تمايز معنى التراكيب في إطار الصيغة
كم رجلٍ قابلت! وكم رجالٍ قابلت!

تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذين التركيبين اللذين يتمايزان من حيث المعنى في إطار الصيغة نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التركيب :
نقـول: كم رجلٍ قابلت !.
ونقول: كم رجالٍ قابلت !.
تمييز كم الخبرية قد يكون مفردا مجرورا وقد يكون جمعا مجرورا ،وذلك بحسب الأهمية المعنوية عند المتكلم ،والتركيب الأول أبلغ في المعنى ، وأكثر في العدد ، وأكثر في الاستعمال من التركيب الثاني ، لأن "كم" كناية عن عدد مبهم بمعنى كثير ، ولما كان المفرد المجرور يقع تمييزا للمئة والألف.....إلخ، أي للكثرة ، فتقول:مئة رجل وألف رجل ، ، والجمع المجرور يقع تمييزا للعدد من الثلاثة إلى العشرة أي للقلة ، فتقول:ثلاثة رجال وعشرة رجال ، كان التركيب الأول أبلغ في المعنى ، وهناك احتياج معنوي ومنزلة معنى بين "كم" وتمييزها ،فعندما تقول:كم رجلٍ قابلت فهي بمعنى مئة أو ألف رجل قابلت ، أما عندما تقول: كم رجالٍ قابلت فكأنك تقول: ثلاثة رجال قابلت .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز معنى التراكيب ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس،ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض