قُولُه تَعَالَى: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ«1» مَلِكِ النَّاسِ«2» إِلَهِ النَّاسِ«3» مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ«4» الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ«5» مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ«6»
الناس: الخلق من الإنس، لبيان حاجتهم إلى الاعتصام بالله من شر الشيطان ووسوسته
فضلها: عن عقبة بنِ عامرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : " أَلـمْ تَرَ آيَاتٍ أُنْزِلَتِ اللَّيْلَةَ لَمْ يُرَ مِثْلُهُنَّ قَطُّ؟! قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ مسلم / 814
الالتجاء إلى الله والاعتصام به من شر شياطين الجن والإنس
(1)- + قُلْ " يا محمد + أَعُوذُ " أستجير + بِرَبِّ النَّاسِ "مُرَبِّيهِمْ ومُدبّر أحوالهم، ولا يشارك الله أحد في معنى من معاني الربوبية.
(2-)+ مَلِكِ النَّاسِ " الملك الذي له التصرف المطلق، في الخلق والأمر والجزاء، الموصوف بصفة الملك وهي صفة العظمة والكبرياء، والقهر، والتدبير. الذي يصرف أمور عباده كما يحب، ويقلبهم كما يشاء.
(3)- + إِلَهِ النَّاسِ " معبودهم الحق الذي هو الذي تألهه القلوب محبةً وتعظيماً وإجلالا وخشية، الجامع لصفات الكمال، المستحق للعبادة كلها ظاهرها وباطنها، فلا يستعان إلا به جل شأنه، ولا يستغاث إلا به عز وجل، ولا يتوكل إلا عليه سبحانه ، ولا يرجى غيره جل شأنه، ولا يذبح إلا له سبحانه ، ولا ينذر إلا له سبحانه ، ولا يحلف إلا به جل شأنه، فمن صرف شيئا من العبادات لغير الله فقد أشرك، وناقض معنى لا إله إلا الله.
(4)- + مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ " الشيطان المُوَسْوس جِنِّيّا أو إنْسِيّا + الْخَنَّاسِ " الذي يختفي ويتوارى عند ذكر العبد ربَّه.
(5)- + الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ" قلوب + النَّاسِ" بينهم بقوله + مِنَ الجِنَّة والنَّاسِ " جِنِّهِم وإنسِهِم يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا، وفيما يلي بعض أساليب التحصن من الشيطان ومكائده.
الإعْرابُ
برب
الناس متعلّق بـ «أعوذ» ملك بدل من رب مجرور أو نعت أو عطف بيان، إله: بدل من "ملك" مجرور، من شر متعلق بـ «أَعُوذُ»، الذي نعت للوسواس، من الجنة متعلقان بـحال من فاعل يوسوس.
اعراب الجمل:
1. جملة: « قل ... » لا محلّ لها ابتدائيّة.
2. جملة: « أعوذ ... » في محلّ نصب مقول القول.
3. جملة: « يوسوس ... » لا محلّ لها صلة الموصول «الذي»
الوقف والابتداء: موضع على تقدير
لا وقف من بداية السورة إلى آخرها للعطف واتساق الكلام بعضه على بعض في مقول واحد، وجوز الوقف على رأس الآية لأنه سنة متبعة، سوى موضع : الخناس : كاف : إن جعل الذي في موضع رفع خبر محذوف تقديره هو الذي، أو جعل في موضع نصب على الذم، بتقدير أعني الذي