تمايز معنى التراكيب في إطار الرتبة
الله عادل ولا يظلم أحدا
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في قوله تعالى :*"وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب *مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد"(غافر31-30)ويظهر لنا معنى الآية الكريمة عند مقارنتها بتركيب آخر،فهناك فرق في المعنى بين:
قوله تعالى"وما الله يريد ظلما للعباد"
وبين قولنا:وما يريد الله ظلما للعباد"
في الآية الكريمة هناك تسليط للنفي على لفظ الجلالة ،فالنفي منصب على ذات الله ،والمعنى أن الظلم ليس من صفاته تعالى ،وليس من شأنه ،فالله سبحانه وتعالى عادل لا يظلم أحدا ، وهذا النفي دائم ومستمر لأنه دخل على جملة اسمية ،خبرها فعل مستمر،والمعنى ثبات واستمرار نفي الظلم عن الله تعالى،فالناس هم الذين يظلمون أنفسهم ،وما يحل بهم هو من عمل أيديهم ، ومما يدل على ذلك قوله قبل هذا "وقال الذي آمن يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب* مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم"فعقاب هذه الأقوام كان نتيجة أعمالهم. بينما في قولنا:وما يريد الله ظلما للعباد"فالنفي منصب على فعل الإرادة،وهي جملة فعلية غير ثابتة ،ومعناها نفي إرادة الظلم عن الله تعالى،وقوله تعالى أبلغ وأفصح.والفرق بين المعنيين نابع من تغير منزلة المعنى بين أجزاء التركيبين.
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ، وباختصار:الإنسا يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس .