تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: تفسير سورة هود من مختصري لتفسير الطبري (متجدد)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي تفسير سورة هود من مختصري لتفسير الطبري (متجدد)

    سُورَةُ هُودٍ مَكِّيَّةٌ وَآيَاتُهَا ثَلَاثٌ وَعِشْرُونَ وَمِائَةٌ
    الْقَوْلُ فِي تَفْسِيرِ السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا هُودٌ
    {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}[هود: 1]
    {الر} قَدْ ذَكَرْنَا تَأْوِيلَه، بِمَا أَغْنَى عَنْ إِعَادَتِهِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ..
    {كِتَابٌ} هَذَا الْكِتَابَ الَّذِي أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ الْقُرْآنُ..
    {أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ} أَحْكَمَ اللَّهُ آيَاتَهُ مِنَ الدَّخَلِ، وَالْخَلَلِ، وَالْبَاطِلِ، وَذَلِكَ أَنَّ إِحْكَامَ الشَّيْءِ إِصْلَاحُهُ وَإِتْقَانُهُ، وَإِحْكَامَ آيَاتِ الْقُرْآنِ إِحْكَامُهَا مِنْ خَلَلٍ يَكُونُ فِيهَا أَوْ بَاطِلٍ يَقْدِرُ ذُو زَيْغٍ أَنْ يَطْعَنَ فِيهَا مِنْ قِبَلِهُ..
    {ثُمَّ فُصِّلَتْ} ثُمَّ فَصَّلَهَا، ومَيَّزَ بَعْضَهَا مِنْ بَعْضٍ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْي، فَبُيِّنَ مِنْهَا الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ.. وَكَانَ مُجَاهِدٌ يُفَسِّرُ قَوْلَهُ: «فُصِّلَتْ» بِمَعْنَى: فُسِّرَتْ، وَذَلِكَ نَحْوُ الَّذِي قُلْنَا فِيهِ مِنَ الْقَوْلِ.. وَقَالَ قَتَادَةُ: مَعْنَاهُ: بُيِّنَتْ، وَهُوَ شَبِيهُ الْمَعْنَى بِقَوْلِ مُجَاهِدٍ..
    {مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ} بِتَدْبِيرِ الْأَشْيَاءِ وَتَقْدِيرِهَا..
    {خَبِيرٍ}[هود: 1] بِمَا يَؤُولُ إِلَيْهِ عَوَاقِبُهَا.
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي

    {أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ}[هود: 2]
    {أَلَّا تَعْبُدُوا} إِلَّا اللَّهَ} ثُمَّ فُصِّلَتْ بِأَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَتَخْلَعُوا الْآلِهَةَ وَالْأَنْدَادَ، ثُمَّ قَالَ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قُلْ يَا مُحَمَّدُ لِلنَّاسِ..
    {إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ} مِنْ عِنْدِ اللَّهِ..
    {نَذِيرٌ} يُنْذِرُكُمْ عِقَابَهُ عَلَى مَعَاصِيهِ وَعِبَادَةِ الْأَصْنَامِ..
    {وَبَشِيرٌ}[هود: 2] يُبَشِّرُكُمْ بِالْجَزِيلِ مِنَ الثَّوَابِ عَلَى طَاعَتِهِ وَإِخْلَاصِ الْعِبَادَةِ وَالْأُلُوهَةِ لَهُ.
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي

    {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ}[هود: 3]
    {وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ} وَأَنِ اعْمَلُوا أَيُّهَا النَّاسُ مِنَ الْأَعْمَالِ مَا يُرْضِي رَبَّكُمْ عَنْكُمْ، فَيَسْتُرُ عَلَيْكُمْ عَظِيمَ ذُنُوبِكُمُ الَّتِي رَكِبْتُمُوهَا بِعِبَادَتِكُمُ الْأَوْثَانَ وَالْأَصْنَامَ، وَإِشْرَاكِكُمُ الْآلِهَةَ وَالْأَنْدَادَ فِي عِبَادَتِهِ.. يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: ثُمَّ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ بِأَنْ لَا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ وَبِأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ..
    {ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} ثُمَّ ارْجِعُوا إِلَى رَبِّكُمْ بِإِخْلَاصِ الْعِبَادَةَ لَهُ دُونَ مَا سِوَاهُ مِنْ سَائِرِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ، بَعْدَ خَلْعِكُمُ الْأَنْدَادَ، وَبَرَاءَتِكُمْ مِنْ عِبَادِتِهَا، وَلِذَلِكَ قِيلَ: «وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ»، وَلَمْ يَقُلْ: وَتُوبُوا إِلَيْهِ؛ لِأَنَّ التَّوْبَةَ مَعْنَاهَا الرُّجُوعُ إِلَى الْعَمَلِ بِطَاعَةِ اللَّهِ، وَالِاسْتِغْفَا رُ: اسْتِغْفَارٌ مِنَ الشِّرْكِ الَّذِي كَانُوا عَلَيْهِ مُقِيمِينَ، وَالْعَمَلُ لِلَّهِ لَا يَكُونُ عَمَلًا لَهُ إِلَّا بَعْدَ تَرْكِ الشِّرْكَ بِهِ، فَأَمَّا الشِّرْكُ فَإِنَّ عَمَلَهُ لَا يَكُونُ إِلَّا لِلشَّيْطَانِ، فَلِذَلِكَ أَمَرَهُمْ تَعَالَى ذِكْرُهُ بِالتَّوْبَةِ إِلَيْهِ بَعْدَ الِاسْتِغْفَارِ مِنَ الشِّرْكِ؛ لِأَنَّ أَهْلَ الشِّرْكِ كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُطِيعُونَ اللَّهَ بِكَثِيرٍ مِنْ أَفْعَالِهِمْ، وَهُمْ عَلَى شِرْكِهِمْ مُقِيمُونَ..
    {يُمَتِّعْكُمْ مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى} يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِلْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ خَاطَبَهُمْ بِهَذِهِ الْآيَاتِ: اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ، ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ، فَإِنَّكُمْ إِذَا فَعَلْتُمْ ذَلِكَ بَسَطَ عَلَيْكُمْ مِنَ الدُّنْيَا، وَرَزَقَكُمْ مِنْ زِينَتِهَا، وَأَنْسَأَ لَكُمْ فِي آجَالِكُمْ إِلَى الْوَقْتِ الَّذِي قَضَى فِيهِ عَلَيْكُمُ الْمَوْتَ..
    {وَيُؤْتِ} وَيُثِيبُ..
    {كُلَّ ذِي فَضْلٍ} كُلَّ مَنْ تَفَضَّلَ بِفَضْلِ مَالِهِ، أَوْ قُوتِهِ، أَوْ مَعْرُوفِهِ عَلَى غَيْرِهِ، مُحْتَسِبًا مُرِيدًا بِهِ وَجْهَ اللَّهِ، أَجْزَلَ..
    {فَضْلَهُ} ثَوَابَهُ وَفَضْلَهُ فِي الْآخِرَةِ..
    {وَإِنْ تَوَلَّوْا} وَإِنْ أَعْرَضُوا عَمَّا دَعْوَتَهُمْ إِلَيْهِ مِنْ إِخْلَاصِ الْعِبَادَةِ لِلَّهِ، وَتَرْكِ عِبَادَةِ الْآلِهَةِ، وَامْتَنَعُوا مِنَ الِاسْتِغْفَارِ لِلَّهِ، وَالتَّوْبَةِ إِلَيْهِ فَأَدْبَرُوا مُوَلِّينَ عَنْ ذَلِكَ..
    {فَإِنِّي} أَيُّهَا الْقَوْمُ..
    {أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ}[هود: 3] شَأْنُهُ، عَظِيمٌ هَوْلُهُ، وَذَلِكَ «وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ» [الجاثية: 22].
