دور الأهمية المعنوية في حذف الأقل أهمية
تمايز مستوى القراءات القرآنية في إطار التضام

تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في حذف الأقل أهمية في الأمثلة التالية ،لأن المعنى أهم من اللفظ :
1- حذف نون الوقاية والإبقاء على نون الإعراب لأنها أهم من نون الوقاية ، وهي علامة أمن اللبس ، وذلك كما في قراءة "أتحاجُّوني " و "تأمروني" فيمن قرأ بنون واحدة تخفيفا ، والقراءة بالتشديد "أتحاجُّونِّي" أفصح من الثانية ،بسبب اقتران الفعل بنون الوقاية التي تقي الفعل من الكسر.
2- حذف نون الوقاية والإبقاء على نون الإناث لأنها أهم ،ويعجبني هنا رأي ابن هشام حيث يقول: ونون الفاعل لا يليق بها الحذف ،كما في : البنات شَغَلْنِي ،والأصل: شغلنَني، والجملة الثانية أفصح من الأولى ، بسبب اقتران الفعل بنون الوقاية التي تقي الفعل من الكسر.
3- حذف تاء الماضي والإبقاء على تاء المضارع ،لأنها تدخل لإفادة معنى المضارعة ، كما في "نارا تلظَّى" ،ويجوز حذف تاء الماضي اقتصارا وبقاؤها ، وبهما نطق العرب .
4- حذف واو مفعول والإبقاء على عين الفعل لأنها أصلية والواو زائدة ، كما في : مقول ومبيع ، وكذلك حذف ألف الإفعال والاستفعال والإبقاء على عين الكلمة كما في إقامة واستقامة .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ، وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز مستوى القراءات القرآنية ، وباختصار: الإنسان يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس.
============================== =============
هذا الموضوع من الأمور المختلف عليها بين النحاة ، والذي يبدو لي أن الأولى ما ذكرته ، وقال به بعضهم ، للمزيد انظر مغني اللبيب ج2 ص ص 620-621