توفي صبيحة هذا اليوم، بعد اختناق مفاجيء، فضيلة عالم فاس، العلامة المحدث الأصولي الفقيه محمد بن علي الرضا بن محمد بن عبد الكبير الكتاني الإدريسي الحسني، عن عمر يناهز الثمانين.
هذا الشيخ من كبار علماء فاس، وشيخ كرسي الحديث بجامع القرويين الأعظم، درس لعقود طويلة بالقرويين، ومازال إلى ساعة وفاته، كما درس بجامعة محمد بن عبد الله، وغير ذلك...
ومارس العدالة بفاس لعقود - وهو الذي عقد لي على زواجي - ثم ابتلي أخيرا فقُلد رئاسة المجلس العلمي بفاس، وأسس به مكتبة كبيرة استفاد منها طلبة العلم، وجعل للمجلس العلمي الفاسي إصدارات شهرية في مختلف المواضيع العلمية...كل شهر يصدر كتابا..ثم قلد أخيرا عضوية المجلس العلمي الأعلى.
كان الشيخ - رحمه الله - من قلة من العلماء الذين لم تؤثر فيهم المناصب، فكان يجاهر بإنكار ما يخالف الشريعة من جديد مدونة الأسرة، وغير ذلك..
أخذ عن أعلام بجامعة القرويين يوم كانت كعبا للعلم والعلماء؛ كواله العلامة علي الرضا الكتاني، وعم والده الحافظ عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني - ويروي عنهما - وآل ابن الحاج محمد بن أحمد ومحمد بن عبد الكبير والطائع، والعباس بناني...وغيرهم..
أخذت عنه رواية، وكنت دائما أستفتيه فيما يحدث لي من النوازل، فأجد النصوص الفقهية على طرف لسانه، وكانت بيني وبينه مراسلات ومحبة...
توفي صبيحة هذا اليوم السبت بسبب اختناق مفاجيء أصابه، لم يتقدمه مرض، وسيصلى عليه عصرا بفاس، ليدفن بمقبرة القباب قبالة باب الفتوح...جلل الله عليه الرحمات بمنه وكرمه...وإنا لله وإنا إليه راجعون...