الصفة
تتأرجح
بين المضاف إليه والمضاف
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ، كما هو الحال في قوله :"سبح اسم ربك الأعلى "(الأعلى1) وكلمة الأعلى" صفة " للرب "المضاف إليه ، لأن جعل الأعلى صفة للمضاف "اسم" يستدعي أن يكون هناك اسم أعلى للرب واسم أسفل وهو ما يخالف العقل والدين،وهذا هو الأصل بسبب القرب المعنوي بين المضاف إليه والصفة .
ولكن الله يقول كذلك "وناديناه من جانب الطور الأيمن"(مريم
52)والأيمن صفة للجانب "المضاف"وليست صفة للطور"المضاف إليه " لأن هذا يستدعي أن يكون هناك طور أيمن وطور أيسر ، ولا يوجد إلا طور واحد ،والمقصود من الآية :جانب الطور الأيمن بالنسبة لسيدنا موسى عليه السلام ،أي عن يمينه ، ويقابله جانب الطور الأيسر بالنسبة لسيدنا موسى ،فهما جانبان أيمن وأيسر بالنسبة للنبي موسى عليه السلام ، وقد تم الربط بين الصفة وبين المضاف ،لأن الربط بين الصفة والمضاف إليه لا يمكن أن يتم بسبب عدم وجود الاحتياج المعنوي أو الأهمية المعنوية بينهما ،أو بسبب المانع المعنوي ، وإن شئت فقل:هو عدول عن الأصل .
ومثل ذلك قوله "فلما أتاها نودي من شاطيء الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة " فقد ربط بين الصفة والمضاف ،لأن الربط بين الصفة والمضاف إليه لا يمكن أن يتم ،ويمنعه العقل ،لأنه لا يوجد هناك واديان ،بل هناك شاطئان عن يمين النبي عليه السلام وشماله
،ويمكن أن نقول :كتبت بقلم الحبر السائل ، والسائل :صفة للحبر وليس للقلم ، لأن جعله "للقلم" يستدعي أن يكون هناك قلم سائل وقلم غير سائل ،وهو مستحيل ، ونقول :استمتعت بشرب كأس العصير الزجاجي ، والزجاجي صفة للكأس ،لأن العصير لا يكون زجاجيا وغير زجاجي ، فالمعنى يحدد ذلك.

وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس .