بسم الله الرحمن الرحيم
أحيكم بتحية أهل الجنة يوم يدخلونها سلام : فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته .
إخواني : ظهرت في الآوانة الأخيرة ظاهرة خطيرة ، وهي أن أغلب الناس تكون معاملتهم في البيت مع أهليهم قاسية جدا ، ويحتج على ذلك أنه شيئ لا بد للرجل منه لإظهار شخصيته ، وهذا من وجهة نظري على عكس ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فلو أخذنا نظرة سريعة وعابرة في حاله مع أمهات المؤمنين ومع بناته ، لظهرنا لنا ظهورا جليا لين جانبه مع أهله فخذ على سبيل المثال هذه القصة التي سمعتها بالأمس من مدرس العقيدة وما سمعتها من قبل ولم أقرأها من قبل وسأروي القصة للفائدة ومن كان عنده نص القصة أو مرجع لها فليفدنا مشكورا ويجعل الله ذلك في موازين حسناته
القصة سأرويها بالمعنى :
جلس النبي صلى الله عليه وسلم يوما مع عائشة رضي الله عنها فتخاصما في شيئ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم نتحاكم ؟
قالت نعم .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إلى عبد الرحمن بن عوف (تقريبا) ؟
فقالت : إنه رجل لين يحكم لك علي .
فقال : إذن إلى عمر ؟
فقالت : إني أخاف إذا سمعت صوته فكيف بي أن أجلس معه وأتحاكم إليه .
فقال : فأبو بكر؟
فتفكرت ورأت أنه يكون أنسبهم لكونه أبا لها ، فقالت : نعم .
فتحاكما إلى أبي بكر فقال النبي صلى الله عليه وسلم : تقولين أم أقول ؟
فقالت : قل واقسط .
فقام أبو بكر فلطمها لطمة أخرجت الدم من أنفها وقال : ومن يقسط إن لم يقسط رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
فقام النبي صلى الله عليه وسلم يمسح الدم عنها ويقول مبتسما ملاطفا لها :
أهذا خير لك أم أنا ؟ بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم .
فانظروا رعاكم الله كيف كان خلقه وشفقته وتقلبه للرأي الآخر مع كونه هو من هو - سيد ولد آدم وأفضلهم على الإطلاق - ومع هذا يتحاكم إلى أحد من أصحابه ثم يصبر هو على قولها قل واقسط مع أن أبا بكر أرحم الناس مع كونها ابنته لم يتحمل الموقف ثم يقوم ويمسح الدم عن وجها ثم يلاطفها .
يا الله يا لك من مرب ويا لك من رحيم ويا لك من رسول فديناك بآبائنا وأمهاتنا صلى الله عليك وسلم تسليما كثيرا .
ونحن أمته هل اقتدينا به وقرأنا سيرته لنستنير بمثل هذه المواقف النيرة ونجعله إمامنا وقدوتنا أم أننا نقرأ سير الغرب أمثال رونالدوا وما يكل جاكسون أم سير الفنانين والفنانات والممثلين والممثلات لنقتدي بهم في تعاملنا مع أسرنا . يا حسرتا على ما فرطنا في جنب الله .
ثم ههنا فائدة أخرى وهي : أن النبي صلىالله وسلم بشر يعتريه ما يعتري البشر فلا يظنن أحد أن بيت النبوة كانت خالية من المشاكل . لا . بل كانت موجودة لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحلها بحنكته وبرجمة وشفقة وبتقبل للنقد وسماع للرأي الآخر وبوحي من رب العالمين .
# القصة كما قلت سمعتها لأول مرة وأحببت أن أجعلها بين أيديكم لنتناقش حولها سويا على طاولة واحدة وأنتظر منكم قصصا أخرى في هذا الباب ليكون ذلك عونا لنا في تعاملنا مع أهالينا .

* ملاحظة لا أخفيكم أحبتي أنني عضو جديد في هذا الصرح المبارك - نسأل الله أن ينفعنا به - لذلك قد تجدون بعض الأخطاء أو بعض التجاوزات أو بعض الأخطاء النحوية وما إلى ذلك فآمل ممن وقف على شيئ من ذلك تنبيهي وله مني جزيل الشكر .
أستودعكم على أمل اللقاء بكم .