السؤال

ملخص السؤال:
سيدة متزوجة منذ أشهر تشكو زوجها الذي ينظر للنساء وهو معها، ولا يهتم بها، وتسأل: هل أطلب الطلاق قبل مجيء الأطفال؟ أو أصبر عليه وأستمر معه؟
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أنا فتاة في منتصف العشرين من عمري، متزوجة منذ 4 أشهر، تبدأ قصتي من قبل الزواج عندما تقدم لي زوجي، ووقت الرؤية الشرعية لم يجذبني شكله، وقد أخبرتُ أهلي بذلك، لكنهم أصروا على الموافقة، وحجتهم أن سمعته طيبة، وأهله أناس متدينون.هو ليس قبيحًا، لكن شكله لم يجذبني، استخرتُ الله ودعوت وشعرتُ بالراحة ووافقت، وتمت الخطوبة، ولم أشعر بفرحه غامرةٍ.كان يُظْهِر احترامه ووده لي، لكني كنتُ مصدودة عنه، فشعر بذلك، وسألني عن السبب، فأخبرته أني لست مجبرة على الزواج، لكن أهلي أقنعوني ولم أكن مقتنعة!شعرتُ وقتها بطيبته، وخجلتُ أن أرفض لما ظهر منه من حسن الخلق، وسألته عن رأيه، فأخبرني بأنه سعيد بالارتباط بي، ويجد راحته معي.استمرتْ خطبتنا فترة، قضيت فيها أيامًا جميلة معه من خلال الهاتف، وكنتُ أفرغ عواطفي له، مع أنني لم أحبه، فليس هذا هو الشخص الذي حلمتُ به.اقترب موعد الزواج، وكنا نختلف كثيرًا في ترتيبات الزواج، وكانتْ مشاعري غريبة؛ أحبه تارة، وأهرب وأبكي تارة، لكن في كل وقت كنتُ أتظاهر بالحب!ما صدَمني أنه كثير النظر للنساء حتى أمام عيني، يقول: انظري إلى تلك الفتاة، لبْسُها غريب، وهذه كذا، وتلك فيها كذا، فلا تكاد تفوت من تحت عينه امرأة، وإذا خرجنا إلى أي مكان عام أراه مشغولاً بمراقبة النساء، ولا يكاد ينظر إليَّ، ولا يحدثني!تضايقتُ منه بعد تكرر هذا الموقف، ولم أستطع كتمان ما بداخلي أكثر من ذلك، فأخبرته أنه مهتم بالنظر إلى النساء إلا أنا، ثم طلبتُ منه أن يطلقني ويذهب ليفعل ما يَحْلو له.الحمد لله أنا جميلة ومميزة، وأدرك ذلك، وأجمل ممن ينظر إليهنَّ، لكنه لا يشعر بي، ولا يشعر بما يفعله.بدأتُ أشعر أنه من الظلم والقهر أن أستمرَّ مع مَن لا يقدرني، فكيف أثق برجل مثله؟ وكيف أحبه؟
فأخبروني وأشيروا عليَّ؛ ما زلتُ في بداية زواجي ولم أنجب أطفالاً: هل أستَمِرُّ معه؟ أو أطلب الطلاق وأتركه قبل مجيء الأطفال وأتورط بشكل أكبر؟

الجواب

أُرَحِّب بك أختي الفاضلة في شبكة الألوكة، وأسأل الله أن يُصْلِحَ حال زوجك، ويُقَرِّب بينكما، ويحفظكما مِن كل سوء.حبيبتي، أعلم أنَّ ما يفعله زوجك هو مُؤلِمٌ لأي زوجةٍ، ويُشعرك بعدم التقدير، وقد يَضَعك في موقفٍ محرج أمام الآخرين، خصوصًا أنَّ العلاقة بينكما أصلاً مُضْطَرِبة من ناحيتك؛ لذا عليك أن توصِّلي له عدة رسائل لنصحه وتذكيره بأهمية غض البصر، فإذا أطْلَق الإنسان لبصره العنان اضطربتْ كلُّ حياته، ولكن لا تصل مثلُ هذه الرسائل إلا بالحبِّ، وبالكلام من القلب، وبإخباره أنك حين وافقتِ عليه وارتضيته زوجًا لك إنما اخترته لدينه وحُسْنِ خُلُقه، وأخبريه أنك سعيدة وراضية بالحياة معه، ولكن هذا الأمر خصوصًا يُسَبِّب لك الضيق، وأنه كما يدين يدان.أختي العزيزة، حاولي أن تعامليه كمريضٍ لا متَّهَمٍ، ويحتاج للعلاج، ويتطلّب منك الصبر، واعلمي أن هذا الطريق ليس بالسهل، ويحتاج منك إلى الحكمة، وضبط النفس، والتجاهل أحيانًا، حتى لا يصلَ إلى مرحلة العناد، وتذكّري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تكونوا عونًا للشيطان على أخيكم)).أيضًا مِن الممكن أن تُحَوِّلي تدريجيًّا هذا الفعل تجاهك بأن تَتَزَيَّني وتتفنَّني في التجمُّل لكي ينجذبَ لك؛ لأنه كما يتضح أن النشاط البصري لديه كبير، فلم لا تجعلينه يتحوَّل إليك بالاستعانة بالله، والإصرار على أن يلتفتَ إليك، وأن تحافظي على عشك الجميل؛ فقد آلمني قولك: إنك طلبتِ منه الطلاق!حافظي أختي الحبيبة على بيتك، وأكثري من الدعاء، واحمدي الله أن رزقك زوجًا، فحافظي عليه وتمسَّكي به.
وأخيرًا لا نملك إلا الدعاء لك بالسعادة والتوفيق وأن يُصلح لك زوجك