صلاة العيدينبسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد..
(روى الترمذي وأبو داود عن أنس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال:
( قد أبدلكم الله سبحانه وتعالى بهما خيراً منهما يوم الفطر والأضحى.)
صححه الألباني.
_ عيد الفطر أول عيد شرع في الإسلام في السنة الثانية من الهجرة.
♥ و العيد يوم شرعه الله طاعة ليفرح المؤمنون بما وفقهم الله لطاعته ففي الفطر يفرحون لإكمالهم صيام وقيام الشهر، وفي الأضحى يفرحون بما أنعم الله عليهم من الوقوف، وإتمام مناسك الحج.
♥والعيد سمي بذلك؛ لأن لله تعالى فيه عوائد الإحسان أي أنواع الإحسان العائدة على عباده في كل عام، منها الفطر بعد المنع عن الطعام وصدقة الفطر، وإتمام الحج بطواف الزيارة، ولحوم الأضاحي وغيرها؛ ولأن العادة فيه الفرح والسرور والنشاط والحبور غالباً بسبب ذلك، وأصل معنى كلمة عيد: عود، والعود هو الرجوع، فهو يعود ويتكرر بالفرح كل عام.
الفقه الإسلامي وأدلته (2/362).
♥والمسلمون لهم عيدان، عيد الفطر وعيد الأضحى، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما، فقال:
((قدمت عليكم ولكم يومان تلعبون فيهما، فإن الله قد أبدلكم يومين خيرا منهما، يوم الفطر، ويوم النحر))
رواه أحمد في المسند (12827)، وصححه الألباني، السلسلة الصحيحة (2021).._ كان صلى الله عليه وسلم يعظم يوم العيد، ويصلي فيه صلاة العيد، قال ابن القيم وقد كان يؤدي الصلاة في المصلى، ولم يصل العيد بمسجده إلا مرة واحدة، أصابهم مطر فصلى بهم العيد في المسجد إن ثبت الحديث وهو في سنن أبي داود وابن ماجه، وهديه كان فعلهما في المصلى دائماً.
هديه صلى الله عليه وسلم في العيد:
♥ وكان صلى الله عليه وسلم يلبس للخروج إليهما أجمل ثيابه، فكان له حلة يلبسها للعيدين والجمعة، ومرة كان يلبس بردين أخضرين، ومرة برداً أحمر، وليس هو أحمر مصمتاً كما يظنه بعض الناس، فإنه لو كان كذلك، لم يكن برداً، وإنما فيه خطوط حمر كالبرود اليمنية، فسمي أحمر باعتبار ما فيه من ذلك. وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم من غير معارض النهي عن لبس المعصفر والأحمر. وأمر عبد الله بن عمرو لما رأى عليه ثوبين أحمرين أن يحرقهما، فلم يكن ليكره الأحمر هذه الكراهية الشديدة ثم يلبسه، والذي يقوم عليه الدليل تحريم لباس الأحمر، أو كراهيته كراهية شديدة.
♥ وكان صلى الله عليه وسلم يأكل قبل خروجه في عيد الفطر تمرات، ويأكلهن وتراً، وأمّّا في عيد الأضحى، فكان لا يطعم حتى يرجع من المصلى، فيأكل من أضحيته.
♥ وكان صلى الله عليه وسلم يغتسل للعيدين.
زاد المعاد (1/ 425).
♥ وكان يخرج ماشياً، والعنزة تحمل بين يديه، فإذا وصل إلى المصلى نصبت بين يديه ليصلي إليها.. رواه البخاري (930).
_ فإنَّ المصلى كان إذ ذاك فضاءٌ لم يكن فيه بناء ولا حائط، وكانت الحربة سترته.
♥وكان صلى الله عليه وسلم يؤخر صلاة عيد الفطر، ويعجل الأضحى، وكان ابن عمر من شدة اتباعه للسنة لا يخرج حتى تطلع الشمس، ويكبر من بيته إلى المصلى.
♥ وكان صلى الله عليه وسلم إذا انتهى إلى المصلى، أخذ في الصلاة من غير أذان ولا إقامة ولا قول: الصلاة جامعة والسنة: أنه لا يفعل شيء من ذلك.
♥ ولم يكن هو ولا أصحابه يصلون إذا انتهوا إلى المصلى شيئاً قبل الصلاة ولا بعدها.
♥ وكان يبدأ بالصلاة قبل الخطبة فيصلي ركعتين، يكبر في الأولى سبع تكبيرات متوالية التكبيرات، ولكن ذكر عن ابن مسعود أنه قال: يحمد الله، ويثني عليه ويصلي، وكان صلى الله عليه وسلم إذا أتم التكبير، أخذ في القراءة، فقرأ فاتحة الكتاب، ثم قرأ بعدها {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ}[ق: 1] في إحدى الركعتين، وفي الأخرى {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}[القمر: 1] وربما قرأ فيهما {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}[الأعلى: 1] ، {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}[الغاشية: 1]، صح عنه هذا وهذا ولم يصح عنه غير ذلك. ويرفع يديه مع كل تكبيرة، ويشرع له أن يحمد الله ويسبحه ويكبره ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بين كل تكبيرتين.
اللجنة الدائمة.
♥ وكان صلى الله عليه وسلم إذا أكمل الصلاة، انصرف فقام مقابل النَّاس، والنَّاس جلوس على صفوفهم، فيعظهم ويوصيهم، ويأمرهم وينهاهم، وإن كان يريد أن يقطع بعثاً قطعه, أو يأمر بشيء أمر به.
♥قال: ولم يكن هنالك منبر يرقى عليه، ولم يكن يخرج منبر المدينة، وإنما كان يخطبهم قائماً على الأرض. قال جابر: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة يوم العيد، فبدأ بالصلاة قبل الخطبة، بلا أذان ولا إقامة، ثم قام متوكئاً على بلال فأمر بتقوى الله وحث على طاعته ووعظ الناس، وذكرهم، ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكرهن .
رواه البخاري (4951)، ومسلم (885)..
تابعوا