هذه قاعدة قرأتها ، معزوّة إلى الشيخ حمود التويجري ، وهي "أن أحاديث أشراط الساعة الضعيفة إذا وقعت فيجوز الإستدلال بها " .
فهل هذه القاعدة صحيحة أم لا تصح .
هذه قاعدة قرأتها ، معزوّة إلى الشيخ حمود التويجري ، وهي "أن أحاديث أشراط الساعة الضعيفة إذا وقعت فيجوز الإستدلال بها " .
فهل هذه القاعدة صحيحة أم لا تصح .
الأحاديث الضعيفة لا يأخذ بها في العقائد والأحكام اتفاقًا، والخلاف في الأخذ والعمل بها في فضائل الأعمال، والراجح عدم الأخذ والعمل بها أيضًا في الفضائل؛ لأن في الصحيح غُنية.
وعليه: فهذا الكلام لو ثبت أن الشيخ قاله فيكون غير صحيح.
هذه المسألة حادثة من بعض المعاصرين ، ولا اظنها تثبت عن احد الا الشيخ احمد بن الصديق الغماري غفر الله له وبعض تلاميذه
وكان الالباني رحمه الله قد تعقب عليه تلك المسألة ، فلتراجع الضعيفة [ 3 / 378 ] ..
ومن المواضع التي اشتد نكير الالباني رحمه الله على من يعمل بتلك القاعدة ، في الضعيفة [ 4 / 36 ] ، فقال عقب حديث ضعفه الذهبي وصححه طالب علم لمطابقته للواقع !!
[ وكأن هذا الأحمق يستلزم من مطابقة معنى الحديث الواقع أنه قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا جهل فاضح . فكم من مئات الأحاديث ضعفها أئمة الحديث وهي مع ذلك صحيحة المعنى . ولا حاجة لضرب الأمثلة على ذلك ، ففي هذه السلسلة ما يغني عن ذلك . ولو فتح باب تصحيح صلى الله عليه وسلم مالم يقل ثم تبوؤوا مقعدهم من النار، والعياذ بالله ]
اما عن اشتراط الصحة في احاديث اشراط الساعة فهو شرط ضروري ، وراجع مقدمة نهاية العالم ص 8 للعريفي ..
أحسنت، أحسن الله لي ولك.
قال العلامة التويجري في "إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة" 1 / 12 :
فصل
وبعض الأمور التي ورد الإخبار بوقوعها لم ترو إلا من طرق ضعيفة ، وقد ظهر مصداق كثير منها، ولا سيما في زماننا، وذلك مما يدل على صحتها في نفس الأمر، وكفى بالواقع شاهدا بثبوتها وخروجها من مشكاة النبوة، وأنا أذكر منها ما تيسر، وأنبه على ما يحتاج إلى التنبيه عليه إن شاء الله تعالى...أهـ
ولا شك أن اشتراط الصحة هو الصحيح ، والله أعلم .
للفائدة :
ومن أحسن الكتب التي ألفت في أشراط الساعة :
- الإذاعة لما كان وما يكون بين يدي الساعة للعلامة محمد صديق حسن خان القنوجي البخاري .
- إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة للشيخ حمود بن عبد الله التويجري .
- أشراط الساعة ليوسف بن عبد الله الوابل وهي رسالة جامعية وهي من أحسن ما كتب في هذا الباب .
ولشيخنا المفضال شيخ حلوان: الشيخ مصطفى بن محمد بن مصطفى كتاب ماتع اسمه: (أشراط الساعة وفتن آخر الزمان) ط . دار ابن الأثير.
بارك الله فيكم ، عندي عدة أسئلة .
أخي أبو مالك هل أفهم أنك تؤيّد هذه القاعدة ؟
١-كيف نستدل بالواقع لإثبات قول ونعزوه للمصطفى صلى الله عليه وسلم أو أنها خرجت من مشكاة النبوة ؟ أليس في هذا خرقاً واضحاً لنهج المحدثين وقواعدهم ؟ أليس هذا تعرضا خطيراً للوعيد في حديث من كذب عليّ متعمداً ؟
٢-هل هناك سلف للشيخ التويجري ؟
٣- هل يمكن أن تضرب لنا مثالاً على هذه القاعدة ؟
٤- ألا يفتح ذلك باب شر مستطير على المسلمين ، فلو خرج شخص أو فرقة مبتدعة تستدل بحديث ضعيف على كرامتها وصحة أمرها بدليل أن صفاتهم هي الصفات المذكورة في الحديث وواقعهم يدل على هذا ؟ فكيف نرد عليهم وعلى أي أساس نتحكم بالقاعدة وننزلها في الأحاديث التي نتشهى ؟
ملاحظة / أخي أبو مالك هلا تكرمت علي وراجعت بريدك الخاص.
أسعدنا الله وإياك في الدنيا والآخرة أبا البراء .
بارك الله فيكما ، لم أنتبه للسطر الأخير عذراً.
لكن تبقى الأسئلة قيد الطرح ، لمن رأى صحة هذه القاعدة !
وهل للشيخ رحمه الله سلف في ذلك ؟ وهل من الممكن أن تمثلوا لهذه القاعدة من كتابه ؟
بالنسبة للرسالة على الخاص فنعم هي بخصوص ذلك
قول الشيخ رحمه الله : لم ترو إلا من طرق ضعيفة . لعلها توحي : أنها ضعيفة وبانضمامها يصير الحديث حسنا لغيره . فيكون حجة ، والله أعلم .
أما الأمثلة التي ذكرها منها :
قال الشيخ رحمه الله 1 / 361 : وعن ابن محيريز؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « فارس نطحة أو نطحتان ثم لا فارس بعد هذا أبدًا، والروم ذات القرون، كلما هلك قرن خلفه قرن، أهل صخر وأهل بحر، هيهات لآخر الدهر هم أصحابكم ما دام في العيش خير » .رواه الحارث بن أبي أسامة مرسلا، والواقع يشهد له بالصحة.
قال ابن الأثير في "النهاية": "وفيه: فارس نطحة أو نطحتين ثم لا فارس بعدها أبدًا معناه: أن فارس تقاتل المسلمين مرة أو مرتين، ثم يبطل ملكها ويزول". انتهى.
وقال رحمه الله 1 / 372 : وعن معاوية بن حديج رضي الله عنه؛ قال: « كنت عند معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما حين جاءه كتاب من عامله يخبره أنه أوقع بالترك وهزمهم وكثرة من قتل منهم وكثرة ما غنم، فغضب معاوية من ذلك، ثم أمر أن يكتب إليه: قد فهمت ما ذكرت مما قتلت وغنمت؛ فلا أعلمن ما عدت لشيء من ذلك، ولا قاتلتهم؛ حتى يأتيك أمري. قلت له: لم يا أمير المؤمنين ؟ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لتظهرن الترك على العرب حتى تلحقها بمنابت الشيح والقيصوم فأنا أكره قتالهم لذلك » .
رواه أبو يعلى . قال الهيثمي : "وفيه من لم أعرفهم".
قلت: وحديث بريدة يشهد له ويقويه.
وأيضا فقد ظهر مصداقه، وشهد له الواقع بالصحة، وذلك حين ظهرت التتار على المسلمين، وألحقوا العرب بمنابت الشيح والقيصوم من جزيرة العرب.