دور منزلة المعنى في تغيير رتبة الضمائر
تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في تغيير رتبة الضمائر عند تحويل الجملة من المبني للمعلوم إلى المبني للمجهول ،وذلك كما في الأمثلة التالية :
نقول :أعطيتك دينارا ، وعند تحويل هذه الجملة إلى المبني للمجهول تصبح :أُعطيتُ دينارا ،أو أعطيتَ دينارا ،أو أُعطى أو أُعطيَ ، بحسب المتكلم فتتحول كاف المخاطب إلى تاء المخاطب ،لأن الكاف ضمير نصب أو جر ، أما التاء فهي ضمير رفع ، ونائب الفاعل يكون مرفوعا ،ولا تقع الكاف موقع التاء ، وهناك احتياج معنوي بين الفعل وتاء المخاطب أو نائب الفاعل لأنها ضمير رفع .
ونقول:أرانيهم الباطل شيطانا ،وعند تحويل هذه الجملة إلى المبني للمجهول تصبح:أُريتُهم شيطانا ، أو أُريتَهم شيطانا ،وذلك بحسب المتكلم ، فيتحول ضمير النصب إلى ضمير رفع،لأن الياء ضمير نصب ولا تصلح أن تكون في محل رفع نائب فاعل ،وسبب تغيير الضمائر هو تغيير منزلة المعنى بين أجزاء التركيب ،وهذه الضمائر الجديدة حلَّت مكان الفاعل المحذوف وورثت إعرابه ،فصارت نائب الفاعل ، وهناك احتياج معنوي بين الفعل وتاء المخاطب أو نائب الفاعل لأنها ضمير رفع
وقريب من هذا قوله "واسأل القرية "وعند حذف المفعول المضاف حل مكانه المضاف إليه وورث إعرابه ،وهذا بسبب منزلة المعنى داخل التركيب .
وقريب من هذا قولنا:افتتح المدير القاعة ،وعند تحويلها إلى المبني للمجهول نقول:افتُتحَت القاعةُ ،فنأتي بتاء التأنيث بسبب الاحتياج المعنوي مع نائب الفاعل المؤنث ،والعكس صحيح .
وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس وان الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل .،وباختصار:الإنس ان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس.