تمايز إعراب التراكيب في إطار التضام

تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في هذه التراكيب التي تتمايز من حيث الإعراب في إطار التضام نظرا لتغير منزلة المعنى بين أجزاء التركيب:
نقول : ما رأيته منذُ يومين .
ونقول:ما رأيته منذُ يومان .
ونقول:ما رأيته منذُ أنا صغير .
ونقول:ما رأيته منذُ جاء محمدٌ .
منذُ في التركيب الأول حرف جر بمعنى "من" ويومين اسم مجرور لأنه وليها الاسم المجرور ، وهي مبتدأ في التركيب الثاني ومعناه "الأمد" لأنه وليها الاسم المرفوع ، وهي في التركيبين :الثالث والرابع ظرف مضاف للجملة ،وهذا هو الأشهر ،ويجوز أن تكون مبتدأ ومعناه " الأمد " أو "أول المدة "والجملة خبره ، ومنذ هي "المبني عليه" وما بعدها "مبني" عليها وبينهما احتياج معنوي .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز إعراب التراكيب ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس، ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .