ومُجالَسة العلماء والدعاة، والمحافَظة على وِردك اليومي مِن القرآن، وكثرة ذِكر الله، وبقية العبادات. إقامة حلقة لتدارُس القرآن في البيت، مع الوالدين والإخوة، واستغلال فترة وُجودكم معًا، فهي مِن نِعَمِ الله عليكم. بر الوالدَينِ الكريمينِ بشتى أنواع البِر، واستغلال وُجودك معهما؛ فهي مِن النِّعَم العظيمة، فاطلُبْ منهما الدعاء لك ولإخوانك بالهداية والصلاح. الحياء الذي عندك ليس عيبًا، والصمتُ مُفيدٌ في كثيرٍ مِن الأحيان، فلا تَنْزَعج، واستغلَّ بُعدك عن الناس في القرب مِن الله، والأُنس بذِكْرِه وعبادته ومناجاته، ففي ذلك خيرٌ كثيرٌ. التفكير في الزواج لا بد منه، فهو مَشروعٌ حَسنٌ يُعين في كثير مِن الجوانب، ويَعمل على مُعالَجة الفراغ والعُزلة، فالزوجةُ خيرُ صاحب للرجل، ولها أساليبُها في اكتشاف الزوج وشخصيته، وتخفيف أعباء الحياة عليه؛ ولذلك أوصى به الرسولُ صلى الله عليه وسلم، وخاصة مَعشر الشباب. دخول بعض الدورات التدريبيَّة يُساعدك في كسبِ العديد مِن المهارات، والتعرُّف على الأنماط الشخصية لك وللآخرين، ويُساعدك في كيفية التواصُل معهم، وهناك دورات في فنِّ التعامُل ومهارات التواصُل. لا تُفكِّر في الماضي، وما حصَل كان بغير رضاك، فلا تَشغَلْ نفسك به، واجعلْ تفكيرَك إيجابيًّا في النجاح والإبداع والتطوير. تواصُلك عبر الإنترنت مع بعض المواقع الطيبة جيد؛ مثل: شبكتنا الألوكة، وغيرها من المواقع النافعة.
وفي الختام نسأل الله لك العونَ والتوفيق، والسداد والتقدُّم والازدِهار