ملخص السؤال:سيدة متزوجةٌ منذ سنوات، وزوجُها يُشاهد الأفلامَ الإباحيةَ، مما أثر على علاقتهما. تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أنا سيدة متزوجة منذ سنواتٍ، زوجي كان مُدمنًا على الأفلام الإباحية قبلَ الزواج، وبعد الزواجِ قلَّل منها؛ لأنني كنتُ أختَلِق معه المشكلات عندما أعلَم أنه شاهَدَها.
مشكلة زوجي أنه يَحزن بعد الجِماع؛ وذلك لأنه لا يَستمتع، ولا يَستغرق الجماع دقيقة واحدة

الجواب

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعدُ:فالذي يَظهَر مِن رسالتك أيتها الفاضلةُ أنَّ سبب حزن زوجك بعد الجماع هو ما يُعاني منه مِن سرعةِ القذف؛ مما يَجعله يَتَخَبَّط في فكرٍ سلبيٍّ فَحواه أنه لم يتمكَّنْ مِن إشباعك جنسيًّا، ولا هو يستمتع معك كما يريد.ومما يزيد مِن حزنه أمران:• أولهما: الصور العالقة في ذهنه، مما يراه في المواقع الإباحيةِ، فلا يرى نفسه يفعل كما يفعلون، ولا يُدانيهم؛ فيزاد حزنه.ثانيهما - وهو الأهم -: ما فَتَحَهُ على نفسه مِن أبواب الحرام بمُشاهدة ما حَرَّمه الله تعالى، فيكون الجزاءُ غالبًا هو حرمانَ الاستمتاع بما أحَلَّه الله له، وتعريض النفس لِمَكْر الله.وعلاجُ تلك المشكلة يَبدأ بالتوبة النصوح إلى الله، والاستغفار والندَم، والعزم الأكيد على عدم الدخول لتلك المواقع المنحَرِفة،فشُؤمُ الذنوب وعقوباتها تَزول بالتوبة النصوح وبالحسنات الماحية.ولا يَخفى عليك أنَّ زوجك في أَمَسِّ الحاجة لمن يأخُذ بيدِه، ويُعاونه على ترْكِ ما يفعل، وليس هناك أفضلُ مِن الزوجة المُحِبَّة للقيام بذلك، وبيان خطورة ما يَفعله على حياتكما الزوجية، والتَّنْبِيه لما يَتَعَرَّض له مِن عقابٍ بسبب هذا الذنب، وعاقبته السيئة في الدنيا والآخرة!فأرشديه إلى الحق، وكوني حريصةً على استعمال الأسلوب الطيب والكلام اللين؛ فهذا مِن البرِّ ومِن المصاحَبة بالمعروف، وكوني قويةً في حماية زوجك مِن هذا المنكر، واحرصي على الجلوس معه، ولا تدَعيه يختلي بالحاسوب، وأشعريه برغبتك الصادقة في إنقاذِه مِن هذا الذنب والشفَقة عليه منه.فالزوجةُ المسلمةُ لها دورٌ كبيرٌ في استقامة زوجها وهدايته، ولكن مع الأسف الشديد هي مَن تَخَلَّتْ عن تلك المهمة المقدَّسة بمحضِ إرادتها، وأخلدتْ للدعة والراحة، وساعدها وقوَّى عزمَها كلامُ وفتاوى بعضِ عوام الدعاة، أو دعاة العوام، الذين رفعوا مِن شأن الزوج، وغالوا في توقيره، وحطوا مِن قدْرِ الزوجة وأَزْرَوْا بها؛ حتى إنها لا تَمْلِك النهيَ على زوجها، فضلًا عن هجْرِه لحقِّ الله لو وقَع في كبيرةٍ مِن الكبائر، فأسهَموا في تقويض الأُسَر وحرمانها مِن سبب كبيرٍ مِن أسباب بقائها وقوتها، وهو دورُ المرأة في الأَخْذِ على يد زوجها بالمعروف.وتأمَّلي رعاك الله الحديث الذي رواه النعمان بن بشير رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مثَلُ القائم على حدود الله والواقع فيها، كمَثَلِ قومٍ استهموا على سفينة، فأصاب بعضُهم أعلاها، وبعضُهم أسفَلَها، فكان الذين في أسفَلِها إذا استقوا مِن الماء مرُّوا على مَنْ فَوْقَهم، فقالوا: لو أنا خَرَقْنا في نصيبنا خرقًا، ولم نُؤذِ مَن فوقنا، فإنْ يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نَجَوْا، ونَجَوْا جميعًا)).أما سرعةُ القذفِ فراجِعَا في ذلك أحدَ الأطباء المتخصصين، فقد أصبح علاجُه سهلًا مَيسورًا يَقضي على المشكلة تمامًا.
وفَّقك الله لكل خيرٍ، وأَصْلَحَ لك زوجَك