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي

    {إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[هود: 4]
    {إِلَى اللَّهِ} أَيُّهَا الْقَوْمُ..
    {مَرْجِعُكُمْ} مَآبُكُمْ وَمَصِيرُكُمْ، فَاحْذَرُوا عِقَابَهُ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ عَمَّا أَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ مِنَ التَّوْبَةِ إِلَيْهِ مِنْ عِبَادَتِكُمُ الْآلِهَةَ وَالْأَصْنَامَ، فَإِنَّهُ مُخَلِّدُكُمْ نَارَ جَهَنَّمَ، إِنْ هَلَكْتُمْ عَلَى شِرْكِكُمْ قَبْلَ التَّوْبَةِ إِلَيْهِ..
    {وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[هود: 4] وَهُوَ عَلَى إِحْيَائِكُمْ بَعْدَ مَمَاتِكُمْ، وَعِقَابِكُمْ عَلَى إِشْرَاكِكُمْ بِهِ الْأَوْثَانَ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا أَرَادَ بِكُمْ وَبِغَيْرِكُمْ قَادِرٌ.
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي

    أَلَا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}[هود: 5]
    {أَلَا إِنَّهُمْ} إِنَّ بعضَ المُنافِقيْن..
    {يَثْنُونَ} يَحْنُونَ..
    {صُدُورَهُمْ} وَيَكْنُونَهَا..
    {لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ} مِنَ اللَّهِ، كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ جَهْلًا مِنْهُمْ بِاللَّهِ أَنَّهُ يَخْفَى عَلَيْهِ مَا تُضْمِرْهُ نُفُوسُهُمْ، أَوْ تَنَاجُوهُ بَيْنَهُمْ، فَأَخْبَرَهُمْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَنَّهُ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ سِرُّ أُمُورِهِمْ وَعَلَانِيَتِهَ ا عَلَى أَيِّ حَالٍ كَانُوا، تَغَشُّوا بِالثِّيَابِ أَوْ أَظْهَرُوا بِالْبَراز..
    {أَلَا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ} يَتَغَطَّونَهَا وَيَلْبِسُونَها ، يُقَالُ مِنْهُ: اسْتَغْشَى ثَوْبَهُ وَتَغْشَّاهُ، قَالَ اللَّهُ: «وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ»[نوح: 7]..
    {يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ} يَعْلَمُ مَا يُسِرُّ هَؤُلَاءِ الْجَهَلَةُ بِرَبِّهِمْ، الظَّانُّونَ أَنَّ اللَّهَ يَخْفَى عَلَيْهِ مَا أَضْمَرَتْهُ صُدُورُهُمْ إِذَا حَنَوْهَا عَلَى مَا فِيهَا وَثَنَوْهُ، وَمَا تَنَاجَوْهُ بَيْنَهُمْ فَأَخْفَوهُ..
    {وَمَا يُعْلِنُونَ} سَوَاءٌ عِنْدَهُ سَرَائِرُ عِبَادِهِ وَعَلَانِيَتُهُ مْ..
    {إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}[هود: 5] إِنَّ اللَّهَ ذُو عِلْمٍ بِكُلِّ مَا أَخْفَتْهُ صُدُورِ خَلْقِهِ مِنْ إِيمَانٍ، وَكُفْرٍ وَحَقٍّ وَبَاطِلٍ وَخَيْرٍ وَشَرٍّ، وَمَا تَسْتَجِنُّهُ مِمَّا لَمْ تُجِنُّهُ بَعْدُ، فَاحْذَرُوا أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْكُمْ رَبُّكُمْ، وَأَنْتُمْ مُضْمِرُونَ فِي صُدُورِكُمُ الشَّكَّ فِي شَيْءٍ مِنْ تَوْحِيدِهِ أَوْ أَمْرِهِ أَوْ نَهْيِهِ، أَوْ فِيمَا أَلْزَمَكُمُ الْإِيمَانَ بِهِ وَالتَّصْدِيقَ، فَتَهْلِكُوا بِاعْتِقَادِكُم ْ ذَلِكَ.
