دور منزلة المعنى في وقوع شبه الجملة والجملة نائبا عن الفاعل
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قول طرفة بن العبد :
إذا قِيل مَن فتى؟ خِلتُ أنني // عُنيتُ فلم أكسل ولم أتبلَّد
حيث جاء نائب الفاعل جملة وجاء مفردا ،بحسب الأهمية المعنوية عند الشاعر ، فنائب الفاعل قد يكون مفردا أو شبه جملة أو جملة ، كما هو الحال في بيت طرفة ،والعرب يقولون: قد عُلم أزيدٌ في الدار أم عمرو؟ ويقولون :قد قيل :زيدٌ منطلق " لأنَّ كل فعل يتعدى للمفعول فلا مانع أن يُردَّ ويُبنى للمفعول ، والقرآن الكريم والعرب ينيبون عن الفاعل الكلمة الأهم داخل التركيب ، وغالبا ما ينيبون المفعول به أو المفعول الأول ، لأن المفعول به أهم كلمة في التركيب بعد الفاعل ، والمهم ينوب عنه مهم مثله ، قال تعالى:"*وحُملت الأرضُ والجبالُ فدكتا دكة واحدة"* فأناب المفعول أو الأهم ، وقال تعالى"*ونُفِخ في الصور فصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله "*فأناب شبه الجملة لأنها الأهم ، ويقول العرب : عُلم قمرُ الليلة بدرا ، ويقولون:عُلم بدرٌ قمرَ الليلة ، ويقولون:كُسي زيدٌ ثوبا ،وكُسي الثوبُ زيدا ،ويقولون:أعطي زيدٌ درهما وأُعطي الدرهمُ زيدا ، ويقولون:ظُنِنتْ الشمسُ بازغة ً وظُننت بازعةٌ الشمسَ ، ويقولون:اتُّخِذ مقامُ إبراهيم موضعَ صلاة واتُّخِذ موضعُ صلاة مقام َ إبراهيم ،وأعلِم زيدٌ كبشَك سمينا ، وأعلم كبشُك سمينا زيدا .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس، ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .