التعليقات الحِسان
على كتاب روائع البيان
في
تفسير آيات الأحكام
للصابوني
بقلم أبي البراء محمد بن عبد المنعم آل عِلاوة
المحاضرة الأولى
فاتحة الكتاب
مكية([1])وآياتها سبع آيات بالإجماع([2])
بين يدي السورة:
أسمائها:
1 – الفاتحة: قيل لافتتاح الكتاب العزيز بها حيث إنها أول القرآن في الترتيب المعهود لا في النزول.([3])
2 – أم الكتاب: لاشتمالها على المقاصد الأساسية للكتاب العزيز، ففيها الثناء على الله جل وعلا، وفيها إثبات الربوبية، وفيها التعبد بأمر الله سبحانه ونهيه، وفيها طلب الهداية والثبات على الإيمان، وفيها الإخبار عن قصص الأمم السابقين، وفيها الإطلاع على معارج السعداء ومنازل الأشقياء .
والعرب تسمى كل أمر جامع أمًا، فمكة أم القرى؛ لأن غيرها تبع لها .([4])
([1]) هو قول عليّ وابن عباس وأبو هريرة، والأكثرين، وقيل مدنية: قول مجاهد، وقيل: نزلت مرة بمكة ومرة بالمدينة، والصحيح أنها مكية؛ لأن سورة الحجرات مكية بالاتفاق وقد أنزل فيها: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) ، وقد فسرها جمع من الصحابة بأنها الفاتحة، وقيل: أنها نزلت بمكة، وفضائلها بالمدينة. انظر تفسير سورة الفاتحة للحافظ ابن رجب.
([2]) حُكي عن حسين الجعفيَّ أنها ثمان آيات، ونقل عن عمرو بن عبيد أنها ثمان آيات، وأن ( إِيَّاكَ نَعْبُدُ )، آية، وكلاهما قولهما شاذ لا يلتفت إليه.
([3]) ففي الصحيحين من حديث عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم-: (لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ)، البخاري (756)، ومسلم (394) .
([4]) فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهْىَ خِدَاجٌ - ثَلاَثًا - غَيْرُ تَمَامٍ)، مسلم (904) .
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) أُمُّ الْقُرْآنِ وَأُمُّ الْكِتَابِ وَالسَّبْعُ الْمَثَانِى)، أبو داود (1495)، وصححه الألباني.
وقيل سبب تسميتها يأم الكتاب؛ لأنها تتقدم على بقية سور الكتاب في الحفظ فهي تؤم السور بتقدمها عليها، وقيل: محكمة لم يتطرق إليها نسخ، من قوله تعالى: (مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ) آل عمران: 7