حكم الوصل فيما آخره حرف مدّ مع التكبير مثل (جنتي ـ الله أكبر )

قال الأزميري في البدائع : تحرير .. إذا وصلت آخر السورة بالتكبير مع وصل الكل فتحت الياء في قوله تعالى ( جنتي ) للالتقاء الساكنين كما فتحت في قوله تعالى : حسبي الله و بلغني الكبر و نعمتي التي ، وبعض الناس يقرئ بإسكان الياء وحذفها للالتقاء الساكنين وهو خطأ لأنه لم يرد في القرآن أن القراء العشرة اتفقوا على إسكان ياء الإضافة إذا لقيت لام التعريف بل اتفقوا على فتح باقي أكثر المواضع ، واختلف في بعضها فالأكثرون على الفتح كما في النشر والطيبة والتقريب ، فإن قيل : إن يعقوب يثبت ياء ولي دين في آخر سورة الكافرون في الحالين ، فإذا وصلها بالتكبير يحذفها فلم يفتحها هنا قلنا : الياء في هذه السورة مرسومة في الخط فتكون من باب ياءات الإضافة فمذهب القراء العشرة الفتح في ياءات الإضافة التي لقيت لام التعريف)أ.هـ
فقد ذكر الأزميري ـ رحمه الله ـ الخلاف فيما هو ممدود ، ورجح فتح الياء في (جنتي ) مع التكبير ، ووافقه صاحب الفريدة حيث قال ( ولاحظ عند القراءة بالتكبير تفتح ياء " جنتى " وحقق ذلك من البدائع.) ويقاس على التكبير فيفتح للساكنين .)أ.هـ
وزاد في الفريدة ما بعده متحرك حيث قال : أما بعدها همزة قطع مثل (جنتي...إنا أنزلناه ) فلم أر فيه نصا أو قولا ،إلا أن القياس يقول بإبقائها ساكنة لأنها ليست من ياءات الإضافة المنصوص عليها في الفجر ؛ فالشاطبي ذكر أنها 212 ياء ثم ذكرها في مواضعها تفصيل في نهاية كل سورة لـ(جنتي ) شيئا ، بخلاف "وعيد" في سورة ق فهي تثبت مع الذاريات وتحذف مع الساكن ..وهذا قياس مني فالنص فيصل في المسألة .والله أعلم )ا.هـ

فهناك مسألتان :
الأولى : الياء من (جنتي) مع الساكن وهو التكبير ز
والثانية : الياء من (جنتي) مع المتحرك (جنتي...إنا أنزلناه ) .
المسألة الأولى :
والذي يظهر أن القول بالإسكان أرجح من القول بالفتح ، ويؤخذ هذا مما قاله الجعبري رحمه الله في شرح الشاطبية :...والتهليل موصول بالتكبير ، وآخر السورة معه مثله .
وإذا وصلت آخر السورة بأحدهما أجريت عليها أحكام الوصل ، ويبقى المتحرك والمنون منها على حالهما وتعطى الساكن ولو تنوينا أحكام التقاء الساكنين فتكسر الصحيح وتحذف المدِّيَّ ولو صلة وتحذف همزة الوصل وتحذف همزة...)ا.هـ
والشاهد قوله : (وتعطى الساكن ولو تنوينا أحكام التقاء الساكنين فتكسر الصحيح وتحذف المدِّيَّ ولو صلة) .
وقوله (وتحذف المدِّيَّ ولو صلة) أي يبقى ما آخره حرف مدّ على سكون ثم يحذف للساكنين ، سواء كان المدّيّ حرفا صحيحا أو صلة ، ولا فرق في المديّ بين كونه ألفا أو ياء أو واوا صحيحا أو صلة كما قال الجعبري ، ولم يذكر أن المدّيّ يفتح ، وهذا نص واضح في المسألة .
وأما قوله (القراء العشرة اتفقوا على إسكان ياء الإضافة إذا لقيت لام التعريف بل اتفقوا على فتح باقي أكثر المواضع)
فهذا قياس مع النص ، وهو قياس لا يصح ، وعليه أن القول بسكون الياء ثم حذفها للساكنين من (جنتي ..الله أكبر) هو الصواب الموافق لما نص عليه الجعبري ـ رحمه الله ـ والله أعلم .
أما المسألة الثانية :
الياء من (جنتي) مع المتحرك (جنتي...إنا أنزلناه ) .
قال صاحب الفريدة : ...إلا أن القياس يقول بإبقائها ساكنة لأنها ليست من ياءات الإضافة المنصوص عليها في الفجر...)
فالياءات في سورة الفجر سبع ياءات ، قال الهذلي في الكامل حيث عدّ الياءات التي لم يلقها همز ثم ذكر ما فيه الهمز في نهاية السورة :( سبع ياءات ما لم يلقها ( " يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي فَيَوْمَئِذٍ " ، " فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي " الهمزة اثنان " رَبِّي أَكْرَمَنِ " "رَبِّي أَهَانَنِ " )أ.هـ فلو عددت السبع كلمات التي لم تلق همزة وليس فيها حكم (يَا لَيْتَنِي ـ لِحَيَاتِي ـ عِبَادِي ـ وَادْخُلِي ـ جَنَّتِي) وهذه خمس همزات ، ثم ذكر اثنان لقيت الهمزة (ربي أكرمن ـ ربي أهانن) .
فهذه الكلمات الخمس لا تحرك فيها الياءات ؛ لأنها ليست من باب ياءات الإضافة التي نص عليها في باب ياءات الإضافة في المتون ، فتبقى على أصلها ساكنة .
وما قاسه صاحب الفريدة صحيح وهو موافق لما قررره العلماء من نصهم على مواطن الخلاف وما بقي يبقى على الأصل . والله أعلم