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي

    {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَه َا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}[هود: 6]
    {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ} وَمَا تَدِبُّ دَابَّةٌ فِي الْأَرْضِ..
    {إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} إِلَّا وَمِنَ اللَّهِ رِزْقُهَا الَّذِي يَصِلُ إِلَيْهَا هُوَ بِهِ مُتَكَفِّلٌ، وَذَلِكَ قُوتُهَا وَغِذَاؤُهَا وَمَا بِهِ عَيْشُهَا..
    {وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا} حَيْثُ تَسْتَقِرُّ فِيهِ، وَذَلِكَ مَأْوَاهَا الَّذِي تَأْوِي إِلَيْهِ لَيْلًا أَوْ نَهَارًا..
    {وَمُسْتَوْدَعَ َا}الْمَوْضِعُ الَّذِي يُودِعُهَا، إِمَّا بِمَوْتِهَا فِيهِ أَوْ دَفْنِهَا.. وَقَالَ آخَرُونَ: مُسْتَقَرَّهَا فِي الرَّحِمِ، وَمُسْتَوْدَعَه َا فِي الصُّلْبِ.. وَقَالَ آخَرُونَ: الْمُسْتَقَرُّ: فِي الرَّحِمِ، وَالْمُسْتَوْدَ عُ: حَيْثُ تَمُوتُ.. وَقَالَ آخَرُونَ: مُسْتَقَرَّهَا أَيَّامَ حَيَاتِهَا، وَمُسْتَودَعَهَ ا حَيْثُ تَمُوتُ فِيهِ.. وَإِنَّمَا اخْتَرْنَا الْقَوْلَ الَّذِي اخْتَرْنَاهُ فِيهِ، لِأَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ أَخْبَرَ أَنَّ مَا رُزِقَتِ الدَّوَابُّ مِنْ رِزْقٍ فَمِنْهُ، فَأَوْلَى أَنْ يَتْبَعَ ذَلِكَ أَنْ يَعْلَمَ مَثْوَاهَا وَمُسْتَقَرَّهَ ا دُونَ الْخَبَرِ عَنْ عِلْمِهِ بِمَا تَضَمَّنَتْهُ الْأَصْلَابُ وَالْأَرْحَامُ..
    {كُلٌّ} عَدَدُ كُلِّ دَابَّةٍ، وَمَبْلَغُ أَرْزَاقِهَا، وَقَدْرُ قَرَارِهَا فِي مُسْتَقَرِّهَا، وَمُدَّةُ لُبْثِهَا فِي مُسْتَوْدَعَهَا ، كُلُّ ذَلِكَ..
    {فِي كِتَابٍ} مُثْبَتٌ مَكْتُوبٌ..
    {مُّبِينٍ}[هود: 6] يُبَيِّنُ لِمَنْ قَرَأَهُ أَنَّ ذَلِكَ مُثْبَتٌ مَكْتُوبٌ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهَا، وَيُوجِدَهَا، وَهَذَا إِخْبَارٌ مِنَ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ الَّذِينَ كَانُوا يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُوا مِنْهُ، أَنَّهُ قَدْ عَلِمَ الْأَشْيَاءَ كُلَّهَا، وَأَثْبَتَهَا فِي كِتَابٍ عِنْدَهُ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَهَا وَيُوجِدَهَا؛ يَقُولُ لَهُمْ تَعَالَى ذِكْرُهُ: فَمَنْ كَانَ قَدْ عَلِمَ ذَلِكَ مِنْهُمْ قَبْلَ أَنْ يُوجِدَهُمْ، فَكَيْفَ يَخْفَى عَلَيْهِ مَا تَنْطَوِي عَلَيْهِ نُفُوسُهُمْ إِذَا ثَنَوْا بِهِ صُدُورَهُمْ وَاسْتَغْشَوْا عَلَيْهِ ثِيَابَهُمْ؟!
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •