وَضْعُ موسى وعيسى تحت الإقامة الجبرية
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في مثالنا المشهور: "ضرب موسى عيسى " فهذه الجملة مبنية على فعل الضرب ،والمباني هي :موسى وعيسى ، وموسى يتقدم على عيسى نحو المبني عليه بحسب الأهمية المعنوية والاحتياج المعنوي ،لأنه الفاعل ، والفعل يدل عليه دلالة أقوى من دلالته على المفعول ، وعند ذِكر الفعل فأول ما يتبادر إلى أذهاننا ذِكر الفاعل ،فالفعل يحتاج إليه بصورة أكبر من حاجته للمفعول ،لأن الفعل يصدر عنه ، فالفاعل أهم للفعل من المفعول الذي يتأخر عن المبني عليه بسبب ضعف منزلة المعنى والأهمية المعنوية مع المبني عليه ،وبما أن علامة أمن اللبس غير موجودة فإن منزلة المعنى تنوب عنها ، وتحدد لنا الفاعل من المفعول ،ويجب وَضْعُ كلٍّ من موسى وعيسى تحت الإقامة الجبرية من أجل أمن اللبس ، وإن شاء عيسى أن يتقدم من منطقة الظل إلى منطقة النُّور فسيصبح فاعلا بسبب تسليط الأضواء عليه وقوة العلاقة المعنوية مع الفعل ، وبهذا ينتقل موسى إلى منطقة الظل بسبب ضعف منزلة المعنى مع المبني عليه ، وهكذا تزداد أهمية الكلام كلما اتجهنا نحو اليمين ، وتقل كلما اتجهنا نحو اليسار إلى أن نصل إلى منطقة الظلام وهي منطقة الجار والمجرور، ومنزلة المعنى عند المتكلم هي المتحكمة في حركة اللغة .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز التراكيب ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس.