ملخص السؤال:
شاب وحيد أمه وأبيه، توفي والده منذ فترة قريبة، مما أصابه بتعب نفسي، وخوف وتوتر، وارتفاع في ضغط الدم، ويخشى أن يكون مصابًا بالأمراض الخطيرة.
تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أنا طالبٌ في الثانوية، تُوُفِّي والدي منذ مدة قليلة، وأعيش مع أمي، وهي تعاني من ارتفاع ضغط الدم، وأنا أعاني من خوف شديد من الأمراض؛ توتر وارتفاع في ضغط الدم وخوف، وتعب من أقل مجهود، واكتئاب.أخاف أن أصاب بالسرطان - عافانا الله - لأني وجدتُ الأعراض في الإنترنت، فأصبتُ بخوف شديدٍ، وأخاف أن أكونَ مصابًا به.حجزت عند الطبيب لأتأكد هل أنا مصاب بالسرطان أو لا، والآن أنا خائف جدًّا من هذا المرض!قمتُ بقياس الضغط فوجدته 140/90، فخفتُ جدًّا لأنه لأول مرة يعلو إلى هذا الحدِّ!حاولتُ تناسي الأمر والتقرُّب إلى الله تعالى، لكن الشيطان يُوسوس لي بأني أصلي خوفًا من المرض فقط، والله لن يَقبل الصلاة لأنها ناتجة عن الخوف من المرض!
أرجو أن تنصحوني بما لديكم من خبرة لأرتاح قليلاً من عناء نفسي

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.نشكر لكم ثقتكم في شبكة الألوكة، ونتمنى أن نكونَ عند حُسن ظنكم بنا، وأن نكونَ لكم خير معين بعد الله في تجاوز مشكلتكم.أخي الكريم، إنَّ الإيمان بالقضاء والقدَر هو الركن السادس من أركان الإيمان، وفي هذا الركن الشيء العجيب عندما ينظر منه الإنسان إلى جميع الأمور التي تحصل له في الحياة.إن وفاة والدك قضاء وقدر من الله، وعليك الرضا بهذه المصيبة تمام الرضا، وأن الله أعطاه العمر الذي كتب له في هذه الحياة قبل أن يولَد، فعليك الإكثار من الدعاء له بالمغفرة والرحمة؛ ليشملك حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه: ((إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له))؛ رواه مسلم.وبحُكم أنك الابن الوحيد، فوالدك الآن في حاجة إليك أكثر من أي وقتٍ مضى، أخي الكريم سلِّم بقضاء الله وقدره في جميع أمورك، وأحْسِن الظن بالله يأتِك الخير؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرته في ملأٍ خير منهم، وإن تقرَّب إليَّ بشبر تقربتُ إليه ذراعًا، وإن تقرب إليَّ ذراعًا تقربتُ إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة))؛ رواه البخاري ومسلم.لا تظن بالله إلا خيرًا، وأبْعِدْ عنك وساوس الشيطان؛ فإنه يَفْرَح أن يدخلَ الهم والحزن على ابن آدم، ولعله استغل حزنك على وفاة والدك فأصبح يُشَكِّكك في ربك، وفي صحتك، وفي عافيتك، وفي أمورك كلها.تجاهَلْ ما تفكر به من احتمالية إصابتك بالأمراض، واهتمَّ بصحتك أنت ووالدتك، واجعل ثقتك بالله كبيرة، فلن يُضيعك أبدًا، تذكر أنك لست اليتيم الوحيد في العالم؛ فرسولُنا صلى الله عليه وسلم كان يتيمًا وقاد الأمة.الْتَفِتْ يمينًا ويسارًا، وانظرْ لِمَنْ حولك ستجد الكثير ممن آباؤهم على قيد الحياة، ولكن لا يعلمون عنهم شيئًا.احمد الله على النِّعَم التي أعطاك إياها، ورَكِّزْ على أهدافك في الحياة، وعلى رضا والدتك، وانطلقْ إلى دروب النجاح.استغل أوقاتك بكل ما هو مفيد، واشغلْ نفسك بممارسة هواياتك المفضَّلة.إنَّ ما تشعُر به مِن أعراضٍ يُعتبر إرهاقًا فكريًّا (القلق)، وكثرة التفكير سببتْ لك تفاوتًا في قراءات الضغط، فحاول أن تتناسى ما تشعر به، ولا تكثر من قياس الضغط في فترات متقاربةٍ، ولا مانع من زيارة طبيب الباطنية ليتم الفحص، وقد يكون شيئًا بسيطًا وعلاجه واضحًا.
ختامًا تمنياتي لك بالصحة والعافية، والمستقبل المشرق بالنجاح والسعادة