الجواب
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، وبعدُ:يا ليت ابنتك هي مَن أرسلَتْ تلك الرسالة؛ حتى نُذكِّرها بالله، ونُخوفها سوء عاقبه العقوق، فعُقوق الوالدين وقطيعةُ الرحم مِن أقبح الصفات والكبائر التي تُوجب النار وغضب الجبار، نسأل الله العافية!ولكن قدر الله وما شاء فعل، فاصبرْ على ما تشعُر به مِن حسرةٍ وأذى ووحشةٍ، فالإنسانُ مأمورٌ أن ينظرَ إلى القدَر فيما يجري عليه من المصائب التي لا حيلة له في دفْعِها، فما أصابك مِن هَمٍّ بفِعلِ أبنائك فاصبرْ عليه، وارضَ وسَلِّمْ؛ قال تعالى: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ﴾ [التغابن: 11].والأبناءُ مهما قصَّروا فيما يجب عليهم تجاهك، فإن ذلك لا يُسقط ما يجب عليك مِن البر والإحسان، فحاوِل الاتصالَ بهم ولو عن طريق بعض الأقارب أو المعارف، ليُحذرهم مِن عقوبة العقوق، وأنه من أكبر الكبائر، وكيف أنَّ اللهَ حذَّر مِن عصيانِ الوالد وإلحاقِ الأذى به، وعدم الإحسان إليه، لعل اللهَ أن يهديَهم ويُصلح شأنهم.أما رفعُ دعوة العقوقِ فلا أنصحك بهذا، ففضلاً عن كونِ هذا الأمر سيَزيد الهوة بينكم، فإنَّ البرَّ والإحسان لا يكون بحُكم محكمةٍ، وأفضلُ السبُل هو السعي في التواصل المباشر معهم، فهذا هو الذي يُجْدِي في هذه الأحوال.نسأل الله تعالى أن يوفقك، ويُيسر أمرك، ويَهدي أبناءك للحقِّ