تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: نصائح لمن يعاني من " التأتأة " ويريد طلب العلم وتعليمه للناس

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي نصائح لمن يعاني من " التأتأة " ويريد طلب العلم وتعليمه للناس

    لقد كنت أتأتأ معظم حياتي ، إنني سأدرس القرآن ، أحب أن أسال : إذا طلبت العلم أريد نشره ، لكن هناك شيء واحد يمنعني ، هل تأتأتي تجعلني أحتفظ بالعلم لنفسي فقط ؟
    الحمد لله
    نسأل الله تعالى أن يكتب لك الشفاء والأجر ، الشفاء من ابتلائك هذا ، والأجر على تحصيلك للعلم ، وعلى نيتك نشره بين الناس .
    وهذه التأتأة التي ابتلاك الله بها مشكلة ، تحتاج لصبر للتخلص منها ، وتمرين للسان على النطق بالكلمات بتمهل ، وصوت مرتفع ، مع ثقة بالنفس ، وقبل كل ذلك استعانة بالله تعالى ، وهي ترجع إلى ظروف نفسية ، وأحياناً – عند بعض الناس - لمرضٍ عضوي ، فننصحك بمراجعة مختصين بعلم النطق ، وأمراض الفك واللسان .
    وفي " الموسوعة العربية العالمية " :
    وهناك العديد من الطرق التي من خلالها يمكن لأولئك الذين يعانون من " التأتأة " أن يتحدثوا بسلاسة تامة ، ومن بين تلك الطرق : القراءة بصوت عال مع الآخرين ، والحديث في المواقف المشجعة ، أو الكلام مع الأصدقاء .
    انتهى
    وعلى كل حال :
    اعلم أنك مأجور على تحصيلك للعلم ، وهذه المشقة التي تعانيها في التحصيل تزيد لك في الأجر .
    عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْمَاهِرُ بِالْقُرْآنِ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ وَالَّذِيْ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَيَتَتَعْتَعُ فِيْهِ ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْرَانِ ).رواه مسلم ( 798 ) .
    قال الإمام القرطبي – رحمه الله – :
    التتعتع : التردد في الكلام عيّاً وصعوبة ، وإنما كان له أجران من حيث التلاوة ، ومن حيث المشقة .
    " تفسير القرطبي " ( 1 / 30 ) .
    وإذا رغبت في أن تفيد غيرك بما تعلمته من علم : فأمامك طريقان :
    الأول : أن تفيد الناس بكتاباتك ، ولا يشترط أن يكون المفيد محسناً للنطق بالحروف ، وها هم معلمو الدنيا من أئمة الدين من السلف لم يصلنا من علمهم إلا كتبهم ، ولم نسمع منهم حرفاً ، وبعض العلماء والدعاة من المعاصرين نأى بنفسه عن الكلام مع الناس مواجهة – ولا يلزم أنه لا يحسن التعبير – وانبرى يفيدهم بقلمه ، فكتبوا كتباً نافعة ، والمجال مفتوح للكتابة في الصحف ، والمجلات ، ومواقع الإنترنت ، وغير ذلك من الأبواب .
    الثاني : أن تشد من عزم نفسك ، وتواجه الواقع بالجرأة في مواجهة الناس وتعليمهم بالنطق باللسان ، وقد كان بعض الأئمة وأهل العلم مصاباً بالتأتأة في نطقه ، لكنه عندما كان يصعد المنبر ويحدِّث الناس ينطلق في الكلام كالسيل ، ولا يظهر منه تردد في حرف واحد ، ومن هؤلاء الشيخ " عبد الرحمن الدوسري " رحمه الله ، وثمة غيره من المشاهير ، هذا هو حالهم ، فلم تمنعهم التأتأة من أن يكونوا خطباء مفوهين ، وقد يجمعون مع ذلك كتابة رائقة .
    وها هو مثال آخر : أخت فاضلة ، درست الشريعة حتى وصلت إلى أن حصلت على شهادة " الدكتوراة " ، فاقرأ حديثها بنفسك ، قالت :
    " وعندما نظرت إلى أترابي من زميلات القسم : وجدت بعضهن قد نفضت غبار الشيطان -وهو الحياء المذموم في الدعوة - فلماذا أنا لا أستطيع فعل ذلك أيضاً ؟! لماذا لا أزرع الثقة بالله في نفسي ؟! فقررت أن أبدأ الآن في مصلَّى الجامعة , وكان تخصصي في الدعوة جعلني قريبة الاطلاع على كيد الأعداء ، وحربهم المستمرة على الإسلام ، فحتى متى ننتظر ؟ ففكرت في علاج لحالة " التأتأة " التي أعاني منها ، وذلك بألا أتكلم بسرعة ، وفي البداية لا أنظر للحضور ، بل أوزِّع نظراتي في القاعة ، حتى لا أشعر بارتباك ، وأي حرف لا أستطيع نطقه بيسر : أغيِّره بحرف آخر أستطيع نطقه .
    وبفضل الله بدأت ألقي دروساً في مصلى الجامعة ، ولكن بدون إشراف من أستاذات الجامعة ، وبديهي أن إشراف الأستاذات يعطي قوة ، وتمكناً للداعية ،ودقة ، وصحة في الطرح ، فلا يكون مجرد عواطف منثورة .
    انتهى .
    ونبشرك أيضا أن بعض من نعرفه من المشتغلين بالعلم مصاب بهذه التأتأة ، ومع أنه لم يستطع التخلص منها ، فإن مجالسه العلمية أفادت كثيرا من طلاب العلم ، فالدرس العلمي يختلف عن الموعظة ، وبالإمكان نفع طلاب العلم ، وتدريسهم كتبا كثيرة ، حتى قبل التخلص من هذه المشكلة .
    فامض قدما لما شرح الله صدرك له من طلب العلم النافع ، واعلم أنك ـ إن أخلصت نيتك لله تعالى في طلبه ونشره ـ فأنت مأجور على كل حال ، سواء أمكنك ذلك النشر والتعليم فعلا ، أو حيل بينك وبينه .
    نسأل الله أن ييسر لك أمرك ، وأن يوفقك لما فيه رضاه .
    وانظر في فضائل طلب العلم والعلماء : جواب السؤال رقم : (
    10471 ) .
    والله أعلم
    http://islamqa.info/ar/115830

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    أسأل الله أن يبارك فيك وينفع بك ، متميزة بمواضيعك أم أروى
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    جزاك الله خيراً على مرورك الطيب ، ورزقني وإياك التوفيق والسداد .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •